معادلة النفط والعراق.. خطر يلاحق الموازنة وعوامل تراجعه متعددة
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
بظل الازمات المالية والاقتصادية، يواجه العراق تحديا جديدا ناجم عن انخفاض أسعار النفط بالاسواق العالمية، وهو ما يشكل خطرا على موازنة البلد، والتي تعتمد بنسبة 95% على الذهب الأسود، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول الاسباب الفعلية التي أدت لتراجع الاسعار لمستويات غير مسبوقة خلال العام الحالي.
وتعتمد الحكومة العراقية، على ارتفاع أسعار النفط فوق الـ70 دولاراً للبرميل من اجل تغطية العجز الفعلي في الموازنة، والذي يبلغ 64 تريليون دينار، بالوقت الذي تراجعت أسعار النفط لـ73 دولارا للبرميل ، بظل توقعات متشائمة حول مستقبل النفط واسعاره. من جانبه، رأي عضو اللجنة المالية النيابية، مصطفى سند، أن سعر النفط العراقي انخفض اليوم ليصل إلى $69 للبرميل الواحد. ويؤكد سند في تدوينة تابعتها "الاقتصاد نيوز"، أن "سعر النفط المقدر في الموازنة المالية للعام الحالي قد بلغ 80 دولاراً للبرميل". ويستدرك بالقول: "نفطنا يباع بمعدل سعره الشهري وليس اليومي". الى ذلك، حدد الخبير الاقتصادي، مصطفى حنتوش، ثلاثة عوامل وراء تذبذب أسعار النفط في الاسواق العالمية، فيما أكد ان تهريب النفط يعمل على إيجاد سوق جديد يغطي الانتاج العالمي دون السوق الرسمي. ويقول حنتوش، في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "استمرار تذبذب أسعار النفط تقف خلفها ثلاثة عوامل منها السياسات الدولية، والتي تتمثل برؤية الولايات المتحدة الامريكية، والتي تركز على وجود اسعار النفط تحت الـ70 دولارا للبرميل، اي من 60 – 65 دولارا، على اعتبار انها مصدرة للنفط الصرخي، والذي يكلف من 50 لـ55 دولاراً". ويضيف، أن "أمريكا تعمل على استيراد كميات كبيرة من النفوط المختلفة، وبالتالي فهي تبحث عن حالة توازن، بالاضافة الى شركائها الاوروبيين الذين لديهم مشاكل حقيقية بارتفاع أسعار النفط اليوم، وهو ما يدفعهم للضغط على امريكا لتقليل الأسعار". ويشير الى، ان "العامل الاخر يتمثل بالوضع الاقتصادي والذي يختص بتباطؤ النمو العالمي، والذي جاء مخالفا للتوقعات التي وضعت، وبالتالي هذا يؤدي الى عدم مبالغة المنتجين بعمليات الشراء والخزن والاستهلاك، والذي يؤدي الى تذبذب بالطلب على البترول". "العامل الثالث يتمثل بالأوضاع الامنية، فاسعار النفط، مرتبطة بدولة مثل روسيا، والتي كانت تصدر 12 مليون برميل، اليوم تصدر 4.5 الى 5 مليون برميل"، يبين حنتوش ويؤكد: "مع اقتراب انتهاء الحرب الروسية الاوكرانية، والتي قد يدفع موسكو لاعادة تفعيل الاتفاقيات مع بعض الدول الاحادية، بعيدا عن اوبك بلاس، وتصدير النفط بشكل رسمي". وبشان عمليات التهريب، يوضح الخبير الاقتصادي، أن "هناك عمليات تهريب عبر الاسواق غير الرسمية، من دول كثيرة، وهناك تزايد بهذه العمليات، فهذا يؤدي الى وجود سوق أخر يغطي حاجة الانتاج العالمي دون السوق الرسمي". وخفض تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء بقيادة روسيا الإنتاج حاليا بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا، وهو ما يمثل نحو 5.7% من الطلب العالمي. وتوقع محللون أن يمدد "أوبك+" التخفيضات الطوعية لبضعة أشهر بسبب انخفاض أسعار النفط وتباطؤ الطلب. ووافق العراق مؤخرا على تخفيض الانتاج النفطي، وفق السياسة المفروضة عليه من أوبك. وكانت وكالة "رويترز" قد قالت، يوم الخميس الماضي، إن العراق يعتزم خفض إنتاجه من النفط إلى ما بين 3.85 ملايين و3.9 ملايين برميل يوميا في سبتمبر/أيلول المقبل، في إطار خطة متفق عليها مع تحالف أوبك+ لتعويض الإنتاج الزائد عن حصته. وقدمت وزارة النفط العراقية، خطة إلى أوبك لتعويض فائض الإنتاج بين الشهر الجاري وسبتمبر من العام المقبل. الى ذلك، كشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، عن تحدٍ جديد امام الحكومة بسبب انخفاض أسعار النفط، مشيراً الى أن الانخفاض سببه المخاوف من تباطؤ الطلب. ويقول المرسومي في منشور على "الفيس بوك" تابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "سعر خام برنت انخفض الى 74 دولاراً وهذا يعني أن سعر نفط البصرة المتوسط سيصبح 72 دولاراً الذي يشكل ثلثي صادرات العراق النفطية وخام البصرة الثقيل الذي يشكل ثلث الصادرات النفطية سيكون 70 دولاراً للبرميل بسبب المخاوف من تباطؤ محتمل في الطلب من الصين وهي مستورد رئيسي الى جانب احتمال زيادة المعروض النفطي من اوبك بلس التي تشير التقارير الى انها تخطط لزيادة الانتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في شهر اكتوبر القادم". ويلفت أن "هذا الانخفاض في الأسعار سينعكس سلبيا على الموازنة العامة في العراق التي كانت تعول في الحصول على 16 ترليون دينار من ارتفاع أسعار النفط فوق 70 دولاراً لتغطية عجز الموازنة البالغ 64 ترليون دينار".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاقتصاد نیوز أسعار النفط ملیون برمیل وهو ما
إقرأ أيضاً:
النفط والذهب يعوضان بعض خسائرهما بفعل هدنة أميركا والصين
ارتفعت أسعار الذهب والنفط قليلا اليوم الثلاثاء معوضة بعض الخسائر التي منيت بها في الجلسة السابقة، وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأميركية التي ربما تقدم مزيدا من الوضوح حول مسار خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.17% إلى 3348.47 دولارا للأوقية (الأونصة)، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 3398.2 دولارا في أحدث تعاملات في وقت كتابة التقرير.
وخسر الذهب 1.6% أمس الاثنين، في حين انخفضت العقود الآجلة بأكثر من 2% بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يجري فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب المستوردة، مما خفف من حدة التوتر في السوق.
وقال كبير محللي السوق في أواندا، كلفن وونغ: "سينصب تركيز المستثمرين الآن بالتأكيد على الخفض المرتقب من البنك المركزي لأسعار الفائدة، المتوقع في سبتمبر/أيلول المقبل. إذا بدأنا في رؤية بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي تأتي دون التوقعات بشكل كبير، فقد يدعم ذلك توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر".
وأضاف: "قد يؤدي ذلك إلى خفض تكلفة الاحتفاظ بالذهب، كما أن العائد على سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل لمدة 10 سنوات لا يزال أقل من مستوى مقاومة رئيسي، وبالتالي قد يدعم ذلك أسعار الذهب حقا".
وتتجه الأنظار الآن إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي المقرر صدورها اليوم، وتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي 0.3% في يوليو/تموز، ما يرفع المعدل السنوي إلى 3% ليبقى بعيدا عن هدف مجلس الاحتياطي الاتحادي البالغ 2%.
ويضع المستثمرون احتمالا 85% تقريبا لخفض البنك المركزي أسعار الفائدة الشهر المقبل، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة لبورصة شيكاغو ويميل الذهب إلى الاستفادة خلال فترات الضبابية وانخفاض أسعار الفائدة.
إعلانولم يظهر المستثمرون رد فعل يذكر بعد أن قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب وقع أمرا تنفيذيا أمس الاثنين يمدد فترة توقف الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة بشدة على الواردات الصينية لمدة 90 يوما أخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، كان أداؤها كالتالي:
صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.34% إلى 73.74 دولارا للأوقية. ارتفع البلاتين 0.66% إلى 1342.08 دولارا. صعد البلاديوم 0.97% إلى 1156.06 دولارا. النفطاستقرت أسعار النفط بعد أن مددت الولايات المتحدة والصين فترة تعليق رفع الرسوم الجمركية، ما خفف المخاوف من أن يؤثر تصعيد حربهما التجارية سلبا على استهلاك النفط.
ارتفع برميل خام برنت 0.14% إلى 66.37 دولارا للبرميل في العقود الآجلة، في أحدث تعاملات وقت إعداد هذا التقرير، في حين زاد برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.08% إلى 64.01 دولارا.
ومدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدنة الرسوم الجمركية مع الصين حتى العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، ما أدى إلى تأجيل فرض رسوم جمركية من خانة العشرات على السلع الصينية، في الوقت الذي يستعد فيه تجار التجزئة الأميركيون لموسم أعياد نهاية العام الحاسم.
وعزز هذا الآمالَ بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين أكبر اقتصادين في العالم، وتجنب فرض حظر تجاري فعلي بينهما، وتُنذر الرسوم الجمركية بتباطؤ النمو العالمي، وهذا قد يُضعف الطلب على الوقود ويُخفض أسعار النفط.
ونقلت رويترز عن كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للوساطة المالية، بريانكا ساشديفا قولها إن مكاسب النفط حظيت بدعم من مؤشرات جديدة على ضعف سوق العمل الأميركي، وهذا عزز التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.
ويراقب السوق بيانات التضخم الأميركية في وقت لاحق من اليوم، والتي قد تُحدد مسار أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الفدرالي، عادةً ما تُعزز تخفيضات أسعار الفائدة النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.
ومن المُحتمل أن يُؤثر اجتماع ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة على سوق النفط، إذ من المُقرر أن يُناقشا إنهاء الحرب في أوكرانيا.
يأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي تُصعّد فيه الولايات المتحدة ضغوطها على روسيا، مُهددة بفرض عقوبات أشد على مُشتري النفط الروسي مثل الصين والهند في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.
وحدد ترامب يوم الجمعة الماضي موعدا نهائيا لروسيا للموافقة على السلام في أوكرانيا وإلا ستُواجه مُشتري النفط منها عقوبات ثانوية، بينما يضغط على الهند والصين لخفض مشترياتهما من النفط الروسي.
وقال بنك كومرتس في مذكرة: "إذا ساهم اجتماع الجمعة في تقريب وقف إطلاق النار أو حتى اتفاق سلام في أوكرانيا، فقد يُعلق ترامب الرسوم الجمركية الثانوية المفروضة على الهند الأسبوع الماضي قبل أن تدخل حيز التنفيذ في غضون أسبوعين.. وإلا، فقد نشهد عقوبات أشد على مشتري النفط الروسي الآخرين، مثل الصين".