صورة أرشيفية كان قد نشرها الجيش الفرنسي تظهر عناصر من مجموعة فاغنر في مالي، حيث تتواجد هذه الميليشيات الروسية شبه العسكرية

حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء (الثامن آب/أغسطس 2023) من أنمجموعة فاغنر المسلحة تعمل على "استغلال" الانقلاب العسكري في النيجر، مستبعداً في الوقت عينه وقوفها أو روسيا خلف الانقلاب.

مختارات هل تستطيع إيكواس التدخل عسكريا ضد قادة انقلاب النيجر؟ خبير ألماني: خطط أوروبا لاحتواء الهجرة ستنهار بدون النيجر

حذر خبير ألماني في الشؤون الأفريقية من تداعيات الانقلاب العسكري الذي وقع في النيجر، قائلا إنه ستكون له عواقب بعيدة المدى على جهود الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة عبر المتوسط وأنه "دون النيجر ستنهار استراتيجية أوروبا".

"رجل في الظل".. من هو عبد الرحمن تياني قائد انقلاب النيجر؟

بات الجنرال عبد الرحمن تياني الرجل القوي الجديد في النيجر بعد الانقلاب الذي نفذه الحرس الرئاسي ضد الرئيس محمد بازوم. فمن هو تياني قائد المجلس العسكري الذي يتولى السلطة بعد الانقلاب ويوصف بأنه "رجل في الظل"؟

وقال بلينكن في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الثلاثاء "أعتقد أن ما حصل ويستمر في الحصول في النيجر، لم تحرّض عليه روسيا أو فاغنر". وتابع "لكنّهم يحاولون استغلال الأمر، ونحن نرى مشهداً مكرراً لما حصل في بلدان أخرى حيث لم يجلبوا سوى الأمور السيئة". وأضاف "في كل مكان ذهبت إليه فاغنر، حلّ الموت والدمار والاستغلال".

ولقي انقلاب 26 تموز/يوليو الذي أطاح الرئيس محمد بازوم، إدانة دول غربية عدة أبرزها فرنسا القوة الاستعمارية السابقة للبلاد. في المقابل، أيدت دول مجاورة الانقلابيين، منها مالي التي تستضيف عناصر من فاغنر على أراضيها.

وفي حديث صحفي آخر ولكن هذه المرة لإذاعة آر.إف.آي الفرنسية اليوم الثلاثاء قال بلينكن إن الدبلوماسية هي أفضل طريق لحل الأزمة في النيجر. ورفض بلينكن التعليق على مستقبل نحو 1100 جندي أمريكي في النيجر حيث تتمركز أيضاً قوات فرنسية وألمانية وإيطالية.

ومجموعة المرتزقة موجودة في دول إفريقية أبرزها مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، وتتهمها حكومات غربية ومنظمات غير حكومية بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان. وتقدّم المجموعة خدمات للأنظمة التي تواجه صعوبات. ففي مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، تقوم بحماية السلطة القائمة وتعرض تدريبات عسكرية أو حتى نصائح قانونية لإعادة صوغ الدستور.

وشهدت علاقات مالي مع روسيا تقارباً منذ بدء حرب أوكرانيا التي شاركت فيها فاغنر بشكل مكثّف قبل التمرد المسلح على القيادة العسكرية الروسية أواخر حزيران/يونيو.

وحذّرت مسؤولة أمريكية الإثنين قادة الانقلاب في النيجر من الاقتداء بدول الجوار في التعاون مع فاغنر. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند في تصريح للصحافيين من نيامي إن الانقلابيين "يدركون جيداً جداً المخاطر التي تتهدد سيادتهم عندما تدعى فاغنر" إلى البلاد.

ونجحت النيجر نسبياً في عهد بازوم في احتواء تمرد إسلامي يعصف بمنطقة الساحل، وكانت حليفا مهما للغرب بعد أن رفض اثنان من جيرانها، القوة الاستعمارية السابقة فرنسا، واتجها نحو روسيا بدلاً من ذلك.

والنيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو الوقود الأكثر استخداماً للطاقة النووية، مما يزيد من أهميتها الاستراتيجية.

خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: النيجر انقلاب محمد بازوم روسيا فرنسا اليورانيوم فاغنر الولايات المتحدة الاستعمار الفرنسي الذهب ألمانيا الإرهاب منطقة الساحل الطاقة النووية النيجر انقلاب محمد بازوم روسيا فرنسا اليورانيوم فاغنر الولايات المتحدة الاستعمار الفرنسي الذهب ألمانيا الإرهاب منطقة الساحل الطاقة النووية فی النیجر

إقرأ أيضاً:

بعد انتخابات حاسمة وعودة للحكم المدني.. واشنطن ترفع العقوبات عن الغابون وتطوي صفحة الانقلاب

رفعت الولايات المتحدة رسميًا العقوبات التي فرضتها على الغابون عقب الانقلاب العسكري في أغسطس 2023، في خطوة تمثل اعترافًا دوليًا بعودة البلاد إلى المسار الديمقراطي، وذلك بعد انتخاب الجنرال بريس أوليغي نغيما رئيسًا للجمهورية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير ماركو روبيو أبلغ الكونغرس أن “حكومة منتخبة ديمقراطيًا قد تولت السلطة في الغابون”، وهو ما دفع واشنطن إلى رفع العقوبات المفروضة منذ عام 2023، تنفيذًا للقانون الأمريكي الذي يقيّد المساعدات للدول الخاضعة للحكم العسكري.

الجنرال نغيما، الذي قاد الانقلاب ضد الرئيس السابق علي بونغو– المنتمي لعائلة حكمت البلاد لأكثر من نصف قرن– وعد في حينه بمرحلة انتقالية تنتهي في غضون عامين. لكنه فاز في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 12 أبريل الماضي بنسبة ساحقة بلغت 94.85% من الأصوات.

ولم تُسجَّل مخالفات جسيمة خلال العملية الانتخابية بحسب المراقبين الدوليين، وهو ما دفع الاتحاد الإفريقي بدوره إلى رفع العقوبات المفروضة على البلاد، ليشكل ذلك مؤشراً مزدوجاً على القبول الإقليمي والدولي بنتائج العملية السياسية الجديدة في الغابون.

ورغم أن الغابون لم تكن من بين كبار المتلقين للمساعدات الأمريكية، فإن قرار واشنطن يحمل دلالة سياسية مهمة، خاصة في ظل توجه الرئيس دونالد ترامب نحو تقليص المساعدات الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض.

والغابون، دولة تقع في وسط إفريقيا، تتمتع بثروات نفطية كبيرة لكنها شهدت اضطرابات سياسية عدة خلال العقود الماضية، وحكمت عائلة بونغو البلاد لأكثر من 50 عامًا، قبل أن يُطيح بها انقلاب عسكري في أغسطس 2023 بقيادة الجنرال بريس أوليغي نغيما، وجاء الانقلاب بعد احتجاجات وغضب شعبي من الفساد وسوء الإدارة، وسط مطالبات واسعة بإجراء إصلاحات سياسية.

وتعهّد الجنرال نغيما بإعادة الغابون إلى الحكم المدني خلال عامين، وفي خطوة مفاجئة أُجريت انتخابات رئاسية مبكرة في أبريل 2025 فاز فيها بنسبة ساحقة، ما دفع الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي للاعتراف بنتائجها ورفع العقوبات المفروضة على البلاد، ويأتي قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات يأتي في إطار دعم هذه العودة إلى الاستقرار الديمقراطي، رغم أن الغابون ليست من أبرز شركاء واشنطن في المساعدات الخارجية.

ويعتبر هذا التحوّل السياسي فرصة للغابون لاستعادة مكانتها الاقتصادية والسياسية في المنطقة، مع توقعات بتعزيز التعاون الدولي واستثمارات جديدة تنعش اقتصادها النفطي وتدعم تنمية مستدامة.

مقالات مشابهة

  • المسند : النهار يزداد تدريجيًا حتى موعد الانقلاب الصيفي 21 يونيو
  • المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة
  • بعد انتخابات حاسمة وعودة للحكم المدني.. واشنطن ترفع العقوبات عن الغابون وتطوي صفحة الانقلاب
  • سانا تستطلع آراء عدد من الصناعيين المشاركين في معرض بيلدكس حول أهمية مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • مناورات نارية في قلب الساحل.. تحالف إفريقي يتأهب لصدّ زحف الإرهاب من النيجر
  • استغلال وكوتا.. لماذا تميل النساء في العراق لانتخاب الرجال؟
  • هل يطيح انقلاب عسكري بالرئيس بوتين؟
  • الحكومة تستعرض مجموعة من المقترحات التي تسهم في خفض معدلات الدين
  • حملة تضليل رقمي.. من وراء شائعة الانقلاب في كوت ديفوار؟
  • برلمانية: خطة استغلال آثار أبي قير الغارقة بوابة مصر نحو ريادة سياحة الأعماق العالمية