قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق أن رسول الله يُرشدنا بأن المسلم مستقل عن الأهواء وعن فساد الزمان والمكان وشيوع الفساد فى الأرض وفى الناس، يصدع بالحق ولو كان وحده.

نوع من الهجرة يحتاجه كل مسلم.. يكشفه علي جمعة علي جمعة يُوضح صفات عباد الرحمن

 

واستشهدا جمعة بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الترمذى عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ﷺ : « لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا »، وأيضًا بقوله صلى الله عليه وعليه وآله وسلم: (ويأتى النبى يوم القيامة وليس معه أحد).



وتابع جمعة وعلى ذلك يعلم المسلم أن يصدع بالحق وأن يتبع الحق مهما كان، ولا يكون من أولئك المنافقين الذين في قلوبهم مرض يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. 

 

وأضاف جمعة أن رسول الله يبلغنا أن هذا هو مراد الله سبحانه وتعالى فى كل ملةٍ وشريعة، قال تعالى {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} فالإنسان مستقل لا يرتبط عمله بعمل غيره لا بأبيه ولا بجده ولا بخطيئة يرثها أو يورِّثُها، يقوم بنفسه فيحاسب عن نفسه ويأتى يوم القيامة فردا {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }.

وأكد جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا أن نوطن أنفسنا على الحسنى ؛وأن نستقل فى عقيدتنا وآرائنا وأفكارنا بالحق عن فساد الزمان وفساد الأشخاص وفساد المكان وفساد وتقلب الأحوال، فالمؤمن يسير في هدى الله وعلى طريق الله لا يضرنا من ضل إذا اهتدينا ولا يكون أحدنا إمعة يتلون بتلون الزمان واختلاف المصالح والأهواء، بل إنه يسير في طريقه إلى الله بالله متوكلاً على الله سبحانه وتعالى لا يضره أحد من العالمين. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كبار العلماء بالأزهر الشريف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق رسول الله علی جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الحياء من أبرز الأخلاق الكريمة التي غرسها النبي في أصحابه وأمته

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان رسولنا ﷺ كان على خلق عظيم، وقد شهد له ربه سبحانه وتعالى في قرآنه بذلك فقال تعالى : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ وجعل الله أهم أهداف رسالته ﷺ إتمام مكارم الأخلاق فقال ﷺ : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» [أحمد والبيهقي والحاكم في المستدرك ومالك في الموطأ]. في أسلوب يوحي بأن رسالته ﷺ قاصرة على هذا الغرض؛ وذلك لإعلاء مكانة مكارم الأخلاق في الإسلام.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان الحياء كان من أبرز الأخلاق الكريمة التي غرسها النبي ﷺ في أصحابه وأمته من بعدهم  من خلال قاله وحاله، وفي حياته كلها، والحياء لغةً : مصدر حي ، وهو : تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم. وهو ضد البذاءة والوقاحة، فالبذاءة: السفاهة والفحش في المنطق وإن كان الكلام صدقا. والوقاحة والقحة أن يَقلّ حياء الرجل ويجترئ على اقتراف القبائح ولا يعبأ بها.  
أما الحياء في الشرع : خلق يبعث على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.

أدعية نبوية في أوقات الحروب.. أمين الفتوى ينصح بهادعاء للغنى والرزق.. ردده بيقين يوسع الله عليك ويفتح لك أبواب الخير

وقد يطلق ويراد به الخجل أيضًا، وإن كان الخجل أصله في اللغة: الكسل والتواني وقلة الحركة في طلب الرزق، ثم كثر استعمال العرب له حتى أخرجوه على معنى الانقطاع في الكلام. كما قاله ابن الأنباري. ويستعمل الخجل أيضا بمعنى : الاسترخاء من الحياء، ويكون من الذل، يقال : به خجلة أي حياء. وهو التحير والدهش من الاستحياء . يقال: خجل الرجل خجلا : فعل فعلاً فاستحى منه.
وقد قيل إن الفرق بين الخجل والحياء، أن الخجل معنى يظهر في الوجه لغم يلحق القلب عند ذهاب حجة، أو ظهور على ريبة وما أشبه ذلك فهو شيء تتغير به الهيئة، والحياء هو الارتداع بقوة الحياء، ولهذا يقال فلان يستحي في هذا الحال أن يفعل كذا، ولا يقال يخجل أن يفعله في هذه الحال؛ لأن هيئته لا تتغير منه قبل أن يفعله، فالخجل مما كان والحياء مما يكون، وقد يستعمل الحياء موضع الخجل توسعا. 
والحياء بمعناه الشرعي مطلوب من المسلم باتفاق، وإنما بمعناه العام، أو معناه اللغوي والعرفي فتجري فيه جميع الأحكام التكليفية: فإن كان المستحيي منه محرمًا، فالحياء منه واجب، وإن كان المستحيي منه مكروه فالحياء مندوب، وإن كان المستحيي منه واجبًا فالحياء منه حرام، وإن كان المستحيي منه مباح فهو عرفي أو جائز. فالحياء من تعلم أمور الدين وما يجب على الإنسان العلم به ليس بحياء شرعي .

طباعة شارك الحياء اخلاق النبي علي جمعة

مقالات مشابهة

  • حكم تقديم الأعذار الطبية الكاذبة لجهة العمل.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: الحياء من أبرز الأخلاق الكريمة التي غرسها النبي في أصحابه وأمته
  • ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: لسانك مفتاح الجنة أو سبيل الهلكة
  • أحسن ذكر للتوفيق والتيسير في الحياة.. داوم عليه وسترى العجب
  • أفضل صيغة للصلاة على النبي .. تفك الكروب وتزيد الأرزاق وتشفي من كل داء
  • خطيب الجامع الأزهر: النبي خطب في 144 ألف بالحج دون مكبرات صوتية.. فيديو
  • حكم ختام الصلاة جهرا عقب صلاة الجمعة
  • ما يقال من الذكر والدعاء عند شدة الحر.. اللهم أجرنا من النار