دماء الشهداء توحِّد الأمة وتسقط أوهام المستكبرين
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
مؤخراً جاء اغتيال العدوّ “الإسرائيلي” لقائدين كبيرين من حزب الله وحماس، في لبنان وطهران، وهما الحاج فؤاد شكر- قائد أركان حزب الله، والدكتور إسماعيل هنية- رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ليؤكد مجدّدًا أن الدم واحد والعدو واحد، وأن هذا العدوّ لا ينظر إلينا كسنّة وشيعة، إلا بالقدر الذي يؤدي ليفرق بيننا، ويغذي الخلافات التي ينفذ منها ويكتسب المقدرة على البقاء مع تفرقنا وتصويب سهامنا نحو بعضنا بعضًا.
التشييع الكبير للقائد الجهادي العظيم إسماعيل هنية في طهران، رسميًّا وشعبيًّا، أضفى الكثير من مشاعر الوحدة، ونبذ العديد من أوهام الفرقة بين أبناء أمتنا، لم ينظر الشعب الإيراني إلى ذلك القائد المجاهد، إلا نظرة الأخ والصديق ورفيق الجهاد والمقاومة، وخرجت الملايين لحضور التشييع الكبير دون أن يخطر في بالهم للحظة أننا يمكن أن نكون سنة وشيعة، بل أمة واحدة، لها جناحان يحلقان بها إلى الأعلى.
إن المعيار الذي ينظر إلينا به العالم المستكبر بقيادة واشنطن، هو الحرية والعزة والاستقلال، الذي يرضى بالتبعية وتنفيذ المخطّطات والاستراتيجيات الأمريكية، فهو صديق واشنطن، وهو من محور الاعتدال، وغيرها من المسميات الكاذبة والمخادعة، وأما من يرفض التبعية، ويبتغي الاستقلال، ولا يرضى بالهيمنة الأمريكية الخبيثة على المنطقة، ولا فرْض العدوّ الإسرائيلي، فهو من محور الشر، ومن دعاة التخريب.
لقد ازدهرت “إسرائيل” دائمًا من خلال سياسة فرّق تسد، وكانت تعلم أنه إذا تقاربت القوى السنية والشيعية فإن قدرة “إسرائيل” على المناورة ستكون محدودة، هذا الأمر الذي استحضره الكاتب الانجليزي المخضرم ديفيد هيرست، مع نهاية الشهر التاسع من طوفان الأقصى، مستدلًّا بالعمليات المتكاملة بين أطراف المقاومة في فلسطين ولبنان، مستطردًا أن هناك إصلاحًا جزئيًّا للخلاف الطائفي بين السنة والشيعة، وأن ذلك يشكّل تحوّلًا كبيرًا في المشهد الإقليمي وله عواقب وخيمة، حسب تعبيره.
إن حرب طوفان الأقصى، والوحشية “الإسرائيلية” المدعومة بشكل كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، قد ألغتا فعليًّا كلّ أشكال الخلاف الطائفي القذر الذي غذته “إسرائيل” وأدواتها في المنطقة، طوال الفترة الماضية، واكتشفت الأمة أن تلك الخلافات لم تكن إلا أداة بيد المستكبرين لتفريق الأمة وإضعافها، وأنه لولا تداعياتها اليوم لما تجرأ العدوّ “الإسرائيلي” على الاستمرار في وحشيته وإجرامه.
لم تتم تغذية الخلافات الجزئية من النواحي الطائفية فحسب، فالواضح أن العدوّ عمل على تغذية الخلافات القطرية، وصنع أوهام الحدود بين بلداننا التي لا يفصلها الدين ولا الجغرافيا ولا اللغة ولا العادات والتقاليد ولا الثقافة، حتّى أصبحت الصراعات الإقليمية التنافسية على الزعامة منذ عهد عبدالناصر وفيصل وما بعدهما، هي أهم ما يميز العلاقات بين دول المنطقة، ولا تزال قائمة إلى اليوم، وكلها بفعل المستكبر الأمريكي خدمةً للصهيوني.
عندما اجتمعت الدول العربية في تحالف، للأسف الشديد، كان تحالفًا عسكريًّا عدوانيًّا بقيادة السعودية ضدّ اليمن، وأحد أسلحة التجييش كان سلاح الطائفية، الذي طفحت به كتابات وتقارير أعداء الأمة، وأصبح لازمة لكل تحليل أو مقال أو تقرير يتحدث عن اليمن، ويصفه بأنه تحالف تقوده السعودية السنية، ضدّ الحوثيين الشيعة، هكذا بصراحة، وكانت تردّده ببغاوات الإعلام الرسمي في المنطقة بكلّ غباء وبلا خجل.
إن الأمر الأكثر غرابة وإثارة للتساؤل هو ما قاله أمس قادة الكيان، إن الوصول إلى السلام لا يتم إلا بتشكيل تحالف عسكري إقليمي، هذا ما قاله لابيد بالأمس، وأكد عليه مجرم الحرب نتنياهو أمام الكونجرس، في حفلة التصفيق الصاخبة، وهذا يعني في ما يعنيه أن العدوّ في حالة هزيمة، بالإضافة إلى أن مشاركة دول عربية في تحالف مع العدوّ الإسرائيلي، إن تم ذلك فهو أدنى درجات السقوط العربي، وأوضح آيات العمالة والخيانة، وأبهى صورة تفرز الفسطاطين، الحق والباطل، وتؤكد صوابية الخيار في المواجهة، والمقاومة والجهاد، وستعمل على تسريع النصر، وإيقاظ ما تبقى من سبات الأم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
18 مسيرة حاشدة في مأرب نصرة لغزة وتنديداً بجرائم الإبادة والتجويع
الثورة نت/..
شهدت محافظة مأرب اليوم 18 مسيرة حاشدة، تحت شعار “مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع” تضامنا مع غزة وتنديدا بما يتعرض له أبناؤها من جرائم إبادة وحصار على أيدي الصهاينة المجرمين.
ففي ساحة الجوبة أقيمت مسيرة حاشدة لأبناء المربع الجنوبي، ردد المشاركون فيها هتافات المساندة والنصرة للشعب الفلسطيني.. مؤكدين أن الشعب اليمني يجسد اليوم النموذج الملهم لكل الشعوب في الوقوف إلى جانب المظلومين والمحاصرين في قطاع غزة.
وخرج أبناء مديرية صرواح في مسيرات بساحات سوق صرواح وحباب والمحجزة بمشاركة محافظ المحافظة علي طعيمان، مشيدين بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه آلة القتل الصهيونية.
وبارك أبناء مديرية مجزر في مسيرة حاشدة، عمليات القوات المسلحة اليمنية في فرض حصار جوي على الكيان الصهيوني، في الوقت الذي تتسابق فيه بعض الأنظمة على دفع مليارات الدولارات لإرضاء المجرم ترمب.
وشهدت مديرية حريب القراميش مسيرات حاشدة بساحات باب حرة، وشجاع، والحزم، وحرة واللواء، واللكمة، ندد المشاركون فيها بما يتعرض له الأشقاء في فلسطين من مآسي وفظائع على مرأى من كل العرب والمسلمين والعالم أجمع.
وأكد أبناء مديرية بدبدة خلال مسيرتين بساحتي التضامن والجريداء، الاستمرار في التعبئة العامة والمسيرات والأنشطة المساندة للشعب الفلسطيني وتعزيز الجاهزية القتالية لمواجهة أي تصعيد أمريكي صهيوني.
كما أقيمت مسيرات في ساحات قانية والعمود وجبل مراد ورحبة وآل جناح، جدد المشاركون فيها الدعوة لشعوب الأمة لتفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للأعداء والتحرك على كافة المستويات للضغط من أجل وقف العدوان على قطاع غزة.
وأكد بيان صادر عن المسيرات الثبات على الموقف المحق والمشرف، والخروج الأسبوعي بلا كلل، ولا ملل، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم.
وخاطب الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة ” إنكم بجهادكم في سبيل الله، وصبركم، وثباتكم الذي لا مثيل له، واستمراركم في ذلك، تمنعون تكرار النكبة، وتقفون حجر عثرة أمام العدو الصهيوني، وتحمون الأمة العربية والإسلامية من تكرار النكبات بحق بلدان أخرى”.. مؤكدا أن الشعب اليمني معهم وإلى جانبهم وبتوكله على الله وجهاده في سبيله لن تتكرر النكبة – بإذن الله – بل سيتحقق وعد الله المحتوم بزوال الكيان الظالم.
وعبر عن “التحية والسلام والوفاء للإخوة في سرايا القدس ولكل المجاهدين الأعزاء الذين أهدوا لنا ولقائدنا التحية في عمليتهم الصاروخية الأخيرة ضد الكيان، وخصّوا الحشود المليونية في ميدان السبعين وبقية الساحات”.. لافتا إلى أن رسالتهم هذه “أغلى ما يصلنا في هذه المعركة المقدسة، ولهم منا العهد بالبقاء إلى جانبهم مهما كانت التحديات”.
وأشار إلى أنه وفي الوقت الذي كان العدو الصهيوني يصعد من جرائمه في غزة، كان الكافر المجرم -ترمب – الشريك الأول للصهيوني في الجريمة يتجول بكل عنجهية، وغطرسة، وكبر، وخيلاء، في بعض العواصم الخليجية، ويجمع الكميات الهائلة جدا من أموال الشعوب العربية والمسلمة ليقدم منها الدعم المهول لمجرمي الحرب في كيان العدو ليبيدوا الشعب الفلسطيني ويقتلوا العرب والمسلمين.
واعتبر الصواريخ التي ذهبت أثناء خطاب الكافر المجرم ترمب، ومرت من فوق رأسه إلى عمق كيان العدو، شاهداً بأن الإسلام عزيز بعزة الله، وبأن ما يحدث لا يمثل الإسلام، ولا يقبله أهل الإيمان والحكمة.
وذكّر شعوب الأمة العربية والإسلامية بالمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية والأخوية تجاه المآسي والفظائع التي تحدث في غزة.. داعيا إلى المقاطعة الاقتصادية للأعداء، والتي لا يعفى منها أي مسلم، وكذلك تنظيم المظاهرات والاحتجاجات.
كما دعا البيان العلماء وقادة الفكر والرأي والنخب العلمية والفكرية والسياسية على العمل لرفع حالة الوعي داخل الأمة بضرورة العودة العملية الصادقة إلى القرآن الكريم، والاهتداء والالتزام به، وبأهمية النهوض بالمسؤولية والجهاد في سبيل الله ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية، وعدم موالاتهم.