ذكرى عيد العرش بالمغرب.. تواصل مسيرات التنمية والتحديث والبناء
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
طارق الحسيسن *
يحتفل الشعب المغربي في الثلاثين من يوليو الجاري، بالذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس، عرش أسلافه الميامين، وهي مُناسبة جليلة تحمل في طياتها العديد من الرموز، مليئة بالدلالات التي تُعبر عن عمق أواصر الولاء والبيعة والتلاحم الوثيق بين القيادة والشعب المغربي الوفي، وتكريس الالتزام الراسخ بمواصلة مسار التنمية والبناء والتحديث، وتحقيق النموذج التنموي المغربي المتميز الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة، نصره الله، باعث نهضة المغرب الحديث، وفق مُقاربة قوامها النمو الاقتصادي المستمر والتنمية المستدامة والتضامن الاجتماعي والحكامة الجيدة.
إن إحياء هذه الذكرى الغالية علينا نحن أبناء المملكة المغربية لعيد العرش المجيد، يشكل لدى كل المغاربة مناسبة للتأمل في منجزات العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهي لحظة سياسية مهمة لرسم معالم العشرية الثالثة من حكم جلالته الزاهر، والتي جعلت من إرساء الدولة الاجتماعية هدفا إستراتيجيا ومحورا أساسيا لها يقوم على العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة؛ من خلال تعزيز المكتسبات المحققة، والعمل على انتهاج النموذج التنموي الجديد وفق الرؤية الملكية المتبصرة والسديدة.
فعلى الصعيد الدبلوماسي، تواصل المملكة المغربية بقيادة جلالته الإسهام الفاعل والمؤثر في القضايا الإقليمية والدولية، وفق رؤية ملكية سامية سديدة، مبنية على الحوار وحسن الجوار واحترام سيادة الدول ودعم الأمن والسلم الدوليين وتكريس التعاون الدولي وترقية حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، فإن المغرب يعمل جاهدا منذ سنوات، من أجل تفعيل الاتحاد المغاربي، وتعزيز العمل العربي المشترك، والدفاع عن القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في إطار حل الدولتين ووفقا للمرجعيات الأممية ذات الصلة. كما أن التوجه الإفريقي أضحى محددا ثابتا واستراتيجيا في السياسة الخارجية المغربية، والتي بفضل ديناميتها حققت نتائج مهمة على مستوى دعم التنمية في عدد من البلدان الإفريقية، وفق قاعدة الكسب المشترك والمنفعة المتبادلة، والتنمية الجماعية المستدامة للقارة.
وفيما يخص واقع العلاقات المغربية العمانية وآفاقها، فلابد من التذكير بأنَّ هذه العلاقات الأخوية المتينة والراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين والقائمة على الثقة المتبادلة والتعاون والتنسيق المثمر والبناء والتضامن المتواصل، عرفت وستعرف مزيدا من التقدم والتطوير إلى آفاق أرحب، في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لقائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهما الله ورعاهما- والذي نتمنى لجلالته بهذه المناسبة السداد والتوفيق في قيادة الشعب العماني الشقيق نحو مزيد من التقدم والازدهار والرخاء.
وفي هذا الصدد، ينبغي التذكير بأنَّ العلاقات المغربية العمانية، تعززت خلال الفترة الأخيرة بالتوقيع بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية العمانية بالرباط بتاريخ 04 يوليو 2023 برئاسة معالي وزيري خارجية البلدين الشقيقين على عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم شملت العديد من القطاعات الحيوية والهامة، كالنقل البحري وحماية المستهلك والسكك الحديدية وفي مجال التدريب الدبلوماسي، إضافة إلى استمرار التشاور والتنسيق على مختلف المستويات بين مسؤولي البلدين الشقيقين، من أجل إبرام اتفاقيات جديدة تخص مجالات تعاون أخرى كالتعاون الأمني والطاقات المتجددة وغيرها، فضلاً عما تعرفه العلاقات الثقافية والعلمية من زخم متميز.
ويظل الطموح قائما للدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين إلى مستويات أرحب، خاصة في ظل توافر كل الظروف المؤاتية لتحقيق ذلك من موقع استراتيجي متميز، ومؤهلات اقتصادية كبيرة، وبيئة استثمارية جاذبة، فضلاً عن وجود إطار قانوني غني يغطي كافة مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.
وفي الختام.. أغتنم هذه المُناسبة لأتقدم إلى كافة أفراد الجالية المغربية المقيمة بسلطنة عُمان بأحر التهاني بهذه المناسبة الغالية، وأتمنى لهم مزيدا من التقدم والنجاح، كما لا يفوتني أن أعبر عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير العالي لكل المُؤسسات والهيئات الرسمية والخاصة بهذه الأرض الطيبة المعطاء، التي أبت إلا أن تُعبر لنا عن تهانيها بالذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد.
* عميد السلك الدبلوماسي.. سفير المملكة المغربية لدى سلطنة عُمان
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مسيرات وحراك نسوي كبير في المحافظات بذكرى ميلادة فاطمة الزهراء
محافظة اب:
حيث شهدت محافظة إب اليوم، مسيرتين نسائيتين في مدينتي إب ويريم، إحياءً لليوم العالمي للمرأة المسلمة - ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام.
وأكدت المشاركات في المسيرة بمدينة إب أن المسيرة تمثل تأكيدا على مكانة المرأة المسلمة المستمدة من قدوتها فاطمة الزهراء، وأن هذه المناسبة تمثل محطة سنوية لتعزيز قيم الصمود والتمسك بالقيم والهوية الإيمانية.
وفي مدينة يريم، أوضحت المشاركات أن المسيرة تعكس وعي المرأة اليمنية وتمسكها بمبادئ الإسلام الصحيحة، وأنها أصبحت شريكًا حاضرًا في معركة الصمود والوعي.
وأكدن أن إحياء ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام يعزز قيم التضحية والإيمان والعدل في نفوس النساء، ويمنحهن قوة معنوية لمواجهة التحديات الراهنة.. موضحات أن حضورهن اليوم يعبر عن ثبات وصمود المرأة واستمرارها في أداء دورها التوعوي والإنساني في الأسرة والمجتمع.
محافظة الحديدة:
شهد ملعب العلفي بمدينة الحديدة عصر اليوم فعالية نسائية حاشدة بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام - اليوم العالمي للمرأة المسلمة.
وعكس الحفل، الذي اكتظ بحشود نسائية من مديريات الميناء والحوك والحالي وعدد من مديريات المحافظة، الوعي المتنامي للمرأة اليمنية بأهمية إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة المتجسد في ذكرى ميلاد فاطمة البتول ابنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأُلقيت في الاحتفالية كلمات أكدت في مجملها أن إحياء ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام يُجسّد الارتباط الصادق برسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله، ويعمق الالتزام بنهجه، ويعبر عن التمسك بخط آل البيت في واقع الأمة.
محافظة المحويت:
ونظمّت الهيئة النسائية بمحافظة المحويت اليوم، فعالية خطابية بساحة المجمع الحكومي بمركز المحافظة بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام.
وفي الفعالية أكدت الكلمات، أن السير على نهج فاطمة الزهراء والتمسك بأخلاقها وقيمها يمثل طريق الهداية والوعي الإيماني للمرأة المسلمة، مشيرة إلى أن الزهراء عليها السلام ستظل الأنموذج الأسمى في العفة والكرامة والصبر والإيثارواعتبرت إحياء الذكرى، محطة إيمانية تستحضر فيها الأمة سيرة الزهراء ومكانتها العظيمة، وتستلهم من حياتها الدروس التي تجسّدت في مواقفها الثابتة دفاعاً عن الحق وإعلاءً لقيم العدالة والمبادئ الإنسانية الرفيعة.
كما نظّمت الهيئة النسائية بمديرية شبام كوكبان، اليوم، فعالية خطابية بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، تحت شعار "الزهراء.. قدوة العصر في درب النصر".
وأشارت المتحدثات في الفعالية إلى أهمية تنظيم فعاليات ذكرى ميلاد الزهراء وإعطائها الزخم الذي يليق بمكانتها، كونها مناسبة تستحضر القيم الرفيعة التي حملتها الزهراء عليها السلام، وتُحيي في النفوس معاني التضحية والفداء والصبر والثبات في مواجهة التحديات، والوقوف صفاً واحداً إلى جانب أبناء الوطن في التصدي لقوى الظلام والاحتلال، حتى تحقيق النصر وتحرير كل شبر من الأراضي اليمنية.
تخللت الفعاليتان فقرات مسرحية وإنشادية وقصائد معبّرة تناولت مناقب السيدة الزهراء عليها السلام.
من جانبها نظّمت جامعة المحويت، بالتنسيق مع الهيئة النسائية بالمحافظة، اليوم فعالية خطابية بالذكرى تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة المسلمة.
وصدر عن المسيرات والفعاليات بيان أكد الالتزام بالسير على نهج السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، واستلهام مبادئها في تعزيز قيم الحق والعدالة، والدفاع عن المظلومين، والثبات في المواقف التي تخدم الأمة وقضاياها العادلة.
وأشار إلى أن العدو يسعى عبر وسائل إعلامية وثقافية إلى سلخ المرأة عن هويتها الإيمانية وقيمها الأصيلة.. داعيًا النساء إلى اليقظة والتمسك بالهوية التي تحفظ الكرامة وتصون الأخلاق وتحصّن المرأة من محاولات التضليل والاختراق.
وجدد البيان التفويض للقيادة ممثله بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.. مؤكداً الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس حتى تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني.
وأدان الاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والعدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية.. مؤكدًا على الموقف الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في مواجهة الجرائم المتصاعدة.
وأكد البيان استمرار حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهما.. داعيًا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تعزيز هذا السلاح الفعّال الذي بدأت نتائجه بالظهور على الاقتصاد الصهيوني وفق اعترافات خبرائه.
وشدد على الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والاستعداد لدفع الأبناء والرجال للالتحاق بدورات التعبئة العامة العسكرية، ورفع الجهوزية القتالية لأي مواجهة مقبلة مع العدو الصهيوني أو الأمريكي.