في ظل ازدياد الطلب العالمي على منتجات الكاكاو، والمتغيرات المناخية التي تضرب الغابات الاستوائية مصدر حبوب الكاكاو، لجأت شركة أمريكية إلى زراعة الكاكاو في المختبرات بدلاً من الغابات.

كشفت شركة “كاليفورنيا كالتشرد” المتخصصة في زراعة الخلايا النباتية، أنها بدأت بزراعة الكاكاو من مزارعها الخاصة غرب مدينة ساكرامنتو، آملة أن تصبح جاهزة للبيع منتصف العام المقبل.

شرح الرئيس التنفيذي للشركة آلان بيرلستين طريقة زراعة حبوب الكاكاو داخل مختبراته، مشيراً إلى أنها تبدأ باستخراج خلايا حبوب الكاكاو الأصلية، ثم وضعها في وعاء مائي مُحلّى بالسكر حتى تتكاثر بسرعة.
وأوضح في تصريح نقلته صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن عملية نضج الخلايا لا تستغرق أكثر من أسبوع، فيما حصاد الكاكاو الطبيعي يحتاج إلى ما بين 6 إلى 8 أشهر، وعمل شاق لا تتطلبه الطريقة الحديثة.

نفس الطعم وفوائد أكثر

اعتبر بيرلشتاين أن هذه الطريقة لا مثيل لها لتغطية الطلب المتزايد على الشوكولا، والذي لم تعد أشجار الكاكاو المتواجدة جنوب خط الاستواء في المناطق ذات الطقس الدافئ والأمطار الغزيرة، قادرة على تلبيته.
وتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تجفيف الأرض نتيجة الحرارة الإضافية، لذلك ابتكر علماء الشركة هذه الطريقة، التي توفر بديلاً مهماً للشوكولا يحمل نفس الطعم وفوائد أكثر، إضافة إلى مرونة أكبر في تلبية طلبات السوق العالمي.

قدرة كبيرة على دعم السوق

وأشارت المديرة التنفيذية للشركة كارلا دي مارتن إلى العديد من رواد الأعمال يراهنون على نمو الطلب بشكل أسرع من نمو المتوفر من الكاكاو، ما وضع الشركات المنتجة في حيرة من أمرها للبحث عن مصدر يتدفق.
وأوضحت أن البدائل المصنوعة من الشوفان أو نبات الخروب المحمص أثبتت فشلها، لأنها لم تتمكن من الوصول إلى نكهة الشوكولا، ما أدى إلى ارتفاع سعر منتجات الكاكاو عالمياً خلال العام الماضي.
وأمام كل هذه المعضلات، ونتيجة عدم الاستقرار المحتمل لمنتجات الشوكولا عالمياً، جاء ابتكار “كاليفورنيا كالتشرد” لبديل الكاكاو، ليوفر القدرة على تغطية الطلب المتزايد على الشوكولا في الولايات المتحدة، أوروبا والعالم.

تجارب ناجحة وأخرى فاشلة

يأتي التوجه لإنتاج الكاكاو داخل الولايات المتحدة بعدما نجحت الشركة بالفعل في زراعة منتجات أخرى داخل المختبرات، ومنها “لحم الدجاج”.
كما يأتي بالتزامن مع امتلاء رفوف المتاجر الكبرى بخيارات من الوجبات الخفيفة التي يُقال إنها بديلة للشوكولا، لكنها تتعرض لانتقادات كبيرة بسبب عدم تشابه الطعم.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

كانابا ملحمة هندية على الطريقة الهوليودية

أطلقت سينما التيلوغو الهندية مؤخرا ملحمة سينمائية جديدة بعنوان "كانابا" (Kannappa)، وهو أحد أكثر الأعمال ضخامة من حيث التكلفة هذا العام، إذ بلغت ميزانيته نحو 24 مليون دولار أميركي. ومع بدء عرضه في دور السينما، يُحقق الفيلم إيرادات متصاعدة في شباك التذاكر على مستوى الهند، مما يشير إلى اقترابه من استرداد تكلفته الإنتاجية، خاصةً مع توزيعه بلغات متعددة، أبرزها التيلوغوية التي سجلت أعلى نسب المشاهدة، إلى جانب الهندية العامية، والتاميلية، والمالايالامية، والكانادا.

ويُعد "كانابا" نقطة تحول بارزة في مسيرة بطله وكاتبه فيشنو مانشو، الذي يتقاسم البطولة مع نخبة من النجوم أبرزهم براغيا جايسوال وموهان بابو، تحت إدارة المخرج موكيش كومار سينغ.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"الشاطر" فيلم أكشن مصري بهوية أميركيةlist 2 of 2"قصة حب أميركية".. الوجه الرومانسي لعائلة كينيدي يعود للواجهةend of list

نستعرض فيما يلي أهم الجوانب الفنية التي لعبت دورًا محوريًا في تحقيق الفيلم لهذا الصدى الجماهيري الكبير

استلهام عميق للثقافة الهندية

في وقت يتجنب فيه بعض صُنّاع السينما الهندية التعمق في الثقافة المحلية عند تقديم الأعمال الملحمية، اختار فيشنو مانشو أن ينغمس في قلب التراث الهندوسي، من خلال سرد الرحلة الروحية للصياد القبلي ثينادو (ماتشو)، الذي يتوه في إحدى الغابات ليعيش تجربة تحول داخلي عميقة، تقوده إلى تقديم تضحيات استثنائية، أبرزها إقدامه على التضحية بإحدى عينيه كقربان روحي.

هذا التمسك بالموروث الشعبي والثقافي منح الفيلم جاذبية خاصة، واستقطب جمهورا متنوعا من خلفيات وثقافات هندية مختلفة. ومع ذلك، لم يخلُ العمل من الجدل، إذ أثارت بعض المشاهد حفيظة جماعات دينية، أبرزها طائفة البراهمة، التي لوّحت باتخاذ إجراءات لمنع عرض الفيلم عقب صدور ملصقه الدعائي في يونيو/حزيران، بسبب ظهور الممثل الكوميدي سابتاكيري بملابس القساوسة.

ورغم الجدل، شدّد مانشو على أن نية فريق العمل لم تكن الإساءة أو السخرية، مؤكدًا أنهم استعانوا بكهنة كمستشارين أثناء كتابة السيناريو وتصوير المشاهد لضمان احترام الرموز الدينية.

إعلان

وكذلك لم تسلم النسخة الهندية من الانتقادات، حيث وُصفت بعض المشاهد بأنها مهينة لثقافات بعينها، مما أثار جدلا واسعًا في بعض الأوساط الثقافية والدينية.

ضيوف شرف من الصف الأول يزيدون الحماس

من أبرز العوامل التي رفعت منسوب الحماسة الجماهيرية لفيلم "كانابا" هو ظهور عدد من نجوم الصف الأول كضيوف شرف، بأسلوب يُحاكي ما تقدّمه أفلام مارفل من مفاجآت مدروسة لجذب الجمهور. وكان أبرز هؤلاء النجم برابهاس، أحد أعمدة سينما التيلوغو، الذي أطلّ بدور "ردورا" خلال النصف ساعة الأخيرة من الفيلم، في ظهور مفاجئ قوبل بتصفيق حار وتفاعل واسع داخل قاعات العرض.

وقدّم برابهاس أداءً لافتًا أضفى زخمًا على الحبكة، خاصة بعد وتيرة بطيئة هيمنت على الفصل الأول من الفيلم، مما ساعد في إنقاذ العمل دراميًا، وأسهم في تصدّره لمحركات البحث مثل "غوغل" وتداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل خلال الأسبوع الأول من طرحه.

اللافت أن برابهاس لم يتقاضَ أجرًا عن مشاركته، تعبيرًا عن دعمه للفريق، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه النجم موهانلال، الذي جسّد شخصية "كيراتا"، في خطوة لاقت إشادة كبيرة من الجمهور والمراقبين.

وعلى الجانب الآخر، حصل النجم أكشاي كومار على أجر تجاوز مليون دولار أميركي لقاء ظهوره كضيف شرف في دور "شيفا"، والذي صوّره خلال 5 أيام فقط. وقد كان لظهوره وقع خاص، نظرا لكونه أول ظهور له في السينما الجنوبية، ما أضاف للفيلم بعدا جماهيريا أكبر ووسّع من قاعدة متابعيه على مستوى الهند.

محاولات إخراجية بطموح هوليودي

يخوض المخرج موكيش كومار سينغ أولى تجاربه في عالم السينما الملحمية من خلال "كانابا"، بعد سلسلة من النجاحات في أفلام الجنوب الهندي. وقد اتسمت هذه التجربة بطموح واضح لتقديم عمل بصري ضخم مستوحى من روح الإنتاجات الهوليودية، إلا أن هذا التوجه قوبل ببعض التحفظ، نظرا للإفراط في استخدام المؤثرات البصرية بطريقة وصفت أحيانا بـ"المزعجة"، لا سيما في النصف الأول من الفيلم الذي عانى من بطء السرد وضعف الإيقاع.

لكن مع تسارع وتيرة الأحداث وتحسن بناء الحبكة، نجح الفيلم في استعادة تركيز واهتمام المشاهدين، خاصة مع الانتقال إلى سرد أكثر تماسكًا ومنطقية. ورغم أن بعض المشاهد بدت متأثرة بأسلوب السينما البوليودية الكلاسيكية، مبتعدة عن النهج العصري لسينما التيلوغو، فإن العمل تمكن من فرض بصمته تدريجيًا.

من هذا المنطلق، يمكن اعتبار "كانابا" تجربة أولى جريئة نحو إرساء نمط جديد في السينما الملحمية التيلوغوية، تحمل في طيّاتها إمكانيات كبيرة للتطوير والبناء في الأعمال المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • جريان عدد من الأودية بولاية ينقل
  • كانابا ملحمة هندية على الطريقة الهوليودية
  • كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
  • تفاصيل مرعبة.. الإندومي المباع بهذا الطعم يسبب الموت فورا
  • خبير جيولوجي: التغير المناخي يهدد بزيادة النشاط الزلزالي في منطقتنا.. فيديو
  • الطريقة المثالية لتخزين المانجو والاستمتاع بالنكهة الطازجة
  • فى لفتة إنسانية.. الامن ينقل سيدة مريضة لمستشفى بالبحيرة
  • مصدر بهيئة الأرصاد: نعيش فصولاً جوية غير مألوفة والتغير المناخي يفرض استعدادات دائمة
  • إدارة الديون في عالم شديد التغير
  • الطريقة الصحيحة للدعاء المستجاب