هل اليابان أمام احتمال وقوع زلزال مدمر ؟
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
دعا باحثون يابانيون الجمعة السلطات إلى الاستعداد لـ «لزلزال ضخم» مدمر غداة هزة أرضية بقوة 7,1 درجات أوقعت ثمانية جرحى في جنوب البلاد.
ودفع هذا التحذير رئيس الوزراء الياباني إلى التخلي عن جولة خارجية مقررة في آسيا الوسطى.
وهي المرة الأولى التي تصدر فيه وكالة الأرصاد الجوية اليابانية هذا التحذير منذ اعتماد نظام إنذار جديد بعد الزلزال المدمر الذي ضرب في 2011 وتسبب بتسونامي حصد آلاف الأرواح وبكارثة نووية في فوكوشيما.
- ما فحوى تحذير الوكالة اليابانية؟
رأت الوكالة أن «احتمال حصول زلزال جديد قوي أعلى من الأيام العادية» بعد زلزال الخميس موضحة أن ذلك «لا يشير إلى أن الزلزال سيقع بالتأكيد».وحذّرت الوكالة «في حال وقوع زلزال قوي» سيخلف «هزات قوية وموجات تسونامي كبيرة».
وأضافت أن «الزلزال الضخم» الذي يخشى حدوثه قد يبدأ في منطقة الاندساس في أخدود نانكاي قبالة ساحل اليابان الجنوبي حيث سبق أن وقعت زلازل أخرى.
- ما هو أخدود نانكاي؟ -
هو حوض بحري يمتد على 800 كيلومتر من مدينة شيزووكا غرب طوكيو إلى جزيرة كيوشو في الجنوب التي وقع قبالة سواحلها زلزال الخميس.
وكان الأخدود نقطة انطلاق زلازل مدمرة بقوة قياسية تراوح بين 8 و9 درجات، كل مئة إلى مئتي عام.
هذه الزلازل الضخمة التي غالبا ما يتبعها زلزال ثان معروفة بأنها تتسبب بموجات تسونامي خطرة على طول ساحل اليابان الجنوبي.
في 1707، تشققت كل أجزاء أخدود نانكاي بالتزامن ما أدى إلى أعنف زلزال في تاريخ اليابان.
وتلا هذا الزلزال الذي تسبب بالثوران الأخير لبركان جبل فوجي، بعد قرن ونصف قرن، زلزالان ضخمان في 1854 ومن ثم آخران في 1944 و1946.
- ما هي العواقب المحتملة ؟
رأت الحكومة اليابانية في الفترة الأخيرة أن ثمة احتمالا بنسبة 70 % بوقوع زلزال ضخم توازي قوته 8 أو 9 درجات في البلاد في السنوات الثلاثين المقبلة.وفي حال وقوع هذا الزلزال، قد يطال جزءاً كبيراً من الساحل الياباني على المحيط الهادئ ويهدد 300 ألف شخص ويتسبب بأضرار تقدر قيمتها بحوالي 13 مليار دولار بحسب خبراء.
وكتب عالما الجيولوجيا كايل برادلي وجوديث هوبارد في النشرة المتخصصة «إرثكويك إنسايتس»، أن سجل الزلازل الضخمة في نانكاي مخيف.
وأوضحا، مع أن توقع وقوع الزلازل مستحيل إلا أن وقوع زلزال يزيد عموما من حصول آخر.
- هل من داع للقلق؟ -
ذكّرت السلطات اليابانية السكان المقيمين في مناطق معرضة للخطر بضرورة اتخاذ إجراءات احترازية وطلبت منهم على سبيل المثال الاطلاع على موقع الملجأ الأقرب إلى مقر إقامتهم في حال حصول عمليات إجلاء.
وتملك الكثير من الأسر اليابانية حزمة طوارئ تحتوي على زجاجة مياه ومصباح وجهاز راديو فضلا عن مؤن يمكن أن تحفظ لفترة طويلة.
ومع أن زلزال الخميس الذي بلغت قوته 7,1 درجات يزيد من احتمال وقوع زلزال آخر، إلا ان الأرجحية تبقى متدنية بحسب كايل برادلي وجوديث هوبارد.
وأكد الخبيران على سبيل المثال، في كاليفورنيا، ثمة قاعدة عامة تنص على أن هناك احتمالاً بنسبة 5 % أن يكون زلزال ما مقدمة لزلزال آخر.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: زلزال اليابان وقوع زلزال
إقرأ أيضاً:
زلزال عنيف.. روسيا تسجل أحد أقوى الزلازل في تاريخها الحديث
في حدث جيولوجي استثنائي، ضرب زلزال ضخم بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر منطقة كامتشاتكا الواقعة في أقصى شرق روسيا، ما أثار قلقا واسعا في الأوساط العلمية والبيئية، وأعاد إلى الأذهان سلسلة من الكوارث الزلزالية الكبرى التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية.
أقوي 10 زلازلا تم تسجيلهاالزلزال، الذي وقع صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي، صنف ضمن أقوى عشرة زلازل تم تسجيلها عالميا، ليضع كامتشاتكا مجددا تحت مجهر علماء الزلازل، خاصةً أن المنطقة سبق أن شهدت زلزالا مدمر عام 1952 بلغت قوته 9 درجات، مسببا موجات تسونامي عنيفة وصلت آثارها إلى سواحل هاواي.
منطقة نشطة جيولوجياكامتشاتكا تقع فوق ما يُعرف بـ"منطقة الاندساس"، وهي نقطة التقاء بين صفائح تكتونية تتصادم ببطء، مما يؤدي إلى تراكم ضغط هائل في باطن الأرض يطلق فجأة عبر زلازل عنيفة.
ووفقا للخبراء، فإن هذا النمط الجيولوجي يجعل من المنطقة واحدة من أخطر المناطق الزلزالية على مستوى العالم.
وقد شعر سكان مدينة بتروبافلوفسك كامتشاتسكي والتجمعات السكانية المحيطة بهزات قوية نتيجة الزلزال، وسط حالة تأهب تحسبًا لاحتمال حدوث موجات تسونامي أو هزات ارتدادية عنيفة.
تسلسل زلزالي يثير التساؤلاتالزلزال الأخير يأتي في سياق نشاط زلزالي ملحوظ شهدته المنطقة خلال العامين الماضيين، من بينها هزتان بقوتي 7.1 و7.4 درجات، ما يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت المنطقة تمر بمرحلة تصاعدية في النشاط الزلزالي، ضمن ما يُعرف بـ"الدورة الزلزالية طويلة الأمد" في مناطق الاندساس.
تاريخ يعيد نفسهالزلزال المدمر الذي ضرب كامتشاتكا عام 1952 يُعد من بين الأعنف في القرن العشرين، وقد تسبب آنذاك في موجات تسونامي كارثية أدت إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، في وقت كانت فيه وسائل الرصد والاتصال محدودة واليوم، يعيد الزلزال الجديد فتح ملف هذه الظواهر الطبيعية المتكررة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو مشابه.
هل يمكن التنبؤ بالزلازل الكبرى؟رغم التقدم العلمي في دراسة الظواهر الزلزالية، لا يزال التنبؤ الدقيق بالزلازل الكبرى غير ممكن حتى الآن.
ويؤكد العلماء أن الهزات المتوسطة قد تمثل مؤشرات أولية، لكنها لا توفر نمطًا ثابتًا أو آلية إنذار مبكر موثوقة.
ومن المتوقع، بحسب المختصين، أن تستمر المنطقة في تسجيل هزات ارتدادية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بعضها قد يتجاوز 7 درجات على مقياس ريختر.
كامتشاتكا مركز دراسات زلزالية عالميالحدث الزلزالي الأخير من شأنه أن يطلق موجة جديدة من الدراسات والأبحاث الجيولوجية، على غرار ما حدث عقب زلزال تشيلي في 2010، بهدف فهم طبيعة الكسور الزلزالية وتأثيراتها على البنية التحتية والسواحل المجاورة، بالإضافة إلى علاقتها بالنشاط البركاني في المنطقة.