أمطار أبو حمد.. كيف حمى السد العالي مصر من سيول السودان الأخيرة؟
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
كتب- عمرو صالح:
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن هناك العديد من الولايات السودانية شهدت سيولًا وفيضانات، هي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة، حيث امتدت هذه الأمطار شمالًا إلى مناطق من جنوب مصر مثل حوض وادي العلاقي وبحيرة السد العالي وأبو سمبل ومنطقة العوينات، وفي السودان، تأثرت بشكل خاص منطقة أبو حمد بولاية نهر النيل، ما أدى إلى انهيار آلاف المنازل ومقتل وإصابة العشرات.
وأضاف "شراقي"، عبر الصفحة الرسمية له على "فيسبوك"، أن منطقة أبو حمد تعد من أكبر المناطق التعدينية في السودان، حيث يتم استخراج الذهب باستخدام طرق كيميائية معقدة، تنطوي هذه العملية على استخراج جرامات قليلة من الذهب من أطنان من الصخور المطحونة، وتخلف ورائها أكوامًا ضخمة من المخلفات تحتوي على عناصر ثقيلة مثل الرصاص والزنك والنحاس والكبريت، إضافة إلى المواد الكيميائية المستخدمة مثل الزئبق؛ عند سقوط الأمطار، تجرف السيول هذه الرواسب نحو القنوات المائية والمزارع، مما يتسبب في تلوث البيئة والمياه الجوفية، ما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة السكان والكائنات الحية في المنطقة.
وتابع: التأثير البيئي لهذا التلوث يمتد أيضًا إلى خارج حدود أبو حمد، حيث تتدفق مياه السيول نحو بحيرة سد مروى الذي يسع حوالي 12 مليار متر مكعب من المياه، تترسب معظم هذه الرواسب في قاع البحيرة، بينما تصل كميات قليلة من الطمي والرواسب إلى بحيرة ناصر في مصر، لحسن الحظ، يلعب السد العالي دورًا مهمًا في تقليل المخاطر البيئية، حيث تعمل مسافة 1000 كم التي تقطعها المياه على ترسيب معظم الرواسب والعناصر المتبقية قبل أن تصل إلى بحيرة ناصر، ما يسهم في تنقيتها قبل خروجها من بوابات السد.
وواصل حديثه قائلًا: مع استعادة السودان واستقراره قريبًا، هناك حاجة ملحة لتشريعات بيئية صارمة تلزم شركات التعدين بإعادة تغطية الصخور بعد استخلاص المعادن وتشجير المناطق المتأثرة لتثبيتها، ويمكن الاستفادة من تجارب دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التي فرضت عدة قوانين صارمة تجبر شركات التعدين على إعادة الصخور المستخرجة إلى باطن الأرض لتجنب تعرضها للأمطار والتسبب في تلوث البيئة، فهذه الإجراءات قد تكلف الشركات مبالغ ضخمة، مما دفع بعضها للعمل في دول ذات تشريعات بيئية أقل صرامة مثل المكسيك وأمريكا الجنوبية وبعض الدول الإفريقية.
واختتم "شراقي"، مؤكدًا أن السد العالي يثبت مجددا أنه ليس مجرد مشروع هندسي ضخم، بل هو خط دفاع حيوي لحماية البيئة من آثار التلوث التي قد تنجم عن الأنشطة البشرية غير المنظمة في المناطق المجاورة.
اقرأ أيضا:
أمطار رعدية واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ 6 أيام المقبلة
استهلّها بزيارة السد العالي.. وزير الكهرباء يزور المحطات المائية بأسوان لمتابعة سير العمل
رئيس شعبة الأدوية يُطالب بزيادة أسعار الدواء بـ50% لمواجهة التحديات - (فيديو)
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أولمبياد باريس 2024 أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار إسرائيل واليمن التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان الدكتور عباس شراقي سيول السودان أمطار فيضانات السد العالی أبو حمد
إقرأ أيضاً:
بدء استقبال الطلاب في الملتقى الدولي للتعليم العالي «إديوجيت 2025» غدًا
يبدأ الملتقى والمعرض الدولي للتعليم العالي والتدريب «إديوجيت 2025»، غدا الثلاثاء، استقبال آلاف الطلاب والزائرين في دورته الـ 18 والتي تنعقد تحت شعار (جامعات الجيل الخامس ومتطلبات الجودة في عالم الذكاء الاصطناعي)، وتضم نحو 100 جامعة ومؤسسة معنية بالتعليم العالي.
وتأتي النسخة الـ18 للملتقى تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمى، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، وبمشاركة وحضور لفيف كبير من رؤساء الجامعات وخبراء التعليم العالي.
ويشهد الملتقى للمرة الأولى مشاركة لافتة لعدد من الجامعات الصينية، والتي تشارك بعدد من مسؤوليها كضيف شرف للدورة الجديدة للملتقى، كما تشهد الفعاليات حلقات نقاشية وسلسلة من الندوات والحوارات المفتوحة حول الفرص التعليمية المتاحة في الجامعات المصرية، طوال أيام الملتقى الذي ينعقد خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر بالقاهرة، ويومي 7 و8 ديسمبر بمدينة الإنتاج الإعلامي، ويوم 9 ديسمبر بالإسكندرية.
كما يشهد الملتقى الإعلان عن عدد كبير من المنح الدراسية التي تقدمها الجامعات المشاركة في الملتقى، كما يزور المعرض كذلك لفيف من رؤساء وقيادات الجامعات المصرية والعربية والدولية، وخبراء التعليم العالي من مصر والعالم، وعدد من الرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات تكنولوجيا المعلومات ومقدمي الخدمات.
وقال الدكتور علي شمس الدين، رئيس اللجنة المنظمة ورئيس جامعة بنها الأسبق، إنه على المستوى الدولي يشارك بالمعرض جامعات من أكثر من 20 دولة، منها: كندا، بولندا، صربيا، الأردن، ألمانيا، الهند، روسيا، الصين، وغيرها. كذلك يشارك عدد من كبار الوكالات الدولية التي تمثل المئات من كبرى جامعات العالم.
وأضاف أن العديد من الجامعات المصرية والعالمية تحرص على المشاركة بمعرض «إديوجيت»، حيث يُعد فرصة كبيرة لعرض برامجها وخدماتها للآلاف من طلاب السنوات النهائية الذين سيلتحقون بالتعليم الجامعي وأولياء الأمور، حيث تتنافس الجامعات المشاركة في جذب الطلاب بعرض جوانب التميز في برامجها التعليمية.
وأشار شمس الدين إلى إنه ستعقد دورة استثنائية للملتقى في مدينة الرياض خلال شهر فبراير ٢٠٢٦ بمشاركة لفيف من الجامعات المصرية، وذلك بمشاركة مبادرة ادرس في مصر وبالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمي.
ويستضيف الملتقى ممثلي ما يزيد على 100 جامعة من أهم الجامعات المصرية والعالمية، تتقدمهم جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، جامعة بنها، وأفرع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية.
كما يستضيف المعرض عددًا من الجامعات المصرية الخاصة والأهلية، منها: جامعة المستقبل، الجامعة البريطانية، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، جامعة إسلسكا، جامعة مصر للمعلوماتية، جامعة نيو جيزة، الجامعة الفرنسية، المجلس البريطاني، جامعة الأهرام الكندية، جامعة السويدي للتكنولوجيا، الجامعة الفرنسية، وغيرهم الكثير. كما تشارك الجامعات الأهلية الجديدة، وعلى رأسها جامعة الجلالة، جامعة الملك سلمان، وجامعة العلمين.
ويُعد المعرض فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والرؤى والتعرّف على أحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات في مجال التعليم العالي في المنطقة والعالم.
وكان ملتقى «إديوجيت» قد استضاف في نسخه الناجحة السابقة، بالإضافة إلى عشرات الجامعات المصرية والأجنبية، وزارة التعليم الإماراتية، «دبي إكسبو»، ومؤسسة «كيو إس» للتصنيف الدولي، التي كرّمت وزير التعليم العالي وعددًا من رؤساء الجامعات المصرية بمناسبة إدراج جامعاتهم في التصنيف العالمي للجامعات. وساعد «إديوجيت» على مدار عمره، الذي يصل إلى 13 عامًا، الآلافَ من الطلبة في اختيار وجهتهم الجامعية.