تعاطي "فوق المتوقع" لاستثمار الموسم في تحسين البنى الأساسية وتعزيز النمو المستدام
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
◄ مروان بن تركي يفتتح "ذاكرة وطن".. الإثنين المُقبل
◄ استحداث قائمة واعدة من الفعاليات لمختلف الفئات العمرية
◄ الفعاليات التراثية والتوعوية تجتذب جمهورا واسعا
صلالة - الرؤية
يُشكِّل موسم خريف ظفار خطوة مهمة نحو تعزيز نمو القطاعين السياحي والتراثي؛ الأمر الذي أدّى لزيادة عدد المنشآت الفندقية وإنشاء المنتجعات السياحية وتحسين وتطوير المواقع التراثية والأثرية في محافظة ظفار؛ نتيجة لتضاعف الأعداد الكبيرة من السياح والزوار لهذا الموسم بشكل سنوي.
وقامت وزارة التراث والسياحة بجهود حثيثة -بالتعاون مع جميع شركاء القطاع السياحي والمنشآت الفندقية بمحافظة ظفار- بالتزامن مع بدء موسم خريف ظفار 2024، للوقوف على مدى جاهزية هذه المنشآت وجودة الخدمات التي تقدمها لمختلف فئات الزوار والسياح. وأكد خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار، أن هناك 5 مشروعات سياحية ستدخل حيز التنفيذ هذا العام ليصل عدد الغرف الفندقية هذا العام إلى 7 آلاف غرفة بواقع 70 منشأة مرخصة في المحافظة.
وقال مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار: إن متنزه البليد الأثري مع "متحف أرض اللبان" الذي يقع ضمن المتنزه، سيستضيف خلال موسم خريف ظفار لهذا العام 3 معارض تخصصية تقام لأول مرة، ما سيعزز من تجربة السائح لزيارة المتنزه، مشيرًا إلى أن وزارة التراث والسياحة شريك استراتيجي بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة في إقامة العديد من المعارض والمؤتمرات لاسيما في هذا الموسم؛ ما من شأنه تعزيز قطاع المؤتمرات وسياحة الحوافز. وأضاف أن هناك خطة ترويجية شاملة تم تصميمها لمحافظة ظفار بدءًا من استضافة العديد من ممثلي صناعة المحتوى للترويج لموسم خريف ظفار 2024 وأيضًا للمواسم التي تأتي تباعًا بعد الخريف إضافة إلى إطلاق حملة "غير جو" التي شملت جميع محافظات سلطنة عُمان وتركز على محافظة ظفار. وأوضح أن القطاع السياحي في محافظة ظفار شهد نموًّا في العام الماضي بنسبة تتراوح بين 18 إلى 20 بالمائة؛ ما يبشر بنمو بقية القطاعات الاقتصادية.
من جانبه، قال علي بن سالم الكثيري مدير دائرة مواقع أرض اللبان بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار: إن المواقع التراثية والأثرية بمحافظة ظفار تشهد نشاطًا سياحيًا مستمرًا طوال العام؛ ففي موسم الشتاء تنشط الحركة السياحية إلى هذه المواقع خاصة من الدول الأوروبية عبر الطيران العارض التي تسير رحلاتها المباشرة إلى مطار صلالة والسياح الأجانب القادمين عبر السفن السياحية إضافة إلى السياح المقيمين من الأجانب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ولفت مدير دائرة مواقع أرض اللبان بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار إلى أن إجمالي عدد زوار متنزه البليد الأثري ومتنزه سمهرم الأثري "خور روري" بلغ منذ بداية موسم خريف ظفار 2024 وحتى الآن حوالي 16500 زائر.
من جهته، قال خالد بن برهام باعمر مسؤول القطاع الحكومي بمنتجع كراون بلازا صلالة: إن نسبة الإشغال في بعض الفنادق بمحافظة ظفار تسجل خلال موسم الخريف نسبا عالية خاصة من منتصف يوليو إلى نهاية أغسطس، متوقعًا ارتفاع نسبة الإشغال خلال موسم الخريف لهذا العام نظرًا لتمديد فترة تنفيذ الفعاليات والأنشطة المتنوعة حتى 20 سبتمبر المقبل.
فعاليات متنوعة
إلى ذلك، سعت بلدية ظفار خلال موسم الخريف 2024 إلى تنظيم العديد من الفعاليات و البرامج المناسبة لكافة الفئات العمرية منها الفعاليات والأنشطة الموجهة لفئة الأطفال من خلال عروض يومية وفقرات تراثية وتعليمية والمسابقات والألعاب التحفيزية الموزعة على عدة مواقع . وتُمثل فعاليات حديقة عوقد بصلالة "كيدي تايم" أنموذجا للمواقع الترفيهية المخصصة للأطفال عبر سلسلة متجددة من العروضً الترفيهية والتعليمية، والألعاب التفاعلية، وحلقات عمل تُنمّي مهارات الطفل، من خلال إقامة قرى عالمية متنوعة للأطفال، ما يعزز من تجربة الأسرة في الموسم ويجعل الفعاليات أكثر شمولية وجاذبية للأطفال.
وتتوزع فعاليات موسم خريف ظفار 2024م في عدة مواقع قائمة وأخرى جديدة مخصصة لكافة الفئات العمرية منها فئتا الشباب والأطفال؛ لتوفير الفرصة أمام المواطنين والمقيمين والزوار لخوض تجارب جديدة مليئة بالإثارة والتشويق، إذ تُركّز فعاليات الموسم لهذا العام على 5 محاور رئيسة تشمل البيئة والصحة العامة، والشباب، والطفل، والثقافة، والفنون.
المعرض المروري
وفي السياق، افتتحت شرطة عُمان السُّلطانية ممثلةً بالإدارة العامة للمرور وقيادة شرطة محافظة ظفار، أمس، فعاليات المعرض المروري التوعوي في نسخته السادسة، وذلك ضمن الحملة التوعوية المرورية لزوار خريف ظفار لعام 2024م، ويستمر خمسة أيام. ورعى افتتاح المعرض الذي يُقام في المجمع التجاري "صلالة جاردنز مول" سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب.
وقال المقدم أحمد بن خليفة الشكيلي مدير مرور ظفار: إن المعرض المروري المصاحب لفعاليات خريف ظفار 2024م، يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية السلامة المرورية للقاطنين وزوار محافظة ظفار خلال موسم الخريف والحد من الحوادث المرورية من خلال نشر الرسائل المؤثرة وإقامة النقاط التوعوية في مختلف المواقع السياحية والطرق المؤدية إليها وذلك للالتزام بقواعد المرور.
المعرض الوثائقي
هذا ويفتتح صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، الإثنين المقبل، المعرض الوثائقي: "ذاكرة وطن في أرض اللبان" بمحافظة ظفار بفعاليات عودة الماضي (السعادة)، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات في الفترة ٥-٢١ أغسطس. ويهدف المعرض إلى التعريف بالحضارة العُمانية وإبراز الجوانب الحضارية والتراثية والتاريخية المشرقة بها، إلى جانب التعريف بالدور التاريخي والحضاري الذي قامت به محافظة ظفار عبر حقب زمنية مختلفة، ونشر المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف والعلوم، وتنمية التواصل والترابط بالمجتمع المحلي والمجتمعات الأخرى.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مشروع تطوير «شلالات وادي دربات».. حلم ينتظر اليقظة!
سعيد بن محمد الرواحي
في ديسمبر من عام 2010، وجّه السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - بتنفيذ مشروع متكامل لتطوير «وادي دربات» بمحافظة ظفار، في خطوة تعكس رؤيته الاستراتيجية للنهوض بالسياحة البيئية والطبيعية في سلطنة عمان.
وقد شملت تلك التوجيهات الكريمة إنشاء سدّ مائي لحجز المياه، وتأهيل الشلالات لتكون أكثر جذبًا واستمرارية، إلى جانب تطوير عين «غيضت» وتجميل المنطقة المحيطة بها، وتزويد الموقع بالخدمات الأساسية، لتُصبح هذه المواقع الطبيعية في متناول الزائرين طوال العام، ليست فقط باعتبارها معلمًا طبيعيًا ساحرًا، إنما بصفتها رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا مستدامًا.
إلا أن هذه التوجيهات، وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، ما زالت حبيسة الخطط الورقية، فيما لا تزال الشلالات موسمية الظهور، وأحيانًا تغيب في مواسم الخريف بسبب ضعف الأمطار وجفاف الوادي في أشهر الصيف.
لقد بات واضحًا أن استثمار الطبيعة الخلابة في محافظة ظفار يحتاج إلى إرادة تنفيذية تتناسب مع خطط الحكومة لتعزيز قطاع السياحة، خاصة في ظل التحول الذي تشهده المحافظة والجهود التي تبذل حاليا من عمليات التطوير والتحديث، والتي بدأت تجد لنفسها موقعًا متقدمًا على خارطة السياحة العربية، بل وتغدو في فصل الشتاء وجهةً لعدد متزايد من السياح الأوروبيين الباحثين عن الدفء والطبيعة.
إن «شلالات دربات» ليست مجرد تيار مائي ينساب من بين الجبال، بل تمثل لوحة طبيعية فاتنة تنبع من أعماق الصخور، وتتخلل التكوينات الجبلية في مشهد يأسر العين ويمنح الزائر شعورًا فريدًا بالهدوء والسكينة. غير أن هذا الجمال الأخّاذ يبقى رهين تقلبات الأمطار، ما يجعل الشلالات تغيب أحيانًا عن المشهد في عدد من مواسم الخريف، مخيبة آمال السياح الذين يتطلعون لرؤيتها. ولعل إنشاء شلالات صناعية دائمة الجريان، على غرار ما هو معمول به في دول رائدة سياحيًا، يُعدّ مشروعًا بالغ الأهمية لإحياء هذا المعلم، وتحويله من مشهد موسمي إلى عنصر جذب على مدار العام، لا سيما إذا أُرفق المشروع بمسارات للمشي، ومناطق استراحة، ومرافق سياحية متنوعة.
إن أغلب المعالم التي تجذب السيّاح إلى ظفار، سواء في موسم الخريف أو غيره، هي هبات ربانية، لا يد للإنسان فيها منها: الجبال الخضراء، والأمطار الموسمية، والسهول الممتدة، والشلالات، والعيون، والسواحل الممتدة، وهذا ما يُضاعف من المسؤولية الواقعة على الجهات المختصة؛ فحين يمنحك الله هذه الكنوز الطبيعية، فإن واجب الدولة أن تحسن استثمارها، وتحوّلها إلى صناعة سياحية حقيقية.
إن المطلوب اليوم هو تدخل حكومي جاد يُحدث طفرة سياحية نوعية، تجعل من محافظة ظفار وجهة جاذبة للسيّاح من المواطنين والمقيمين في داخل البلد، ومن الزوار القادمين من الخارج، ليس فقط في موسم الخريف، بل على مدار العام.
إلى جانب مشروع تطوير وادي دربات، فإن محافظة ظفار تزخر بعدد كبير من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تنتظر استثمارًا نوعيًا يحولها إلى محطات سياحية حقيقية.
ومن أبرز المقترحات التي يتناقلها المواطنون:
- إنشاء عربات معلقة (تلفريك) تربط بين قمم الجبال ومواقع الشلالات والعيون، وتتيح مشاهد بانورامية لا تُنسى.
- إقامة مقاهٍ ومطاعم بإطلالات جبلية وبحرية، بتصاميم تتناغم مع الطابع البيئي للمكان.
-تطوير «كهف المرنيف» ومنطقة المغسيل بخدمات فندقية خفيفة ومرافق ضيافة متنقلة.
- إحياء الأسواق القديمة في صلالة لتكون وجهات ثقافية تراثية تقدم الحرف العمانية والعروض الفلكلورية، على غرار مشروع سوق الحافّة.
- تحويل شواطئ ظفار إلى وجهة للرياضات البحرية عبر برامج مستدامة تحافظ على البيئة وتستقطب محبي المغامرة.
- تنشيط السياحة العلاجية والروحية في مواقع مثل جبل سمحان ووادي هرويب، لما لها من طابع عزل طبيعي مميز.
في الختام، فإن مواسم السياحة في عُماننا الغالية لا تعرف الانقطاع، فقد أنعم الله علينا بتنوع جغرافي وبيئي ومناخي نادر على مستوى العالم.
وتُعد محافظة ظفار مثالًا حيًا لذلك، إذ تمتاز بمقومات سياحية تؤهلها لاستقبال الزوّار على مدار معظم أشهر السنة.
ومن هنا، فإن الاعتماد فقط على موسم خريف ظفار لانتعاش السياحة لا يرقى لطموحاتنا؛ بل كان الأجدر أن نعمل على إنشاء بنية سياحية مستدامة، ومرافق متكاملة، إلى جانب أنشطة ترفيهية متنوعة، تضمن جذب السياح طوال العام.