انقسم الشارع الغزي إلى ثلاث فرق بخصوص مستقبل العدوان الإسرائيلي على قطاع في ضوء «صفقة تبادل الأسرى» بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وحكومة الاحتلال، التي يرعاها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ففريق متفائل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق وإنهاء الحرب، وآخر متشائم، بسبب تعثر العديد من جولات التفاوض السابقة، وثالث متشائم جدًا ويرى أن «الحرب لن تنتهي إلا بمعجزة من الله» خاصة بعد فشل جولة مفاوضات 15 أغسطس في العاصمة القطرية الدوحة.

ووفقا لتقارير نشرتها صحف أمريكية عديدة مثل «واشنطن بوست»، يتصور الاتفاق الذي يرعاه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حلًا من ثلاث مراحل للصراع، يتضمن أولها وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، على أن تطلق حماس خلاله سراح 33 أسيرة إسرائيلية، فيما يفرج الاحتلال عن مئات الأسرى الفلسطينيين من سجونه.

آخر العقبات

وينص الاتفاق في مرحلته الأولى على انسحاب جيش الاحتلال باتجاه الحدود الشرقية لقطاع غزة، وهي الجزئية المرفوضة من قبل حكومة الاحتلال، التي تصر على تواجد جيشها في محور فيلادلفيا ومعبر رفح على الحدود الفلسطينية مع مصر، أو سحب القوات من جزء صغير من محور فيلادلفيا، يمتد من كيلومتر إلى كيلومترين بطول الحدود بين غزة ومصر، بالقرب من مخيم تل السلطان في مدينة رفح الفلسطينية، بحسب موقع «إكسيوس» الأمريكي.

وتبعًا لما نشره الموقع الأمريكي، فإن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وصلوا إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات، تعقد على مدار يومي "غدا السبت وبعد غدا الأحد." موضحًا أن هؤلاء المسؤولين سيعرضون خريطة محدثة بشأن نشر القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، بهدف إزالة آخر العقبات أمام التوصل إلى اتفاق.

وتتحدث المرحلة الثانية من الاتفاق، عن إطلاق حماس سراح الجنود الذكور، الذين بقوا كأسرى، وسيوافق الجانبان على «إنهاء الأعمال العدائية مع الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزة»، ولكن حكومة الاحتلال تتمسك بتفتيش النازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة عبر محور نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع ومدينة غزة عن مناطق الوسط والجنوب. وهو المطلب الذي ترفضه المقاومة.

وحسب تقرير «واشنطن بوست» فقد أشارت دولة الكيان وحماس إلى قبولهما خطة الحكم المؤقت «في المرحلة الثانية»، والتي ستمتع فيها غزة بتأمين من قبل قوة من 2500 جندي من أنصار السلطة الفلسطينية في غزة، حظيت بتدريب من الولايات المتحدة ودعم من «حلفاء عرب معتدلين»، وسط تخلي الاحتلال وحماس تمامًا عن حكم غزة.

وبعد توسع الأمن في غزة، يدخل الاتفاق مرحلته الثالثة والأخيرة، والتي تشمل خطة إعادة إعمار متعددة السنوات، تماشيًا مع قرار للأمم المتحدة في هذا الصدد.

ترقب حذر في الشارع الغزي

وتسيطر حالة من الترقب الحذر على الشارع الغزي، الذي تلقف أكثر من مرة وعود الهدنة بالفرح والزغاريد، ثم استيقظ على عودة المفاوضات إلى المربع صفر، بسبب تعنت حكومة الاحتلال وإصرارها على المضي قدمًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني بأكمله وليس حماس فقط.

يقول علي الناصر، من دير البلح، إنه «حتى الآن من الصعب القول إن المفاوضات نضجت أو توصلت لصيغة مقبولة، وبالتالي كل منشورات التفاؤل ومنشورات (48 ساعة) وما شابه سابقة لأوانها».

ويشير خلال حديثه إلى أن وفدًا من «حماس» سيصل إلى القاهرة، وسيعقد لقاءات مع مسؤولي المخابرات المصرية بخصوص ما تم التوصل إليه مع المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين،" السبت والأحد" الماضيين.

ويدعو «الناصر» المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة إلى عدم رفع سقف التوقعات أو خفضه بخصوص النتائج التي سيسفر عنها «اجتماع القاهرة»، لأن «الرؤية بشأن استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة أو التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ستتضح يوم الأحد (الماضي)، خاصة في ظل تقديم تعديلات جديدة بعد فشل جولة مفاوضات 15 أغسطس».

من جهته، يرى مهدي الشاعر، من خان يونس، جنوبي قطاع غزة، أنه لا يمكن اختزال مشاعره بشأن الهدنة في التفاؤل أو التشاؤم خاصة «أمام شخصية انتهازية مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعود أن يهرب للأمام دون أن يدفع ثمن هزيمته، فيصدّر أزماته للخارج».

ويشير خلال حديثه إلى اتفاق الهدنة الثاني الذي رحبت به حماس ورفضته حكومة الاحتلال، في مايو الماضي، وتعثر «مفاوضات الدوحة» قبل 10 أيام.

الى ذلك، يشير المواطن الأربعيني إلى أن «هاليفي» هو الرجل الوحيد في دولة الكيان، الذي يُمكن أن «يقوم بانقلاب عسكري على نتنياهو»، مستدلًا بالتصريحات التي أدلت بها زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، سارة نتنياهو، قبل 3 أسابيع، وتفيد بأن «قادة جيش الاحتلال يريدون تنفيذ انقلاب عسكري على نتنياهو».

ويستنبط «فايد» من ذلك أن «المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعرف أنها ليست قادرة على الاستمرار في الحرب داخل قطاع غزة، وتوجه اللوم إلى نتنياهو على ذلك، كونه يريد أيضًا أن يهرب إلى الأمام على الساحة اللبنانية مع حزب الله».

ويتساءل: «هل يتحمل نتنياهو 2000 صاروخ يوميًا من حزب الله؟ هل يتحمل قوات الرضوان التي إذا دخلت الجليل ستحرره خلال 3 ساعات وتعمل 7 أكتوبر جديد؟».

متمسكون بالأمل

ويأمل فوزي النبهان، من مدينة غزة، في نجاح المفاوضات بشأن الهدنة، كي تعود غزة إلى سابق عهدها، وتنتهي المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، الذي قاسى ويلات القتل والتشريد والتدمير على مدار أكثر من 11 شهرًا.

يقول: «الأوضاع تسوء يوميًا، لذا فالمواطن الغزي يريد سريان اتفاق للهدنة، حتى يرجع إلى الحياة التي كان يعيشها قبل الحرب، وتؤول الأمور إلى الأفضل».

ويؤكد المواطن الفلسطيني الأربعيني ترحيب الشعب الفلسطيني كله بالهدنة: «لم يقل الشعب: لا نريد هدنة. كل الشعب بده هدنة. إن شاء الله خير».

ويعرب عن تفاؤله بشأن جولة المفاوضات الجارية بين حماس والاحتلال، برعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر: «ربنا يجيب الفرج للجميع، وتصير صفقة، وتعود الناس إلى ديارها وبيوتها وأهلها، ويتم تحرير الأسرى الفلسطينيين، وكل الناس المضرورين يروحوا لبيوتهم».

ويتطلع محمد النجار إلى انتهاء المفاوضات في الاتجاه الذي يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني: «إن شاء الله تنحل الأمور عما قريب. في رد إيجابي وفي أخذ وعطاء. إذن كما يقولون: الحبل على الجرار»، في إشارة منه إلى رغبة حماس في الاستمرار في المفاوضات رغم الظروف والعقبات التي تلقي بها حكومة الاحتلال في سبيل تعثرها.

متشائمون

ويعبّر جابر حمودة، من مخيم جباليا، عن تشاؤمه بشأن الصفقة الأمريكية: «نحن وجدنا على أرض عشنا فيها معارك كثيرة، وتلك المعارك لم تطبق فيها أي شروط. الأرض التي خلقت للسلام لن يوجد فيها سلام أبدًا، لذلك لن أحلم بالأمل، في أي لحظة، في هذه البلد التي فقدنا فيها كل مقومات الصمود والثبات والتحدي».

وعن سر نظرته المتشائمة تجاه مفاوضات وقف إطلاق النار، يوضح المواطن الثلاثيني: « البلد أرهقتنا من كثرة الحروب التي عشناها، من كثرة من فقدناهم من أحباب وأصدقاء، من كثرة الغلب والشؤم، من كثرة اليأس، من كثرة النزوح، من كثرة بكاء الرجال والنساء أثناء نزوحهم عدة مرات في هذه البلاد، التي خلقت للحروب، ولم تُخلق للسلام. كم من مرة تكلموا على الهدنة ولم تُطبق؟! كم من مرة تمت صناعة الأمل لنا، ثم سرقوه منّا».

واتفق معه عرابي صالح، الذي لا يرى أيضًا أملًا في التوصل إلى اتفاق تهدئة: «كل مرة يقولون: هدنة. وتنتهي الأمور إلى لا شيء. هذا لا يصح. تجري الأحاديث عن الهدنة منذ أكثر من 9 أشهر، وما الذي حدث؟ هدنة ناجحة، تلتها أخرى فاشلة، ثم هدنة ثالثة فاشلة. هذه الحرب تحتاج إلى معجزة إلهية كي تنتهي».

ويتساءل المسن الفلسطيني بنبرة متهكمة خلال حديثه: «ما الذي يريده الاحتلال وأمريكا؟! الوضع تحت الصفر، الناس متعبة أكثر من اللازم، هذا هُدمت داره، وهذا داره محروقة، وشهداء تحت الأنقاض. كيف يريد العالم سريان اتفاق الهدنة؟ كيف يا جماعة؟ الشعب الفلسطيني جرحه غائر».

لا تفاؤل ولا تشاؤم

من جهته دعا المحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحيلة، إلى عدم التفاؤل أو التشاؤم، وانتظار ما سيسفر عنه «اجتماع القاهرة»، خاصة في ظل وجود تعديلات جديدة أملتها حكومة الاحتلال على «صفقة بايدن»، قد تلقى معارضة من الحكومة المصرية وحركة حماس، أبرزها عدم انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، وإلغاء شرط الانسحاب الجزئي من قطاع غزة، مع وجود فواصل زمنية بين مراحل الهدنة الثلاث، وهو ما قد يفتح الباب أمام الحرب مجددًا بعد المرحلة الأولى من الهدنة.

ويوضح أن حكومة الاحتلال تريد أن تستثني من التفاوض مسار الإغاثة وإعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وهو أمر مرفوض من قبل حركة حماس، التي ترى أن قبولها لإملاءات الاحتلال يعني «بالضرورة اعترافها بهزيمة ساحقة للمقاومة».

ويضيف: أن مصر أيضًا سترفض استمرار وجود جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح.

لكن «الحيلة» عاد وأكد ضرورة التمسك بصفقة بايدن الأصلية دون الإملاءات الإسرائيلية، والتي تنص على انسحاب جزئي يعقبه انسحاب كلي لجيش الاحتلال من قطاع غزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی محور فیلادلفیا حکومة الاحتلال إلى اتفاق قطاع غزة من کثرة أکثر من

إقرأ أيضاً:

قطاع الموانئ في الحديدة .. أضرار وخسائر جراء العدوان الأمريكي – الإسرائيلي:الأمم المتحدة تحذر من تداعيات استهداف موانئ الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن

تعرض قطاع الموانئ في الحديدة لأضرار كارثية خلال العدوان الأمريكي الإسرائيلي على مدى 11 شهرا، وهو ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية ومصادر رزق آلاف العاملين فيه.

وفي الأيام الأولى للعدوان وبالتحديد في العشرين من يوليو العام الماضي، استهدف طيران العدو الصهيوني بشكل ممنهج الكرينات الجسرية ومنشأة النفط بميناء الحديدة، مما أدى إلى تدمير أربعة منها و9 خزانات نفطية.

وفي التاسع والعشرين من سبتمبر 2024م جرى استهداف محطة الكهرباء بميناء الحديدة، وفي التاسع عشر من ديسمبر استهدف الطيران الإسرائيلي 6 منشآت بحرية، تمثلت في المنشآت القاطرة للسفن “ابوعلي” في ميناء الصليف و”21 سبتمبر” في ميناء رأس عيسى النفطي و”الطير والفا 1 وحجة” والكرين العائم، فيما تم استهداف لنش رأس عيسى في السادس والعشرين من ديسمبر.

ونفذ طيران العدو الصهيوني سلسلة من الغارات الجوية على موانئ البحر الأحمر وبعدد 68 غارة جوية على مدى “يناير – مايو” من العام الجاري 2025م، كان اعنفها وأكثرها دموية استهداف طيران العدو الأمريكي مواقع تفريغ المشتقات النفطية في رأس عيسى النفطي راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد وجريح، وتدمير العدو الإسرائيلي الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، في ميناء الحديدة.

الثورة / أحمد كنفاني

يأتي ذلك الاستهداف الممنهج لموانئ الحديدة لإيقاف العملية التشغيلية والضغط على الموقف اليمني المساند لفلسطين.

ولم يقتصر الضرر على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتد ليشمل البيئة البحرية، حيث تسبب استهداف أنابيب ومنصات التعبئة وتسرب الوقود إلى البحر بتلويث المياه، مما أثر على الحياة البحرية وأدى إلى تقليل أعداد الأسماك في المنطقة، ناهيك عن حدوث أزمة وقود بالمحافظات دامت لأيام وأدت إلى توقف الحركة وتفاقم معاناة المواطنين.

” أرقام رسمية”

أوضحت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية- في بيان صادر عنها في مؤتمر صحفي عقد بميناء الحديدة الأحد الماضي بحضور وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي ووكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية والمغتربين السفير إسماعيل محمد المتوكل، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد أحمد الوشلي، ووفد أممي مشترك برئاسة مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ماريا روزاريا برونو، وعدد من ممثلي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة- أوضحت أن حجم الأضرار التي لحقت بموانئ “الحديدة والصليف ورأس عيسى”، جراء سلسلة غارات طيران العدوان الصهيوني، الأمريكي منذ يوليو 2024 حتى مايو 2025 تجاوز ملياراً و387 مليون دولار، منها أكثر من 531 مليون دولار أضرار مباشرة، و856 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات.

وأكدت المؤسسة أن الاعتداءات طالت البنية التحتية والمنشآت التشغيلية للموانئ المدنية، وتسببت في تدمير 6 من الأرصفة ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما في ذلك الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية.

وأشارت إلى أن العدوان الأمريكي الإسرائيلي تعمد استهداف موانئ مؤسسة البحر الأحمر اليمنية لمعرفته بأهميتها وارتباطها بحياة الشعب اليمني ومنها ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يوفر الدواء والغذاء للشعب اليمني، وأيضا ميناء رأس عيسى النفطي الذي يوفر المشتقات النفطية لمختلف المحافظات.

ولفتت المؤسسة إلى أن هذا الاعتداء الإرهابي يمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن تدمير المطارات والموانئ لا يهدف سوى لتعميق المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، ويكشف الوجه الحقيقي لواشنطن وتل أبيب كراعيتين للإرهاب العالمي.

واعتبرت أن تكرار سيناريو هذا العدوان محاولة مكشوفة لثني الشعب اليمني عن مواقفه المبدئية والثابتة في دعم القضية الفلسطينية ونصرة أبناء غزة في وجه العدوان الصهيوني.. داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف العدوان ومحاسبة المعتدين.

وجددت المؤسسة التأكيد على أن اليمن سيظل صامداً، ولن تنل هذه الاعتداءات من عزيمة شعبه وإصراره على مواصلة موقفه المشرف في مواجهة الهيمنة والاستكبار العالمي.

وطالبت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بإدانة هذا الاستهداف لمطار صنعاء والعمل على حماية المنشآت المدنية.

كما طالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية بتوثيق هذه الجرائم، وفضحها أمام العالم، والضغط لرفع الحصار الجائر عن اليمن.. مؤكدة أن استهداف المرافق المدنية هو امتداد لسجل طويل من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها أمريكا وإسرائيل بحق الشعوب الحرة.

“إدانات دولية”

حذّر تقرير أممي من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، بعد العدوان الأمريكي الإسرائيلي الذي استهدف موانئ الحديدة.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن وضع الأمن الغذائي في اليمن لا يزال حرجاً، مع ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من صعوبة في تأمين حاجتها من الغذاء.

ولفت إلى أن الغارات الجوية التي استهدفت موانئ الحديدة في أبريل ومايو العام الجاري، تسببت بأضرار جسيمة في البنية التحتية للموانئ. وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي نتيجة انخفاض القدرة على استقبال البضائع الإنسانية والتجارية.

وأضاف: “رغم التحسن المؤقت الذي طرأ خلال شهر مارس بسبب شهر رمضان، فإن وضع الأمن الغذائي في اليمن يظل حرجاً، مع تدهور كبير شهدناه خلال العام الماضي”.

وأكد أن أحدث بيانات رصد الأمن الغذائي التي أصدرها برنامج الأغذية العالمي، تظهر أن 57% من الأسر التي شملها الاستطلاع لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية.

وأشار إلى أن معدل انتشار الاستهلاك غير الكافي للغذاء كان أعلى بنسبة 25% في مارس الماضي، كما ارتفعت مستويات الحرمان الغذائي الشديد (سوء استهلاك الغذاء) بنسبة 12% على أساس سنوي.

من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ استهداف الجيش الأمريكي والإسرائيلي لميناءي الحديدة ورأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن، وما خلّفه من مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم مسعفون، تُعدّ جرائم حرب بموجب القانون الدولي، مؤكدًا ضرورة فتح تحقيق مستقل ومحاسبة الجهات المسؤولة، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الهجمات التي تهدّد حياة المدنيين وتقوّض الحماية القانونية المكفولة لهم في سياق النزاعات المسلحة.

وأكد أن الادعاءات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تبرر استهداف منشآت مدنية حيوية وتدميرها بالكامل، والتسبّب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وأشار إلى أنّ بيان “سنتكوم” يعكس استخفافًا أمريكيًا إسرائيليا صارخًا بالقانون الدولي الإنساني.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ طبيعة المواقع المستهدفة، إلى جانب الخسائر البشرية الجسيمة الناتجة عن الهجوم، تثير شبهات خطيرة بوقوع جريمة حرب وفقًا لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، والقواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني، حيث تشدد هذه المواثيق الدولية على الحظر المطلق لاستهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، وضرورة اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحمايتهم وتحييدهم عن الأعمال العدائية، وتقليل الأضرار التي قد تلحق بهم إلى الحد الأدنى، حتى في حال وجود أهداف عسكرية مشروعة.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ اللجوء إلى القوة العسكرية في هذا السياق يُمثّل انتهاكًا جوهريًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الآمرة في القانون الدولي، إذ تحظر المادة (2/4) من الميثاق استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، باستثناء حالتين حصريتين: الدفاع الشرعي عن النفس وفقًا للمادة (51)، شريطة وجود هجوم مسلح مباشر ووشيك، وأن يتم استخدام القوة في حدود الضرورة والتناسب، أو صدور تفويض صريح من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع لاتخاذ تدابير عسكرية لحفظ السلم والأمن الدوليين.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل عمليتها العسكرية النوعية في قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: قضيتنا تُحل بإنهاء الاحتلال
  • «حشد»: العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يعكس أقصى درجات الاستهتار بأرواح المدنيين
  • وزير المالية الإسرائيلي: أرفض تنفيذ صفقة مع حماس
  • تصعيد سياسي.. المعارضة الإسرائيلية تسعى لحل الكنيست رغم مفاوضات الهدنة
  • قطاع الموانئ في الحديدة .. أضرار وخسائر جراء العدوان الأمريكي – الإسرائيلي:الأمم المتحدة تحذر من تداعيات استهداف موانئ الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء عدة أحياء في شمال غزة
  • «إرهاب دولة منظم».. الوطني الفلسطيني يدين اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على السفينة «مادلين»
  • “الوطني” الفلسطيني: اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على سفينة “مادلين” إرهاب دولة منظم
  • حماس تدعو الأمم المتحدة للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني