ما سرّ رواج متاجر كوريا الجنوبية الصغيرة على منصات التواصل الاجتماعي؟
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أصبحت كوريا الجنوبية ملكة المتاجر الصغيرة، سواء عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية، وأصبح المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي والسيّاح ينضمّون إلى السكان المحليين، ويتدفّقون بأعداد متزايدة على هذه المتاجر في جميع أنحاء البلاد.
وبحلول نهاية العام الماضي، كان هناك أكثر من 55،200 متجر صغير، في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 52 مليون نسمة، بحسب جمعية صناعة البقالات الكورية، أي بمعدل متجر واحد تقريبًا لكل 950 شخصًا.
وهذا يمنح كوريا الجنوبية أعلى عدد من المتاجر الصغيرة لكل فرد، متجاوزةً بذلك اليابان، وتايوان، وهما وجهتان تشتهران أيضًا بكثرة المتاجر الصغيرة متعددة الاستخدامات فيها.
وقال تشانغ وو-تشول أستاذ السياحة وصناعة الخدمات الغذائية بجامعة "كوانج وون" في سيؤول: "تتميز صناعة البقالات الصغيرة في كوريا الجنوبية بكثرتها الملحوظة واستراتيجياتها المبتكرة".
وفي المدن الكورية الجنوبية الكبيرة مثل العاصمة سيؤول، نقع على المتاجر الصغيرة هذه في كل زاوية.
وأضاف تشانغ أنّ "المتاجر الصغيرة مفتوحة لـ24 ساعة يوميًا وتلعب دورًا أساسيًا في حياتنا الحافلة".
متاجر صغيرة متكاملةهناك بعض الجوانب التي تميّز البقالات الصغيرة في كوريا الجنوبية.
في البداية، هي عبارة عن متاجر شاملة تقدم كل شيء، من الأطعمة، والمشروبات، وحتى السلع المنزلية، وخدمات نمط الحياة.
وفي هذه المتاجر، يمكن للزبائن شحن هواتفهم النقالة، ودفع فواتير الخدمات، وسحب النقود، والقيام بطلبات عبر الإنترنت واستلامها أيضًا في المكان.
وفي مواقع معينة، يمكنهم حتى شحن دراجاتهم الكهربائية، وتداول العملات الأجنبية.
وهناك قسم خاص بالطعام يشمل مروحة واسعة من الخيارات، من حساء "ميسو" سريع التحضير، إلى أكواب الشعيرية بنكهاتها المتنوعة، ووجبات خفيفة مثل الـ"كيمباب"، والـ"أونيغيري"، وغيرها.
وهناك أيضًا مناطق جلوس داخل المتجر، وأفران مايكروويف، وموزعات الماء الساخن.
وأصبحت هذه المتاجر مقصدًا لتناول وجبة غداء سريعة بين موظفي المكاتب، ورواد الحفلات الذين يحتاجون إلى وجبة في وقت متأخر من الليل، والطلاب الذين يتزودون بالطاقة قبل حصصهم الدراسية.
وأفاد تشانغ أنّ الطلب عليها ارتفع على مر السنين مع توسع المناطق الحضرية في كوريا الجنوبية.
وعزز ازدهار هذه المتاجر التركيبة السكانية أيضًا، فانخفض عدد الكوريين الجنوبيين الذين يتزوجون، أو يكونون عائلة، وهذا يعني أن هناك أسر تتكون من فردٍ واحد أكثر من أي وقت مضى، وهي تتمتع بميزانيات أقل غالبًا، نظراً للصعوبات الاقتصادية التي يواجهها العديد من الشباب.
عابرة لوسائل التواصل الاجتماعيلا تحظى هذه المتاجر الصغيرة بشعبية كبيرة في الحياة الواقعية فحسب، بل إنّ جاذبيتها عابرة لوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، ما يعكس الظاهرة العالمية التي يطلق عليها الكثيرون "الموجة الكورية".
واجتاحت الصادرات الكورية الجنوبية العالم في العقدين الماضيين، من موسيقى البوب الكورية، والمسلسلات التلفزيونية الكورية، إلى منتجات التجميل، والأزياء والمواد الغذائية.
وفي العام الماضي، حوّل الهوس العالمي بالمنتجات الكورية انتباهه إلى المحال الصغيرة في البلاد.
وتُظهر عملية بحث سريعة عبر منصات "يوتيوب" أو "تيك توك"، أو "إنستغرام" كمية لا نهائية من مقاطع الفيديو المتمحورة حول هذه المتاجر الصغيرة.
ويعرض المؤثرون في هذه المقاطع محطات شعيرية الـ"رامن" الفورية الموجودة في المتاجر، أو يبدون رأيهم في الوجبات الخفيفة، والمشروبات، أو يتابعون صيحات عبر الإنترنت مثل تناول أطعمة البقالة ليوم كامل.
وأثبتت مقاطع الفيديو هذه أنّها استراتيجية ناجحة لصنّاع المحتوى.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: وسائل التواصل وسائل التواصل الاجتماعي فی کوریا الجنوبیة هذه المتاجر المتاجر ا
إقرأ أيضاً:
أستراليا تُطبق رسمياً حظر السوشيال ميديا على الأطفال دون 16 عاماً
#سواليف
تبدأ #أستراليا اعتباراً من منتصف ليل (الثلاثاء-الأربعاء) #تطبيق #أول #قانون في #العالم #يحظر #استخدام #وسائل #التواصل_الاجتماعي على كل من يقل عمره عن 16 عاماً، مما سيُجبر منصات عملاقة مثل إنستغرام وتيك توك ويوتيوب وسناب شات على حجب أكثر من مليون حساب أسترالي خلال الساعات القادمة، وإلا واجهت غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (نحو 33 مليون دولار أمريكي) عن كل مخالفة.
حظر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال
القانون، الذي أقره البرلمان الأسترالي قبل أسابيع بأغلبية ساحقة، يشمل في مرحلته الأولى عشر منصات رئيسية، بينها فيسبوك وإنستغرام (ميتا)، تيك توك (بايت دانس)، يوتيوب (قوقل)، سناب شات، ريديت، وغيرها، واستثنى القانون مؤقتاً منصات المراسلة مثل واتساب وماسنجر، وكذلك الألعاب الإلكترونية وتطبيقات التعليم.
وقالت مفوضة السلامة الإلكترونية الأسترالية جولي إنمان غرانت إن الحظر «ليس تجريماً للأطفال، بل مسؤولية على الشركات التي صممت منتجاتها لتكون مُدمنة»، وكلفت المفوضية جامعة ستانفورد الأمريكية و11 باحثاً أكاديمياً بدراسة علمية مستقلة تستمر عامين على الأقل لقياس تأثير الحظر على الصحة النفسية والاجتماعية لآلاف المراهقين الأستراليين.
مقالات ذات صلةإشادة أولياء الأمور
وأشاد أولياء الأمور ومنظّمات حماية الطفل بالقانون، بينما هاجمته شركات التقنية الكبرى ومنظمات حرية التعبير ووصفته بأنه «رقابة غير مسبوقة» و«انتهاك لحقوق الإنسان الرقمية».
رفض إيلون ماسك
وأعلن إيلون ماسك، مالك منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، أنه لن يمتثل للقانون، واصفاً إياه بأنه «باب خلفي للسيطرة على الإنترنت لكل الأستراليين»، فيما أكدت المنصات الأخرى أنها ستعتمد تقنيات «تخمين العمر» من خلال تحليل السلوك الرقمي، أو التعرف على الوجه عبر صور السيلفي، أو طلب وثائق هوية أو ربط الحساب بحساب بنكي.
إحصاءات حكومية
وأظهرت إحصاءات حكومية أن 86% من الأطفال الأستراليين بين 8 و15 عاماً كانوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي قبل الحظر، رغم أن معظم المنصات كانت تحدد الحد الأدنى الرسمي بـ13 عاماً، وهو حد لم يكن يُطبَّق فعلياً.
وقال البروفيسور تاما ليفر، أستاذ دراسات الإنترنت في جامعة كيرتن: «أستراليا اليوم هي الطائر الكناري في منجم الفحم؛ العالم كله يراقب، إذا نجحت التجربة، فسنشهد موجة عالمية من التنظيم الصارم».
ترقب بريطاني
وأكدت الحكومة البريطانية أنها «تتابع عن كثب» النهج الأسترالي، فيما أعلنت دول مثل الدنمارك وماليزيا وبعض الولايات الأمريكية نيتها سن قوانين مماثلة.
ويرى خبراء أن الحظر يمثل «بداية نهاية» النموذج القديم لوسائل التواصل الاجتماعي القائم على التوسع غير المحدود، خاصة بعد تسريبات شركة ميتا عام 2021 التي كشفت علم الشركة بأن منتجاتها تساهم في مشكلات صورة الجسد والأفكار انتحارية بين المراهقين، بينما كانت تنفي ذلك علناً.
وختم البروفيسور تيري فلو، مدير مركز الذكاء الاصطناعي والثقة في جامعة سيدني، قائلاً: «أيام اعتبار السوشيال ميديا منصة للتعبير الحر بلا قيود انتهت، فلو كانت هذه القواعد موجودة في عصر الازدهار، لما وصلنا إلى هذا النقاش اليوم».