خرق جدار الصوت.. كيف يحدث ولماذا يثير الرعب؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
خرق الطيران الإسرائيلي، الثلاثاء، جدار الصوت على علو منخفض في سماء بيروت، تزامناً مع بدء حزب الله حفل تأبين لقائد عملياته في جنوب لبنان فؤاد شكر، بعد أسبوع من مقتله بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وسمع دوي ضخم تردد صداه بقوة في بيروت ومحيطها جراء خرق الطيران الإسرائيلي جدار الصوت على علو منخفض على عدة دفعات، ما أثار حالة من الرعب.
وحتى وقت قريب كان يعتقد أن جدار الصوت هو حاجز مادي، إذ خلال الحرب العالمية الثانية، أبلغ الطيارون عن تمزق الطائرات وتجمد معداتها ربما في اللحظة التي اقتربت فيها من سرعة الصوت، وهو ما تم وصفه بأنه اصطدام بجدار غير مرئي، وفق تقرير من صحيفة "واشنطن بوست".
لكن ذلك تغير عندما كسر النقيب تشاك ييغر حاجز الصوت في 1947، وكان هناك اعتقاد شائع بأن تجاوز سرعة الصوت، أي كسر حاجز الصوت، سيدمر الطائرة لكنه تبين أنه ينتج دوي ضخم.
واليوم، نعلم أن حاجز الصوت هو الزيادة المفاجئة في السحب الديناميكي الهوائي الذي يحدث عندما يقترب جسم ما من سرعة الصوت - المعروف أيضا باسم "ماخ" Mach 1، وفق تقرير من موقع "بوم سوبرسونيك".
وينقل موقع جامعة "يونيون يونفيرستي" أن سرعة الموجة الصوتية تختلف في الواقع باختلاف درجة الحرارة وكثافة الهواء، حيث تزداد مع كل زيادة في درجة الحرارة بدرجة مئوية.
وتزدحم الموجات المنتشرة أمام الطائرة معا بفعل حركة الطائرة. عندما تقترب الطائرة من سرعة الصوت ، تتراكم "موجات" ضغط الصوت على بعضها البعض لضغط الهواء. يؤثر الهواء الموجود أمام الطائرة بقوة على الطائرة تعوق حركتها. عندما تقترب الطائرة من سرعة الصوت، فإنها تقترب من حاجز الضغط غير المرئي هذا الذي أنشأته الموجات الصوتية التي تسبق المستوى مباشرة.
يمارس الهواء المضغوط أمام الطائرة قوة أكبر بكثير من المعتاد على الطائرة. هناك زيادة ملحوظة في السحب الديناميكي الهوائي على الطائرة في هذه المرحلة ، ومن هنا جاءت فكرة اختراق "حاجز الصوت".
اختراق "حاجز الصوتوينقل تقرير الجامعة أنه لفهم ذلك تخيل قاربا يسافر عبر الماء، يدفع القارب الماء وتخرج قمة موجة من مقدمة القارب وتنتشر عبر البحيرة. هذه الموجة القوسية المخروطية المرئية على سطح الماء، والتي تسمى جبهة الموجة، تشبه الطفرة الصوتية للطائرة، وعندما تحلق طائرة بسرعات تفوق سرعة الصوت، يشكل ضغط الصوت مخروطا يكون رأسه في مقدمة الطائرة.
فكر في طائرة أسرع من الصوت تحلق نحوك وأنت تنظر إليها من الأرض. في البداية ، لا تسمع شيئا لأن الطائرة تتحرك أسرع من الصوت نفسه ولكن عندما يصل مخروط ضغط الصوت إلى أذنك تسمع دويا.
ينتج الدوي عن تراكم هذه الموجات، يوجد فرق ضغط كبير جدا عبر مقدمة الموجة، وهو ما يسمى موجة الصدمة. عندما تمر جبهة الموجة هذه على الفرد، فإن فرق الضغط المفاجئ أو التغير في الضغط يخلق "الطفرة الصوتية" التي نسمعها.
وأي شيء يتجاوز سرعة الصوت يخلق "طفرة صوتية" ، وليس فقط الطائرات. ويمكن لطائرة أو رصاصة أو طرف سوط أن يخلق هذا التأثير.
ويمكن أن يكون تغيير الضغط الناتج عن الطفرة الصوتية ضارا للغاية. وفي حالة الطائرات، من المعروف أن موجات الصدمة تكسر النوافذ في المباني.
وموجات الصدمة لها تطبيقات خارج الطيران. يتم تكسير حصوات الكلى والمرارة باستخدام تقنية تسمى تفتيت الحصوات بالموجات الصدمية خارج الجسم. تستخدم هذه التقنية موجات خارج نطاق السمع الطبيعي لدينا ولكنها مع ذلك لا تزال موجات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من سرعة الصوت جدار الصوت حاجز الصوت
إقرأ أيضاً:
“مادلين».. سفينة الحرية التي كسرت حاجز الصمت وفضحت قرصنة الاحتلال
في مشهد يعيد إنتاج التاريخ الاستعماري القائم على القمع والعدوان، أقدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي على قرصنة بحرية مكتملة الأركان، باعتراض واحتجاز سفينة «مادلين»، إحدى سفن «أسطول الحرية»، في عرض المياه الدولية.
هذه السفينة، التي أبحرت من موانئ الضمير العالمي محمّلة بالمساعدات الإنسانية والأمل، لم تكن تحمل سوى رسالة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
إن اعتقال المتضامنين الدوليين، ومن بينهم نواب برلمانيون وفنانون ونشطاء من مختلف الجنسيات، لمجرد أنهم حملوا مساعدات غذائية وطبية لأطفال يموتون جوعًا وعطشًا، يكشف مدى توحش الاحتلال واستهتاره بكل الأعراف والمواثيق الدولية. هذه الجريمة ليست سوى امتداد مباشر لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 600 يوم على القطاع، والتي أودت بحياة ما يزيد عن 55 ألف شهيد، وأكثر من 115 ألف جريح، وخلّفت أكثر من 15 ألف مفقود تحت الأنقاض، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
القرصنة الإسرائيلية بحق «مادلين» تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتعبّر عن الطبيعة الاستعمارية العنصرية لهذا الكيان، الذي لا يقيم اعتبارًا للقانون أو للضمير العالمي. إن استهداف سفينة إنسانية بهذا الشكل، عبر الحصار والتشويش الجوي والهجوم البحري المباشر، وصولًا إلى الترهيب والاختطاف، يُعدّ جريمة دولية موصوفة، لا يجب أن تمرّ دون رد ومساءلة.
إننا في مواجهة جريمة مركّبة، تبدأ من حصار شعب وتجويعه، وتمتد إلى تجريم كل من يحاول مدّ يد العون له. والمطلوب اليوم ليس فقط إطلاق سراح أبطال «مادلين» وسفينتهم، بل تحرك دولي عاجل لعزل دولة الاحتلال ومحاسبتها على جرائمها، ورفع الحصار الظالم عن غزة بشكل كامل وفوري. كما أننا ندعو إلى تصعيد التحرك الشعبي العالمي وتسيير المزيد من سفن الحرية، لأن رسالة «مادلين» لا يمكن أن تُغرقها آلة القمع.
في المقابل، لا يسعنا إلا أن نحيي أحرار العالم الذين خاطروا بأرواحهم من أجل كسر الحصار، وفي مقدمتهم النائبة الأوروبية ريما حسن، وكل من رافقها في هذه الرحلة الإنسانية. لقد وصلت رسالتهم إلى قلوب أبناء شعبنا، وإن لم تصل إلى موانئه، وسيسجّل التاريخ أسماءهم في سجلّ نضالنا، إلى جانب شهدائنا وأسرانا ومقاومينا.
«مادلين» لم تكن مجرد سفينة، بل كانت صوتًا للحرية في وجه الظلم، وصرخة عالمية في وجه الإبادة. وإن اختطافها لن يُسكت هذا الصوت، بل سيزيده صدى. لأن الشعوب الحرة لا تُهزم، ولأن إرادة الحياة أقوى من سطوة الحصار.
ستُكسر القيود، سينكسر الحصار، وستنتصر فلسطين.
* عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين