نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذه العملية تهدف إلى توسيع المستوطنات؛ وهو ما قد يؤدي إلى إشعال انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة، ما يؤثر على الحرب الإسرائيلية في غزة.

وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "الجيش الإسرائيلي شن الأربعاء الماضي ما وُصف بأنه أكبر عملية عسكرية، منذ الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية الكبرى في الضفة الغربية سنة 2002".



وقد استهدف الهجوم الإسرائيلي مدن شمال الضفة الغربية وبالأخص مخيمات اللاجئين، وركزت العملية الإسرائيلية حتى الآن بشكل كبير على مخيمات اللاجئين المحيطة بجنين وطولكرم.

ومع استمرار الاحتلال في حشد المزيد من الجنود واقتحام المزيد من المناطق الفلسطينية، ومحاصرة المستشفيات الرئيسية في المنطقة، ومنعها نقل الشهداء والجرحى إلى المراكز الطبية؛ فإن الوضع سيصبح أكثر كارثية.

ما هو سياق القصة؟
وأفاد الموقع بأن الكنيست الإسرائيلي صوّت في أذار/ مارس 2023 على إلغاء ما يسمى بخطة فك الارتباط لسنة 2005، والتي سمحت لإسرائيل بإعادة نشر قواتها خارج غزة، وتفكيك ثلاث مستوطنات في شمال الضفة الغربية.

لم تغير خطة فك الارتباط من وضع غزة كأرض محتلة بموجب القانون الدولي، ولم تغير فعليًا العلاقة بين إسرائيل وأي جزء من الضفة الغربية.

ومع ذلك، فقد شجعت الحرب على غزة الأصوات داخل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف، والتي طالبت بالعودة إلى الاحتلال العسكري لغزة وتسريع البناء الاستيطاني غير القانوني في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك المنطقة الشمالية.



ويُعتقد أن العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية تندرج في إطار جهود الحكومة الإسرائيلية لترسيخ احتلالها والتطهير العرقي لمعظم السكان الفلسطينيين في تلك المنطقة، كمقدمة ضرورية لتوسيع المستوطنات القائمة أو بناء مستوطنات جديدة.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للسلطة الفلسطينية؟
وأوضح الموقع أن اتفاقات أوسلو قسمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق؛ المنطقة (أ) و(ب) و(ج).

وكان من المفترض أن تكون المنطقة (أ) منطقة حكم ذاتي فلسطينية، تحكمها السلطة الفلسطينية، أما المنطقة (ب) فقد حُدِّدت كمنطقة يحكمها الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية معًا، في حين بقيت المنطقة (ج) - أي 60 بالمائة من مساحة الضفة الغربية - تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

غير أن إسرائيل لم تعد تعترف بهذه التقسيمات. فقد قامت إسرائيل في سنة 2002 بعمليات عسكرية كبيرة ودموية استهدفت الفلسطينيين في جميع مناطق الضفة الغربية، بما في ذلك المنطقة (أ).

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عملت إسرائيل في جميع هذه المناطق دون توقف، ما جعل "سلطة" السلطة الفلسطينية عديمة الفائدة تمامًا.

ومع ذلك، واصلت السلطة الفلسطينية التعاون مع إسرائيل في إطار ما يسمى بالتنسيق الأمني، الأمر الذي يجعل قوات الأمن الفلسطينية مشاركةً بشكل مباشر في الحملة الإسرائيلية العنيفة المستمرة ضد المقاومة الفلسطينية.

هل ستنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها؟
وأشار الموقع إلى أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، رفض نتنياهو ووزراؤه المتطرفون التسليم بأن هزيمة غزة عسكريًا ليست خيارًا مطروحًا.

وبدلاً من الإصغاء إلى توصيات جيشهم بإنهاء الحرب من خلال وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، حرص القادة السياسيون الإسرائيليون على تأجيج نيران الحرب في أماكن أخرى.

من الواضح أن إسرائيل لا تستطيع هزيمة حزب الله اللبناني عسكرياً، ومن المؤكد أنها لن تكون قادرة على هزيمة إيران دون دعم عسكري أمريكي. ولكن بما أن احتمالات نشوب حرب إقليمية لا تزال غير واضحة، فقد قررت إسرائيل ملاحقة ما تعتبره "البطن الرخوة" للمقاومة الفلسطينية أي الضفة الغربية.



ورغم أن المقاومة في الضفة الغربية معزولة إلى حد كبير بسبب الضغوطات المشتركة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اليهود العنيفون والسلطة الفلسطينية؛ فإن شن إسرائيل لحملات عسكرية مميتة ضد المقاومة تخاطر بإشعال انتفاضة فلسطينية قد تزعزع استقرار الضفة الغربية بأكملها.

وإذا ما حدث ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادرًا على مواصلة حربه على غزة بنفس الدرجة من الشدة؛ حيث سيضطر إلى إرسال عشرات الآلاف من الجنود لإخماد انتفاضة الضفة الغربية.

وسيثبت المجتمع الدولي فشله مرة أخرى في الضغط على إسرائيل لإنهاء تصعيدها العسكري في الضفة الغربية. فقد فشل المجتمع الدولي حتى الآن حتى في الضغط على إسرائيل لتوفير الغذاء للفلسطينيين الجائعين في غزة.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
وذكر الموقع أن نتنياهو تعهد في بداية الحرب على غزة بتدمير المقاومة فيها بالكامل، وقد فشل في ذلك.

ولكن بدلًا من أن ينزل نتنياهو من الشجرة، حاول القفز من شجرة إلى أخرى، فتارة يعد بدفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتارة أخرى يعد بهزيمة إيران، وهكذا دواليك.

والأرجح أنه سيفشل في الضفة الغربية، لأنه لا يمكن النظر إلى أفعاله في الضفة الغربية بمعزل عن المتغيرات الأخرى، أو جبهات الحرب في أماكن أخرى.

ولضمان فشل نتنياهو، سيتعين على الفلسطينيين حل ثنائيتهم طويلة الأمد، في العمل تحت "قيادة" تتعاون علنًا مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل سحق الفلسطينيين دون عقاب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال الضفة فلسطينية الاستيطاني فلسطين الاحتلال الاستيطان الضفة حرب الابادة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال الضفة الغربیة الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة إسرائیل فی على غزة

إقرأ أيضاً:

خطة تصعيد إسرائيلية شاملة في الضفة.. وسموتريتش يلوّح برد «قاسٍ» على أوروبا

أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، عن خطة تصعيدية شاملة في الضفة الغربية، ستُفعّل في حال واصلت دول أوروبية، وعلى رأسها فرنسا، تحركاتها الدبلوماسية نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة قد تعمق الانقسام الدولي بشأن الملف الفلسطيني وتفتح الباب أمام تصعيد ميداني واسع.

وقال سموتريتش، في تصريحات نشرت على صفحته الرسمية في موقع “إكس”، إن الخطة الإسرائيلية تشمل ثلاث محاور رئيسية: فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المناطق المصنفة “ج” بالضفة الغربية، تهجير سكان تجمع الخان الأحمر البدوي شرق القدس، وتعطيل المنظومة المصرفية الفلسطينية، معتبراً أن هذه الإجراءات ستكون “رداً مناسباً على أي خطوات أحادية الجانب تتخذها أوروبا”.

وكشف الوزير الإسرائيلي عن مصادقة حكومية حديثة على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة، بينها اثنتان في شمالها سبق إخلاؤهما في إطار خطة “فك الارتباط” عام 2005، إضافة إلى إطلاق مشاريع بناء لنحو ألف وحدة سكنية جديدة للمستوطنين، في مؤشر على تسارع وتيرة النشاط الاستيطاني المدعوم رسمياً.

وفي رسالة موجهة إلى إدارة الاستيطان التابعة لوزارة الدفاع، شدد سموتريتش على ضرورة “إعداد خطة تشغيلية فورية لتطبيق السيادة الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن الحكومة “لن تتراجع حتى تصبح المناطق المستهدفة جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل”.

وجاءت هذه التصريحات عقب اجتماع طارئ للحكومة الإسرائيلية خُصص لمناقشة المواقف الأوروبية المتصاعدة الداعمة للاعتراف بدولة فلسطين، وهي خطوة اعتبرتها تل أبيب بمثابة “فرض لحل من طرف واحد”، بينما حذر سموتريتش من أن “إسرائيل لن تبقى مكتوفة الأيدي”.

وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الضفة الغربية محور الصراع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تخضع مناطق شاسعة منها للسيطرة العسكرية الإسرائيلية منذ عام 1967، فيما تُعتبر المستوطنات المقامة عليها “غير شرعية” بموجب القانون الدولي، وفق ما أكدته محكمة العدل الدولية في قرار صادر في يوليو 2024.

ويخشى مراقبون من أن تنفيذ هذه الخطة سيفجّر موجة جديدة من التوترات الميدانية، ويقوض أي جهود دبلوماسية لإحياء عملية السلام، وسط تحذيرات أممية وأوروبية من تداعيات أي تحرك أحادي الجانب في هذه المرحلة الحساسة.

مقالات مشابهة

  • لإنهاء المقاومة.. الاحتلال ينقل نموذج تدمير رفح لشمال الضفة الغربية
  • اعتقالات واقتحامات وسرقة ممتلكات.. الضفة الغربية تحت نيران الاحتلال
  • الضفة الغربية.. استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في الخليل
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب الضفة الغربية
  • الاحتلال يهدم عشرات المنازل بالضفة ويجبر 25 ألف فلسطيني على ترك منازلهم
  • خلال 48 ساعة .. 14 عملا مقاوما ضد العدو الإسرائيلي في الضفة
  • باحث سياسي فلسطيني: إسرائيل تسعى للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة منذ 2017
  • الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر جديدة في غزة.. أكثر من 35 شهيدا منذ فجر أول أيام عيد الأضحى
  • خطة تصعيد إسرائيلية شاملة في الضفة.. وسموتريتش يلوّح برد «قاسٍ» على أوروبا
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا لسكان شمال غزة قبل هجوم محتمل