مددت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية تعليق رحلاتها إلى كل من تل أبيب وطهران وبيروت وعمّان وأربيل مجددا، الاثنين، ليستمر تعليق الرحلات حتى 26 أغسطس .

وقالت المجموعة، التي تضم شركات الخطوط الجوية السويسرية والخطوط الجوية النمساوية ويورو وينغز، إنها ستتجنب أيضا المجالين الجويين الإيراني والعراقي حتى ذلك الموعد على خلفية مخاوف من تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط.

وخلال الأسابيع القللية الماضية، أعلنت مجموعة من شركات النقل الجوي تعليق رحلاتها إلى مطارات بالمنطقة، خشية اشتعال الوضع في الشرق الأوسط بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، وتوعد إيران والمجموعات المدعومة منها بالرد.

وأدخلت بعض شركات الطيران تعديلات على خدماتها من وإلى المنطقة، إذ مددت شركة دلتا إيرلاينز الأميركية تعليق الرحلات الجوية بين نيويورك وتل أبيب حتى 31 أغسطس.

كما ألغت رايان إير أكبر شركة للطيران منخفض التكلفة في أوروبا رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى الثالث من سبتمبر  بسبب "قيود تشغيلية".

وعلقت شركة "يونايتد إيرلاينز" التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها رحلاتها إلى تل أبيب لفترة غير محددة. وكانت الشركة قد علقت رحلاتها اليومية بين نيوارك بولاية نيوجيرزي وتل أبيب في 31 يوليو، مرجعة ذلك إلى أسباب أمنية.

ونصحت بريطانيا شركات الطيران في المملكة المتحدة بعدم دخول المجال الجوي اللبناني من الثامن من أغسطس حتى الرابع من نوفمبر، مشيرة إلى "خطر محتمل على الطيران من نشاط عسكري".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الغاز يطرق أبواب ريف دمشق مجددا.. اكتشاف محتمل يشعل الآمال

في مشهد يعيد إلى الأذهان قصة مزارع أميركي في ولاية وايومينغ (غرب الولايات المتحدة) قبل عدة سنوات، حين فوجئ أثناء حفر بئر ري بانبعاث كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، تشهد بلدة عكوبر في ريف دمشق إرهاصات لاكتشاف مشابه، حيث فوجىء الأهالي بانبعاثات غازية أثناء حفر بئر مياه، ما أثار موجة من التساؤلات والآمال حول احتمال وجود حقل غاز طبيعي جديد في المنطقة.

ويُعرف ريف دمشق بوجود عدة حقول غازية بارزة مثل قارة والبريج ودير عطية، والتي أثبتت وجود مكامن غازية كبيرة ذات إنتاج مستمر لسنوات طويلة، وهذه الخلفية الجيولوجية تجعل اكتشافا جديدا في عكوبر أمرا واردا، لكن الخبراء الذين  تحدثوا للجزيرة نت يؤكدون أن الحكم النهائي يحتاج إلى دراسات متأنية.

ويحذر الدكتور حسن بخيت، رئيس المجلس الاستشاري العربي للتعدين (التابع لاتحاد الجيولوجيين العرب)، من التسرع، ويقول "يجب التأكد أولا من أن الغاز المنبعث، ليس مصدره تسريب من مواسير الغاز الطبيعي التي تصل إلى المنازل أو المصانع أو حتى من مناطق غنية بالغاز قريبة من موقع البئر الذي تم حفره".

وجيولوجيا، يمكن أن يكون الغاز المنبعث أثناء حفر البئر في منطقة عكوبر بريف دمشق، قد انتقل من مناطق غنية بالغاز مجاورة، وليس بالضرورة أن يكون مصدره مباشرة في موقع الحفر نفسه.

ويقول بخيت "هذا الأمر يعتمد على عدة عوامل، منها أنه إذا كانت هناك شقوق وصدوع، أو قنوات طبيعية في الصخور تسمح بتدفق الغاز، فقد ينتقل من مكمن أصلي في منطقة أخرى إلى مكان الحفر، كما أن بعض الصخور المسامية أو التكوينات الرسوبية يمكنها تخزين ونقل الغاز عبر مسافات معينة، ويمكن أيضا أن يؤدي  اختلافات الضغط بين المكامن إلى دفع الغاز للانتقال من منطقة ذات ضغط عالي إلى مناطق ذات ضغط أقل، وأخيرا، فإن وجود طبقات نفاذة أو مسامية تحت أو حول البئر يمكن أن تسمح بتسرب الغاز أو انتقاله".

إعلان من المؤشرات إلى الإثبات

وبعد التأكد من أن الغاز المنبعث ناتج عن مكمن محلي في منطقة حفر البئر، تبدأ سلسلة من الدراسات الجيولوجية والفنية المتقدمة لتقييم الاحتياطي الغازي بدقة وضمان إمكانية استخراجه بكفاءة وأمان، كما يوضح الدكتور بخيت.

وأولى هذه الخطوات تتمثل في إجراء مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد تتيح رسم خريطة دقيقة للطبقات الأرضية وتحديد حجم وشكل المكمن الغازي، إلى جانب الكشف عن أي صدوع أو فواصل قد تؤثر على تدفق الغاز.

وعلى صعيد آخر، يتم جمع عينات من الصخور المحيطة بالبئر لتحليلها مخبريا، حيث تركز هذه التحاليل على دراسة نوعية الصخور، نفاذيتها، ومساميتها التي تلعب دورا رئيسيا في تخزين الغاز.

وفي الوقت نفسه، تجرى اختبارات ميدانية لقياس الضغط ودرجة الحرارة داخل المكمن، ما يساعد في فهم خصائص الغاز وبيئة التخزين التي يؤثر فيها، وهو أمر حاسم لتحديد أفضل طرق الاستخراج.

كما يؤخذ عينات من الغاز لتحليل تركيبه الكيميائي وتقييم نقاوته، ما يسهم في تحديد استخداماته التجارية ومدى ملاءمته للسوق المحلي أو الصناعي، وبالاستناد إلى البيانات التي تُجمع من هذه الدراسات، يتم تقييم حجم الاحتياطي القابل للاستخراج من الناحية الفنية والاقتصادية، ما يوفر رؤية واضحة أمام المستثمرين وصناع القرار.

وفي المرحلة الأخيرة، تجري الجهات المختصة اختبارات إنتاج تجريبية من خلال حفر آبار اختبارية تهدف إلى قياس تدفق الغاز وجودة الإنتاج، ما يسمح بتعديل الخطط الإنتاجية وفق النتائج الفعلية.

(الجزيرة)فرص لاكتشافات أخرى

ومع حرص بخيت على التأكيد على عدم استباق نتائج الدراسات الجيولوجية، إلا أنه يؤكد على أنه " بالنظر إلى المعطيات التاريخية والجغرافية للمنطقة، فإن هناك فرص جيدة بأن يكون موقع البئر في بلدة عكوبر بريف دمشق جزءا من حقل غاز طبيعي قائم أو ناشئ، فالمنطقة نفسها تتمتع بتركيبة جيولوجية مشابهة للحقول الغازية المعروفة في ريف دمشق مثل حقول قارة والبريج ودير عطية، والتي أثبتت وجود احتياطات غازية كبيرة وقابلة للاستخراج".

ويضيف أن "وجود مكامن غاز في هذا الموقع قد يفتح الباب أمام استكشافات إضافية في المناطق المجاورة ضمن الحوض الجيولوجي ذاته، فالموارد الطبيعية عادة ما تتوزع ضمن تجمعات متصلة أو متعددة في نطاقات جيولوجية مشابهة، لذا فإن دراسة هذا الاكتشاف يمكن أن يقود إلى الكشف عن حقول أخرى أو امتدادات لمكامن الغاز".

ويتفق الدكتور عبد العزيز محمد عبد العزيز، أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات بقسم هندسة البترول في كلية الهندسة جامعة القاهرة، مع ما ذهب إليه بخيت من أن الاكتشاف في بلدة "عكوبر"، في حال تم تأكيده، قد يكون مشجعا على اكتشافات أخرى، لأن الظروف الجيولوجية المشجعة على توفر مكامن الغاز متشابهة في كل منطقة ريف دمشق، كما في منطقة الدلتا بمصر.

والغاز الطبيعي هو نوع من الهيدروكربونات، ويتكون أساسا من تحلل المواد العضوية القديمة، لا سيما بقايا النباتات، تحت ظروف خاصة من الضغط والحرارة على مدى ملايين السنين داخل الصخور الرسوبية.

وكما أن منطقة الدلتا في مصر، حيث تتوفر هذه الظروف، شهدت العديد من اكتشافات الغاز، فإن الدكتور عبد العزيز، يرجح أن يكون ريف دمشق موقعا للعديد من الاكتشافات المستقبلية، وليس فقط في بلدة "عكوبر".

الغاز الطبيعي هو نوع من الهيدروكربونات، ويتكون أساسا من تحلل المواد العضوية القديمة (الأوروبية)مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد

وحتى يتم تحديد المواقع المحتملة لهذه الاكتشافات، ينصح الدكتور عبد العزيز بإجراء مسح شامل زلزالي ثلاثي الأبعاد لمنطقة ريف دمشق، إذ يعمل هذا المسح على إرسال موجات صوتية تحت سطح الأرض، وتسجيل انعكاساتها من الطبقات الصخرية المختلفة، ويسمح تحليل هذه الانعكاسات برسم خريطة ثلاثية الأبعاد للطبقات الجيولوجية، وهذا يساعد العلماء على رؤية التكوينات الصخرية التي قد تحتوي على غاز.

إعلان

وعادة ما يوجد الغاز الطبيعي في تجاويف أو مسامات داخل الصخور المسامية، والتي تسمى "خزانات الغاز"، والمسح الزلزالي يساعد في تحديد حجم وشكل هذه الخزانات، ويكشف عن الطبقات المغطاة التي تحجز الغاز وتحميه من التسرب، كما يساعد في اختيار أفضل مواقع حفر الآبار، بتجنب الحفر في مناطق غير واعدة أو خطرة، وبالتالي يقلل من تكاليف الاستكشاف ويزيد فرص النجاح.

وإذا كانت منطقة ريف دمشق تتضمن حقولا أخرى مكتشفة سابقا، غير الحقل المحتمل الذي لم يتم تأكيده، فإن الدكتور عبد العزيز يؤكد أنه "حتى لو لم يتم الجزم بأن منطقة حفر البئر في بلدة (عكوبر) تحتوي على حقل غاز، فإن هذه الصدفة، يجب أن تكون دافعا لإجراء هذا المسح، لعله يقود لاكتشافات في أماكن أخرى".

ضرورة استبعاد الغاز العضوي

ويرجح أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات، أن تكون منطقة البئر بنسبة كبيرة موقعا لحقل غاز، استنادا إلى الطبيعة الجيولوجية لمنطقة ريف دمشق، لكن ذلك لن يكون مؤكدا قبل استبعاد الاحتمالات الأخرى.

وأحد هذه الاحتمالات أن الغاز الذي وجده الأهالي عند حفر البئر، هو غاز عضوي، وليس الغاز الحراري المأمول.

والغاز العضوي، هو غاز حيوي ينتج من تحلل عضوي (بقايا نباتية أو حيوانية) بوجود كائنات حية في ظروف سطحية أو ضحلة، لذلك أحيانا ما يتسبب هذا النوع من الغاز في انفجارات أثناء حفر آبار المياه أو أثناء أعمال الحفر لاكتشاف الغاز الحراري.

ويقول الدكتور عبد العزيز: "تسبب هذا الغاز العضوي في حادثة شهيرة نتج عنها انفجار دمر معدات حفر أثناء العمل في أحد مشروعات الاستكشاف بمنطقة بالدلتا، لذلك لا بد من استبعاد أنه غاز عضوي، والتأكد من أننا أمام غاز حراري تكون في مكامن عميقة تحت الأرض، عبر عمليات حرارية طويلة الأمد ، ثم حدث له تسريب بفعل الضغط الحراري للغاز الذي قد يؤدي إلى كسر الصخور، وتسريبه إلى موقع حفر بئر المياه على أعماق ضئيلة".

ويضيف: "كما يجب التأكد أيضا، أن هذا الغاز ليس مصدره شقوق وصدوع سمحت بتدفقه من مكان يبعد عن موقع حفر بئر المياه، لا سيما أن المنطقة تضم حقول أخرى للغاز تبعد بضعة كيلومترات عن موقع حفر البئر، والغاز بطبيعته يتميز عن الزيت في أنه يسهل تدفقه من مكان لآخر".

وبينما آثار هذا الاكتشاف المحتمل شهية أهالي ريف دمشق، يظل الحسم في انتظار نتائج الفحوصات والدراسات الجيولوجية، وإلى حين حدوث ذلك، ستبقى الأنظار معلقة على بلدة عكوبر، التي قد تتحول، إن صحت المؤشرات، إلى عنوان لاكتشاف غازي جديد يضاف إلى سجل المنطقة الغني.

وحتى ذلك الحين، يظل الاكتشاف المحتمل مزيجا من فضول علمي وتطلعات اقتصادية، تختبر صبر الباحثين وتغذي آمال السكان بأن تحمل أعماق أرضهم مفاجآت تعيد رسم خريطة الطاقة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • الغاز يطرق أبواب ريف دمشق مجددا.. اكتشاف محتمل يشعل الآمال
  • في يومه العالمي..لماذا يقال إن الابن الأوسط أكثرهم حكمة وأقلهم حظًا؟
  • 64 شركة طيران توقف رحلاتها للكيان
  • الخطوط الجوية الهندية تعلق رحلاتها إلى واشنطن
  • شبكة بيكر تلي العالمية توسّع حضورها الإقليمي بإطلاق شركة جديدة في الإمارات
  • شبح الاغتيالات يلوح مجددا
  • وصول أولى رحلات الخطوط الجوية القطرية إلى مطار حلب الدولي
  • تقرير عبري يتحدث عن تهديد أردوغان لـحلم تل أبيب في الشرق الأوسط
  • مراسل سانا: وصول أولى رحلات الخطوط الجوية القطرية إلى مطار حلب الدولي قادمة من مطار الدوحة
  • مسار الرياض -جدة يتصدر أزحم المسارات الجوية في الشرق الأوسط..فيديو