المدنيون يفرون من بوكروفسك الأوكرانية مع تقدم الجيش الروسي
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
فر سكان بوكروفسك، الأربعاء، مع تواصل تقدم القوات الروسية باتجاه هذه العقدة اللوجستية المهمة في شرق أوكرانيا، رغم الهجوم الذي تشنه كييف في منطقة كورسك الحدودية الروسية.
وسيطر الجيش الروسي على قرية تلو أخرى في الأسابيع الأخيرة في هذا القطاع من الجبهة، وهو الآن على بعد زهاء عشرة كيلومترات من مدينة بوكروفسك التي يناهز عدد سكانها 53 ألف نسمة دعتهم السلطات الأوكرانية إلى مغادرتها بشكل عاجل.
ويصف مكسيم (40 عاما) الذي التقاه صحفيو وكالة فرانس برس خلال زيارة إلى المنطقة الوضع بأنه "متوتر للغاية" ويزداد سوءا كل ساعة. وقد تعرض المبنى الذي يقيم فيه والمكون من ثمانية طوابق للقصف مؤخرا بينما كان عائدا إلى شقته.
ويقول العامل في منجم في بوكروفسك "قررت الرحيل لأن الحياة أهم".
أما أناتولي (60 عاما) فيقول إنه شهد غارتين تسببتا "بخسائر كبيرة، لكن الجميع على قيد الحياة، والحمد لله. لقد رحل الناس".
وأمرت السلطات الإقليمية الإثنين "بإجلاء قسري" للعائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك الواقعة على الطريق المؤدي إلى معقلي تشاسيف يار وكوستيانتينيفكا الأوكرانيين.
وفي مؤشر جديدة على تقدمه، أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، سيطرته على قرية إضافية في هذا القطاع، هي جيلاني الواقعة على بعد حوالى 20 كيلومترا شرق بوكروفسك.
كما أعلن، الثلاثاء، أنه سيطر على بلدة نيويورك في شرق أوكرانيا، وهو نصر رمزي للغاية بسبب اسمها، رغم تأكيد روسيا أنها تشكل منصة لوجستية مهمة للقوات الأوكرانية.
ورغم الإعلان الروسي، أكد جنود ومدونون أوكرانيون، الأربعاء، أن جزءا من نيويورك لا يزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وإذ يحظى الهجوم العسكري الأوكراني الذي بدأ في 6 أغسطس في منطقة كورسك الروسية باهتمام كبير لأنه ينقل العمليات القتالية إلى أراضي المهاجم، فإن مركز القتال يظل في منطقة دونباس الصناعية الأوكرانية (شرق)، حيث الجنود الروس أفضل تجهيزا وأكثر عددا.
وفي منطقة كورسك، أعلن الجيش الأوكراني، مساء الثلاثاء، أنه سيطر على 1263 كيلومترا مربعا و93 منطقة، وهو ما يعني تحقيق بعض التقدم خلال اليوم السابق.
وأهم منطقة قال إنه سيطر عليها حتى الآن هي بلدة سودجا التي كان عدد سكانها 5500 نسمة، وتقع على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود مع أوكرانيا.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي "تقدمت القوات المسلحة الأوكرانية مسافة 28 إلى 35 كيلومترا داخل دفاعات العدو".
وفي منطقة بريانسك المجاورة، أعلنت السلطات الروسية الأربعاء أنها أحطبت محاولة تسلل لمجموعة "مخربين" أوكرانيين.
وقال حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز عبر تلغرام "خلال المعركة، أحبطت قوات جهاز الأمن الفدرالي في منطقة بريانسك ووحدات للقوات المسلحة الروسية محاولة الاختراق. وأصيب العدو بطلقات".
ووفق السلطات الأوكرانية، تهدف العملية في كورسك إلى إنشاء "منطقة عازلة" في الأراضي الروسية لدرء عمليات القصف، وإجبار موسكو على إعادة نشر قوات هناك من قطاعات أخرى من الجبهة، أو حتى الحصول على ورقة مساومة خلال محادثات السلام "العادل" المحتملة.
واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأربعاء أن الهجوم في كورسك يوجه "ضربة قوية" لدعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف في منشور على منصة إكس أن رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي يقدمها الغرب سيسمح للقوات الأوكرانية بتعزيز قدراتها الدفاعية و"إنقاذ أرواح" وكذلك "دفع جهود السلام قدما".
لكن يبدو أن الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك لم يخفف حتى الآن الضغط الروسي على بوكروفسك.
هجمات بطائرات مسيرةواستهدفت العاصمة الروسية ليل الثلاثاء-الأربعاء بـ"واحد من أكبر" الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيّرة في الحرب، وفق رئيس بلديتها سيرغي سوبيانين.
وأكد المسؤول إسقاط 11 طائرة مسيرة أوكرانية. وكانت مدينة موسكو، الواقعة على بعد أكثر من 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، هدفا للمسيرات في مناسبات عديدة سابقة، من دون أن تتسبب بأي أضرار كبيرة.
وعلى الجانب الأوكراني، أعلنت القوات الجوية أنها دمرت 50 طائرة روسية مسيّرة وصاروخا واحدا خلال الليل. وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو إنه تم اعتراض عشر منها بينما كانت "متوجهة نحو العاصمة الأوكرانية".
وأبلغت هيئة مراقبة الاتصالات الروسية "روسكومنادزور" الأربعاء عن انقطاع قصير ولكن نادر في خدمتي الرسائل تلغرام وواتساب في روسيا بسبب "هجوم" الكتروني.
إلى ذلك، صوتت أوكرانيا، الأربعاء، لصالح الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد سنوات من المماطلة ورغم معارضة المؤسسة العسكرية، على أمل معاقبة روسيا يوما ما على الجرائم المنسوبة إليها.
وهذه القضية حساسة للغاية في أوكرانيا، حيث يخشى كثيرون من أن تتم ملاحقة قواتها التي تقاتل الجيش الروسي أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تتمثل مهمتها في محاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والعدوان.
وكان البرلمان الأوكراني صوت الثلاثاء لصالح حظر فرع الكنيسة الأرثوذكسية المرتبط بروسيا، والذي لا يزال لديه آلاف الأبرشيات في أوكرانيا رغم تراجع نفوذه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الروسی منطقة کورسک فی منطقة على بعد
إقرأ أيضاً:
ضمن اتفاق سابق بين البلدين.. أوكرانيا تتسلم 1200 جثة من روسيا
البلاد – كييف
تسلمت أوكرانيا 1200 جثة جديدة من روسيا في واحدة من أكبر عمليات تبادل الرفات بين الجانبين منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات، في خطوة تندرج ضمن اتفاق سابق جرى التوصل إليه خلال مباحثات السلام في إسطنبول.
وأعلنت الهيئة الحكومية الأوكرانية المعنية بالملف أن الجثامين التي استُلمت تعود، بحسب الرواية الروسية، لمواطنين أوكرانيين من بينهم عسكريون.
وتعد هذه العملية الثانية خلال أسبوع، بعد أن استعادت كييف قبل أيام رفات 1212 جندياً. وعلى الجانب الآخر، أعلنت موسكو استعادة رفات 27 من جنودها يوم الأربعاء، من دون أن تشير إلى تنفيذ عمليات أخرى لاحقاً.
ورغم محدودية مجالات التعاون بين أوكرانيا وروسيا منذ بدء الحرب، فإن تبادل الأسرى واستعادة جثث القتلى ظلت من الملفات القليلة التي تشهد نوعاً من التنسيق بين الجانبين، رغم تبادل الاتهامات مؤخراً بعرقلة هذه الجهود.
وفي السياق السياسي والعسكري، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقاداً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة، داعياً واشنطن إلى “تغيير لهجتها” في التعامل مع روسيا، مشيراً إلى أن موقف إدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه موسكو “تصالحي للغاية”.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال زيلينسكي إن اللهجة الحالية لن توقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإن هناك حاجة ملحة لتشديد العقوبات واتخاذ موقف أكثر حزماً.
وتأتي تصريحات زيلينسكي في وقت تشهد فيه منطقة سومي شمال شرقي البلاد تصعيداً ميدانياً، حيث أعلن في وقت سابق أن قوات بلاده تدفع القوات الروسية تدريجياً إلى التراجع، بناءً على تقارير ميدانية من قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي.
ورغم إعلان كييف عن تقدم قواتها، تشير مصادر من مدونين عسكريين أوكرانيين إلى استمرار القوات الروسية في التقدم داخل بعض المناطق.
وأوضح تقرير هيئة الأركان الأوكرانية أن الهجمات الروسية تركزت حتى الآن على القصف المدفعي، دون الإشارة إلى اشتباكات برية مباشرة، إلا أن الوضع الميداني لا يزال متقلباً في ظل محاولات روسية مستمرة لفرض منطقة عازلة على الحدود.
ومع توغل القوات الروسية نحو 15 كيلومتراً داخل الأراضي الأوكرانية، أصبحت مدينة سومي ضمن مدى المدفعية الروسية والطائرات المسيّرة قصيرة المدى، ما ينذر بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، بينما تواصل أوكرانيا دفاعها المستمر في مواجهة الغزو الروسي الذي دخل عامه الرابع.