من أيام البنا.. أمن الدولة يكشف لـ صدى البلد خطط الإخوان للاستيلاء على الحكم
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
كشف اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، خطة جماعة الإخوان الإرهابية فى الاستيلاء على الحكم، واعتبارها ولاية من ولايات الجماعة الإرهابية على مستوى العالم، وكان من الواضح أن لدى الجماعة مخططا للاستيلاء على الحكم بالعنف وأن يكون لديهم قوة عسكرية يمكنها مواجهة أي عمل مضاد من الشرطة أو حتى القوات المسلحة.
وأكد اللواء فؤاد علام، خلال حواره مع «صدى البلد»، ان أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية لم يحملوا السلاح وقت حسن البنا وسيد قطب وغيرهم، ولكن كان القيادات يجهزون مخازن سلاح حتى يتم تسليم أعضائها وتدريبهم وإعدادهم لأي معركة مع أي قوة تناهضهم، وعلمنا هذا الأمر من التحقيقات بعد ضبط كمية محدودة من السلاح مع بعض العناصر، وهو ما قادنا إلى توقع أن يكون لدى الجماعة تسليح أكثر من الكمية المضبوطة، وأمكن معرفة أماكن المخازن.
وأشار، إلى أن أحد المخازن كان في الإسماعيلية، وكشفت طفلة صغيرة سره، عندما اجرى اللواء أحمد رشدي التحقيقات معها وقالت له إن عمها إسماعيل حسونة وأبوها مصطفى حسونة المسؤولين عن تخزين السلاح في الإسماعيلية، وكانا يخزنان بعض السلاح في قرية قريبة من المحافظة، ورميا جزءً كبيرا من السلاح في الترعة، وفي النهاية تمكنت الجهات المعنية من ضبط كمية من السلاح، مؤكدًا أن خطورتها كانت كبيرة ولو وصلت للأفراد لأحدثت الجماعة خسائر بشرية ضخمة.
العنف مع الجماعةأكد اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن جميع العاملين بجهاز امن الدولة، سواء ضباط او افراد شرطة ممنوعين من استعمال العنف فى اثناء الاستجوابات، خاصة اثناء التحقيق مع اعضاء جماعة الاخوان الارهابية وقيادتها، مؤكدا ان التحقيقات كانت تسير بشكل مثالى مع استعمال بعض الاساليب الملتوية واساليب الترهيب للضغط عليهم للحصول على معلومات، خاصة ان اعضاء الجماعة كانو مدربين لاقصى درجات الامتناع عن الحديث مع رجال الدخلية وابداء اى معلومات.
وقال اللواء فؤاد علام، خلال حواره مع «صدى البلد»، إنّه شارك في التحقيق مع أفراد جماعة الإخوان الإرهابية في قضية 1965المعروفة بـ"قضية سيد قطب"، حيث كان القائد الفعلي لجماعة الإخوان الإرهابية آنذاك، واصطحبته من مكان إقامته إلى التحقيق في سجن القلعة، عندما تمكنا من القبض عليه لكنه كان صامتا، واستخدمت جميع الاساليب للحديث معه لكنها جميعا باءت بالفشل ولم يتكلم أبدا، وأتذكر أنه نطق بكلمتين فقط "واخدنى فين".
واوضح وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، ان جميع ما يثار بأن رجال الداخلية تعدو على سيد قطب عار تماما من الصحة: «مفيش مخلوق أذاه بكلمة، وكان يعامل كضيف وليس متهما خطيرا يرأس تنظيما مسلحا وإرهابيا»، مشيرا أن اللواء أحمد رشدي، تولى التحقيق معه لدى وصوله إلى سجن القلعة، كما شارك اللواء فؤاد علام في بعض أجزاء التحقيق، واصفا سيد قطب بـ " الغباء السياسى" لكنه "داهيه" فى الصمت لدرجة التي جعلته يتاكد بأنهم مدربين على كيفية مواجهة الاستجواب.
قضية اغتيال الرئيس محمد أنور الساداتوكشف اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، تفاصيل قضية اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، مؤكدا أنه لم يشارك في التحقيقات؛ بسبب قرار رئيس الجهاز حينها، بتجميد عمله؛ لوجود خلافات كبيرة بينهما، إلا أنه كان يتابع بشكل شخصي، إجراءات التحقيقات في هذه القضية الخطيرة، وأكد أن الدكتور محمود جامع، الصديق المقرب للرئيس السادات، حذره من استعانته بجماعة الإخوان لمواجهة الناصريين والشيوعيين.
فتنة سياسية بين الاخوان والناصريينوأضاف اللواء فؤاد علام، أن الدكتور محمود جامع، أكد على الرئيس السادات، أنه لو اعتمد على جماعة الإخوان؛ فإنهم سيتخلون به، لكن الرئيس السادات لم يقتنع بهذا الكلام، مشيرا إلى التقارير الكثيرة التي تم إرسالها إلى الرئيس السادات، بضرورة إبعاد جماعة الإخوان عن المشهد السياسي؛ حتى لا تحدث فتنة سياسية بين الأحزاب، إلا أن الرئيس السادات لم يستجب لهذه التقارير.
وأوضح وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن الدكتور محمود جامع، كان يعقد اجتماعات لجماعة الإخوان في منزله، بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وكان يدعو إليها، لدرجة أننا كنا راصدين لهذا التحرك منهم، لافتا إلى أن الكارثة كانت حضور الرئيس السادات، لإحدى الاجتماعات، حيث كان الدكتور محمود جامع، يقوم بعمل تآلف ما بين الجماعات السياسية من الوفد، والشيوعيين، الإخوان المسلمين.
وأشار اللواء فؤاد علام إلى أن هناك الكثير من الأنباء التي ترددت بشأن عدم التفات اللواء نبوي إسماعيل وزير الداخلية، إلى عملية اغتيال الرئيس السادات، معقبا: “قيل في هذه النقطة الكثير من الأقاويل، وأتمنى ألا نتطرق إليها، إنما لا أعتقد أن الكلام الذي قيل له نصيب من الصحة”.
وأشار إلى أن التحقيقات كانت مكثفة والتحريات كانت بشكل أكبر، إلا أن الخطأ الأهم ، هو عمليه التامين التى حدثت للرئيس السادات فى مثل هذه الاحتفالات، وكيفية إدارتها، لا سيما أن جميع الأجهزة في الدولة كانت على دراية بوجود أعضاء جماعات إرهابية في هذه الاحتفالية.
كشافة الإخوانوكشف اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية، وبداية معرفته بهم، خاصة وأنه تعرض للأذية أكثر من مرة بسببهم، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب بسبب انتخابات اتحاد الطلاب، لاسيما وأن اول معرفته عن الجماعة كانت فى طفولته حينما حاول أعضاء الجماعة استقطاب الأطفال فى القرى والنجوع، واقناعهم بأعمالهم للانضمام اليهم فى الكبر.
وقال اللواء فؤاد علام، إنّ أول مرة يعرف فيها جماعة الإخوان الإرهابية، كانت في قريته التي شهدت بؤرة إخوانية رئيسية، حينما اصطحبه والده ضابط الشرطة، إلى قريتهم، ميت خاقان، بندر شبين الكوم، التابعة لمحافظة المنوفية؛ لزيارة الأهل، وشاهد أعضاء الجماعة يرتدون زيا يقترب من الزي العسكري، وكانوا يقومون بجولة في القرية، وينظمون عرضا عسكريا؛ لجذب الأطفال الصغار الذين كانوا يلحقون بهم.
وتابع وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، كان أعضاء الكشافة يأخذون الأطفال حتى مقر الشعبة الاخوانية الخاصة بهم في القرية ليمنحوا كل طفل هدية، بها شعار واسم الجماعة، وحصل حينها على قميص إخواني، كهدية من الجماعة، وارتداه، وكان فرحا به؛ بسبب حداثة سنه، خاصة وأن عمره لم يتعدى العقد الأول، لكن والده غضب كثيرا، واضطر إلى ضربه للمرة الأولى والأخيرة؛ عندما رآه يرتدي القميص وعليه اسم وشعار الجماعة.
ضربوني في الجامعةوأشار اللواء فؤاد علام، إلى أنه تعرض للضرب مرة ثانية بسبب الإخوان أيضا؛ عندما كان طالبا في كلية التجارة، التي التحق بها قبل الانضمام لرجال الشرطة، وأكد أنه في أحد الأيام، وجد مظاهرة ضخمة جدا، وكان الموجودون ينادون بـ محمود العناني وجلال خاطر مرشحا الجماعة في انتخابات اتحاد الطلاب، واستمع إلى برنامجهم الانتخابي، ودارت معهم مناقشات حول كيفية تطبيق ذلك البرنامج على أرض الواقع، ولكنه لم يقتنع بحديثهم وبرنامجهم الانتخابي؛ فقرر أن يستمع الى البرامج الانتخابية للمنافسين.
وقال:" سألت عن المرشح المنافس لهما، واستمعت إليه وقررت أن أرشحه، وأمنحه صوتي، وفي أثناء خروجي من اللجنة الانتخابية؛ تعرضت للضرب، لأن الجماعة كانت ترسل من يراقبون اللجان، لمعرفة الطلاب الذين لم يصوتوا لمرشحيهم، ثم يعتدون عليهم، مستطردا: "كانوا بيعلموا على ظهر اللي مش بينتخبوهم بالطباشير، واللي كان بيخرج بالعلامة دي كان بيتضرب".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فؤاد علام جماعة الإخوان الإرهابية جماعة الإخوان الإخوان جماعة الإخوان الإرهابیة اللواء فؤاد علام لـ صدى البلد التحقیق مع سید قطب إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطاب الإنقاذ والنهضة
في مساء الثالث من يوليو عام 2013، انحنى التاريخ احترامًا لكلمات خرجت من قلب قائد وعقل رجل دولة هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، لتتحول من خطاب إلى نقطة تحول، ومن بيان إنقاذ إلى أساس لنهضة وطنية حقيقية.
لم يكن خطاب السيسي مجرد إعلان سياسي، بل كان صرخة حق في وجه الباطل، وتوثيقًا لإرادة شعب قرر أن ينتفض ضد جماعة حاولت اختطاف وطن، وإعادة تشكيله على أسس طائفية، مغلقة، فاسدة، لا تعرف من الدولة إلا قشرتها، ولا من الدين إلا ما يخدم سلطتها.
عامان من حكم الجماعة.. صعود على جثة الوطنفي عامين فقط، حولت الجماعة الإرهابية مصر إلى ساحة فوضى، وحقل تجارب لتمكين أهل الثقة لا أهل الكفاءة، فقد تم تهميش مؤسسات الدولة، وضرب مفاصلها الوطنية، من القضاء إلى الإعلام، ومن الشرطة إلى الثقافة.
بدأت مصر تفقد هويتها شيئًا فشيئًا، وظهرت دعوات لهدم الدولة المدنية واستبدالها بمشروع ظلامي يُقصي الجميع.
أما على الأرض، فقد تسارعت جرائم الإخوان ومَن تحالف معهم، وذلك من خلال:
- اقتحام المحاكم وتهديد القضاة.
- مذابح طائفية في الأقصر والمنيا.
- التحريض العلني على الإرهاب من فوق منصات رابعة والنهضة.
- محاولات إسقاط مؤسسات الدولة و"أخونة" كل أجهزة الحكم.
- استهداف عناصر الجيش والشرطة بعمليات اغتيال منظمة.
ما بعد الرفض الشعبي.. إرهاب لم يرحمحين رفض الشعب المصري هذا المشروع الظلامي، وخرج في 30 يونيو في ثورة عارمة شملت أكثر من 33 مليون مواطن، كشرت الجماعة عن أنيابها وظهرت على حقيقتها.
بدأت سلسلة من الاغتيالات الغادرة، طالت رموزًا وطنية، من بينهم:
- المستشار هشام بركات، النائب العام.
- العقيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني.
- رجال الشرطة في سيناء والدلتا.
- استهداف كمائن، ومديريات أمن، ومواقع استراتيجية.
ثم كانت واقعة كرداسة الدامية، التي لن تُنسى، حين هجم الإرهابيون على قسم الشرطة بعد خطاب 3 يوليو، وذبحوا 11 ضابطًا وجنديًا بدم بارد، وسحلوا جثثهم، وأحرقوا سياراتهم، في مشهد يُجسد كم الحقد والوحشية التي كانت الجماعة تداريها خلف عباءة الدين.
خطاب 3 يوليو.. صوت وطن لا صوت جماعةفي تلك اللحظة المفصلية، لم يكن هناك مجال للمراوغة.
وقف السيسي باسم الجيش والشعب معًا، وألقى خطابًا خالدًا قال فيه ما عجز الآخرون عن النطق به.
لم يكن قائدًا يبحث عن سلطة، بل رجلًا يحمل مسؤولية وطن على حافة الهاوية، فاتخذ القرار الذي كان يحتاج إلى شجاعة استثنائية.. ألا وهو عزل الجماعة وإنقاذ الدولة، والاستجابة لصوت الشعب.
ذلك الخطاب لم يكن انقلابًا كما روجت الأبواق المأجورة، بل انحيازًا لإرادة المصريين، وثورة شعب عبر عنها الجيش في لحظة كان فيها العالم كله يترقب مصير دولة بحجم مصر.
من الإنقاذ إلى النهضة.. أمة تنهض رغم الجراحومع مرور 12 عامًا على خطاب الإنقاذ، ها هي مصر الآن تقف شامخة، رغم كل المؤامرات، رغم الإرهاب، رغم الحرب الاقتصادية التي تلت.
استردت مصر هيبتها الدولية.
نهضت بمشروعات قومية عملاقة.
أعادت بناء الجيش ليكون من أقوى 10 جيوش في العالم.
أصبحت محورًا للاستقرار في الشرق الأوسط.
كل هذا بفضل قائد جسور قرر ألا يهرب من اللحظة، بل يواجهها، ومعه مؤسسة وطنية هي القوات المسلحة المصرية، التي أثبتت - كما دائمًا - أنها درع الوطن وسيفه.
حين يُنقذ القائد وطنًا بكلمةخطاب 3 يوليو يجب أن يُدرّس، ليس لأنه أنهى حكم جماعة، بل لأنه أعاد مصر إلى مسارها التاريخي كدولة رائدة، ذات هوية وطنية أصيلة، لا تُدار من الكهوف ولا تحكمها الميليشيات.
لقد أنقذ عبد الفتاح السيسي وطنًا كاد أن يُباع، وأعاده لشعبه.
واليوم، بعد 12 عامًا من ذلك الموقف الجلل، نقولها بفخر: هكذا تُكتب اللحظات الخالدة.. وهكذا يصنع الرجال الأوطان.
اقرأ أيضاًمقال «الأسبوع» يزلزل الاحتلال.. مرصد إسرائيلي يتهم الدكتور محمد عمارة بالتحريض ضد إسرائيل
نحو «اتفاق تاريخي».. تفاصيل خطة إعمار غزة في مقال لوزير الخارجية بصحيفة أمريكية