تزوير وانتحال صفة في ملف المتحدث الإعلامي الإخواني
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
في الموقع الرسمي للمدارس الدولية التابعة للتنظيم الإخواني المصري بدولة الملاذ الآمن، يُقدم القيادي الإخواني طلعت فهمي تعريفًا لنفسه ويزعم أنه حاصل على شهادة "الدكتوراه في العلاقات الإنسانية في إدارة المدارس استنادًا للسيرة النبوية"، ولا يذكر اسم الجامعة التي منحته الشهادة المزعومة ولا تاريخ الحصول عليها، ولم ينشر في أي من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي صورة الشهادة أو صورة من غلاف الرسالة المطبوعة أو من جلسة المناقشة العلمية، ولم يقدم ما يفيد بأنه سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة أو حتى لالتقاط صورة تذكارية في ساحة الجامعة الوهمية!
بدأ الحديث عن رسالة الدكتوراه المضروبة في السادس عشر من فبراير 2017 برسالة كتبها الإخواني الهارب هيثم أبو خليل عبر "الفيسبوك"، وأعلن فيها أن الشهادة المزعومة اشتراها المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان" طلعت فهمي بمائة وخمسين دولارًا من إحدى الجامعات الأمريكية الوهمية، وقال: "موضوع عنوان الدكتوراه وأسماء من ساعده من أكاديميين، وليس من أشرفوا على الرسالة، يُوثق ذلك.
وطلب أبو خليل من صديقه السابق طلعت فهمي "إخراج صورة لشهادة الدكتوراه وإعلان أسماء المشرفين والكلية التي منحته الشهادة والجامعة التي اعتمدتها، وعلاقة أسماء الأكاديميين المصريين الذين تم وضع أسمائهم كمساعدين لمناقشة الرسالة". وتعهد أبو خليل بالاعتذار الصريح والواضح لصديقه القديم إذا نشر صورة الشهادة وأعلن بيانات تشير من قريب أو بعيد إلى عدم تزويرها.
وأضاف هيثم أبو خليل إلى رسالته المنشورة رابط مقال يكشف حقيقة الجامعة الأمريكية الوهمية التي يزعم المتربحون من جرائمها أنها "متخصصة في التدريس عن بعد"، وكانت جميع الحقائق على أرض الواقع تؤكد أن محاولات الحصول على اعتراف بها فشلت وتم طردها من عدة ولايات، وعندما حصلت على ترخيص من ولاية لويزيانا في العام 2020، كانت الموافقة النهائية معلقة على شرط حصولها على اعتراف أكاديمي، وبعد عجز إدارتها عن تقديم هذا الاعتراف أصبح الترخيص كأن لم يكن، وأصدرت جامعات أمريكية عدة بيانات تحذر من التعامل مع الكيان الوهمي الذي يرسل شهادات أكاديمية بالبريد إلى هواة شراء الشهادات المضروبة في العديد من الدول.
عندما وصل طلعت فهمي إلى دولة الملاذ الآمن، استفاد بخبراته السابقة في إدارة إحدى مدارس "الإخوان" بالإسكندرية وشارك في تأسيس مدرسة دولية يرأس مجلس إدارتها وتلبي احتياجات أبناء أعضاء الجماعة وتستوعب أبناء أعضاء التنظيمات الإرهابية العربية، وتجلب لخزائنه وخزائن التنظيم الإرهابي مئات اﻵلاف من الدولارات الأمريكية سنويًا، وكان القيادي الإخواني يوقع على الشهادات الدراسية باسمه مسبوقًا بحرف الدال أو بـ"الدكتور"، ويمطر آذان أولياء الأمور والطلاب بمعلقات الكذب متحدثًا عن خبراته التربوية العريقة وحصوله على شهادة "الدكتوراه" التي توج بها خبراته ومسيرته العلمية المزعومة.
كانت تصريحات طلعت فهمي تضع جماعته في أكثر من مأزق عندما يكذب ويسقط في تناقضات مفضوحة. وقد سقط في المأزق الأشهر عندما خرج في مواجهة مع مقدم برامج إخواني على شاشة قناة إخوانية في الرابع عشر من ديسمبر 2015، وكان يحاول إثبات صحة الادعاء بأن المرشد العام محمد بديع أصدر قرارًا بتعيين محمود عزت قائمًا بأعماله. ودار الحوار التالي:
مقدم البرنامج: متى تم تعيين محمود عزت قائمًا بأعمال المرشد؟
الضيف: فضيلة المرشد العام عيَّن الأستاذ الدكتور محمود عزت قائمًا بأعماله وفقًا للائحة "الإخوان".
مقدم البرنامج: متى تم التعيين؟ قبل اعتقال المرشد أم بعد اعتقاله؟
الضيف: لحظات صمت ثم تكرار للإجابة الأولى!
مقدم البرنامج: يا سيدي، متى تم التعيين؟.. قبل اعتقال المرشد أم بعد اعتقاله؟
الضيف: بعد تردد شديد قال… قبل اعتقال المرشد!
مقدم البرنامج: لماذا يُعين المرشد قائمًا بأعماله قبل اعتقاله؟.. ولماذا يعين المسئول قائمًا بأعماله وهو على رأس مهمته؟!
الضيف: لأن المرشد كان يخشى الاعتقال!
مقدم البرنامج: ومحمود عزت لم يكن يخشى الاعتقال؟!
عاد الحديث مُجددًا عن "الدكتوراه المضروبة" بعد الثامن عشر من ديسمبر 2021، عندما اشترك طلعت فهمي مع مجموعة القيادي المفصول محمود حسين في تزييف قرارات ما يُسمى مجلس شورى جماعة "الإخوان" وإعلان عزل إبراهيم منير رسميًا وفصل عدد من قيادات الجماعة وتشكيل لجنة مؤقتة للقيام بمهام القائم بعمل مرشد الجماعة لمدة ستة أشهر وتسمية الدكتور مصطفى طلبة ممثلًا لها، كما تكرر الحديث عن الشهادة المضروبة عندما اتسع الخرق على الراتق وقرر محمود حسين تعيين نفسه قائمًا بأعمال المرشد، وأصبح كل بيان صادر باسم "الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي" محشوًا بأكذوبة رباعية: "دكتور مزيف.. ومُنتحل صفة قائم بأعمال المرشد.. ومجلس شورى وهمي.. وكيان إخواني لا وجود له"، والحبل على الجرار!!
وما زالت تصريحات طلعت فهمي تتهم خصوم القيادي محمود حسين في الأجنحة الإخوانية المتصارعة بالتزوير والتزييف.. وفي كل مرة كان يستحق الرد العاجل: "من كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة يا أخ طلعت".. وأين أنتِ يا حُمرة الخجل؟!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقدم البرنامج محمود عزت أبو خلیل
إقرأ أيضاً:
بزشكيان يعرض استقالته خلال اجتماع غير معلن مع المرشد الإيراني
كشفت مصادر إيرانية، اليوم الأحد، أن الرئيس مسعود بزشكيان عرض استقالته خلال اجتماع غير معلن الأسبوع الماضي، مع المرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك في ظل انسداد آفاق المعالجة للأزمات المتفاقمة التي تشلّ البلاد.
ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر رفيع في مكتب المرشد الإيراني، أنّ "بزشكيان عبّر عن قلق بالغ من انزلاق الاقتصاد الوطني نحو انهيار شامل، استنادا إلى المعطيات والإحصاءات الحكومية الأخيرة، التي تشير إلى أن إيران تقترب بسرعة من مرحلة حرجة، قد تعصف بما تبقّى من قدرة الدولة على احتواء التدهور المتسارع، وسط جمود المفاوضات مع واشنطن لرفع العقوبات، وتخوف من حرب جديدة".
ولفت المصدر ذاته إلى أن "خامنئي رفض بشكل قاطع طرح بزشكيان الاستقالة، نظرا للتداعيات السياسية الواسعة التي قد تُربك بنية النظام الحاكم برمتها، لأن مثل هذه الخطوة ستُظهر طهران في موقف العجز والارتباك، بما قد يشجع واشنطن على تشديد ضغوطها، ويفتح شهية إسرائيل لتنفيذ هجوم جديد ضد إيران، بعد حرب الـ12 يوما بين الطرفين في حزيران/ يونيو الماضي".
ووفق المصدر، نصح المرشد الإيراني الرئيس بزشكيان، المحسوب على التيار الوسطي وتضم حكومته عدداً من الوجوه الإصلاحية، بإجراء تعديل جوهري في فريقه التنفيذي، يبدأ بإقالة نائبه الإصلاحي رضا عارف، الذي سبق أن شغل منصب نائب الرئيس في عهد الإصلاحي محمد خاتمي.
ولفت إلى أن خامنئي اعتبر أن عددا من الوزراء أثبتوا عجزهم عن إدارة الأزمة الاقتصادية الراهنة، ما يفرض، في نظره، إعادة تشكيل الفريق الحكومي لضمان الحدّ الأدنى من الاستقرار في المرحلة المقبلة.
وأضاف أن "خامنئي ألمح، في المقابل، إلى إمكان أن يستبدل بزشكيان بنائبه رضا عارف شخصيات محسوبة على التيار المحافظ والأصولي، مثل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، أو رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، معتبرا أن الرجلين يتمتعان بالخبرة والقدرة اللازمة لاحتواء الأوضاع المتدهورة".
وتابع المصدر: "المرشد أكد أن الفريق الذي يعتمد عليه بزشكيان حالياً عاجز عن إدارة الأزمات حتى في حدّها الأدنى، ما يجعل تغييرا سياسيا على هذا المستوى ضرورة ملحّة لعدم انفلات الأمور".