سعادة كبيرة يعيشها المزارع علي جاسم البراهيم البالغ من العمر 54 عامًا من خلال تواجده اليومي في مزرعته ومواصلة أعماله الزراعية دون أي ملل يبدأ من الصباح الباكر على أنغام تشغيل الماكينة القديمة التي يصل عمرها 60 عامًا لإخراج المياه وري المزرعة وإنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة التي تأتي في مقدمتها التمور.


البراهيم تحدث لـ"اليوم" وقال: "أنا من محبي الزراعة منذ الصغر وأنا أعمل بها وحتى يومنا، حيث أنني نشأت في بين اسرة محبة للزراعة وتعلمت من والدي الكثير الزراعة وكسب المعرفة والاستمرار ما بين دراسة وزراعة إذ تعتبر المصدر الرئيسي في الحياة والمعيشة بالنسبة لي".
أخبار متعلقة إغلاق الحركة المرورية بجسر معبر الجمال طريق "الدمام - بقيق - الأحساء"تدريب صيادي الشرقية على تفريخ الأسماك لتحقيق 530 ألف طن بحلول 2030الأحساء "أم الخير"
وقال إن الأحساء كانت وما زالت أم الخير في ظل حكومتنا الرشيدة - حفظها الله - حيث تشتهر وتتميز بزراعة التمور وبأصناف كثيرة ومختلفة كونها تعتبر الزراعة الرئيسية، إضافة إلى زراعة الليمون الأحسائي والتين الأحسائي والبابي والباذنجان والبصل الأحسائي والبامية وغيرها من المنتجات الزراعية التي عرفت بها، حيث تجد الطلب الكبير من داخل الأحساء وخارجها من مختلف المناطق والمدن ومن دول الخليج.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } البراهيم يتحدث لـ"اليوم" إحدى ماكينات المزارع البراهيم مزرعة البراهيم في الأحساء var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأضاف "البراهيم " أن من الأمور الهامة أن من أراد أن ينتج زراعيًا فعليه أن ينتج بقلب وليس فقط بالزراعة والإهمال إنما أهمية الاهتمام بها من نظافة وعمار وماء فلن يكون هناك أي إنتاج إن لم يكن هناك اهتمام وملاحظة.
وقال: "ما بين قصص الماضي بوقتنا الحاضر هي الماء، وحينما نتحدث عن المياه سنتذكر معها أنها بدأت بمحركات تعمل على الجاز، وانتهت ومن ثم المكائن الهندية التي يصل عمرها إلى 60 عامًا، حيث كان يتم نقلها عن طريق الميناء عبر السفن لتصل للمزارعين".
وأكمل "البراهيم": الآن بفضل من الله تعالى وبفضل دعم واهتمام حكومتنا الرشيدة أصبح هناك تطور كبير ومعها وفرة المياه بشكل كبير، كما أنه من النادر أن تجد مثل هذه المكائن القديمة وليس كل شخص يستطيع استخدامها فهي تعمل على الديزل وزيت وعملية تشغيل.
نغم المكائن
وأوضح أن صوت المكائن يعتبر نغمة فهذا الصوت يدل على وجود المزارع في مزرعته كرسالة منه للجميع من أجل التجمع وتناول القهوة والشاي، والجميل أن كثير من الزوار والسياح دائما ما يحرصون على الحضور ومشاهدة المكائن القديمة للتعرف على طرق إخراج المياه في الماضي فيه تمثل عمر طويل لما يقارب 60 عام والجيل الجديد يحرص على معرفة التراث القديم".
النخيل والقطن
وقال من جمالية الزراعة في الأحساء "أنني أتحدث عن شجرة القطن فهي تزرع في الأحساء منذ القدم حيث يجمع من الشجرة ومن ثم نقوم بنقله للبيت وتقوم النساء بصناعة وعمل الفرش الخاصة للنوم وبعض المستلزمات لداخل البيت، حيث تحتاج هذه الشجرة لوجود المياه".
واختتم "البراهيم" حديثه قائلًا: "لولا وجود النخيل لكان التوجه والعناية لإنتاج القطن كون ينتج بجودة ممتازة ومن ميزتها أن الحمل فيها صيف وشتاء".

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: العودة للمدارس العودة للمدارس العودة للمدارس محمد العويس محمد العويس تمر الأحساء

إقرأ أيضاً:

صهاريج عدن.. حكاية حضارة أمة أدركت نعمة الماء وقيمته في مواجهة تحديات الزمن

يمانيون/محسن علي
على سفوح جبل شمسان الشاهق، وفي قلب مدينة كريتر التاريخية بمحافظة عدن جنوبي اليمن (الخاضعة حاليا تحت سيطرة الفصائل المسلحة الموالية لدويلة الإمارات)، تقف “صهاريج الطويلة” كشاهد صامت على عبقرية هندسية يمنية فريدة تمتد جذورها لآلاف السنين، ونظام متكامل لإدارة الموارد المائية وحماية المدينة من الكوارث الطبيعية، مما يجعلها واحدة من أروع الأعمال المعمارية المائية في العالم، وتحفة فنية منقوشة في الصخر، تروي حكاية حضارة أمة أدركت قيمة الماء ونعمته في مواجهة تحديات الزمن وضرورة التكيف مع بيئة قاسية.

جدل النشأة وعبقرية البناء
يحيط الغموض بتاريخ بناء صهاريج عدن، حيث تتعدد آراء المؤرخين والباحثين تشير بعض التقديرات إلى أن تاريخها يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، في عهد مملكة سبأ، بينما ترجح دراسات أخرى أن من شيدها هم الحميريون، وهناك من يرى أنها نتاج تطور عبر مراحل زمنية متلاحقة، بدءًا من العصور القديمة مرورًا بالعصر الإسلامي، ورغم غياب النقوش التي تحدد تاريخًا دقيقًا، يتفق الجميع على أن هذه المنظومة هي نتاج تراكم معرفي وهندسي فريد.

خطط عبقرية لأهداف استراتيجية
تقع الصهاريج في وادي الطويلة، وهي منحوتة في الصخور البركانية الصلدة لجبل شمسان، أو مبنية بالحجارة والجص المقاوم للماء، وقد صُممت بطريقة عبقرية تضمن تجميع مياه الأمطار الغزيرة التي تهطل على الجبل، وتوجيهها عبر سلسلة من القنوات والسدود إلى الصهاريج المتتابعة.

 

وظيفة مزدوجة الحماية والتخزين
تكمن العبقرية الهندسية لصهاريج عدن في وظيفتها المزدوجة والحيوية للمدينة، فكانت تعد المصدر الرئيسي لتزويد سكان عدن بالمياه العذبة للشرب والزراعة، وكذلك لتزويد السفن العابرة في الميناء، خاصة في مدينة عانت تاريخيًا من شح المصادر المائية،
والأهم من ذلك، أنها كانت تعمل كمنظومة دفاعية لحماية مدينة كريتر من السيول الجارفة التي تتدفق من جبل شمسان، فبدلاً من أن تجتاح السيول المدينة وتدمرها، كانت الصهاريج تستقبلها وتخفف من اندفاعها وتخزنها، مما يجنب المدينة كوارث دمار الفيضانات الطبيعية.

 

الأرقام تتحدث.. السعة والترميم الحديث
تشير التقديرات التاريخية إلى أن العدد الأصلي للصهاريج كان يتراوح بين 50 إلى 55 صهريجاً، لكن معظمها طُمر أو أصابه الخراب والأضرار عبر العصور،  أما الصهاريج القائمة والمكتملة حالياً، فيبلغ عددها نحو 18 صهريجاً، بسعة تخزين إجمالية تصل إلى حوالي 20 مليون جالون (ما يعادل تقريباً 75,700 متر مكعب، و90مليون لتر ).
وبعد أن اندثرت الصهاريج وأصبحت مطمورة بالكامل تقريبًا، أعيد اكتشافها بشكل كبير من قبل الغزو والاحتلال البريطاني لمدينة عدن عام 1856م، يؤكد بعض المؤرخين أن التعديلات التي تمت حينها من قبل مهندسين بريطانيين تحت مزاعم الترميم غيرت من وظيفتها الأساسية كمصارف لتوجيه المياه إلى خزانات لتجميعها.

 

مخاطر البناء العشوائي والبسط
وبينما تؤكد التقارير والأخبار المتداولة أن صهاريج عدن تواجه خطر الانهيار ليس بفعل القذائف، بل بفعل معاول الإهمال والبناء العشوائي منذ العام 2015م، تشير بعض المصادر إلى أن عمليات البسط والتجريف تتم بشكل علني على أيدي قيادات وعناصر مدعومة من قبل متنفذين يتبعون ما يسمى بالمجلس الانتقالي الممول من دويلة الاحتلال الإماراتي، مما يعيق محاولة أي جهود للحماية والترميم جراء الاعتداءات من المتنفذين، وقد أثارت ظاهرة الإهمال والبناء العشوائي حفيظة المواطنين والمثقفين، مما أدى إلى إطلاق نداءات وبيانات لإنقاذ الموقع من التدمير الممنهج لهذا المعلم الأثري.

 

 بين القيمة التراثية وتحديات الواقع
على الرغم من صمودها لآلاف السنين ومن أبرز المعالم التاريخية والأثرية والسياحية في اليمن، تواجه الصهاريج اليوم عدة تحديات خطيرة تهدد بقاءها ووظائفها على رأس ذلك: الإهمال وغياب الصيانة وتراكم النفايات والأوساخ، مما يهدد بانسداد قنوات التصريف ويؤثر على سلامة المنشآت التاريخية التي لم تخضع لترميم شامل منذ عقود،  بالإضافة إلى انتشار البناء والتوسع العمراني غير المنظم في محيطها، إلا أن التهديد الأكبر الذي واجهته بعد عام 2015 تمثل في الإهمال المتعمد من قبل حكومة الفنادق وأدواتهم واستمرار التعديات العشوائية التي تفاقمت حتى اليوم.

واقع صهاريج عدن اليوم تعد صورة مصغرة لتحديات الحفاظ على التراث في مناطق الغزو والاحتلال، فبعد أن صمدت المنظومة الهندسية لآلاف السنين في وجه الطبيعة، أصبحت مهددة بالزوال بسبب الإهمال والفوضى العمرانية والدمار المتعمد منذ أن جثم تحالف العدوان في السيطرة العسكرية الميدانية عليها تحت مزاعم التحرير، وكذلك يفعلون.

#صهاريج_عدن#معالم_تاريخية_وأثرية_يمنية

مقالات مشابهة

  • من بلقاس إلى المسرح.. حكاية صعود المطربة أنغام البحيري
  • من «جملات كفتة» إلى كوريا.. حكاية متحولات السينما
  • مختبرات ذكية وتدوير بيئي.. مكة المكرمة تبحث استنساخ تجربة الأحساء
  • بسبب الثأر جريمة قتل بمركز دمنهور
  • "ساعة قبل الفجر".. نضال الشافعي في حكاية تكسر باب الصمت الزمني المخيف
  • تزامنًا مع "أغصان".. اتفاقيات خماسية تدعم أنسنة المدن والغطاء النباتي في الأحساء
  • صهاريج عدن.. حكاية حضارة أمة أدركت نعمة الماء وقيمته في مواجهة تحديات الزمن
  • سياح يونانيون يجسّدون رحلة صعود نبي الله موسى بجريد النخيل في سانت كاترين.. فيديو وصور
  • مبادرات جديدة لتعزيز الأمن الفكري وتنمية الخطابة في الأحساء
  • بكلمة محافظ الأحساء.. انطلاق فعاليات ملتقى الدرعية الدولي