سودانايل:
2025-05-20@12:21:10 GMT

اعادة عجلة الشر للدوران

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

وجدي كامل
عادت عجلة الزمن السياسي بالسودان الى الوراء بما لا يقبله عقل او ضمير صحيح معافي، او يجيز نتائج دورانها. فالثابت ان جهاز الأمن والمخابرات الانقاذي قد رجع الى ارتكاب جرائمه المتوحشة بحق المواطنين المكلومين بمصائب الحرب والطبيعة. نعم عاد كل ذلك ممتطيا ظهر ازمات وانتهاكات تفوق ما سبق من تاريخ. فإضافة الى الحرب المستعرة بعلاقاتها الآثمة ونتائجها المدمرة ازدهر حكم الغاب والفساد، والتخلص من الارواح البريئة المسالمة بمسوغات صيانة سلطة العيب، او ما يطلقونه عليها بحرب الكرامة.

مئات السودانيين والسودانيات ورغم المعاناة من اصابات الحرب من عوز، وجوع، ومرض، وطيران حربي على رؤوسهم ودانات تقصف مساكنهم، باتوا يقبعون في زنازين السجون باكثر من ولاية بتهمة الانتماء للدعم السريع او التجسس بالتخابر لصالحه باعتبارهم وجوها غريبة. ايام كالحات اشد تصنعها الدوائر السياسية والعسكرية والامنية لنظام الاخوان المسلمين عبر جهاز الأمن والمخابرات بفتح باب الشكوى والوشاية بالناس دون جريرة مما يشجع كل صاحب مصلحة تحويلها الى مظلمة، والزج بالضحية الى الحراسات، وتلقيه لاقسي العقوبات البدنية، ما يصل الى التصفية باساليب مباشرة وغير مباشرة. وليست واقعة تصفية الشاب الامين محمد نور بكسلا الاولى من نوعها فقد سبقها العديد من الوقائع المؤلمة، المماثلة في سجل جرائم التعذيب، واهمها تصفية المعلم احمد الخير بمباني الجهاز بخشم القربة ابان الايام الاولى للثورة، بما للجريمة البشعة من تفاصيل يقشعر لها البدن ويندي الجبين.فما رشح من انباء اخيرة يقول بان ما جرى لم يكن اكثر من نتيجة خلاف عادي نشب بين الضحية وشريكه المنتسب لجهاز الامن والمخابرات في سياق سوء تفاهم حول ادارة مطعم طالب المنتسب الشاكي بجعله عنوة مشتركا بينهما في احدى قرى كسلا. اغتالت ايادي المنتسبين والمتعاونين للجهاز الفتى ورمته بالمشرحة مكررين ذات المزاعم والصناعة القديمة الكاسدة بموته في ظروف غامضة، طالبين من ذويه الحضور لاستلام جثته، وضاربين بعرض الحائط نتيجة التقرير الطبي للتشريح التي قضت بوقوع تعذيب بدني نوعي تسبب في الوفاة. ان تجمهر اهالي كسلا وذوي الضحية من قبيلة البني عامر وهتافهم ضد الجهاز امام مبانيه، وحرقهم لعربة مديره قاد المؤسسة الى اعادة اعمال الضحك على الذقون بدعوى رفع الحصانة عن القتلة، ما يعد امرا للناس فيه ذاكرة وتجربة تدركان ان نهايات ذلك لا بد وان تنتهى باطلاق سراحهم وتبرئتهم لاحقا باسباب واهية. اما اطلاق الرصاص على المتظاهرين فقد جاء مناقضا لاية عدالة يمكن ان تنهض. فسلطة الانقاذ (المستحدثة شكلا) ليس في جعبتها جديد اذ ان كل مخزونها من الاساليب القمعية مقتبس وماخوذ من كتابها القديم دون اذنى تعديل قد طرا في ظروف اخرى، حتى ولو كانت حربا يحتم العقل الامني بان تستدعى استمالة الناس ولو بالخداع، بدلا عن قتلهم واطلاق النار علانية عليهم. الانقاذ المستحدثة سلطة منهارة، فاقدة للادارة العقلية بما تثبته يوما بعد يوم باستسهال حياة البشر واستقرار البلاد، في مناخ من الدموية، والحروب المتسلسلة التي تتيح لها افشاء الفساد بنهب ما تبقى من موارد لصالح تنظيم شرير وافراد قتلة تعد مخافة الله عندهم، واحترام المواطنة، وصون حياة الناس امورا خارج تقديراتها وحساباتها.

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاتها.. ميمي شكيب أيقونة الشر الناعم وسيدة الأدوار المركبة التي أنهت حياتها نهاية غامضة

تحلّ اليوم الذكرى السنوية لوفاة واحدة من أبرز نجمات الفن المصري في العصر الذهبي، الفنانة ميمي شكيب، التي امتدت مسيرتها الفنية لأكثر من أربعة عقود، جسّدت خلالها شخصيات معقدة ومتنوعة ظلت راسخة في وجدان الجمهور. 

 

وبين نشأة أرستقراطية وزيجات مثيرة، وانطلاقة فنية باهرة، كانت النهاية مأساوية وغامضة، ولا تزال تفاصيلها مثار جدل حتى اليوم.

النشأة في بيت أرستقراطي

 

وُلدت ميمي شكيب في 25 ديسمبر عام 1913 بالقاهرة لأسرة ذات أصول شركسية، وكان والدها يشغل منصب مأمور بقسم عابدين. 

 

عاشت طفولة مرفّهة داخل بيت أرستقراطي، لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب بعد وفاة والدها وهي لا تزال في الثانية عشرة من عمرها، مما اضطر والدتها للخروج إلى سوق العمل للإنفاق على الأسرة.

 

تلقت تعليمها في مدرسة فرنسية للراهبات، وكانت شقيقتها الصغرى "زينب" التي عُرفت فيما بعد باسم زينات شكيب فنانة أيضًا. 

 

ومنذ بداياتها، كانت ميمي شغوفة بالفن، حتى التحقت بفرقة نجيب الريحاني، الذي كان له الفضل في صقل موهبتها الفنية.

الانطلاقة الفنية والتألق السينمائي

 

بدأت ميمي شكيب مشوارها السينمائي عام 1934 بفيلم "ابن الشعب"، ثم توالت أدوارها، حيث شاركت في أكثر من 150 فيلمًا، معظمها من كلاسيكيات السينما المصرية. برعت في تقديم الأدوار المركبة، مثل الزوجة الأرستقراطية المتسلطة، والسيدة الشعبية القوية، وحتى دور القوادة، الذي أدته ببراعة جعل الجمهور يكره الشخصية، ويحب الممثلة.

 

من أشهر أفلامها: "نشالة هانم"، "أنت حبيبي"، "دعاء الكروان"، "دهب"، "الراقصة والسياسي"، "السلخانة".

 

واشتهرت بأسلوبها الخاص في الأداء الذي يجمع بين الرصانة والحدة، ما جعلها واحدة من أعمدة الأداء النسائي في السينما المصرية خلال الخمسينات والستينات.

زيجات متعددة وحب حقيقي واحد

 

تزوجت ميمي شكيب ثلاث مرات، لكن أشهر زيجاتها كانت من الفنان الكبير سراج منير عام 1942، بعد قصة حب قوية واجهت في بدايتها اعتراضات من عائلتها، خصوصًا شقيقها الأكبر.

 

وقد شكل زواجهما ثنائيًا فنيًا ناجحًا، واستمر حتى وفاة سراج منير في عام 1957، وكان لهذه الخسارة أثر بالغ في حياتها، حيث لم تتزوج بعده أبدًا.

 

أما زيجاتها السابقة، فكانت الأولى من رجل أرستقراطي يكبرها بـ20 عامًا، ولم يدم الزواج طويلًا بسبب الخلافات، ثم تزوجت من رجل أعمال يُدعى جمال عزت، واستمرت العلاقة لفترة وجيزة قبل الانفصال.

قضية الآداب التي دمّرت حياتها

 

في منتصف السبعينات، تورطت ميمي شكيب في واحدة من أكثر القضايا التي هزّت الوسط الفني، عُرفت إعلاميًا بـ "قضية الدعارة الكبرى"، واتُّهمت فيها بتسهيل الدعارة من خلال شبكة تعمل في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة.
ألقي القبض عليها مع عدد من الفنانات، وظلت قيد التحقيق عدة أشهر، قبل أن يُخلى سبيلها لعدم كفاية الأدلة.

 

ورغم البراءة القانونية، إلا أن هذه القضية أنهت فعليًا مسيرتها الفنية، حيث رفض المنتجون والمخرجون التعاون معها، وابتعد عنها زملاؤها في الوسط، وبدأت مرحلة الانعزال والنسيان.

النهاية المأساوية والرحيل الغامض

 

في 20 مايو 1983، صُدم الوسط الفني بخبر وفاة ميمي شكيب في ظروف غامضة، بعد العثور عليها ملقاة من شرفة شقتها في منطقة قصر النيل بوسط القاهرة.
 

ورغم فتح تحقيق موسّع، لم يُعرف حتى اليوم ما إذا كانت الوفاة انتحارًا أم جريمة قتل، حيث قُيّدت القضية ضد مجهول.

 

عانت ميمي في سنواتها الأخيرة من اضطرابات نفسية، ودخلت أحد المصحات لفترة للعلاج، ولم تقدّم سوى أعمال محدودة، كان آخرها فيلم "السلخانة" عام 1982، قبل عام واحد فقط من وفاتها.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاتها.. ميمي شكيب أيقونة الشر الناعم وسيدة الأدوار المركبة التي أنهت حياتها نهاية غامضة
  • تواصل النقاش حول الدور الحضاري والثقافي للمتاحف في دفع عجلة التنمية
  • تأجيل اعادة محاكمة متهم فى خلية العجوزة الارهابية لـ 2 أغسطس
  • مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان الجنوبية
  • موديلات 2026 تصل السوق المصري .. أبرزها أوبترا وصني| بالأسعار
  • دعاء الشعراوي لإبطال مفعول السحر.. من قرأه أبعد الله عنه الشر
  • رئيس الوزراء يشيد بقيادة وكوادر جهاز الأمن والمخابرات
  • عاجل.. تأجيل اعادة محاكمة متهم بـ "خلية هشام عشماوي"
  • في الذكرى الـ 35 للوحدة اليمنية: إنجاز تاريخي بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح
  • «غذاء القابضة» تسلط الضوء على دورها في دفع عجلة النمو الصناعي