عدن الغد:
2025-05-15@15:51:18 GMT

محمية الحسوة الطبيعية.. الجنة المنسية!

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

محمية الحسوة الطبيعية.. الجنة المنسية!

(عدن الغد)خاص:

تقرير/ علي خالد:

محمية الحسوة الطبيعية في مدينة عدن، هي إحدى المحميات الطبيعية في جنوب اليمن التي تضم تنوعاً حيوياً غنياً، وتشكل موئلاً للطيور المهاجرة والمستوطنة، والكائنات الحية المهددة بالإنقراض. 

كانت المحمية في الماضي واجهة سياحية، ومتنفساً للسكان والزوار.

أعلنت الحكومة اليمنية آنذاك الحسوه محمية طبيعية رسمياً في عام 2006، وحصلت على جائزة خط الإستواء الدولية في العام 2014 تقديراً لجهودها في حماية البيئة.

 

لكن مع اندلاع الحرب في اليمن في عام 2015، تدهور وضع المحمية بشكل كبير، وأصبحت مهجورة ومهملة وملوثة، وتم البسط على مساحات واسعة من أراضي المحمية.

أرقام وإحصائيات

تُقدّر مساحة المحمية حوالي 189 هكتاراً، فيما بلغ عدد زوار المحمية قبل الحرب أكثر من 50 ألف زائر.

وفي إحصائية أخرى، فإن عدد الطيور المهاجرة التي تتكاثر في المحمية أكثر من 100 نوع مثل طائر الفلامنجو و الكرسوع و الطيطوي و بلشون البقر و النخام الكبير، و أنواع أخرى عديدة، منها 3 أنواع مهددة بالإنقراض.

فيما بلغ عدد الأشجار المقطوعة في المحمية خلال الحرب أكثر من 500 شجرة.

كما بلغ عدد الجثث التي عُثر عليها في المحمية منذ 2015 أكثر من 20 جثة.

وبلغت كمية النفايات التي تتراكم في المحمية يومياً أكثر من 10 طن، فيما بلغت كمية المياه العادمة التي تُصب في المحمية يومياً أكثر من 1000 متر مكعب.

ومن حيث الإيرادات، فقد بلغت إيرادات المحمية في العام 2012 ، حوالي 96 ألف دولار وهو الأعلى والأفضل من بين كل الأعوام.

سبب الإهمال

كان لإندلاع الحرب في اليمن عام 2015 بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمتمردين الحوثيين، آثاراً سلبية على محمية الحسوة الطبيعية في عدن، مما أدى إلى تراجع الدعم السياسي والمادي للمحمية .

وتوقف نشاط المحمية وتراجع عدد الزوار، وأيضاً تعرض معرض الصور التعريفية والثقافية من مبنى البرج للنّهب والتخريب من قبل مجهولين،  وتحوّل جزء من أراضي المحمية إلى مكب للنفايات، وأكوام كبيرة من مخلفات البناء الإسمنتية دون مراعاة لطبيعة المحمية وخطر تلك المواد على أشكال الحياة في المحمية.

أيضاً استيلاء بعض الأطراف على أراضِ تابعة لمشروع معالجة مياه الصرف الصحي داخل المحمية، ما أدى إلى تعطيل سبل صيانة منظومة معالجة هذه المياه وتدفقها في الأراضي الزراعية.

وتدهور حالة المساحات الخضراء والحدائق والأشجار،  والطيور والحيوانات في المحمية، وانتشار رائحة كريهة وحشرات وكلاب شاردة.

آثار الإهمال

كل هذا الإهمال الذي تعرضت ولا زالت تتعرض له المحمية، نتج عنه آثار ضخمة وخطيرة تهدد وجود هذه المحمية، والحياة فيها ،ولعل أبرز هذه الآثار :خسارة التنوع الحيوي ،وانقراض بعض الأنواع من الطيور والكائنات الحية.

تلوث الماء والهواء والتربة؛ بسبب مخلفات الصرف الصحي والنفايات.

انخفاض إيرادات السياحة ،وفقدان فرص عمل للسكان المحليين.

تدهور جودة حياة المجتمعات المجاورة للمحمية.

حلول مقترحة

وحتى لا تندثر المحمية وتنتهي ،لابد من تحرك عاجل وجاد من قبل الحكومة والدولة ؛لوضع حلول عاجلة وسريعة تحافظ على هذا الإرث الحضاري والتاريخي، وإعادة تأهيل المحمية وتوفير الدعم السياسي والمادي لها من قبل الحكومة والمنظمات الدولية، وأيضاً زيادة الوعي البيئي لدى السكان والزوار، وتشجيع المشاركة المجتمعية في حماية المحمية.

كذلك يجب إنشاء نظام إدارة فعّال للمحمية، وتطبيق قوانين صارمة لمنع التعدي على أراضيها أو تلويثها، و تنفيذ مشاريع تنموية وسياحية مستدامة في المحمية، تحافظ على ثروتها الطبيعية وتوفر فرص عمل ودخل للسكان المحليين.

مناشدات عاجلة

وفي حديثٍ مطول مع الدكتورة جاكلين منصور رئيسة مبادرة هويتي،  ناشدت فيها عدة مرات وزارة المياه والبيئة والهيئة العامة لحماية البيئة إلى الاهتمام بالمحمية والقيام بدورهم، وإعادة المحمية لوضعها السابق.

كما ناشدت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسكو الجهات المسؤولة للقيام بواجبها باعتبار أن محمية الحسوه من الأراضي الرطبة التي ترعاها وتقع ضمن نطاق عملها بموجب إتفاق رامسار.

هذا وقد عبّر مواطنون عن استيائهم من الاهمال المتعمد للمحمية باعتبارها متنفساً طبيعياً للأهالي ومنطقة جذب مهمة للسيّاح، وطالبوا الجهات المعنية والسلطة المحلية في عدن بسرعة إتخاذ إجراءات عاجلة تنقذ المحمية من الاندثار وتعيدها لسابق عهدها.


 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

البيوت المحمية.. زراعة حديثة لإنتاج مضاعف ومحصول متميز

تُمثل الزراعة من أهم القطاعات الحيوية بالمملكة التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، ومع التطورات الزراعية، ظهرت أنظمة جديدة تساعد على زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل على مدى العام، ومن أبرز هذه الأنظمة ما يُعرف بـ"البيوت المحمية"، التي توفر البيئة المناسبة لنمو النباتات بعيدًا عن التقلبات المناخية والآفات الزراعية.
وعن تصاميم البيوت المحمية فهي عبارة عن هياكل معدنية تتشكل بأقواس مغطاة بمواد شفافة مثل البلاستيك أو الزجاج، تسمح بمرور الضوء وتعمل على حماية النباتات من الظروف المناخية القاسية، مثل الحرارة العالية أو الصقيع أو الرياح القوية.
أخبار متعلقة الربيعة: المملكة تواجه تحديات الأمن الغذائي العالمي بمبادرات فعالة"الغطاء النباتي" يناقش تأهيل 40 مليون هكتارٍ من الأراضي المتدهورةدعم المربين وتعزيز الأمن الغذائي.. ختام فعاليات مهرجان الأنعام الأول .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } البيوت المحمية.. شريك رئيسي في توفير المخزون الغذائي بالمملكة زراعة حديثةوتعدّ البيوت المحمية من الأساليب الحديثة في الزراعة، وتتيح للمزارعين ترشيد الاستهلاك للمياه والتحكم في العوامل المناخية، مثل الحرارة والرطوبة والإضاءة، ما يساعد على إنتاج المحاصيل وجودة المنتجات وزيادتها في غير مواسمها المعهودة.
بالإضافة إلى حماية النباتات من الآفات والأمراض، إذ أصبحت البيوت المحمية خيارًا إستراتيجيًا في كثير من الدول لمواجهة التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي.
وتتنوع البيوت المحمية حسب التصاميم والخامات المستخدمة، ومنها البيوت البلاستيكية "الأكثر شيوعًا" كونها اقتصادية وسهلة التركيب، وبعدها البيوت الزجاجية التي تعد أكثر تكلفة من غيرها لكنها توفر عزلًا حراريًا جيدًا وإضاءة مثالية، وآخرها البيوت المعدنية أو الهيكلية التي تُستخدم غالبًا في المشاريع التجارية الكبيرة، وتتميز بطول عمرها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } البيوت المحمية.. شريك رئيسي في توفير المخزون الغذائي بالمملكة إنتاج مضاعفوتتميز الزراعة في البيوت المحمية أنها لا تحتاج إلى زيادة الأيدي العاملة مع إمكانية الزراعة على مدى السنة، وتقلل الاعتماد على المبيدات، ومن أهم التحديات التي تواجه المزارعين ارتفاع تكلفة التأسيس والصيانة، والحاجة إلى تدريب متخصصين لإدارة البيوت المحمية بكفاءة، ومشاكل صيانة التهوية المتكررة.
يقول أحد المزارعين الذين يستخدمون البيوت المحمية: "بدأتُ في استخدام البيوت المحمية قبل 15 سنة، وكنت مترددًا في البداية بسبب التكاليف، لكن الإنتاج تضاعف وأصبح لدي خبرة في استخدامها وتسويق منتجاتها بالأسواق، والقدرة على إضافة أصناف جديدة كالفراولة والفلفل بأنواعه والطماطم والخيار والكوسة"، مبينًا أن البيوت المحمية ساعدته على تقليل استخدام المبيدات، لأن السيطرة على بيئة البيت المحمي أسهل من السيطرة على البيئة الخارجية.
يذكر أن البيوت المحمية مستقبل الزراعة في كثير من المناطق بالمملكة، مع توفير الدعم والتسهيلات التي تقدمها قيادتنا الرشيدة - أيدها الله - للمزارعين، حيث أصبحت تقوم بدور كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين دخل المزارعين، وتحقيق روية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • ضبط مخالفًا لنظام البيئة في محمية طويق الطبيعية
  • ضبط مخالف لنظام البيئة في محمية طويق الطبيعية
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفًا لنظام البيئة في محمية طويق الطبيعية
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • عاجل - موافقة الحكومة على 5 اتفاقيات التزام بترولية بين "هيئة البترول" و"القابضة للغازات الطبيعية" وعددٍ من الشركات العالمية
  • البيوت المحمية.. زراعة حديثة لإنتاج مضاعف ومحصول متميز
  • عودة أكثر من 200 ألف سوداني من مصر طوعياً
  • الشرطة: الخطط الأمنية الإحترازية التي أسفرت عن ضبط أكثر من نصف طن من الذهب خلال النصف الأول من العام الجاري
  • الحكومة تكشف عن عدد المشروعات التي تم التعاقد عليها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس