العاصمة مدريد تنقلب على تصريحات فينيسيوس
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
خرج عمدة مدريد، خوسيه لويس مارتينيز ألميدا، للدفاع عن إسبانيا وتنظيم كأس العالم 2030 بعد تصريحات المهاجم البرازيلي فينيسيوس لاعب ريال مدريد الأخيرة، التي طلب فيها سحب تنظيم البلاد إذا لم يتطور وضع العنصرية. طلب ألميدا التصحيح الفوري للاعب، حيث يعتبر أنه ارتكب خطأ في تصريحاته.
وقال ألميدا في تصريح نقلته صحيفة ماركا الإسبانية "ندرك جميعا أن هناك عنصرية في المجتمع وأنه يتعين علينا العمل بجد للقضاء عليها.
وأضاف ألميدا "أطلب منكم تصحيحه. عليه أن يصحح، يعتذر. مع العلم أنه عندما تكون هناك عنصرية، سنكون جميعا بجانبه، لكنه لن يجعلنا جميعا بجانبه عندما يقول إننا عنصريون. لأن هذا ليس صحيحا. عندما ترتكب خطأ عليك تصحيحه".
وأوضح العمدة "كونه لاعب كرة قدم غير عادي لا يعني أنه لا يرتكب أخطاء وهذه المرة ارتكب خطأ. الغالبية العظمى من المجتمع الإسباني إلى جانب فينيسيوس لمكافحة العنصرية، لكن لا يمكننا أن نكون إلى جانبه عندما يصف المجتمع الإسباني بأكمله وخاصة مجتمع مدريد بالعنصريين. لأنني لا أستطيع قبول ذلك".
وتابع "يجب أن يسلط الضوء على حقيقة أنه يعيش في واحدة من أكثر المدن انفتاحا وترحيبا وتنوعا في العالم. إذا كان هناك شيء واحد يميز مدينة مدريد، فهو أن أحدا لا يسأل من أين أتى أو إلى أين يذهب". "للأسف إنه يصف المجتمع الإسباني بأكمله أنه عنصري وأنه يقول إن كأس العالم 2030 يجب ألا يقام".
???????????????????????????????????? — مترجم |
ايدو أغيري : لقد آلمني كثيرًا ، وأتألم بشدة ، أن يفكر لاعباً في ريال مدريد بحرمان بلدي من كأس العالم، فينيسيوس فتى جيد ، لكن تلقى نصيحة سيئة جدًا لأنهم يريدون جعله يصدق شيئًا ليس واقعياً.
رأيكم ؟ pic.twitter.com/JZ4Jzpc52F
— محمود مجيد (@MMajeedX) September 3, 2024
من جهته، قال إيدو أغيري صحفي في برنامج الشيرنغيتو "لقد آلمني كثيرا، وأتألم بشدة، أن يفكر لاعب في ريال مدريد بحرمان بلدي من كأس العالم، فينيسيوس فتى جيد، لكن تلقى نصيحة سيئة جدا لأنهم يريدون جعله يصدق شيئا ليس واقعيا".
وأضاف "فينيسيوس يلمح باستمرار إلى أن إسبانيا دولة عنصرية.. يجب عليه أن يتحدث عن العنصرية في الولايات المتحدة وفي البرازيل، إسبانيا ليست عنصرية".
وختم أغيري "فينيسيوس فتى جيد لكن محيطه والناس يربكونه، وهم يحاولون أن يصنعوا منه شيئا ليس كما هو عليه، وأعتقد أن ذلك سيؤذيه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدوري الإسباني الدوري الإسباني ریال مدرید
إقرأ أيضاً:
عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
بدر بن صالح القاسمي
أحتاج في بعض الأحيان إلى حالة صمت طويلة، وإلى سكون أشبه بجمود نفسي وعقلي من أجل أن أستوعب ما يأتي به بعض البشر أو بالأحرى ما يروجونه من أفكار مسمومة وحديث لبق منمق، لكنه عبارة عن «خداع بصري وتلوث صوتي» لا يسمن ولا يغني من جوع.
عندما أستفيق مما أنا فيه، أشرع في صب أعمدة الأسئلة في مكانها الصحيح، هل الذين يدعون معرفة كل شيء في هذا الوجود هم أشخاص عقلاء مثل بقية البشر أم أن حديث الوهم والخداع الذي يلفظونه بألسنتهم الطويلة، يأتي من أدمغة غسلت تماما من أي فكر مستنير؟! في بعض الأحيان أعلن ما بيني وبين نفسي، أن ثمة خطأ بشريا يرتكبه البعض عندما يدعون الناس إلى الاستسلام والتخلص من كل طاقتهم وتحطيم إرادتهم بأيديهم، معربين لهم عن ثقتهم بأن «الحياة ليس بها مستقبل»، وبأن الذي منحهم الله إياه من نعم، عليهم التخلص منه وأن يذروه بعيدا عنهم لأنهم «سيموتون»!.
لا أعتقد بأن حتمية الموت هي من يجب أن تدفعنا نحو اعتزال كل شكل من أشكال الحياة، وأعتقد بأن مثل هذه النداءات مضللة وإن كان أصحابها ينعقون فوق كل شجرة وحجر، الحياة لم توجد من أجل جلب التعاسة للبشر، بل هي أرض خصبة للعمل والجد والاجتهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم توضع الموازين ويثاب المجد ويعاقب المخطئ، أما حتمية الموت فهي الحقيقة التي لا مناص منها وهي القدر الذي يلاقيه كل البشر والكائنات الحية الأخرى، فلما نرمي كل شيء على هذه الحقيقة أي «الموت»!.
تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع الصوتية والمرئية لبعض الأشخاص الذين يدعون المعرفة بالحياة، ويدعون الناس إلى التراخي والاستسلام للقدر المحتوم، بل يطالبونهم بان يكبلوا أنفسهم بالأغلال والأصفاد، ويصطفون في طابور انتظار لحظة خروج الروح.
الموت هو اللحظة التي لا نعرف متى ستأتي لاي شخص منا، أما الترويج للأفكار السوداء فهي فعل شيطاني لا يمت للواقع بصلة، وما الذين يرفعون أصواتهم ويدعون المعرفة ويلبسون ثوب النصح والإرشاد ما هم إلا زوابع تأتي وتذهب مع الوقت!.
والبعض يهرف بما لا يعرف، يفتي في كل الأمور دون وعي أو يقين أو دراية علمية أو دينية، يصدحون ليل نهار فقط من أجل أن يتابعهم الملايين، ويتأثر بحديثهم الناس، يجدون في البحث عن «ضحايا» يصغون إلى تخاريفهم ومسرحياتهم الهزلية.
منذ فترة زمنية ماضية سمعنا عن شخص فارق الحياة، ثم اكتشف أمره بأنه أنفق كل ما كان يملك من مال، تاركا أبناءه في عوز ومشقة وبلاء، لكنه لم يترك الدنيا مديونا لأحد، بل ترك أبناءه يطلبون العون والمساعدة من الآخرين!.
عندما بحث الأبناء عن أموال أبيهم التي كان يدخرها على مدى سنوات طويلة، اكتشفوا أن ثمة شخص «أفتى له بأن الإنسان يعذب على المال الذي يتركه بعد موته حتى وإن كان حلالا»، وعليه صدق الرجل حديثه، وقام بإنفاق كل ما يملك لوجه الله، ولم يترك شيئا لأولاده!.
وهذا الذي أفتى بهذه الفتوى، نسي ما ورد في السيرة النبوية الشريفة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره ؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» متفق عليه.
قرأت ذات مرة حديثا يقول: «الدنيا لا تستحق أي حرب نفسية سواء كانت مع نفسك أو مع أي شخص آخر، لأنها تتقلب من لحظة إلى أخرى، صحتك قد تخونك واحبابك سيتركونك لا محالة، لا يوجد ضمان لا يشي ولو لدقيقة واحدة، فالأحوال كلها تتبدل في ثوان معدودة، لذا لا داعي مطلقا لإشعال الصراعات في حياتك»..، كلام جميل، ولكن هذا ليس معناه أن يتخلى الإنسان عن أي رابط يربطه بالحياة، ويلقي بكل الهزائم على القدر أو الآخرين.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، فمكابدة الحياة ليس معناها الاستسلام والانهزام من مواجهة الأزمات والصعوبات، ولكن طالما أن الانسان لا يزال على قيد الحياة عليه بالعمل، وأن يصارع رغباته ونزواته من أجل أن يخرج من دار الفناء إلى دار القرار آمنا مطمئنا.
هناك الكثير من الحقائق التي لا يتحدث عنها الناس، بل يركزون على نقطة سواء واحدة، يلفون حولها الحبال غليظة، وينصبون المشانق في رقاب البسطاء، يخرجوهم من رحلة الكفاح والنجاح إلى طرق المظلمة التي لا ترى فيها شمسا ولا قمرا.