علماء يحلون لغز بعض المناظر الطبيعية الأكثر دراماتيكية على وجه الأرض
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
#سواليف
تمكّن #العلماء من حل أحد #ألغاز #الأرض المتعلقة بكيفية تصاعد #القارات لأكثر من كيلومتر واحد، وخلق بعضا من أكثر المناظر الطبيعية دراماتيكية في العالم.
وأجاب العلماء، بقيادة فريق من جامعة ساوثهامبتون، على أحد أكثر الأسئلة المحيرة في علم الصفائح التكتونية: كيف ولماذا ترتفع أجزاء “مستقرة” من القارات تدريجيا لتشكل بعضا من أعظم السمات الطبوغرافية على الكوكب.
وتساعد نتائجهم في حل لغز طويل الأمد حول القوى الديناميكية التي تشكل وتربط بعض أكثر أشكال الأرض دراماتيكية، السمات الطبوغرافية الواسعة التي تسمى “المنحدرات” و”الهضاب” والتي تؤثر بشكل عميق على المناخ والبيولوجيا.
مقالات ذات صلة رصد أدلة تفسر لغزا عمره عقود يحيط بالشمس 2024/08/10وقال توم جيرنون، أستاذ علوم الأرض في جامعة ساوثهامبتون والمؤلف الرئيسي للدراسة: “لطالما اشتبه العلماء في أن السمات الطبوغرافية شديدة الانحدار التي يبلغ ارتفاعها كيلومترا واحدا، والتي تسمى المنحدرات العظيمة، مثل المثال الكلاسيكي الذي يحيط بجنوب إفريقيا، تتشكل عندما تتصدع القارات وتنقسم في النهاية. ومع ذلك، فإن تفسير سبب ارتفاع الأجزاء الداخلية من القارات، بعيدا عن مثل هذه المنحدرات، وتآكلها أثبت أنه أكثر تحديا”.
ويقول الفريق الذي يضم علماء من مركز هلمهولتز بوتسدام – مركز أبحاث جي إف زد الألماني لعلوم الأرض وجامعة برمنغهام، إن نتائجهم تساعد في تفسير سبب تعرض أجزاء من القارات التي كان يُعتقد سابقا أنها “مستقرة” لارتفاعات وتآكل كبيرين.
وأشار أيضا إلى أنها تشرح كيف يمكن لمثل هذه العمليات أن تهاجر مئات أو حتى آلاف الكيلومترات إلى الداخل، لتشكل مناطق مرتفعة كاسحة تُعرف بالهضاب، مثل Central Plateau of South Africa.
وأظهرت نتائجهم أنه عندما تنفصل القارات، فإن تمدد القشرة القارية يسبب حركات تحريك في وشاح الأرض، الطبقة بين القشرة واللب.
وأوضح متحدث باسم جامعة ساوثهامبتون: “لقد جمع العلماء أدلة تشير إلى أن المنحدرات العظيمة نشأت على حواف وديان الصدوع القديمة، تماما مثل الجدران شديدة الانحدار التي نراها على هوامش صدع شرق إفريقيا اليوم. وفي الوقت نفسه، تسبب حدث الصدع أيضا في حدوث “موجة وشاح عميقة” تنتقل على طول قاعدة القارة بسرعة تتراوح بين 15 و20 كيلومترا لكل مليون سنة”.
وأضاف الدكتور ستيف جونز، الأستاذ المشارك في أنظمة الأرض بجامعة برمنغهام: “ما لدينا هنا هو حجة مقنعة مفادها أن الصدع يمكن أن يولد، في ظل ظروف معينة، خلايا الحمل الحراري الطويلة الأمد في الوشاح العلوي، وأن هذه الأنظمة الحملية التي بدأها الصدع لها تأثير عميق على تضاريس سطح الأرض والتآكل والترسيب وتوزيع الموارد الطبيعية”.
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة Nature، يقترح الفريق أن اضطراب القارات قد أثر أيضا على المناخ. وقال البروفيسور جيرنون: “إن زعزعة استقرار نوى القارات لابد وأن أثرت على المناخات القديمة أيضا”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف العلماء ألغاز الأرض القارات
إقرأ أيضاً:
عبر أصدقاء التربة.. علماء ينتجون قمحا غنيا بالحديد والزنك
في وقت تتزايد فيه التحديات المرتبطة بسوء التغذية ونقص العناصر الدقيقة في الحبوب التي تشكل الغذاء الأساسي لملايين البشر في العالم، كشفت دراسة حديثة عن إمكانية تحسين القيمة الغذائية للقمح، من دون اللجوء إلى الأسمدة أو التعديلات الجينية، بل بالاستعانة بكائنات دقيقة تقيم شراكة قديمة مع جذور النباتات، وهي فطريات التربة.
في الدراسة التي نشرت يوم 23 يوليو/تموز في مجلة "بلانتس، بيبول، بلانيت"، سلط باحثون الضوء على قدرة فطريات تعرف علميا باسم الفطريات الجذرية التكافلية -اتحاد تكافلي بين فطر ونبات- على زيادة تركيز الزنك والفوسفور في بذور قمح الخبز، وهو النوع الأكثر استهلاكا عالميا.
رغم أن القمح مصدر رئيسي للغذاء في كثير من الدول، فإن قيمته الغذائية تراجعت تدريجيا بفعل الزراعة المكثفة واستنزاف التربة، ووفقا للمؤلفة المشاركة في الدراسة ستيفان واتس-فاوكس الباحثة في علم النبات بجامعة أديلايد في أستراليا: "هنا تبرز أهمية هذه الدراسة التي توفر، للمرة الأولى، دليلا عمليا على إمكانية تحسين القمح بطريقة طبيعية وآمنة غذائيا".
وتوضح واتس-فاوكس في تصريحات للجزيرة نت "اكتشفنا أن الاستفادة من العلاقة التبادلية بين جذور القمح وهذه الفطريات يمكن أن تعزز امتصاص العناصر الدقيقة من دون زيادة في المركبات المثبطة مثل الفيتات، وهي أحماض مضادة للتغذية، وتعيق امتصاص الزنك والفوسفور في الجسم".
أجرى الفريق تجارب على صنف تجاري من القمح في ظروف خاضعة للرقابة، حيث تم تلقيح التربة بنوعين من الفطريات الجذرية التكافلية. وبعد نمو المحصول، قارن الباحثون محتوى الحبوب من العناصر المعدنية ومركبات الفيتات مع حبوب من نباتات لم تتعرض للتلقيح الفطري.
إعلانكانت النتائج لافتة، بحسب الدراسة، إذ ارتفعت نسبة الزنك والفوسفور بشكل واضح، في حين لم يطرأ أي ارتفاع على مستويات الفيتات التي تعيق امتصاص المعادن، وذلك يعني تحسنا في توافر الزنك والحديد للجسم.
يعني أن المغذيات أصبحت أكثر قابلية للامتصاص في الجسم، وهي نقطة حاسمة عند الحديث عن الأمن الغذائي وجودة التغذية.
وتوضح الباحثة أن "ليس كل ارتفاع في المغذيات يعني استفادة غذائية. فالأهم أن تكون هذه العناصر متاحة حيويا. لقد تحقق ذلك فعلا في هذا النموذج".
تكمن قوة هذه التقنية الجديدة في أنها لا تعتمد على الأسمدة الاصطناعية، ولا تتطلب تعديلات جينية أو تقنيات زراعة عالية التكلفة، بل تقوم على تفعيل علاقة طبيعية بين النبات والتربة، لطالما تطورت عبر آلاف السنين، لكنها لم تستثمر بما يكفي في الزراعة الحديثة.
تقول واتس-فاوكس إن هذه الشراكة الحيوية المهملة قد تكون مفتاحا لإنتاج محاصيل أكثر تغذية واستدامة في آن واحد، خصوصا في المناطق التي يصعب فيها توفير الأسمدة أو تعاني من تدهور التربة.
وتشير الباحثة إلى وجود تحديات عملية، فحتى الآن تم اختبار التقنية في بيئات محدودة وتحت ظروف مخبرية. ويجري الفريق حاليا تصميم تجارب ميدانية على نطاق أوسع، تشمل أنواعا مختلفة من التربة والمناخات الزراعية.
ويخطط الفريق البحثي لاختبار التلقيح الفطري في حقول حقيقية داخل أستراليا، ثم التوسع إلى مناطق أخرى في آسيا وأفريقيا، حيث تتفاقم أزمات التغذية ويكثر الاعتماد على القمح كغذاء أساسي. وتؤكد الباحثة أن الأمر لا يتعلق فقط بإنتاج قمح غني بالمغذيات، بل أيضا بفهم المنظومة البيئية ككل، من التربة إلى المحصول إلى المستهلك.