(CNN)-- بعد أن ثبت تلوث ست عينات من مياه الصرف الصحي في غزة في أواخر يونيو/حزيران الماضي بفيروس شلل الأطفال، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن الأمر "مجرد مسألة وقت" قبل أن يصل المرض إلى آلاف الأطفال الفلسطينيين.

وفي وقت تحذيره في أواخر يوليو/تموز، تم الإبلاغ عن حالات الشلل الرخو الحاد، وهو أحد أعراض الإصابة بفيروس شلل الأطفال، في المنطقة التي تم فيها أخذ العينات.

وبعد أسبوع واحد فقط، تم تأكيد أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عامًا لدى طفل عمره 10 أشهر لم يتم تطعيمه.

وقد وصل الآن أكثر من 1.2 مليون جرعة لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم إلى قطاع غزة، ومن المتوقع وصول ملايين أخرى في الأيام المقبلة. والهدف هو تطعيم حوالي 640 ألف طفل دون سن العاشرة بجرعتين لكل منهم.

وبالنسبة لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، فإن إحدى المسؤوليات الأكثر أهمية هي حماية سلسلة التبريد: يجب أن تبقى اللقاحات ضمن نطاق درجات حرارة محدود، وإلا فإنها سوف تفسد. وهذا يتطلب صناديق الثلج، والثلاجات المتنقلة، ومولدات الكهرباء العاملة، والألواح الشمسية، والوقود. وتم بالفعل تسليم المعدات اللازمة للحفاظ على برودة اللقاحات إلى غزة، الأسبوع الماضي، بحسب وزارة الصحة في رام الله.

وصلت درجات الحرارة في نغبة، على بعد أميال قليلة شمال غزة، إلى 39.4 درجة مئوية (103 فهرنهايت) هذا الصيف، وفقا لخبراء الأرصاد الجوية في شبكة CNN.

وقال مديرة الاتصالات في وكالة الأونروا جولييت توما: "من المهم للغاية ليس فقط أن يتم جلب اللقاح إلى غزة ولكن أن يكون محميًا، بالنسبة لهم، السلسلة عبارة عن عملية كاملة".

وقالت الأمم المتحدة إن الحملة ستدخل منطقة تعاني من "نقص مستمر في الوقود" منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات خط التغذية وأغلقت محطة الطاقة المحلية.

ويحتاج مستودع دير البلح والمرافق الصحية التابعة للأونروا إلى هذا الإمدادات، وكل حزمة لقاحات مجهزة بملصقات حساسة لدرجة الحرارة للإشارة إلى ما إذا كانت سلسلة التبريد ستنكسر، وفقًا لجوناثان كريكس، رئيس الاتصالات في اليونيسف في الأراضي الفلسطينية.

وأضاف: "هذا تحدي كبير، عندما أتحدث عن ذلك المستودع في دير البلح والمرافق الصحية التابعة للأونروا، علينا أن ندرك أن هذا ليس بالقليل. إنها تمثل 25% فقط من سعة سلسلة التبريد قبل الحرب، إن قطاع غزة معرض لنقص خطير للغاية في إمدادات الطاقة الموثوقة".

وحاولت منظمات الإغاثة تكملة الإمدادات المتضائلة عن طريق جلب الوقود. ومع ذلك، ذكر تقرير لمنظمة أوكسفام الدولية صدر في يوليو/تموز الماضي، أنه في المتوسط، لم يُسمح إلا بعبور الحدود لخمس ما هو مطلوب لتشغيل الخدمات الحيوية في جميع أنحاء غزة.

وحتى قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كانت غزة تعمل بالكهرباء لمدة ثماني ساعات فقط في اليوم. وقالت بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في منظمة أوكسفام والتي عملت على التقرير: "الحكومة الإسرائيلية لن تسمح بتخصيصات محددة للوقود، وبمجرد انقطاع الوقود في أكتوبر، أُغلق كل شيء".

وقال إدوارد كارينز، مدير عمليات الاستجابة للطوارئ في منظمة المساعدات الإنسانية ميرسي كوربس: "لدينا بضائع موجودة هناك في الشاحنات منذ مايو/أيار، الوصول غير موجود تقريبًا أو مقيد للغاية".

وفي المتوسط، دخلت 76 شاحنة مساعدات إنسانية فقط إلى قطاع غزة كل يوم في الفترة من 1 إلى 12 أغسطس/آب، وهو انخفاض بنسبة 85% عن متوسط ​​500 شاحنة قبل الأزمة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ومنح مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (COGAT) لقاحات شلل الأطفال إذنًا خاصًا للوصول إلى الأراضي، إلى جانب عناصر "سلسلة التبريد" الأخرى التي لا يُسمح بها عادةً داخل غزة.

ومع ذلك، فإن الفراغ في الموارد الموجودة يعني أن هناك القليل من الدعم لحماية سلسلة التبريد في حالة حدوث خطأ ما.

وبالإضافة للتراجع في الإمدادات. فقد تضررت أو دُمرت العديد من مرافق المياه بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 10 أشهر على غزة، وفقًا للأمم المتحدة والعديد من الهيئات الدولية الأخرى، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان المدنيين، والمخاطرة بانتشار الأمراض، ودفع خبراء حقوق الإنسان إلى اتهام إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان عن طريق استخدام إمدادات المياه كسلاح.

 


 

إسرائيلالأراضي الفلسطينيةغزةقطاع غزةنشر الثلاثاء، 27 اغسطس / آب 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية غزة قطاع غزة سلسلة التبرید شلل الأطفال

إقرأ أيضاً:

انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل بغزة .. 97 شهيدًا جديداً في غزة وقوات الاحتلال تقتحم المستشفى الأوروبي وتقصف مستشفى شهداء الأقصى

الثورة / متابعات

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة، مرتكباً مجازر وحشية يومية بحق سكانها المحاصرين .

وأعلنت صحة غزة، أمس الأربعاء، عن وصول، 97 شهيدا و 440 إصابة مستشفيات القطاع، بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، خلال 24 ساعة الماضية.

وأكدت الصحة، في تقريرها اليومي، أن عدد من الضحايا ما زالت تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,607 شهداء و125,341 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م .

واستُشهد 32 مواطناً وأُصيب آخرون، أمس في سلسلة غارات متفرقة شنتها طائرات الاحتلال على مناطق مختلفة في قطاع غزة.

ففي مدينة غزة، أفادت مصادر محلية، باستشهاد عدد من المواطنين بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الدريملي في شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب المدينة، حيث استشهد المواطن أحمد عثمان الدريملي وأحد أبنائه وأصيب 3 آخرون جراء استهداف المنزل.

وفي شمال القطاع، استشهد مواطنان بقصف للاحتلال على جباليا البلد، فيما أفادت مصادر إعلامية بانتشال جثامين 6 شهداء؛ جراء قصف للاحتلال الصهيوني على منطقة الـ ١٧ في التوام شمال غزة و بيت لاهيا.

وفي جنوب مدينة خان يونس، استشهد 14 مواطنا بينهم أطفال ونساء في قصف من مسيرة إسرائيلية على خيمة لعائلة أبو حدايد داخل مدرسة الحناوي التي تؤوي نازحين، في حين أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة صباح أمس تجاه منطقة قيزان النجار .

واستشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون؛ جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين داخل ميناء الصيادين غربي مدينة غزة».

و قصفت طائرة مسيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مجموعة من المواطنين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى غزة الأوروبي المحاصر، شرق خانيونس في جنوب قطاع غزة.

وأفاد مصدر من داخل المشفى الأوروبي المحاصر، أمس الأربعاء، بأن قوات الاحتلال أدخلت، مسيّرات لداخل المشفى الأوروبي وأجرت استجواباً مع حراس المشفى.

ولاحقاً وبعد ساعات، داهمت قوة صهيونية المشفى من فتحات أحدثتها في جدران المباني، وأجرت تحقيقا ميدانياً مع الحراس وطلبت منهم الاستعداد لإخلاء المشفى تحت تهديد القوة.

وتتوغل آليات الاحتلال بغطاء ناري من الطيران الحربي والمدافع في محيط مستشفى الأوروبي منذ أيام، وسط تدمير واسع للمنازل والطرقات والبنى التحتية.

أما في المحافظة الوسطى، فقد استهدف الاحتلال بطائرتين مسيرتين مفخختين سطح مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح؛ ما ألحق أضرارًا مادية خاصة بنظام الطاقة الشمسية وشبكة الكهرباء، وخزانات المياه والطوابق العلوية.

إلى ذلك أفادت مؤسسات الأسرى، أمس الأربعاء، باستشهاد الأسير المسن محمد إبراهيم حسين أبو حبل (70 عاماً) من غزة في تاريخ 2025/1/10م.

وباستشهاد المعتقل أبو حبل، فإنّ عدد الشهداء الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا منذ بداية الإبادة الجماعية، يرتفع إلى (71) شهيداً على الأقل، من بينهم (45) معتقلاً من غزة

يأتي ذلك في ظل استمرار احتجاز جثامين الشهداء، وعدم الإفصاح عن ظروف استشهادهم، علماً أنّ جيش الاحتلال حاول مراراً التلاعب في هذه الردود من خلال إعطاء المؤسسات ردودا مختلفة.

إنسانيًا أكد الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في فلسطين كاظم أبو خلف، أن انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال في قطاع غزة بشكل خطير، موضحا أن المعدل اليومي للأطفال الذين يستشهدون منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغ 27 طفلاً شهيدا.

وقال أبو خلف في تصريح صحفي: «إن الأطفال يواجهون تحديات جسيمة بسبب استمرار الحرب، مؤكداً أنه لا يوجد مكان في العالم يسقط فيه يومياً ضحايا من الأطفال بهذا العدد».

وأضاف: «بإضافة عدد المصابين يرتفع المعدل اليومي للضحايا من الأطفال إلى 83 طفلا بين شهيد وجريح لمدة 20 شهرا».

وتابع: «الإحصائيات الأولية تشير إلى أن أكثر من 40 ألف طفل باتوا أيتاما والعدد مرشح للزيادة، مؤكدا أن الأطفال في غزة يحتاجون إلى سنوات طويلة للشفاء، ليس من الإصابات فحسب، بل بسبب الضغط النفسي والعصبي الذي تعرضوا له».

وحذّر من تعرض حياة 50 ألف سيدة حامل ومرضعة للخطر نتيجة عدم توفر الغذاء والأدوية المناسبة، وتزايد حالات الإجهاض 6 اضعاف ما قبل الحرب إلى جانب الولادة المبكرة بالوقت الذي تعاني فيه المشافي من امتلاء الحضانات.

بالمقابل أعلنت وسائل إعلام عبرية، أمس الأربعاء، مقتل جندي إسرائيلي خلال المعارك الدائرة بين المقاومة والاحتلال في شمال قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • نصائح من البعثة الطبية للحجاج بعدم التعرض للشمس وشرب المياه.. فيديو
  • مياه المنوفية: تشغيل مراكز شحن عدادات المياه مسبقة الدفع خلال أيام العيد
  • انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل بغزة .. 97 شهيدًا جديداً في غزة وقوات الاحتلال تقتحم المستشفى الأوروبي وتقصف مستشفى شهداء الأقصى
  • «اليونيسف»: انهيار القطاع الصحي يهدد حياة أطفال القطاع
  • “اليونيسف”: انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال في غزة
  • "اليونيسف": انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال في غزة بشكل خطير
  • ردع قانوني| عقوبات مغلظة لمواجهة إتلاف مرافق الشرب والصرف الصحي
  • رئيس سلطة المياه الفلسطينية لـ«الاتحاد»: 85 % من منشآت المياه خارج الخدمة
  • مياه القليوبية تُطلق حملات لترشيد استخدام المياه والتعامل مع شبكات الصرف
  • محافظ أسيوط يتفقد المركز الصحي الحضري لضمان جودة الخدمات الطبية قبل عيد الأضحى