التفويض واقع في القضايا العلمية كما هو في الامور الدينية
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
#التفويض واقع في #القضايا_العلمية كما هو في #الامور_الدينية
د. #عبدالله_البركات
التفويض في #الاسلام هو انه ان لم نفهم الحكمة أو الكيفية في امر ديني او كان المعنى الظاهري لا يليق بمقام الله تعالى مما ورد في النصوص الشرعية مما يتعلق بالذات والصفات او عند تعارض المنقول للمعقول فيما يتعلق بالاخبار عن الماضي او الانباء عن الآتي .
كثير من الامور التي أشكل فهمها في الماضي تبينت حقيقتها لاحقاً. وكثير منها لم يتبين أمرها بعد وقد لا يتبين.
وقد يعتبر البعض ذلك نقطة ضعف في الحجج الدينية. ولكن المطلع على عامة العلوم الطبيعية ونظرياتها يكتشف أن التفويض ليس خاصًا بالامور الدينية بل هو شائع في الامور العلمية الطبيعية كذلك. واذا قُبل ذلك في النظريات العلمية وتم احتمالها وانتظار انجلاء الشبهات حولها، فمن باب أولى ان يقبل في الامور الدينية. فهي اي الدينية مظنة غموض اكثر وغيوب اعمق.
ولا أجد حاجة للتمثيل على التفويض في الامور الدينية لكثرتها ومعلوميتها للناس مثل الاستواء على العرش ونزول الله الى السماء الدنيا واحوال يوم القيامة وترتيبها وتنوعها وغير ذلك كثير. ولكن ما هو غير معلوم للعامة ولا الى كثير من الخاصة ان اصحاب النظريات العلمية ومعتقديها يلجأون الى التفويض فيما لا يُفهم من ظواهر او ما يناقض اسس نظرياتهم.
فمثلاً هناك كثير من القضايا التي كانت ومازالت تعارض نظرية النسبية وبعضها تم حلها مثل كتلة الكون التي لم تكن كتلة المادة المعروفة كافية لتفسير الظواهر الكونية وباكتشاف المادة السوداء والطاقة السوداءتم حلها وبقي الكثير الذي ينتظر الحل. ومع ذلك تمسك بها اتباعها ويتمسكون بها اي النظرية النسبية على امل ان ينجلي الغموض فيما بقي من شؤونها. وكذلك الامر بخصوص نظرية التطور فمازال تفسير وجود التركيبات التي لا تقبل الظهور التدريجي (Irreducible complexity( تحير علماء التطور وغيرها كثير. واشكالات نظريات نشأت الكون. ومع ذلك تجد اتباع هذه النظريات يصبرون عليها وينتظرون الاكتشافات العلمية ان تجيب على هذه التناقضات. وهم ليسوا في عجلة من امرهم ان يرفضوها. ولا يضير طرحي هذا ان يقال ان كذا وكذا قد تم حل الاشكال فيه. فهناك العشرات من الاشكالات التي ما ان يحل احدها حتى تظهر اشكالات اكبر واكثر.بل ان العلم يقبل ما لا يقبله العقل مثل نظرية الاوتار او الابعاد الاحد عشر فعقدنا لا يعرف عملياً الا الابعاد الثلاثة وفي احسن الاحوال الابعاد الاربعة. كل ذلك دون ان يفقد العلماء ثقتهم بالعلم.
أوليس المسلم هو الاولى بان يفوض امر المتشابه وغير المعقول الى الله.
أخيراً لا أريد ان يُفهم من هذا اننا لسنا مكلفين بمحاولة فهم افضل للنصوص الشرعية، وان لا نعتبر فهم السلف نهاية المطاف. فالقران الكريم لا تنقضي عجائبه. وكونه صالح لكل زمان ومكان فهو يتفتح على العقول الباحثة حسب قدراتها وحاجاتها ومعطيات العلوم الحديثة. مقالات ذات صلة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الاسلام فی الامور کثیر من
إقرأ أيضاً:
ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
كشف ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي عن تحول نوعي في شكل العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وإيران، مؤكدا أنها لم تعد مجرد تعاون سياسي أو دعم إنساني، بل أصبحت "علاقة عضوية" تتعزز يوما بعد يوم، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة وما تبعها من حرب الـ12 يوما بين طهران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران / يونيو الماضي.
وقال القدومي في لقاء خاص مع "عربي21"، إن السنوات الماضية، بكل ما حملته من جراح وعدوان، رسخت قناعة لدى الإيرانيين بأنهم "أصدقاء طبيعيون لفلسطين وللمقاومة"، مضيفاً: "الإيراني اليوم لا يقف فقط معنا، بل يشعر بأنه شريك كامل في المعركة، وهذه نقلة استراتيجية في الوعي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية".
حرب غزة.. نقطة تحوّل جديدة
وجاءت هذه التصريحات في سياق تقييم أوسع للتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب غزة التي استمرت سنتين وخلفت دمارا واسعا واستقطابا إقليميا ودوليا، فخلال تلك الحرب، لعبت فصائل المقاومة أدوارا عسكرية وسياسية بارزة، بينما برز الدعم الإيراني عبر المستويات المختلفة أهمها المواقف المعلنة ضد الاحتلال.
وأشار القدومي إلى أن هذا الدعم لم يعد ينظر إليه في إيران على أنه موقف تضامني فقط، بل كقضية ترتبط مباشرة بالأمن القومي الإيراني بعد أن نقل الاحتلال الإسرائيلي الحرب، لأول مرة، إلى الداخل الإيراني.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
حرب الـ12 يوماً.. عندما أصبح الإيراني "شريكا في الدم"
وتوقف القدومي مطولا عند هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران في حرب حزيران/ يونيو التي استمرت 12 يوماً، وهي الجولة العسكرية التي مثلت أول مواجهة مباشرة بهذا الحجم بين الطرفين منذ عقود.
وقال القدومي "بعد تلك الحرب، لم يعد المواطن الإيراني يشعر بأنه فقط داعم للقضية الفلسطينية، بل بات يعتبر نفسه جزءاً من المعركة نفسها، الدم الذي سقط على الأرض هنا وهناك جمع الشعبين في مواجهة عدو واحد لا يحترم حدوداً ولا سيادة."
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ووفق القدومي، فإن هذه التجربة غيرت المزاج الشعبي والسياسي داخل إيران، وجعلت فكرة "الشراكة" مع المقاومة أكثر عمقا من أي وقت مضى.
الاحتلال "عدو للجميع".. والمواجهة تجاوزت فلسطين
وأكد ممثل حماس أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، بل امتدت إلى دول عربية وإسلامية عدة، وهو ما جعل طهران ترى في هذا السلوك تهديدا إقليميا شاملا.
وقال القدومي:"الإسرائيلي اليوم يضرب في كل مكان: في فلسطين، إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى بلدان بعيدة كالماليزية. هذا العدو لا يعرف حدوداً ولا يلتزم بسيادة أحد، ولذلك أصبح من الواضح أن الأمة كلها أمام عدو مشترك."
العلاقة مع إيران: من الدعم إلى "استراتيجية مشتركة"
وختم القدومي بالتأكيد أن العلاقة بين الجانبين أصبحت تحمل طابعاً استراتيجياً، قائلا:"اليوم علاقتنا مع إيران علاقة ذات أفق استراتيجي، تقوم على شراكة حقيقية من أجل مستقبل مشترك لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني."
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتكامل، خصوصاً بعد أن رسخت الحروب الأخيرة وجود اصطفاف إقليمي جديد يقوم على محور مقاومة أكثر تماسكا، يرى في مواجهة الاحتلال "قدراً مشتركاً لا خياراً سياسياً فقط".