أخبارنا المغربية - ع. أبو الفتوح

عرفت شواطئ سبتة المحتلة اليوم الأحد حالة من الاستنفار الشديد، إثر محاولة عدد من المهاجرين أغلبهم قاصرين، الوصول إلى المدينة سباحة عبر منطقة "تاراخال". 

وفقًا لما ذكرته صحيفة "إيل فارو دي سبتة"، فقد اختلط المهاجرون بالمستجمين في محاولة لإخفاء هويتهم، ما تسبب في حالة من الفوضى والارتباك بين العائلات المتواجدة هناك.

وأفادت الصحيفة المحلية أن قوات الحرس المدني الإسباني تدخلت سريعًا، مما أدى إلى مطاردة مثيرة على الشاطئ في محاولة للقبض على المهاجرين.

خلال هذه الأحداث، أصيب ضابط في الشرطة الوطنية بجروح بعد أن تعرض لضربة حجر ألقي عليه أثناء وجوده في منطقة "تاراخال".

الحجر الذي ألحق أضرارًا بسيارة الشرطة أصاب الضابط، الذي نُقل لاحقًا إلى المركز الصحي، حيث أكد مسؤولون في الشرطة أن حالته مستقرة ولا تستدعي القلق.

وتابع المصدر الإسباني أن الضباب الكثيف، الذي خيم على المنطقة، زاد من تعقيد الوضع، حيث جعل من الصعب رؤية المهاجرين الذين اقتربوا من سبتة حتى وصولهم إلى الشاطئ. وأفادت مصادر محلية بسبتة المحتلة، أن السلطات استقبلت منذ ساعات الصباح الأولى 17 قاصرًا مغربيًا في ظل استمرار تدفق المهاجرين السباحين إلى شواطئ المدينة.

وفي محاولة للتصدي لتكرار هذه الأحداث، كانت السلطات المحلية في عمالة المضيق الفنيدق قد قامت بإغلاق الشواطئ المحاذية لسبتة المحتلة، وذلك كإجراء احترازي لمنع محاولات الهجرة غير النظامية عبر السباحة، خاصة بعد أن شهدت المنطقة تزايدًا ملحوظًا في هذه المحاولات من قبل الشبان والقاصرين المغاربة. كما بدأت السلطات تدريجيًا في منع الوصول إلى جميع الشواطئ القريبة من السياج الفاصل عن المدينة المحتلة.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

المغربية ليلى العلمي.. أميركية أخرى تمزج الإنجليزية بالعربية

واشنطن- لا شيء في نشأة الكاتبة المغربية ليلي العلمي كان يوحي بأنها تتجه لاقتحام عالم الأدب من بوابة الإنجليزية، خاصة وأن مخيالها تشكل تدريجيا بالاحتكاك بنصوص مكتوبة بالفرنسية لغة المستعمر التي ما تزال تفرض نفسها في المغرب وكثير من المستعمرات الفرنسية الأخرى.

وفي بيئة عائلية ومدرسية تمتزج فيها العربية والفرنسية، تربت ليلي (مواليد عام 1968) وهي تكتشف العالم من خلال القصص المصورة وقصص الأطفال خاصة المكتوبة بالفرنسية قبل أن تكتشف كتابا مغاربة اختاروا لغة موليير وفرضوا أنفسهم محليا ودوليا من قبيل إدريس الشرايبي وعبد الكبير الخطيبي والطاهر بن جلون ومحمد خير الدين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف أسهم أدب الرحلة في توثيق العادات والتقاليد عبر العصور؟list 2 of 2كتابة الذات وشعرية النثر في تجربة أمجد ناصرend of list

وعلى هذا المنوال سار عدد كبير من الكتاب المغاربة من جيل ليلى ممن نشؤوا في بيئات شبيهة واختاروا الكتابة باللغة الأم، إلى جانب قلة ممن انجذبوا لهذا السبب أو ذلك للتعبير عن ذواتهم بالفرنسية.

ولكن ليلى لم تكن من هذا المعسكر ولا من ذاك، بل سارت على درب آخر، فلم يكن اختيارا مفكرا فيه ومخططا له من البداية، بقدر ما لعبت فيه الصدفة وإكراهات التحصل الأكاديمي دورا حاسما قبل أن يتحول الأمر إلى مشروع أدبي تبلور وتطور على مدى أكثر من عقدين.

وحاولت ليلى مبكرا أن تكتب بالفرنسية لكن تلك التجربة لم تتمخض عن منجز قابل للعيش أدبيا، قبل أن يتلاشى ذلك المسعى بفعل مسار أكاديمي لدراسة الإنجليزية أخذ الكاتبة بعيدا عن لغة المستعمر وعن لسان الأم قبل أن يأخذها إلى ما وراء المحيط الأطلسي بعيدا حتى عن الوطن الأم.

ومطلع تسعينيات القرن الماضي، حطت ليلى الرحال في الولايات المتحدة لمتابعة دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في اللسانيات بجامعة جنوب كاليفورنيا، وكلها أمل في العودة إلى المغرب للعمل أستاذة جامعية.

ولكن القدر شاء أن تصبح ليلى، بعد استكمال دراساتها العليا، مهاجرة دون رغبة منها في ذلك وأن تستقر في بلاد العم سام وتبدأ حياة أكاديمية وأسرية وإبداعية قبل أن تصبح عام 2000 "أميركية" أو واحدة من بين عشرات الملايين ممن سمتهم "مواطنين مشروطين" في كتاب عن معنى الانتماء لأميركا صدر عام 2020 أثناء الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.

"مواطنون مشروطون" عام 2020 يتناول معنى الانتماء لأميركا بالولاية الأولى للرئيس ترامب (الجزيرة)ملاذ الإنجليزية

في أتون هذا المسار التعليمي والحياتي، لم يعد أمام ليلى سوى أن تلوذ بلغة شكسبير، كوسيط لساني كوني ومحايد إلى حد ما، مقارنة بما تحيل إليه الفرنسية من رمزية استلابية وحمولة استعمارية.

إعلان

وعن ذلك الخيار، تقول ليلى إنها لم تفكر قط في أن تصبح في وضعية مهاجرة أو أن تكتب روايات بالإنجليزية، وتقر بأن ذلك التحول كان له أثرٌ عميق على تفكيريها الإبداعي والنقدي وانعكس في أعمالها بسطوة تيمات الوطن والهوية واللغة، وبطبيعة شخصيات رواياتها والتي غالبا ما تكون غريبة أو غير متأقلمة مع أي مكان وأحيانا أخرى "خارج المكان".

وعاشت ليلى تلك التجربة من خلال انزياح لغوي وثقافي تحللت فيه من وسيط لساني يجسد ثقلا استعماريا لا يزال ممتدا إلى الآن بأشكال كثيرة، ومن جهة أخرى بقيت مستسلمة لسحر اللغة الأم والثقافة الأصلية.

وتتحدث الكاتبة في تصريحات كثيرة عن تمازج خفي في أعمالها الأدبية بين الإنجليزية كأداة، مشبعة طبعا بحمولة ثقافية خاصة، وبين العربية لغة الحلم والتفكير والتخييل والوعاء الحامل لمخيال جمعي متعدد المشارب والروافد.

وخلال مسار إبداعي ممتدة على مدى عقدين من الزمن فرضت ليلى نفسها في مشهد أدبي وإعلامي مترامي الأطراف ومتنوع التيارات والخلفيات، وأصدرت 6 روايات عن دور نشر وازنة حظيت بإقبال نقدي وإعلامي واسع وحصلت على عدد من الجوائز الأدبية.

المجموعة القصصية "الأمل ومساعٍ خطيرة أخرى" صدرت عام 2005 (الجزيرة)الهجرة وقضايا أخرى

ومن وحي تجربتها في الغربة، دشنت ليلى مشوارها الأدبي بمجموعة قصصية بعنوان "الأمل ومساعٍ خطيرة أخرى" (عام 2005) تناولت فيها مأساة 4 مهاجرين مغاربة انقلب بهم قارب مطاطي أثناء محاولة العبور إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق.

وفي عملها الثاني وهو رواية بعنوان "الابن السري" (عام 2009)، عادت ليلى بقرائها إلى مدينة الدار البيضاء لتروي قصة شاب من أحد الأحياء الفقيرة بالمدينة يكتشف هوية والده الحقيقي، فيدخل في متاهة من المعاناة الشخصية والسياسية.

وفي العمل الموالي، امتطت ليلى صهوة التاريخ وعادت قرونا إلى الوراء لتستعيد "ما رواه المغربي" (عام 2014) وهو رواية مستوحاة من قصة حقيقية لأول مستكشف أسود لأميركا، وهو مغربي مُستعبد شارك في حملة نارفايز إلى فلوريدا عام 1528.

وحازت تلك الرواية على جائزة الكتاب الأميركي، وجائزة الكتاب العربي الأميركي، وجائزة هيرستون-رايت للإرث، كما وصلت إلى نصف نهائي جائزة بوكر، ووصلت إلى نهائيات جائزة بوليتزر للرواية.

ومن صفحات التاريخ البعيد، عادت ليلى في رواية "الأميركيون الآخرون" (عام 2019) إلى أحوال المهاجرين في أميركا لتروي قصة مهاجر مغربي توفي في كاليفورنيا، ورصدت ما تكشفه تلك الواقعة عن أوضاع المهاجرين وما تطرحه من إشكاليات اجتماعية ونفسية وحقوقية.

"الأميركيون الآخرون" عام 2019 (يمين) و"ما رواه المغربي" عام 2014 و"فندق الأحلام" عام 2025 (الجزيرة)أميركية أخرى

وفي العام الموالي، ابتعدت الكاتبة عن السرد وتطرقت بشكل نقدي لمعنى الانتماء إلى أميركا واختارت لكتابها عنوان "مواطنون مشروطون" (2020) وهو توصيف ينطبق على عشرات ملايين المجنسين في الولايات المتحدة.

وتناقش الكاتبة، أحيانا من وحي تجربتها الشخصية، معنى المواطنة الأميركية والتي غالبا ما تكون تجربة مشروطة تتحكم فيها عوامل من قبيل الأصل القومي والعرق والجنس.

إعلان

ومن خلال رحلتها الشخصية من مهاجرة إلى مواطنة أميركية، تخلص ليلى إلى أن حقوق المواطنة وحمايتها لا تطبق بشكل عادل وكيف أن المجنّسين يعتبرون في بعض السياقات مواطنين "مختلفين" أو "أميركيين آخرين".

ورغم ذلك المسار الطويل في الكتابة والحياة بأميركا، تعترف ليلى بأنها "ضيفة" على الإنجليزية ولا تزال تشعر بغربة عن تلك اللغة دون أن يكون ذلك عائقا إبداعيا. وتقول إنها حولت ذلك الشعور إلى محفز للإبداع وإنها تتخيل أحيانًا أن شخصياتها تتحاور بالعربية وهي تترجم حديثها إلى الإنجليزية.

مقالات مشابهة

  • تصعيد غير مسبوق.. هل تشهد الضفة سيناريو 7 أكتوبر جديد؟
  • سياسات فلوريدا المشددة تجاه الهجرة تدفع المهاجرين لمغادرتها
  • راهبة كرواتية تطعن نفسها لتوريط المهاجرين والمسلمين.. والشرطة توضّح
  • ما الأسلوب الذي تتبعه إدارة ترامب في إنفاذ قوانين الهجرة؟
  • السفير الفرنسي يثمن جهود «وزارة الداخلية» في ملف المهاجرين
  • قطر تؤكد استمرار مراقبة اتفاق غزة وتحذّر من أي خروقات
  • الطرابلسي يكشف تفاصيل البرنامج الوطني لترحيل المهاجرين «غير الشرعيين»
  • "الجهاد" تبارك عمليات الضفة والقدس وتؤكد استمرار المقاومة ردًا على جرائم الاحتلال
  • الذهب الذي ولد من النار والماء.. اكتشاف مثير بالصحراء المغربية
  • المغربية ليلى العلمي.. أميركية أخرى تمزج الإنجليزية بالعربية