صحيفة البلاد:
2025-12-13@16:53:14 GMT

سيكلوجية الانتقاد

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

سيكلوجية الانتقاد

يقع على عاتق الأفراد العديد من المهام التي يجب عليهم إنجازها في مجتمعهم الخاص مع أسرهم و في مجتمعهم العام في عملهم تحديدًا و قد يواجه الأفراد الكثير من العراقيل و هذا أمر طبيعي جدًا و من الطبيعي المرور به و تجاوزه و من ثم الوصول إلى المهارات الحياتية اللازمة لتحويل الأفراد إلى خبراء في مختلف المجالات التي يهتمون بها .

وممّا لا شك فيه ، هو وقوع الأخطاء التي تنعكس بشكل كبير على مستوى مؤشر التقدم والتي تتطلب تغييًرا في المسار و استخدام الخطط البديله لتداركها ومعالجتها وإكمال المسير نحو حصد المزيد من النتائج و قد يؤثر الوقوع في الخطأ سلبًا على نفسية الفرد فمن الطبيعي أن شعور الشخص بذاته ينخفض قليلاً بسبب تداعيات الفشل.

وأحوج ما يكون عليه الفرد في هذه المرحلة ،هو التحسين و تلقي الدعم النفسي و المعنوي ،الذي يسهم بشكل كبير في تسّريع عملية البدء من جديد و تجاوز الفشل ،ويعدّ التحّسين المستمر عن طريق النقد البناء أداةً من أدوات فن التواصل البنّاء بين الأفراد و المجتمعات والإرتقاء بمستوى الأداء العالي.

وقد يتعرض بعض الأفراد إلى الانتقادات بشكل مستمر و لكن هل هذا يعني أنهم فاشلون.
على الأفراد الذين يتلقون النقد أولاً و قبل تلقيهم النقد، أن يكونوا على معرفةً تامة بماهية النقد حتى يستطيعوا التكيُّف معه و تقبُّله ،وعليه ثانيًا طرح الاسئلة الذاتية هل هذا الانتقاد هو انتقاد دافعي ام تحطيمي ؟ و من ثم ثالثًا اتخاذ القرار بتقبّله أو تجاهله
ويتعين على الأفراد معرفة نوعية الانتقاد من خلال طريقة تقديمه ،ما إذا كان هذا الانتقاد اتهاما بالفشل أم انتقاداً هادفاً يسهم بشكل مباشر في تطوير مستوى

أدائهم، كما أن الانتقاد هو أداة قوية يمكن أن تساعد في تحسين الأداء وتعزيز العلاقات ، وله تأثير إيجابي كبير، إذا تم تقديمه بطريقة صحيحة.
تذكّر دائمًا أن الهدف هو البناء وليس الهدم، وأن التواصل الفعّال هو المفتاح لتحقيق ذلك.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

النقد الغائب.. والنقاء المهدد!

في زمن تطغى عليه الضوضاء، وتتصارع فيه الصور والكلمات بلا هوادة، تكاد تسمع صرخة حادة تبحث عن أذن تسمع: أين هم النقاد؟ ليس أولئك الذين يوزعون الشهادات الرخيصة، بل حماة الذائقة، وحراس الجودة، وضمير المجتمع الحي في شتى المجالات.

لم يعد النقد رفاهية أو ترفاً فكرياً، بل تحول إلى ضرورة حيوية، هو الميزان الذي يمنع انهيار الجودة، والنور الذي يكشف زيف الرديء عن قيمة الأصيل..ومع ذلك فنحن نواجه غياباً مريباً لسلطته، وتراجعاً صارخاً لدوره، في لحظة تاريخية نحتاج فيها إلى صوته أكثر من أي وقت مضى.

لماذا غاب الناقد؟
لأن العالم اليوم يركض خلف السرعة: إنتاج سريع، واستهلاك أسرع، و"إعجابات" تقاس بالثواني..في هذا الزخم، لا مكان للقراءة الهادئة، ولا للتفكير المتعمق، ولا للكلمة الصادقة التي تبحث عن الحقيقة قبل أن تبحث عن الإطراء..لقد ضاقت المساحة حول الناقد، وتحولت كلمته في نظر الكثيرين من دعامة إصلاح إلى تهديد شخصي، فآثروا خطاب المديح الآمن الذي يربت على الأكتاف ولا يبني أفقاً.

النتيجة: غياب النقاء
وبطبيعة الحال مع غياب النقد، يغيب "النقاء" – نقاء التقييم، وصدق الموقف، وصفاء الرؤية..في الفن والإعلام، في التعليم والسياسة، في الاقتصاد والإدارة، يختلط الحابل بالنابل، ويتساوى الجهد العميق مع الادعاء السطحي..حيث يصبح الاحتفاء الحقيقي – المبني على معايير صلبة – هو الخطوة الأولى لأي نهضة تُرجى.

أين نماذجنا التي نفتقدها؟
لطالما كانت الحياة الثقافية العربية تزخر بمن كانوا ضميراً يقظاً..كان طه حسين ناقداً صارم العين، جريء السؤال، قبل أن يكون عميداً..وكان العقاد صاحب القلم الذي يحلل بعمق ولا يجامل..وظهرت أمينة رشيد كنموذج للنقد المنفتح المتوازن..ومارس يوسف إدريس نقداً حياً ينبض بتجربة المبدع وقدرة القاصّ على رصد التفاصيل. .لقد احترموا عقل القارئ، واستفزوا أسئلته، ولم يخشوا سوى التزييف والزيف.

هل من أمل في العودة؟
نعم.. العودة ممكنة.. لكنها تحتاج إلى إدراك جماعي أن النقد الحقيقي ليس هدماً، بل هو بناء..هو محاولة لإقامة ميزان عادل، وفتح باب للحوار الجاد، الناقد الحقيقي لا يكتب ليسقط أحداً ،بل ليرفع السقف، وليضيء الطريق.

عندما نعيد الثقة في الحوار، ونحترم العقل كقيمة عليا، ويعود الاحترام للكلمة الموضوعية، سيعود الناقد إلى مكانه الطبيعي: حارساً للنقاء، وشرطاً لأي تميز، وضرورة لأي حياة فكرية وثقافية حقيقية تستحق أن تحتفى.

مقالات مشابهة

  • بدون دراية للموقف.. أحمد حسن يفتح النار على منتقدى منتخب طولان
  • رقم كبير.. النجف تكشف كمية الأمطار التي تم تصريفها من شوارع المحافظة
  • لوقف التهريب للدول المحظورة.. إنفيديا تكشف عن أداة جديدة لتتبع الرقائق
  • استشاري مناعة يوضح أسباب تباين الإحساس بالبرودة بين الأفراد
  • انقلاب دولي على "الإخوان".. هند الضاوي: ترامب يعتبر الجماعة أداة للديمقراطيين
  • تحديث جديد في إنستجرام يكشف عن عالم خوارزميتك المخفي
  • النقد الغائب.. والنقاء المهدد!
  • تفاهم بين «كابيتال دوت كوم» و«أكاديمية أبوظبي العالمي» لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد
  • “كابيتال دوت كوم” وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي تتعاونان لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد وتمكين جيل جديد من المواهب الإماراتية الجاهزة للمستقبل
  • رغم ارتفاع التضخم.. ترامب يؤكّد أن الأسعار تنخفض بشكل كبير بفضله