تحت أي ظرف وتجربة.. ابحث عن المعنى
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
عبدالوهاب العريض
يعيش مجتمع اليوم حالة من الجري الاستهلاكي، ومن ثم نجد بأن الحياة تضغط عليه كي يقوم بمواكبة عصر التقنية والمعلوماتية، وتوفير ولو جزء يسير مما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي، من سلع وخدمات مغرية لأبنائه وأسرته، وهذا ما يجعل المسؤول الأول في الأسرة يعيش في دوامة لا تنتهي، أشبه بحلبة السباقة التي قدمها الكاتب الأميركي (هوراس ماكوي) في روايته (إنهم يقتلون الجياد.
ونجد من خلال هذا الاستهلال بأن الحالة تتكرر مع الإنسان الذي يعيش حياته في لهفة دون أن يبحث عن معنى لها، ويكتشف ما بعد الخمسين أو الستين بأن حياته ذهبت في طريق آخر مختلف عن أحلامه.
يقول صاحب المدرسة النمساوية في علم النفس فيكتور إميل فرانكل (إن الحياة تحمل معنى محتمَلاً في ظلّ أي ظرف، حتّى في ظلّ أكثر الظروف بؤساً، ويؤكد هذا بتعبير آخر في كتابه «الإنسان والبحث عن المعنى»، الصادر عن صفحة سبعة عام 2020 ترجمة عبد المقصود عبد الكريم (لا تسعى إلى النجاح فكلما جعلته غايتك زاد فقدك له. لأن النجاح مثل السعادة، لا يمكن السعي وراءه، لا بدّ أن تنشأ السعادة بصفتها نتيجة، أن تنشأ فقط في هيئة أثر جانبي غير مقصود لتفاني المرء في قضية أكبر من ذاته). ولعلنا اليوم نعود للكثير من المدارس النفسانية لمحاولة معالجة الذات ومشكلاتها، وهذا ما نجده يتكرر بقيام الكثير من الدورات الخاصة بتطوير الذات، وما هذه الدورات إلا محاولة لتحفيز الذاكرة الخفية لدى الإنسان، سواء اتفقنا معها أم اختلفنا.
فقدان الجوهر
وهذا ما يجعلني أعود للبحث داخلياً في أسباب فقدان هذا الجوهر، فقد كانت الحياة قبل ما يزيد على خمسين عاماً أكثر بساطة من اليوم، حينما كان التواصل معتمداً على الزيارات العائلية، ومن خلال الاتصال الهاتفي والإكثار من اللقاءات الاجتماعية، وكذلك تخصيص الأيام العائلية التي لا غنى عنها، والتي فقدت بريقها في زمننا الحاضر، فقد باتت تلك اللقاءات تخلو من الحديث، وتنزع لمشاهدة المجتمعين يعبثون بهواتفهم النقّالة، ويتناسون وجودهم في تجمع أسرى. وفي ظل هذه الفوضى التي نعيشها نجد بأن هناك جزءاً من الإنسان يذهب بعيداً عن فكرة البحث داخل أحلامه ليحاول السعي من أجل تحقيق مكانة اجتماعية له، كما يقول آلان دي بوتون في كتابه (قلق السعي إلى المكانة)، حيث يشير إلى أن الكثير من الأفراد أصبحوا ينشغلون في (أن يكون محبوباً، إرضاء المتكبرين، تحقيق التوقعات التي يفرضها المجتمع، كفاءة الوصول للأفضل، الاعتماد على الآخرين في نيل المكانة)، ونلاحظ بأن جميعها حالات من الابتعاد عن الذات والذهاب في ماهية ما يريده المجتمع، وتحقيق تلك الرغبات كي يستطيع الذي يحصل عليها الوصول إلى (صدارة المجلس).
هل نحن بحاجة للذهاب إلى التقليد الأعمى للمشاهير دون التفكير في وضع الخطط الخاصة بنا؟ العيش في دائرة السباق لتحقيق أهداف لا ننتمي لها؟
لعلها أسئلة تراودنا جميعاً، ومن الصعب إيجاد الإجابة عنها دون التخلي عما يثقل كاهلنا من أعباء الحياة، حيث إن الإنسان ليس أكثر من نتاج عدد كبير من العوامل البيئية ذات الطبيعة البيولوجية والاجتماعية، وهذا التأثر عادة ما يكون في الأغلب سلبياً، حيث من النوادر إيجاد محيطات إيجابية، ونجد بأن الآخرين فقط يعرفون الشكوى والحديث، ولكنهم لا يحسنون الإنصات للآخر.
العلاج بالمعنى
وعودة للبحث عن المعنى في الحياة نجد بأن فرانكل يؤكد أن المعنى لا يقتصر على الإبداع والمتعة فقط، حيث إن الكثير من الناس لديهم ما نستطيع تسميته معاناة، إذن -وحسب رؤية فرانكل- علينا إيجاد معنى أيضاً في تلك المعاناة، (المعاناة جزء لا يتجزأ من الحياة. من دون المعاناة والموت لا يمكن أن تكتمل حياة الإنسان).
وهذا ما يتطلب تحويل المعاناة في الحياة إلى انتصار داخلي، وألا نشغل أنفسنا بأحداث الماضي، لأنها ستجعل الإنسان الكامن داخلنا يضمحل شيئاً فشيئاً حتى يشعر بحالة اليأس، نحن فقط نحاول استعادة القوة الداخلية التي تنطوي عليها ذواتنا، وعلينا إيجاد سبب من أجله نحتمل الحياة كيفما كانت. وهذه الأسباب يجب ألا تخلو من أفكارنا وأحلامنا التي كنا ننميها خلال الخمس عشرة سنة الأولى في حياتنا.
عندما يستطيع الإنسان التصالح مع ذاته، والقبض على المشكلات التي يعاني منها، والتي هي سبب أوجاعه وآلمه سيستطيع من خلال ذلك تجاوز الخطوة الأولى في معرفة وكسب ذاته، وبالعودة إلى كتاب العلاج بالمعنى نجد بأنه يُركز على النظر إلى المستقبل، أي إلى المعاني التي على المريض أن يحققها في مستقبله، حيث (يحقق المعنى دلالة ترضي إرادة الإنسان للمعنى)، ويؤكد أيضاً أن المعاني والقيم ليست سوى (آليات دفاعية أي شكل من أشكال تشكيل رد الفعل، وأشكال التسامي).
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الرواية الثقافة وهذا ما نجد بأن
إقرأ أيضاً:
هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، مساء الاثنين 28 يوليو / تموز 2025 ، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم طرح خطة على الكابينيت الأمني والسياسي المصغّر، تقضي بضمّ تدريجي لأجزاء من قطاع غزة ، وذلك في محاولة لإبقاء وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ضمن الحكومة.
وبحسب هآرتس ، تنصّ الخطة على أن تُمهل إسرائيل حركة " حماس " عدة أيام للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، وفي حال رفضها، تبدأ إسرائيل بضم مناطق من القطاع بشكل تدريجي. ووفق "هآرتس"، سيُعرض هذا المخطط على الكابينيت بعد قرار نتنياهو زيادة حجم المساعدات الإنسانية لغزة وهو القرار الذي اتُخذ رغم اعتراضات "الصهيونية الدينية" بقيادة سموتريتش.
وبحسب التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء في الحكومة، فإن عملية الضم ستبدأ بالمناطق الحدودية الفاصلة قطاع غزة عن مناطق الـ48 (الغلاف الداخلي الذي أحدثه الاحتلال لقطاع غزة)، ثم تمتد إلى شمالي القطاع، ولا سيما المناطق القريبة من "سديروت" و"عسقلان"، وصولًا إلى ضم القطاع بالكامل على مراحل. وادعى نتنياهو في هذه المحادثات أن "الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن سموتريتش قال لنتنياهو خلال الأيام الأخيرة إنه "سيُقيّمه بالأفعال"، وإنه "سيبقى في الحكومة في هذه المرحلة إذا نُفذت خطة الضم". وفي رسالة وجّهها إلى أعضاء حزبه، كتب سموتريتش: "نحن ندفع باتجاه خطوة إستراتيجية جيدة، ولا داعي لتفصيلها الآن، وسنعرف قريبًا إن كانت ستنجح وإلى أين سنتجه". وأضاف: "لا ينبغي اتخاذ قرارات سياسية خلال الحرب. سنُقيّم الموقف بناء على النتيجة – أي حسم المعركة ضد حماس".
وحذّرت الصحيفة من أن تهديد إسرائيل بضمّ أراضٍ في غزة، بالتوازي مع دعوات العديد من الوزراء لإقامة مستوطنات في القطاع، من شأنه أن يُدخلها في صدام مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ورجّحت "هآرتس" أن تُشعل خطوة كهذه موجة اعترافات بالدولة الفلسطينية على غرار ما قامت به فرنسا، إضافة إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يُبدِ حماسة في السابق لخيار الضمّ، لكنه بات مستعدًا للمضي فيه في محاولة لإنقاذ حكومته. وأبلغ وزراءه أن وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، قدّم الخطة لوزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وأنها "تحظى بدعم البيت الأبيض". وذكرت الصحيفة أن الرئيس دونالد ترامب، الذي يزور حاليًا أسكتلندا، لم يحضر الاجتماع.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية جنود إسرائيليون يرفضون العودة للقتال في غزة تفاصيل خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة بشأن غزة نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب" الأكثر قراءة محمد اشتية... خيرا فعلت واستمر في فعل الخير - بقلم : د. احمد المعروف حماس : نواصل المشاورات لإنجاز اتفاق مشرّف الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح محدث: ارتفاع عدد المتوفين نتيجة التجويع في غزة إلى 20 خلال يومين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025