السودان: تحذير جديد يتوقع هطول أمطار غزيرة في عدة ولايات
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
بحسب وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية في السودان من المحتمل حدوث سيول وسيول مفاجئة نتيجة لهذه الأحوال الجوية المتطرفة.
الخرطوم: التغيير
أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في السودان السبت، تحذيراً بشأن توقعات بهطول أمطار غزيرة جداً مصحوبة برياح قوية وعواصف رعدية في عدة مناطق من البلاد.
وتشمل بحسب التحذير “وسط ولاية البحر الأحمر، شرق ولاية النيل الأزرق، ولاية غرب كردفان، شمال ولاية جنوب دارفور، ولایتي شرق ووسط دارفور، بالإضافة إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية من ولاية شمال دارفور”.
وأشارت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة إلى احتمال حدوث سيول وسيول مفاجئة نتيجة لهذه الأحوال الجوية المتطرفة.
ويأتي هذا التحذير في وقت يواجه السودان تحديات بيئية وإنسانية متعددة، وتُعَدُّ الفيضانات والسيول السنوية ظاهرة متكررة في السودان، غالباً ما تتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، تعرض السودان في السنوات الأخيرة لفيضانات مدمرة أثرت على ملايين السكان، حيث تسببت في تشريد الآلاف وتدمير البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المنازل والطرق والمدارس والمرافق الصحية.
وفي ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد، تُفاقم هذه الكوارث الطبيعية من الوضع الإنساني المتدهور.
وتزيد التغيرات المناخية العالمية من حدة هذه الظواهر، حيث يشير الخبراء إلى أن المناطق التي كانت تشهد معدلات أمطار معتدلة في السابق أصبحت الآن تواجه خطر الفيضانات الكارثية.
مع توقعات باستمرار هذه الظواهر الجوية القاسية، تسعى السلطات السودانية، بالتعاون مع المنظمات الدولية، إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتحسين خطط الاستجابة الطارئة، لكن التحديات المتزايدة تُلقي بظلالها على فعالية هذه الجهود.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية التوعية المجتمعية والاستعدادات المسبقة لمواجهة تأثيرات هذه الأمطار الغزيرة والسيول المحتملة، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية ونقص الموارد اللازمة لتخفيف حدة الكوارث في السودان.
الوسومالسيول والأمطار في السودان السيول والفيضانات بالسودان توقعات الطقس طقس السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السيول والأمطار في السودان توقعات الطقس طقس السودان فی السودان
إقرأ أيضاً:
غوغل تقرّ بفشل نظام الإنذار المبكر خلال زلزال تركيا المدمر
أقرت شركة غوغل بفشل نظامها للإنذار المبكر بالزلازل في إطلاق التنبيهات المناسبة خلال الزلزال الكارثي الذي ضرب جنوب شرق تركيا فجر السادس من شباط/فبراير 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 55 ألف شخص وإصابة ما يزيد عن 100 ألف آخرين.
ورغم أن النظام المعروف باسم "تحذيرات زلازل أندرويد" (Android Earthquake Alerts - AEA) كان مفعلا ويعمل في تركيا لحظة وقوع الزلزال، إلا أنه أخفق في تقييم قوة الهزة الأولى التي بلغت شدتها 7.8 درجة على مقياس ريختر، مقدرا إياها بشكل خاطئ بين 4.5 و4.9 درجة فقط، وهو ما أدى إلى عدم إرسال تنبيهات الإنقاذ العاجلة "Take Action" سوى إلى 469 مستخدما فقط من أصل أكثر من 10 ملايين شخص كانوا داخل نطاق 158 كيلومترا من مركز الزلزال، وكان بإمكانهم تلقي إنذار مبكر يصل إلى 35 ثانية.
وبحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي" عن غوغل، فإن نصف مليون مستخدم فقط تلقوا تحذيرات من المستوى الأدنى "كن على علم" (Be Aware)، وهو تنبيه لا يصدر إنذارا صوتيا ولا يتجاوز إعدادات "عدم الإزعاج"، بعكس تنبيه "Take Action" الذي يطلق إنذارا عاليا ويغطي الشاشة بالكامل لإجبار المستخدم على اتخاذ إجراء فوري.
نظام كان يمكنه إنقاذ الآلاف.. لكنه فشل
يُذكر أن أجهزة أندرويد تشكل أكثر من 70% من الهواتف المحمولة في تركيا، ما كان يمنح غوغل فرصة هائلة لإنقاذ الأرواح، خاصة وأن الزلزال وقع عند الساعة 04:17 فجرًا، بينما كان معظم السكان نائمين داخل منازلهم التي انهارت فوقهم.
وبعد أشهر من التحقيق، نشر فريق من باحثي غوغل دراسة علمية في مجلة ساينس اعترف فيها بوجود "قصور في خوارزميات الكشف"، مؤكدين أن النظام أخطأ في تقدير شدة الزلزال، ما أدى إلى إرسال تحذيرات لا تتناسب مع حجم الكارثة.
وعند إعادة محاكاة الزلزال بعد تعديل الخوارزمية، أصدر النظام تحذيرات "Take Action" إلى 10 ملايين شخص، وتنبيهات "Be Aware" إلى 67 مليونًا آخرين، ما يكشف عن حجم الخلل التقني الذي وقع في اللحظة الحرجة.
تأخر في الشفافية... وانتقادات علمية
الاعتراف المتأخر من غوغل أثار انتقادات واسعة من جانب عدد من الخبراء. وقالت البروفسورة إليزابيث ريدي، المتخصصة في نظم الإنذار الزلزالي بجامعة كولورادو: "أشعر بإحباط شديد لأن الأمر استغرق أكثر من عامين. لم تكن كارثة صغيرة... الناس ماتوا، وكان يفترض بالنظام أن ينقذهم".
بدوره، أكد هارولد توبين، مدير شبكة الزلازل في شمال غرب المحيط الهادئ، أن غياب الشفافية بشأن أداء النظام أمر مقلق، وقال: "السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل تعتقد بعض الدول أن غوغل ستتكفل بالأمر، وبالتالي لا حاجة لتطوير أنظمة إنذار وطنية؟".
ورغم أن غوغل تشدد على أن AEA مجرد نظام "مكمل" وليس بديلاً للأنظمة الوطنية، إلا أن كثيرًا من البلدان التي تفتقر لبنية تحتية متقدمة تعتمد على هذا النظام بشكل أساسي، ما يضع مسؤولية أكبر على الشركة في ضمان دقة وفعالية أدائها.
آلية العمل.. وما الخطأ الذي وقع؟
يعتمد نظام غوغل على ملايين الهواتف العاملة بنظام أندرويد لرصد الهزات الأرضية عبر المستشعرات الدقيقة داخل الأجهزة. وبسبب بطء حركة الموجات الزلزالية مقارنة بسرعة إشارات الإنترنت، يمكن للتنبيه أن يصل قبل وقوع الهزة في بعض المناطق، مما يمنح المستخدمين ثوانٍ ثمينة للبحث عن مأوى أو الاحتماء.
لكن الخطأ الكبير في زلزال تركيا حدث لأن الخوارزمية أخفقت في تحديد شدة الزلزال بدقة، ما أدى إلى إطلاق تحذيرات لا تثير الانتباه أو لا تصل أصلاً، خصوصًا لمن كانوا نائمين، كما لم يتلقَ أي من الأشخاص الذين قابلتهم بي بي سي من مناطق الكارثة تحذيرًا من النوع الأشد قبل وقوع الزلزال، رغم وجود النظام على هواتفهم.
أما في الزلزال الثاني الذي ضرب تركيا في اليوم ذاته، فقد أرسل النظام تحذيرات "Take Action" إلى 8,158 هاتفًا، وتنبيهات "Be Aware" إلى نحو 4 ملايين مستخدم، لكنه بقي دون المستوى المطلوب بالنظر إلى حجم الكارثة.
وتقول غوغل إنها حسّنت الخوارزمية بعد الزلزال التركي، وأعادت محاكاة الزلازل لتحسين استجابتها المستقبلية. وتؤكد الشركة أن كل زلزال يوفر فرصة لفهم نقاط الضعف وتطوير الأداء، معتبرة أن التعامل مع الزلازل الكبرى هو "أكبر تحدٍّ" لأنظمة التنبيه المبكر.