بوابة الوفد:
2025-12-11@08:13:12 GMT

تفاقم أزمة الخطوط البيضاء في إيران

تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT

يعني مصطلح الخطوط البيضاء "سیم‌کارت‌های سفید" الخطوط التي لديها حرية استخدام الإنترنت دون قيود، في مقابل الخطوط السوداء " سیم‌کارت‌های سياه" الذي يعني الخطوط المفلترة من قبل النظام الإيراني. حيث إن آثار التحديث الجديد الذي كان قد أطلقه موقع إكس (تويتر سابقاً) بشأن معرفة الموقع الجغرافي للمستخدمين لازالت آثاره تلقي بظلالها الثقيلة في العديد من البلدان في العالم، ومن أهم تلك الأزمات ما أثاره ما يسمى "اينترنت بدون فيلتر يا سیم‌کارت‌های سفید" أي الإنترنت غير المفلتر أو خطوط الاتصالات البيضاء في إيران خلال الأيام السابقة، والذي تجاوز حدود القطر الإيراني إلى البرلمان الأوروبي والكونجرس الأمريكي.


كان فرض حصار على الإنترنت في إيران وتقييد وصول الإيرانيين إلى العديد من مواقع التواصل الاجتماعي ومن أبرزها فيسبوك وتويتر سابقاً مطبقاً منذ سنوات عديدة، وكان الإيرانيون يتحايلون على ذلك الحظر باستخدام برامج فك الحظر VPN، التي كانت تظهر الحسابات من خارج إيران، حتى يتم فتح تلك المواقع، فيما أعلن عضو لجنة الصناعة والمعادن بالبرلمان أن أرباح بيع برامج كسر الحظر ما بين 20 إلى 50 ألف مليار تومان سنوياً.
لكن التحديث الجديد الذي أطلقه موقع إكس والذي أتاح الوصول للموقع الحقيقي للمستخدمين، صدم الشعب الإيراني بأن حسابات العديد من سياسيّ النظام الإيراني ومن بينهم وزير الاتصالات ونوابه، وكذلك جميع أعضاء مجلس البرلمان (حسب تصريح أحد أعضاء البرلمان أن حظر الإنترنت على بطاقات SIM يرفع بمجرد دخول البرلمان) وكذلك بعض الفنانين بالإضافة إلى الإعلاميين والصحفيين مفتوحة من داخل إيران وليست من أماكن أخرى خارج البلاد، ما يعني أن الحظر الذي يفرضه النظام على الشعب الإيراني منذ عدة سنوات، لا يطبق على قيادات النظام ورجال الدولة، وهو ما أثار موجة شديدة من الغضب تجاه ما وصفه الإيرانيون بأنه تمييز ضد الشعب الإيراني وإزدواجية في التعامل مع أبناء الوطن الواحد.
ورداً على ذلك أطلق الإيرانيون هاشتاج #اینترنت_آزاد_برای_همه، وأنشأوا حملة لجمع التوقيعات عبر موقع "كارزار" مخاطبين كل من رئيس السلطة القضائية ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان الإيراني، لوقف كل الخطوط البيضاء، وأدان الموقعون على الحملة أي تمييز بين الشعب، وأكدوا على حق جميع المواطنين في الوصول الحر إلى الإنترنت، وطالبوا بحظر ومصادرة بطاقات SIM البيضاء، والإنترنت الطبقي، وأي وصول خاص إلى الإنترنت بشكل كامل.
وشدد البيان كذلك على عدم وجود أي مبرر مقبول لتمتع بعض الناس بحرية الوصول إلى الإنترنت، وخاصة المسؤولين الذين طالما دافعوا عن فكرة التصفية وسعوا دائمًا إلى فرض المزيد من القيود على الإنترنت لعامة الناس، كما شدّد البيان على أن الوصول الحر إلى الإنترنت حق بديهي للمواطن وفقًا لميثاق الحقوق المدنية، وأن التمييز في هذا الوصول يؤدي إلى زيادة الغضب، وتوسيع الفجوة الرقمية، و تراجع ثقة الجمهور. وأنه إذا كان الإنترنت أداة عمل للصحفيين، فهو أيضًا جزء من ضروريات الحياة للعمال والموظفين والمعلمين والأطباء وسائقي سيارات الأجرة عبر الإنترنت والبائعين على الإنترنت وملايين آخرين، واختتموا بيانهم بعبارة "ضعوا حدًا لهذا التمييز الجائر!" وجدير بالذكر أن عدد الموقعين على تلك الحملة وصل حتى تاريخ كتابة هذه السطور 36187 توقيع.
حددت الحملة إجراءاتها التصعيدية بناءً على أعداد الموقعين عليها النحو التالي:
بعد جمع ١٠٠٠ توقيع، سوف يتم عرض هذا المطلب على الصفحة الرئيسية للحملة لمدة ٢٤ ساعة.
في حالة جمع ٢٠٠٠ توقيع، سيتم تسجيل المطلب رسميًا لدى أمانة المؤسسة المعنية.
عند جمع ٥٠٠٠ توقيع، سيتم إرسال أخبار الحملة إلى وسائل الإعلام، وسيتم متابعتها من المسؤولين.
عند وصول إلى ٣٠ ألف توقيع سيتم تشكيل فريق عمل خاص لعقد فعالية خاصة للعصف الذهني والتنسيق، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة.
بعد جمع ١٠٠ ألف توقيع، سيُعقد اجتماع بحضور كبار المسؤولين، ووسائل الإعلام، والناشطين، ومسؤول الحملة.
البرلمان الأوروبي والكونجرس الأمريكي:
تجاوزت أزمة الإنترنت غير المحدود حدود إيران إلى البرلمان الأوروبي حيث وجّه رئيس لجنة العلاقات مع الشعب الإيراني في البرلمان الأوروبي ونائباه رسالةً إلى شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك جوجل، وميتا (الشركة الأم لإنستغرام وواتساب وفيسبوك)، ويوتيوب، وأمازون ويب سيرفيسز (AWS)، وسيجنال، داعين إياها إلى "اتخاذ خطوات ملموسة للحفاظ على حرية الوصول إلى الإنترنت للمواطنين داخل إيران".
جاءت هذه الرسالة- التي أُرسلت نسخة منها إلى يورونيوز، عقب سلسلة من التقارير التي سلّطت الضوء على تصاعد القمع الرقمي في إيران، بما في ذلك الاستخدام المتزايد للمراقبة القائمة على الذكاء الاصطناعي، وانقطاعات الإنترنت المتكررة، والكشف عن نظام يُسمى "بطاقات SIM البيضاء" التي تُتيح الوصول إلى الإنترنت دون رقابة لأتباع النظام فقط.
وقالت الدكتورة هانا نيومان، رئيسة لجنة العلاقات مع الشعب الإيراني في البرلمان الأوروبي وأحد أعضاء "حزب سبز" في أوروبا، في بيان هذا الشأن" "بالنسبة لشعب إيران، فإنه مثل بقية العالم، حيث تُعدّ حرية الإنترنت هي الحاجز الوحيد المتبقي ضد دعاية الدولة والعزلة والخوف. وشركات التكنولوجيا هي الحارسة هذه الحرية، وقد حان الوقت لكي تتحمل مسؤوليتها بجدية. ويجب أن تكون مهمتها حماية الأصوات، لا السماح بإسكاتها. وقد طلبوا من جوجل دراسة إمكانية دمج Outline VPN في تطبيقات مثل Gmail وPlay Store وYouTube. كما طلبوا من Meta دمج تقنيات تجاوز التصفية والاتصالات المشفرة في تطبيقات مثل Facebook وInstagram وThreads.
في الوقت نفسه، أعلن أعضاء الكونجرس الأمريكي، يوم الخميس 4 ديسمبر، عن طرح مشروع قانون جديد يُسمى "قانون بحث جدوي الأجهزة الحديثة للوسائط الرقمية المجانية" (FREEDOM). وفي حالة الموافقة، فينبغي على وزير الخارجية الأمريكي ولجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) ووزارة الخزانة الأمريكية دراسة إمكانية تطبيق تقنيات جديدة لتحسين وصول الإيرانيين الآمن وغير المقيد إلى الإنترنت.
رد فعل النظام الإيراني:
جاء رد فعل النظام الإيراني مخيباً للأمال، حيث قام وزير الاتصالات الإيراني بتغيير موقع حسابه على منصة إكس، بينما وصف موقع "خبر آنلاين" رد فعل الرئيس الإيراني بأنه عدالة معكوسة؛ حيث جاء رد فعل الرئيس بزشكيان إزاء هذا التمييز بقراره تطبيق الحظر على جميع بطاقات SIM، بدلاً من رفع الحظر عن باقي الشرائح، حيث صرح الرئيس بزشكيان بأنه أمر بعودة جميع شبكات الإنترنت البيضاء إلى وضعها الطبيعي. وذكر الموقع أنه رغم أن هذه الخطوة من جانب الرئيس تهدف في ظاهرها إلى القضاء على التمييز، إلا أنها تنفذ ذلك بطريقة سلبية، فبدلاً من القضاء على التمييز بالقضاء على التصفية وحرية الشعب في الوصول إلى الإنترنت، يتم تطبيق العدالة من خلال فرض الحظر على الجميع، ورغم تصريحات الرئيس الإيراني السابقة برفضه لحظر الإنترنت، فإن قراره المتناقض هذا بفرض الحظر على الجميع، يطرح تساؤلاً حول قدرة الرئيس الإيراني على إلغاء القيود على الإنترنت، وهو ما ينذر بمزيد من التصعيد خاصةً مع التدخل الأوروبي الأمريكي، وسوف يتم متابعة مستجداته في مقالات قادمة.


أستاذ الدراسات الإيرانية، كلية الآداب، جامعة عين شمس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوصول إلى الإنترنت البرلمان الأوروبی النظام الإیرانی الشعب الإیرانی على الإنترنت فی إیران رد فعل

إقرأ أيضاً:

إكس تلتزم رسميًا بالحظر الأسترالي وتباشر إزالة حسابات من هم دون 16 عامًا

تشير البيانات الرسمية إلى أن 86% من الأستراليين بين 8 و15 عامًا كانوا يستخدمون وسائل التواصل قبل فرض الحظر.

انضمت منصة "إكس" المملوكة لإيلون ماسك إلى بقية شركات التكنولوجيا العالمية في تنفيذ الحظر الأسترالي الجديد الذي يمنع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي دون سن 16 عاماً من استخدام المنصات الرقمية. وأكدت الشركة في بيان أنها ملتزمة بالقرار "ليس اختياراً، بل تنفيذاً لما يفرضه القانون الأسترالي"، لتكون آخر المنصات العشر المشمولة بالقرار التي تكشف آلية تطبيقه.

وبمجرد دخول الحظر حيز التنفيذ، باشرت المنصات الرقمية – بما فيها فيسبوك ويوتيوب وتيك توك وإنستغرام وسناب شات وريديت وكِك وتويتش وثريدز – بحذف حسابات المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً، إلى جانب منع إنشاء حسابات جديدة لتلك الفئة. وترافق هذا التطبيق مع تحذيرات حكومية مشددة بأن الشركات التي لا تلتزم ستواجه غرامات قد تصل إلى 49.5 مليون دولار.

ثغرات تظهر مبكراً.. والحكومة تعترف بعدم المثالية

ورغم الحزم في الإجراءات، برزت منذ اليوم الأول ثغرات في تطبيق الحظر، إذ أشارت تقارير إلى أن بعض المراهقين تمكنوا من اجتياز اختبارات التحقق من العمر، بما في ذلك تقنيات التعرف على الوجه.

وردّ رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، على هذه المخاوف بالقول إن الحكومة لم تتوقع التزاماً كاملاً منذ اللحظة الأولى، لكنه شدد على أهمية وجود "معيار وطني واضح" يحمي القُصّر، محاكياً ذلك بالسنّ القانونية لتناول الكحول في البلاد.

قائمة قابلة للتوسّع مع تغيّر سلوك المستخدمين

وبينما يشمل القرار في مرحلته الحالية عشر منصات فقط، تؤكد الحكومة أن القائمة ستظل مفتوحة للتعديل مع ظهور منصات جديدة أو تغيّر توجّهات المستخدمين الشباب.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن 86% من الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً كانوا يستخدمون وسائل التواصل قبل تطبيق الحظر، ما يجعل تنفيذ القانون مهمة معقدة تتطلب أدوات تحقق تعتمد على وثائق الهوية أو البيانات المصرفية المرتبطة بالمستخدمين.

Related ملايين المراهقين في أستراليا يفقدون حساباتهم مع بدء أول حظر من نوعه لمنصات التواصل الاجتماعيأستراليا تبدأ أول حظر عالمي على حسابات القُصَّر.. وميتا تسبق القانون بحذف حسابات من هم دون 16 عامًاأستراليا تطلق حظرًا على استخدام الأطفال لوسائل التواصل.. وخبراء يحذّرون من "ثغرات" تأثير عالمي.. ودول تستعد لتبنّي خطوات مشابهة

لم يتوقف صدى القرار عند الحدود الأسترالية، إذ أثار اهتماماً دولياً واسعاً في ظل تنامي المخاوف من أثر وسائل التواصل على الصحة النفسية للأطفال. فقد أعلنت ماليزيا، وفق صحيفة "ديلي ستار"، نيتها فرض قيود عمرية جديدة ابتداءً من العام المقبل، فيما تدرس الدنمارك والنرويج اعتماد خطوات مماثلة. أما الاتحاد الأوروبي، فقد بدأ بالفعل بتطبيق ضوابط مشابهة لحماية القاصرين، بينما تدرس إندونيسيا تحديد الحد الأدنى للسن، وتراقب بريطانيا التجربة الأسترالية "عن كثب" بحسب ما نقلته رويترز.

وبهذا، تتحول أستراليا إلى نموذج اختباري عالمي لسياسات العمر الرقمي، بينما تنتظر الحكومات وشركات التكنولوجيا حول العالم نتائج هذه التجربة لتحديد مستقبل حضور القُصّر على منصات التواصل الاجتماعي.

ميتا تسبق القانون بحذف حسابات

بدأت منصّات "ميتا" إزالة حسابات المستخدمين دون 16 عامًا، استعدادًا لتطبيق أول حظر عالمي على استخدام القُصّر لوسائل التواصل الاجتماعي في أستراليا.

تقول ميتا إنها بدأت إزالة حسابات المراهقين دون سن 16 قبيل بدء حظر وسائل التواصل الاجتماعي الأوّل من نوعه عالميا في أستراليا.

بموجب القانون الأسترالي الجديد، الذي يدخل حيّز التنفيذ في 10 ديسمبر، لن يتمكّن الأطفال دون 16 عاما من إنشاء حسابات أو الاحتفاظ بها على منصّات مثل Facebook وX وThreads وSnapchat وInstagram وTikTok وTwitch وX وReddit وYouTube المملوك لشركة Google.

إذا ثبت أنّ هذه المنصّات تنتهك القانون، فقد تواجه عقوبات مالية صارمة بقيمة 50 مليون دولار أسترالي (28 مليون يورو).

في 4 ديسمبر، قالت ميتا في تدوينة على مدوّنتها إنها ستبدأ بإزالة الوصول إلى Instagram وThreads وFacebook للمراهقين دون 16 عاما وستحظر إنشاء حسابات جديدة. وستكون الشركة قد أزالت جميع الحسابات بحلول 10 ديسمبر، وهو اليوم الذي تدخل فيه القيود حيّز التنفيذ.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • إكس تلتزم رسميًا بالحظر الأسترالي وتباشر إزالة حسابات من هم دون 16 عامًا
  • أزمة تفاقم بين محمد صلاح وليفربول بسبب مفاوضات سرية مع أندية سعودية
  • ارتباك الدولة بين النفوذ الإيراني والالتزامات الدولية: قراءة في أزمة نشر قوائم الإرهاب
  • أستاذ قانون دولي: إيران تتجاوز الخطوط الحمراء في الخليج.. والقانون الدولي لن يصمت
  • الشرع: قمنا بدمج الفرق العسكرية في جيش واحد لترسيخ الاستقرار
  • تحرك عاجل من الاتحاد الإيراني بشأن أزمة مباراته مع مصر في كأس العالم
  • الشرع: وضعنا رؤية لسوريا قوية وملتزمون بالعدالة الانتقالية
  • الرئيس السوري: علاقاتنا مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات مثالية
  • رئيس البرلمان اللبناني يطالب المرشد الإيراني بفتوى لحزب الله