ليبيا على صفيح ساخن.. ماذا يحدث في أكبر خزان أفريقي للنفط؟
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
تشهد ليبيا أزمة سياسية اقتصادية مركبة، عقب تغيير محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير.
كيف بدأت الأزمة؟
الأسبوع الماضي أعلن المجلس الرئاسي إقالة الصديق الكبير وتعيين محمد الشكري خلفا له، بإدارة جديدة.
الخطوة فجرت خلافا حادا وسط مخاوف من اندلاع حرب أخرى في البلاد خصوصا مع تمسك جميع الأطراف بمواقفها بالتزامن مع تحركات عسكرية خلال الأيام الماضية.
من هو الصديق الكبير؟
يعتبر محافظ المركزي الليبي أحد أهم المناصب السيادية في البلاد.
الصديق الكبير تولى منصب محافظ المصرف المركزي، منذ العام 2011 بدعم دولي وإقليمي.
مجلس النواب أقال الكبير عام 2014 لكنه استمر على رأس عمله مسنودا بالاعتراف الدولي.
عام 2017، فشل مجلس النواب بالإطاحة بالصديق الكبير، رغم الإجماع على تسمية محافظ جديد للمصرف.
يعرف الكبير بعلاقاته الواسعة دوليا بالإضافة للدعم الأمريكي والبريطاني الذي يحظى به.
أزمة متسارعة
تعاظمت الأزمة سريعا بعد رفض حكومة الشرق غير المعترف بها دوليا، إجراءات المجلس الرئاسي.
في 22 من الشهر الجاري شهدت طرابلس انتشارا عسكريا كبيرا وتوافدت الأرتال من عدة مناصب صوب العاصمة.
الأمم المتحدة حذرت من خطوة انزلاق البلاد لحرب طاحنة بسبب أزمة المصرف.
حكومة الدبيبة نجحت بتخفيف الاحتقان وتوصلت لاتفاق تُسحب بموجبه المظاهر العسكرية من العاصمة.
وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية عماد الطرابلسي أعلن مساء الجمعة، التوصل لاتفاق لإنهاء الاستنفار والتصعيد العسكري الذي شهدته العاصمة الليبية، ومباشرة الأجهزة الأمنية تأمين المقرات الحكومية.
انفجار وشيك
صبيحة 26 من الشهر الجاري، دخلت الإدارة الجديدة لمبنى المصرف وباشرت مهامها.
الصديق الكبير اعتبر الإجراءات عملية اقتحام وتقدم بشكوى للنائب العام الليبي.
حكومة بنغازي أعلنت القوة القاهرة في الحقول والموانئ النفطية وأوقفت الإنتاج.
حكومة الشرق قالت إن القرار رد على كرار الاعتداءات على قيادات وموظفي وإدارات مصرف ليبيا المركزي من قبل "مجموعات خارجة عن القانون".
إغلاق المنشآت النفطية تزامن مع توقف العمليات المصرفية بالكامل عن العمل.
حلول معقدة
سريعا بدأت الأمم المتحدة جولة مكوكية لتخفيف الأزمة انتهت بدعوة لاجتماع طارئ لحل الأزمة، وتعليق كافة الإجراءات الأحادية.
بعثة الأمم المتحدة في ليبيا طالبت برفع حافة القوة القاهرة عن حقول النفط والامتناع عن استخدام المصدر الرئيسي للإيرادات في البلاد لأغراض سياسية.
وحذرت من أن الاستمرار في اتخاذ إجراءات أحادية الجانب سوف يكلف الشعب الليبي ثمنا باهظا لحل الأزمة التي طال أمدها، ويهدد بتسريع الانهيار المالي والاقتصادي للبلاد.
واشنطن دخلت على خط الأزمة عبر سفارتها في طرابلس، التي حثت في بيان كل الأطراف على "اغتنام هذه الفرصة" بعدما أدت التوترات لـ"تقويض الثقة في الاستقرار الاقتصادي والمالي في ليبيا".
كما اعتبرت أن "ترهيب موظفي البنك المركزي" مثير للقلق، داعية الى محاسبة المسؤولين "بشكل صارم".
الأطراف السياسية الليبية أصرت على مواقفها من الإجراءات ما ينذر باستمرار معضلة تهدد اقتصاد البلاد.
رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أكد أن قرار تعيين محافظ ومجلس إدارة نافذ وفقا للاتفاق السياسي في تعيين كبار الموظفين.
وأضاف في بيان، أن زمن سيطرة الفردية الواحد على المؤسسة المالية قد ولى.
في المقابل مجلس النواب في الشرق أصر على منع تدفق النفط حتى عودة الصديق الكبير.
ودعا رئيس المجلس عقيلة صالح كل الأطراف للرجوع عن المخالفة والامتثال للشرعية الدستورية.
وطالب من "تجاوز صلاحياته العودة للحق وتنفيذ القوانين وتجنب إصدار قرارات تزعزع الاستقرار السياسي والاقتصادي في ليبيا.
كما شهد الشارع تظاهرات متباينة إحداها مؤيدة للصديق الكبير والأخرى مناهضة له.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية ليبيا المصرف المركزي طرابلس بنغازي التوترات ليبيا طرابلس بنغازي توتر المصرف المركزي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصدیق الکبیر
إقرأ أيضاً:
بعد صمت 14 عاما إعادة المتحف الوطني والدبيبة يعلن: ليبيا لن تنكسر
في حدث ثقافي ووطني بارز طال انتظاره، استعادت العاصمة الليبية طرابلس ذاكرتها العريقة اليوم الجمعة، مع إعادة افتتاح المتحف الوطني الليبي أمام الجمهور والوفود الرسمية، بعد فترة إغلاق قَسْرية امتدت لنحو أربعة عشر عامًا. يأتي هذا الافتتاح إعلانًا عن عودة الاستقرار ودعمًا للقطاع الثقافي في البلاد.
افتتح رئيس حكومة «الوحدة الوطنية المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة، برفقة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وممثلي السلك الدبلوماسي من السفراء والقناصل المعتمدين لدى ليبيا، المتحف الوطني، وذلك خلال احتفالية انطلقت بميدان الشهداء وسط العاصمة. وألقى الدبيبة كلمة حماسية اختتمها بعبارة "ليبيا لن تنكسر"، فأشعل تصفيق الحضور.
يقع المتحف داخل مجمع السرايا الحمراء التاريخي، وقد شهدت الفترة الماضية استكمال أعمال ترميم شاملة وتطوير لأنظمة العرض، بما في ذلك الخرائط الصوتية وجولات الواقع الافتراضي وأنظمة الصوت والضوء، لتقديم تجربة ثقافية غنية للزوار.
وحضر الافتتاح وفد من جامعة الدول العربية من الدبلوماسيين والصحفيين المعتمدين لدى الجامعة، بالإضافة إلى نخبة من الأكاديميين والإعلاميين المصريين والعرب والأجانب.
وبالتزامن مع الافتتاح، نظمت عدد من السفارات الليبية في الخارج فعاليات لمشاهدة مباشرة لحفل افتتاح المتحف الوطني في طرابلس، الذي انطلق مساء اليوم الجمعة. وتشارك في الفعاليات التي تنظمها سفارات ليبيا بالقاهرة والدوحة وأبوظبي وتونس وبرلين وباريس ومدريد وروما وبلغراد وفاليتا، النخب الثقافية والدبلوماسية وأبناء الجالية الليبية، داخل عدد من الفضاءات والمؤسسات الثقافية الدولية.
يُمثل هذا الافتتاح نقطة التقاء للباحثين والزوار المهتمين بتاريخ ليبيا وتحولاتها عبر العصور. ويهدف المتحف في حَلّته الجديدة إلى ضمان نشاط متواصل لتوفير المعلومة الصحيحة والمكتملة حول تاريخ البلاد وتراثها، وإرساء تواصل مباشر مع ثقافتها من خلال العروض الدائمة والمؤقتة.
تتزامن احتفالات إعادة الافتتاح في طرابلس مع فعاليات مماثلة في عدد من العواصم الأوروبية، منها روما ولندن وباريس.
وفي إطار الإجراءات التنظيمية،قامت مديرية الأمن في طرابلس بإغلاق ميدان الشهداء وجميع الطرق المؤدية إليه لتسهيل وصول المواطنين والوفود خلال فترة الافتتاح.
يُعتبر هذا اليوم علامة فارقة في المشهد الثقافي الليبي، حيث تعود واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في البلاد إلى الواجهة من جديد، لتكون بمثابة هوية وطن ومستقبل أمة.