إسرائيل تفجر المسجد الكبير وتحرق المصاحف
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
شُيد قبل عقدين من ظهور الكيانتصاعد الخلافات وشبح الحرب الشاملة داخل حكومة «نتنياهو»
لا تزال حرب الإبادة الصهيونية تواصل حصد أرواح الفلسطينيين فى غزة وسط موجات النزوح وتكاد تسمع صراخ الرجل من بين أصوات الانفجارات، فيما تشق النكبة الجديدة 323 يوماً من أشكال الإبادة تكتب ما فى قلبه من قهر وغلب بالدم فيما تختصر دموع زوجته الكثير من الكلمات تاركين كل شيء خلفهما، علّهم ينجون بأطفالهم.
تدوى الانفجارات بمحراب مسجد الجامع الكبير بمنطقة البلد وسط خان يونس، حيث أقدمت آلة الحرب الصهيونية على نسفه خلال اجتياحها لمدينة خان ويعد أحد أقدم مساجد قطاع غزة، والذى شيد قبل 96 عامًا، ويعد المسجد أقدم من ظهور الكيان الصهيونى بعقدين. فى الوقت الذى مزق فيه عناصر الاحتلال المصاحف وأحرقوها بمسجد صالح بشمال القطاع.
وأكدت مصادر محلية لـ«الوفد» نزوح 100 ألف من ديرالبلح وخروج 20 مركز إيواء عن الخدمة وأعلن الدفاع المدنى فى غزة عن أن غارات وعمليات الاحتلال قلصت المناطق الآمنة فى القطاع من 230 إلى 35 كيلومتراً.
واوضح الجهاز فى بيان صحفى له، أنه بداية الاجتياح الإسرائيلى البرى للقطاع فى مطلع نوفمبر الماضى دفع الاحتلال مئات آلاف المدنيين فى الشمال للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بادعائه أنها مناطق إنسانية آمنة، وكانت مساحتها 230 كم مربع أى 63% من مساحة قطاع غزة، وتشمل أراضى زراعية ومرافق تجارية واقتصادية وخدماتية تصل مساحتها إلى 120 «كم» مربع.
وأضاف أنه فى مطلع ديسمبر الماضى وعند اجتياحه محافظة خان يونس جنوبى القطاع، قلص الاحتلال هذه المناطق التى يدعى أنها إنسانية آمنة، لتصل إلى 140 كيلومتراً مربعاً بما نسبته 38.3% من إجمالى مساحة القطاع، وتشمل مساحات زراعية ومرافق اقتصادية وتجارية وخدماتية.
وأشار إلى أن الاحتلال قلص عند اجتياحه لمحافظة رفح فى مايو الماضى المنطقة الإنسانية إلى 79 كيلومتراً مربعاً أى ما نسبته 20% من مساحة القطاع، وبقيت أيضا تشمل أراضى زراعية ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية.
وأوضح أنه وفى منتصف يونيو الماضى زاد الاحتلال من تقليصه للمنطقة الإنسانية لتصل إلى 60 كيلومتراً مربعاً، أى ما نسبته 16.4% من إجمالى مساحة قطاع غزة، تشمل مساحات طرقات وشوارع وخدمات وحمامات زراعية ومقابر وغيرها من الأراضى التى لا يمكن أن تكون مناطق إيواء آمنة.
وقال إن الاحتلال انتقص من المنطقة التى يدعى أنها إنسانية آمنة إلى 48 كيلومتراً مربعاً أى ما نسبته 13.15% من إجمالى مساحة قطاع غزة تتضمن أيضا مساحات ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية فى منتصف يوليو الماضى واشار الى انه وخلال أغسطس 2024 الحالى قلص الاحتلال الإسرائيلى «المناطق الإنسانية» إلى 35 كيلومتراً مربعاً بما يعادل 9.5% من إجمالى مساحة القطاع، شملت تقريبا 3.5% مساحات زراعية وخدماتية وتجارية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر الماضي، حرب الإبادة فى غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدميرها فوق رؤوس أهلها ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 40 ألفاً و265 شهيداً، وإصابة 93 ألفاً و144 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
وواصلت وسائل الإعلام العبرية تقاريرها، عن تصاعد الخلافات والانقسامات بين المؤسستين العسكرية والسياسية بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى فى قطاع غزة.
وأشارت صحيفة «ماكور ريشون» إلى أنّ «مصير الحرب برمتها على المحك، وليس فقط مصير الأسرى»، فالمؤسسة الأمنية والعسكرية «تريد وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار»، فيما معارضو الصفقة بأى ثمن، «تسلحوا هذا الأسبوع بتأكيدات إضافية لموقفهم»، بحيث «لا يزالون على قناعة بأنّ وقف الحرب الآن سيكون كارثة»، و«يزدادون تعنّتاً كلما مر الوقت».
وأكدت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، وجود انقسامات وخلافات عميقة فى الرأى بين المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين وحكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية انتقاد أعضاء اليمين المتطرف فى حكومته، أى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأشارت الشبكة إلى أنّ التقارير الإسرائيلية، تستشهد بمسؤولين أمنيين يتهمون نتنياهو بتخريب المفاوضات. وقالت إنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، وهو ما لا يزال بعيداً عن اليقين - فقد لا يدوم إلا أسابيع، قبل أن ينهار وتستأنف الحرب فى غزة، وأنّ إسرائيل ليست مستعدة للموافقة على وقف إطلاق نار دائم.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى الأسبق، إيهود أولمرت، قد أكد أنّ «نتنياهو لا يريد استعادة الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة»، معقّباً أنّ مفاوضات وقف إطلاق النار قد تنهار فى مرحلةٍ ما، وحذر من اتجاهٍ إسرائيلى إلى سيناريو الحرب الشاملة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكومة نتنياهو حرب الإبادة الصهيونية أرواح الفلسطينيين مسجد الجامع الكبير إطلاق النار وقف إطلاق قطاع غزة فى غزة
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يدخلون قطاع غزة أمام أنظار جيش الاحتلال
اقتحم مستوطنون إسرائيليون مدينة غزة، حسبما أفادت مصادر رسمية وتقارير صحفية، قبل أن يزعم جيش الاحتلال أنه تم اعتقالهم لاحقًا، حيث كانوا تحت المراقبة.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن المقتحمين "ناشطون استيطانيون"، ويظهر فيديو رجلا يحمل شتلة بيده في المنطقة، ويقول: "جئنا لنغرس من أجل المستوطنة اليهودية في غزة. كل أرض إسرائيل لنا".
עשרות ישראלים נכנסו הערב בחסות החשיכה לרצועת עזה - במטרה ליישב מחדש את יישובי גוש קטיף.
צה"ל הצליח להוציא את מרביתם והודיע כי השיב אותם ארצה, אך לטענת המארגנים: יש קבוצה שעדיין מצליחה להישאר בשטח ולא מצליחים לפנות אותה. pic.twitter.com/KxHNBYqni2 — ינון שלום יתח (@inon_yttach) December 10, 2025
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن هؤلاء "ناشطون يمينيون ذوو توجهات استيطانية في غزة"، وأوضحت أن المجموعة تراوح عددها بين 7 إلى 10 إسرائيليين تجاوزا الحدود إلى داخل القطاع لنحو 200 متر انطلاقًا من المنطقة الواقعة بين مستوطنتي "نير عام" و"مفالسيم".
وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طلب نواب إسرائيليون من وزير الحرب يسرائيل كاتس، السماح لهم بتنظيم جولة داخل قطاع غزة، تمهيدًا لاستئناف الاستيطان فيه، وهو ما يتعارض مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بغزة.
جاء ذلك في رسالة وجهتها جماعة ضغط من أجل الاستيطان بغزة إلى كاتس، بحسب القناة 12 العبرية، وهذه الجماعة يرأسها كل من النائبة من حزب "القوة اليهودية" ليمور سون هار-ميليخ، والنائب من حزب "الصهيونية الدينية" تسفي سوكوت، وهذان الحزبان يمينيان متطرفان ويرأس الأول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فيما يرأس الثاني وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وأفادت جماعة الضغط في رسالتها آنذاك بأنها تهدف إلى إعادة بناء مستوطنة نيسانيت، التي أقيمت عام 1984 على مساحة 1610 دونمات، قبل تفكيكها مع باقي المستوطنات عام 2005، وتابعت وفق رسالتها: "سنرفع العلم (الإسرائيلي) في غزة، إنها فعالية للتعبير عن تحقيق رؤية الاستيطان اليهودي في أرض أجدادنا"، حسب زعمهم.
وفي تموز/يوليو الماضي، سار مئات المستوطنين على طول الحدود مع قطاع غزة المدمّر بعد 23 شهرًا من الحرب، انطلاقا من سديروت وحتى نقطة في مستوطنة نير عام، مطالبين بعودة الاستيطان في القطاع الفلسطيني.
ولوَّح المتظاهرون، بأعلام إسرائيلية ورايات حركة "غوش قطيف" البرتقالية التي تُمثّل تكتلًا من 21 مستوطنة إسرائيلية جرى تفكيكها في قطاع غزة عام 2005، وانسحب جيش الاحتلال قبل 20 عامًا من غزة، بعد 38 عامًا من الانتشار العسكري فيه، وجرى إجلاء 8 آلاف مستوطن وتفكيك 21 مستوطنة، وبقيت فئة متشددة من المستوطنين تُطالب بالعودة، ويعتقد بعضهم أن الوقت مناسب لتحقيق حلمهم، كما انضم إلى سكان الكتل الاستيطانية القدامى، جيل جديد من الإسرائيليين الراغبين في الانتقال إلى غزة.
هكذا يرى المجتمع المستوطن اراضينا، يريدون حلم دولة إسرائيل الكبرى … "الارض الموعودة"
The Israeli settler terrorist leader Daniella Weiss : we don’t want peace we want Greater Israel.
القائدة الإرهابية للمستوطنين الإسرائيليين دانييلا فايس: نحن لا نريد السلام، نحن نريد “إسرائيل… pic.twitter.com/SmkMVwW1tC — Amer Al-Hanooti (@amer_alhanooti) August 18, 2025
وتقول دانييلا فايس (79 عاماً): "نحن ألف عائلة، ترونهم في هذه المسيرة، نحن مستعدون للانتقال الآن والعيش في الخيام"، وتُضيف دانييلا فايس، التي شغلت منصب رئيسة بلدية مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية: "نحن مستعدون للانتقال مع أولادنا فورًا إلى منطقة غزة، لأننا نؤمن بأن هذا هو الطريق لتحقيق الهدوء والسلام ووضع حدٍّ لحماس".
ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي يفرضها جيش الاحتلال على دخول شاحنات المساعدات، منتهكًا بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.
وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت لعامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.