ثورة 21 سبتمبر وضعت حداً للنفوذ والتدخل الأمريكي بقطاع التعليم في اليمن
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
الثورة نت../
ظلت المخابرات الأمريكية على مدى نحو خمسة عقود، تبحث عن أدوات ووسائل لتدمير العملية التعليمية في الجمهورية اليمنية، مستغلة ضعف السلطات المتعاقبة وحاجتها المادية لتطوير التعليم وإحداث بنية تحتية لكافة مراحله.
وفي حين كانت المخابرات الأمريكية والغربية، تُدرك مدى احتياج اليمن لدعم جهوده في تحديث العملية التعليمية بمختلف مراحله الأساسية والثانوية والأكاديمية، بادرت بعرض تقديم دعم للتعليم في ظاهره الرحمة وباطنه العذاب من خلال استهداف المناهج التعليمية، وتضمينها مفاهيم دخيلة وتدمير وسائل القراءة والكتابة، وكذا استهداف التدريب التربوي.
المبادرات الأمريكية والغربية، تلك لم ولن تأتي من أجل مصلحة اليمن واليمنيين لكن غرضها تدمير التعليم واستهداف بنيته الأساسية وتوجيهه بما يخدم مصالح أمريكا والغرب، في محاولة لإفشال التعليم وحرفه عن مساره الصحيح في خدمة التنمية بمختلف مجالاتها.
ووفقاً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية فيما يتعلق بالاستراتيجية الأمريكية لضرب التعليم في اليمن، فإن الأهداف الخفية تتمثل في إضعاف التعليم والتدريب والإشراف التربوي وإيجاد بيئة طاردة للطلاب، وإدخال مصطلحات ومفاهيم غير لائقة في مناهج التعليم، وكذا إدخال رموز أجنبية واحتفال بالمناسبات والأعياد الخارجية، لإفساد الأجيال اليمنية.
ركزت المخابرات الأمريكية، في استهداف العملية التعليمية باليمن، عبر عملائها على الصفوف الأولى “1 – 3″، بهدف إيجاد مناهج تتضمن مفردات ومصطلحات ومفاهيم يصعب على الطلاب فهمها ووضع عراقيل أمامهم بغرض عزوفهم عن التعليم والاكتفاء بالمعلومات اليسيرة التي يتلقونها في المدارس نتيجة ضعف المناهج التعليمية.
وحسب اعترافات عناصر شبكة التجسس، فإن الوكالة الأمريكية للتنمية كان لها اليد الطولى في هذا الجانب باهتمامها بمناهج التعليم وتغييرها، خاصة القراءة والحساب لطلاب الصفوف “1 – 3 “، بدرجة رئيسية كون هذه الحلقة هي الأهم في التعليم وبناؤها بشكل صحيح يضمن مخرجات سليمة في بقية مراحل التعليم وصولاً إلى التعليم العالي.
وأكدت الاعترافات أن المخابرات الأمريكية، استهدفت معلمي وطلاب الصفوف الأولى عبر مشروع “اقرأ”، أو ما يسمى بـ”القراءة المبكرة” الذي يركز على معلمي وطلاب الصفوف الأول حتى الخامس، للتأثير على آلية ووسيلة نقل المعلم للمعلومة إلى الطالب بإدخال الطريقة الأمريكية التي يقوم الأستاذ من خلالها بتعليم الطالب بحجة إيصال المعلومة الصحيحة بطرق حديثة ومتطورة، هدفها ليس إيصال المعلومة، ولكن التأثير على أداء المعلمين في التدريس وفق الطريقة الأمريكية والعمل على فرض العادات والتقاليد الأمريكية في المدارس، فيما يتعلق باختلاط الطلاب والطالبات والتأثير على عقليتهم في سن مبكرة.
عملت المخابرات الأمريكية منذ سنوات طويلة على استهداف التعليم باليمن، كركيزة أساسية من ركائز النهوض الحضاري، وركزت على تغيير المناهج بالعمل تحت غطاء عدة مشاريع وعناوين متشابكة، وحرصت على إعداد مناهج تنتج أجيالاً معاقة لا تفقه في دينها ولا تمتلك العلم والمعرفة ولا الأخلاق ولا تستطيع حتى أن تقرأ أو تكتب كما ينبغي.
وكشفت اعترافات خلية التجسس عن وثيقة المناهج التي فرضتها المخابرات الأمريكية، الإسرائيلية على وزارة التربية والتعليم، والمتمثلة بالسياسات والأسس والمنطلقات والفلسفة التربوية، التي يتم على أساسها بناء مناهج المواد الدراسية للتعليم الأساسي والثانوي.
وبينت الاعترافات أن الوثيقة لم تتح لوزارة التربية والتعليم فرصة مراجعتها أو إبداء تعديلات عليها، وإنما تم فرضها كوثيقة نهائية، على ضوئها يتم اعتماد مناهج التعليم في اليمن، بما تتضمنه من أهداف خفية تتمثل باستمرار تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية لضرب التعليم وإفراغه من محتواه، واستهداف بقية جوانب العملية المتمثلة في الطالب والمعلم والمدرسة والوزارة، ومواصلة العمل في تغيير المناهج التعليمية بحسب توجيهات المخابرات الأمريكية، واستقطاب وتجنيد أكبر عدد من المسؤولين في الوزارة لتنفيذ الأجندة الأمريكية والغربية.
ووفقاً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية، فإن ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وضعت حداً للنفوذ الأمريكي والغربي والتدخل في مختلف المجالات بما فيها قطاع التعليم، والذي تم تقليص نفوذ المشاريع الأجنبية التآمرية بوزارة التربية والتعليم، ما دفع المخابرات الأمريكية للبحث عن بدائل للتحرك من خلالها في مختلف القطاعات لتنفيذ أجندة تخريبية سبق وأن وضعتها على قائمة أولوياتها.
أربعون عاماً من السيطرة الأمريكية على إعداد المناهج التعليمية في اليمن، كانت بمثابة دروس لليمنيين يتطلب استيعابها للحفاظ على الهوية اليمنية من خلال تضمين مناهج التعليم مفاهيم ومصطلحات تعزز من الولاء والانتماء الوطني في نفوس الأجيال وأهمية دورهم في تحمل مسؤولية مستقبل بناء اليمن الآمن والمستقر البعيد عن الوصاية والهيمنة الخارجية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المخابرات الأمریکیة المناهج التعلیمیة مناهج التعلیم فی الیمن
إقرأ أيضاً:
كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية
يمانيون |
في اعتراف أمريكي لافت، كشفت الكاتبة الأمريكية إيفلين هارت عن حجم الخسائر التي تكبدتها البحرية الأمريكية في مواجهتها الأخيرة مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، مؤكدة أن اليمن استطاع توجيه ضربة غير مسبوقة لهيبة القوة العظمى للبحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.
هارت، وفي مقال نشرته على موقع إنديان ديفينس ريفيو العسكري، أوضحت أن المواجهات الأخيرة أسفرت عن إسقاط ثلاث طائرات مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت، قُدّرت قيمتها الإجمالية بنحو 180 مليون دولار، وهو ما شكّل خسارة مادية ومعنوية بالغة التأثير.
وأشارت إلى أن عودة حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، بعد مهمة استمرت ثمانية أشهر في البحر الأحمر، كشفت عن سلسلة إخفاقات استراتيجية وفنية في صفوف البحرية الأمريكية، رغم أن الحاملة كانت جزءًا من مجموعة ضاربة نُشرت لتعزيز الردع الأمريكي في المنطقة، ونفذت أكثر من 11 ألف طلعة جوية معادية على اليمن والصومال، وأسقطت ما يزيد على مليون رطل من الذخائر.
لكن، ورغم هذا الحجم الهائل من العمليات، أكدت الكاتبة أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في الحفاظ على الحظر المفروض على الملاحة الصهيونية عبر باب المندب، ما أجبر السفن التجارية على تغيير مساراتها إلى رأس الرجاء الصالح، وهو ما يُظهر محدودية قدرة البحرية الأمريكية على فرض سيطرتها وتأمين الملاحة.
وأوضحت هارت أن هذه الحوادث تعكس مشكلات منهجية في التدريب والصيانة والقيادة داخل الأسطول الأمريكي، مشيرة إلى أن وزارة الحرب الأمريكية أمرت بإجراء مراجعة شاملة لعمليات حاملات الطائرات، بما يشمل بروتوكولات السلامة ومناولة الطائرات وآليات القيادة.
ونقلت عن الأدميرال كريستوفر غرادي، رئيس العمليات البحرية، قوله إن ما حدث “لا يعكس معايير التميز التي نتوقعها من أسطولنا”، معتبرة أن هذه التطورات تثير تساؤلات عميقة حول مستقبل حاملات الطائرات في ظل التحديات غير المتكافئة، والحاجة الملحّة لتطوير استراتيجيات جديدة تتلاءم مع طبيعة الحروب البحرية الحديثة.
وبحسب هارت، فإن ما جرى في البحر الأحمر ليس مجرد حادثة عسكرية عابرة، بل مؤشر على تحوّل كبير في موازين القوة البحرية، مع بروز قوى إقليمية – وفي مقدمتها اليمن – قادرة على إرباك وإضعاف منظومات الردع التقليدية الأمريكية.