مع حلول موسم الخريف في محافظة ظفار، تتزيّن "عين رزات" برداء أخضر يزدان بالخضرة والرذاذ المنعش، لتتحول إلى وجهة طبيعية آسرة تجمع بين صفاء المياه، وتنوّع التضاريس، وجمال التكوينات الصخرية.

تتدفق مياه العين من عدة مصادر طبيعية لتشكّل بركًا وجداول جارية تسرّ الناظرين، وسط طبيعة خلّابة تكتنفها الأشجار الوارفة والمنحدرات الجبلية.

وتُعد "عين رزات" واحدة من أبرز المعالم السياحية في صلالة، حيث تجمع بين هدوء الطبيعة وسحر التضاريس في مشهد نادر لا يتكرّر إلا خلال هذا الموسم الاستثنائي.

ما يميز المكان أيضًا وجود كهوف طبيعية تطل على العين من عدّة جهات، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر ممرات مشاة آمنة، إذ توفّر هذه الكهوف للزائر تجربة فريدة، وتحتضن مقاهي تقدم وجبات خفيفة ومشروبات باردة وساخنة، ما يجعلها نقطة استراحة مميزة في قلب الطبيعة.

ولا تكتمل تجربة الزائر دون الجلوس تحت ظلال الأشجار الكبيرة المحيطة بالعين، حيث يمكن تناول وجبة الغداء وسط أجواء من الصفاء والهدوء، بعيدًا عن صخب المدينة، وتُضفي الأجواء الخريفية الرطبة الممزوجة برذاذ المطر سحرًا خاصًا على المكان، مما يجعل التجوال بين المرتفعات المحيطة ومراقبة تدفّق المياه تجربة لا تُنسى.

وقد أُعدّت المرافق الخدمية في الموقع بعناية لتلائم احتياجات الزوّار، حيث تتوفّر مواقف للسيارات، ودورات المياه، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية مثل القوارب الصغيرة التي تضيف بُعدًا تفاعليًا لزيارة المكان.

وتُعد "عين رزات" خلال موسم الخريف خيارًا مثاليًا لمحبي السياحة البيئية والطبيعة الهادئة، فهي تمثل تجسيدًا حقيقيًا لروعة البيئة العُمانية المتنوعة، التي تجمع بين الجبال والينابيع والغابات النباتية في تناغم فريد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فن العمارة في الباحة.. تفاصيل تسرد حكاية الإنسان وأصالة المكان

من أعالي جبال السروات في منطقة الباحة، تتجلى ملامح العمارة السعودية بطرازٍ فريد يتناغم مع الطبيعة الجبلية، حيث تزخر المنطقة بإرثٍ معماري عريق يعكس حضارة الإنسان وارتباطه ببيئته، وتبرز معالمه في القرى المنتشرة على امتداد المنطقة.
وتتميز مباني الباحة القديمة بتصاميم تراعي الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، إلى جانب العوامل الاجتماعية المتمثلة في العادات والتقاليد العربية الأصيلة، ما أسهم في تكوين طرازٍ معماري خاص بالمنطقة، وتواصل مشاريع العمارة الحديثة في الباحة اليوم تطبيق مبادئ العمارة السعودية، تعزيزًا للهوية العمرانية وتحسينًا لجودة الحياة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
أخبار متعلقة دراسة: التدريبات الرياضية تقلل الإحساس بالجوع داخل المخنوبل الفيزياء لثلاثة باحثين تقديرًا لأبحاثهم في مجال فيزياء الكم .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } G2p3yLnWMAAckxmالموجهات التصميمية للعمارة السعوديةوجاءت منطقة الباحة ضمن المرحلة الثانية من تطبيق الموجهات التصميمية للعمارة السعودية، التي انطلقت مؤخرًا لتشمل المشاريع الحكومية الكبرى والمباني التجارية، وذلك ضمن خريطة العمارة السعودية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للموجهات التصميمية للعمارة السعودية - حفظه الله - في شهر مارس الماضي، متضمنةً 19 طرازًا معماريًا مستوحى من الخصائص الجغرافية والثقافية للمملكة.معايير الهوية المعماريةويوضح الأستاذ المشارك في العمارة وتقنية البناء بجامعة الباحة الدكتور عبدالله بن عبدالقادر هريدي، أن المنطقة تزخر بعدد كبير من المباني التراثية القادرة على الإسهام في وضع معايير واضحة للهوية المعمارية الخاصة بالباحة، مشيرًا إلى أن لهذه الهوية دورًا محوريًا في معالجة التشوه البصري، وتحسين كفاءة الطاقة، فضلًا عن تعزيز جاذبية المنطقة السياحية.
ويبين أن عمارة جبال السروات يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنماط رئيسية هي: التقليدي، والانتقالي، والمعاصر، مستمدةً من مفردات معمارية مميزة كالحصون، والسلالم الخارجية، وعمود الزافر، ونهايات الواجهات، وأنماط الأبواب والنوافذ، مضيفًا أن إعادة صياغة هذه المفردات وفق اشتراطات البناء الحديثة تتيح تطوير مشاريع عمرانية متوافقة مع الهوية المحلية، وتحفّز المستثمرين والملاك على تبنّي هذه المعايير، خصوصًا في المحاور الرئيسة للمدينة.
ويؤكّد الدكتور هريدي أن الاعتماد على المفردات المعمارية التراثية يسهم في تحسين كفاءة الطاقة وتقليل استهلاكها، إلى جانب دعم الاقتصاد المحلي من خلال استخدام مواد البناء الطبيعية المتوفرة في المنطقة.عمارة تعتمد على الطبيعةوحول أنماط البناء، يذكر المواطن محمد بن سالم الغامدي (73 عامًا)، الذي عمل في حرفة بناء المنازل بالحجر لعقود أن اختلاف المناخ والتضاريس بين سراة المنطقة وتهامتها أوجد تباينًا في أنماط البناء ومواد التشييد، فكانت كل بيئة تفرض طابعها الخاص في التصميم والمواد المستخدمة.
ويشير الغامدي إلى أن العمارة القديمة في الباحة امتازت باعتمادها الكامل على الطبيعة، إذ كانت المنازل تُبنى من الأحجار المحلية كصخور الجرانيت والبازلت المزينة بأحجار المرو، وتُسقف بأخشاب العرعر المغطاة بالطين، في انسجامٍ تام مع البيئة المحيطة.
ويُذكر أن الفن المعماري القديم في الباحة شهد في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من الأهالي، الذين بادروا إلى ترميم منازلهم التراثية وإحيائها، واستلهم كثير منهم الطراز القديم في بناء منازلهم واستراحاتهم الحديثة، باستخدام الأحجار والنقوش والزخارف المستوحاة من هوية المكان وتاريخه.

مقالات مشابهة

  • باسم يوسف يصف مسيرته: أنا الرجل الغلط في المكان الغلط
  • بنك ظفار يستعرض حلول التمويل السكني في معرض "أكتوبر العمران"
  • فن العمارة في الباحة.. تفاصيل تسرد حكاية الإنسان وأصالة المكان
  • وادي «أم الدقيق» في الباحة.. لوحة طبيعية آسرة تجمع الشلالات الخلابة والتنوع البيئي
  • دوري الملوك يشعل موسم الرياض بانطلاق نسخته الأولى في الشرق الأوسط
  • هايلي بيبر تُسعد معجبيها بصور خريفية دافئة مع طفلها جاك
  • موتورولا Razr 2025: سعر تاريخي منخفض قبل موسم التخفيضات
  • قرى الصين الخفية بين التراث والطبيعة الخلابة
  • تحرك ميداني بنفق حسن صالح لمواجهة تجمعات المياه الجوفية قبل موسم الأمطار
  • محتوى مطور في منطقة «بوليفارد وورلد».. استضافة الحدث العالمي رويال رامبل للمصارعة