عن الديمقراطية المبريالية..!
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
في أمريكا يتنافس مرشحو الرئاسة وتنافسهم لا علاقة له بقضايا الداخل الأمريكي، بل يتنافسون على أنظمة وشعوب العالم، والفائز دائما يجب أن يكون الأكثر حبا وقربا ودعما (للكيان الصهيوني) والأشد عداوة للعرب والمسلمين أولا، وثانيا الأكثر عداوة لروسيا والصين ولشعوب العالم الثالث، والأكثر إخلاصا لمجمع الصناعات العسكرية وهو يكاد يكون (الحاكم الفعلي للبيت الأبيض والبنتاجون).
إضافة إلى أهمية وضرورة أن يتمتع الفائز في الانتخابات الأمريكية بالقدرة على تطويع أنظمة ودول وجعلها تحت رحمة الشركات الأمريكية من خلال منحها التسهيلات الكاملة لنهب ثروات هذه الدول مقابل إبقاء أنظمتها المرتهنة لأمريكا على سدة الحكم..!
في أوروبا التنافس يكون على المهاجرين وعلى أبناء الجاليات العربية والإسلامية و(العالمثالثية)، والفائز في الانتخابات الأوروبية سواءً الرئاسية أو البرلمانية يجب أن يكون الأكثر عداءً وكرها للعرب والمسلمين والمهاجرين من بقية أصقاع الأرض..!
(الصهاينة) هم الأكثر دموية وهمجية، فديمقراطيتهم تقوم على قاعدة تنافسية راسخة وهي أن الفائز فيها هو من يقتل أكبر عددٍ من الشعب العربي الفلسطيني ويصادر المزيد من الأراضي العربية المحتلة ويدنس وبتفاخر المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ويهدد بإزالتها ويعد العدة لبناء (الهيكل) المزعوم على انقاض المسجد الأقصى ..!
باختصار، العرب والمسلمون وفقراء العالم، هم محور التنافس، دماؤهم وثرواتهم وسيادتهم وحريتهم وكرامتهم، بل ووجودهم الحضاري والتاريخي، مستباح لرموز الديمقراطية الإمبريالية المتوحشة، وهم عنوان تنافسهم وأهم ما تحتويه برامجهم الانتخابية..!
وأكبر دليل على ذلك أن غزو يوغسلافيا الدولة والوطن والجغرافية وتقسيم هذا البلد إلى مجموعة دويلات، كان في لحظة تاريخية من أولويات البرامج الانتخابية الأمريكية -الغربية، وغزو أفغانستان كذلك والعراق و(حرب الشيشان) التي كان هدفها البدء في تقسيم الجغرافية الروسية.. تلى ذلك غزو العراق، بعد حربين مدمرتين دفع إليهما العراق دفعا هما حربه مع إيران التي دامت ثمان سنوات وأدت لمقتل أكثر من مليوني شخص من البلدين وملايين من الجرحى وآلاف من المفقودين وتدمير قدرات البلدين، ثم لاحقا غزو ليبيا وإسقاط نظامه وتمزيق نسيجه الاجتماعي.
تلى هذا التنافس الديمقراطي الإمبريالي استهداف سوريا واليمن والسودان وزعزعة استقرار العديد من دول وشعوب العالم من أوكرانيا حتى فلسطين، التي تسفك اليوم دماء أبنائها في حرب إبادة غير مسبوقة داخلة في أجندة البرامج الانتخابية لكل من (هاريس، وترامب) و(لابيد ونتنياهو) بغض النظر عن حجم الكارثة التي حلت بفلسطين ولا بعدد الشهداء وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ والهمجية والتوحش في حرب لم تترك البشر والحجر والشجر، حرب إبادة جماعية متكاملة منافية لكل القوانين والتشريعات والأخلاقيات والاعراف السماوية والأرضية، حرب داست على كل هذه القيم وعلى المشاعر الإنسانية التي انتفضت ونزلت للشوارع في كل قارات العالم الخمس، ومع ذلك لم تهتز لها جفون المتنافسين في واشنطن والعواصم الغربية وداخل الكيان المحتل الذي يزهق مع حلفائه أرواح شعب، فيما رموزه يهددون بنسف المقدسات واحلال بدائل وأساطير عنها، غير مكترثين لكل القيم والمبادئ والقوانين الدولية..
إننا حقيقة في زمن الانهيار الكلي لكل القيم والأخلاقيات الإنسانية، ناهيكم عن القانون الدولي الذي يداس مع كل طلعة شمس طالما في ذلك مصلحة لأصحاب الهيمنة والنفوذ على الخارطة الكونية، وتلكم هي أخلاقيات الديمقراطية الإمبريالية المتوحشة التي لا يزال هناك من بعض المخدوعين العرب والمسلمين يتشدقون بها، متمسكين بقيمها الزائفة أكثر من تمسكهم بقيمهم الدينية والوطنية والقومية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
الابتلاء دائما ما يكون سببا في رفع الدرجات وزيادة حسناته وهذا صحيح في أغلب الأحوال، لكن الشريعة بيّنت أن هناك حالة واحدة يأتي الابتلاء على الإنسان دون أن يُكتب له أجر أو تُرفع له درجة.. وفي هذا التقرير نوضح هذه الحالة، ونتأمل كيف يمكن أن يكون البلاء سببًا في البُعد عن الله.
حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبدوفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الابتلاء ليس دائمًا سببًا للترقي، بل يعتمد على كيفية استقبال الإنسان له.
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، في تصريحات تلفزيونية: "يقال أن العبد يترقى بالابتلاء، ولكن فى الواقع ليس كل ابتلاء يؤدى إلى الترقى، بل قد يؤدى إلى السقوط أو الضياع إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح".
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه من المهم أن نفهم أن الابتلاء قد يرفع الإنسان أو يخفضه، حسب رد فعله تجاهه، كما ورد فى الحديث الشريف، فإن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، لكن ليس المهم فى الابتلاء ذاته، بل فى كيفية تعامل الإنسان معه، فالإيمان بالابتلاء يتطلب الصبر والرضا، وإذا استسلم العبد لله فى حال الابتلاء، فإنه يرتقى روحيًا.
وأضاف: "الله أعلم بما هو خير لنا، وإذا نظرنا إلى الابتلاء كفرصة للتقرب إلى الله، فإننا نرتقى ونحقق التوازن الروحى الذى يرضى الله سبحانه وتعالى".
أمينة الإفتاء: مستحضرات التجميل ليست عذرًا شرعيًا يبيح التيمم
هل ملامسة عورة الطفل أثناء تغيير ملابسه ينقض الوضوء؟.. الإفتاء تجيب
هل يجوز إلقاء بقايا الطعام في القمامة؟.. الإفتاء تجيب
المفتي يبحث مع رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الارتقاء بخدمات دار الافتاء
كيفية الأذان والإقامة عند الجمع بين الصلاتين.. دار الإفتاء تجيب
هل الحر الشديد من علامات غضب الله؟.. الإفتاء تحسم الجدل
وأضاف: "الابتلاء لا يغيّر القدر، لكن الرضا والصبر يغيرانك أنت.. والجزاء على حسب الموقف"، مشيرًا إلى أن من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، محذرًا من التذمر المستمر والجزع، فالصبر وإن كان مرًّا في طعمه إلا أن عاقبته أحلى من العسل.
وأكد أن الرضا هو السبيل الأصيل للتعامل مع الأقدار، داعيًا كل من يمر بابتلاء أن يتذكر أن "القدر واقع لا محالة، فاختر طريق الرضا وابشر بالفرج"، مستشهدا بقول الله تعالى: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"، موضحًا أن الجزاء الإلهي للصابرين ثلاثي الأبعاد: "صلوات من ربهم، ورحمة، وهدى".
هل الابتلاء يدل على محبة الله؟من جانبه، قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن الابتلاء في حياة الإنسان ليس نقمة، بل هو أول دليل على محبة الله لعبده، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه"، مؤكدًا أن هذه اللحظات من البلاء تكشف للإنسان معادن نفسه، وتجعله يعيد النظر في علاقته بالله واحتياجاته الحقيقية.
وأوضح خلال تصريحات تلفزيونية، أن الابتلاء يفتح للعبد بابًا من الفهم والتسليم، ويكشف له من يحبونه بصدق، كما يبرز له جوانب من قوته الداخلية لم يكن يدركها، مبينًا أن "الابتلاء حب كبير من ربنا، لا يشعر به إلا من تعلقت روحه بالله وكان له رصيد إيماني قوي".
وأضاف: "الابتلاء لا يغيّر القدر، لكن الرضا والصبر يغيرانك أنت.. والجزاء على حسب الموقف"، مشيرًا إلى أن من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، محذرًا من التذمر المستمر والجزع، فالصبر وإن كان مرًّا في طعمه إلا أن عاقبته أحلى من العسل.
وأكد الدكتور أسامة أن الرضا هو السبيل الأصيل للتعامل مع الأقدار، داعيًا كل من يمر بابتلاء أن يتذكر أن "القدر واقع لا محالة، فاختر طريق الرضا وابشر بالفرج"، مستشهدا بقول الله تعالى: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"، موضحًا أن الجزاء الإلهي للصابرين ثلاثي الأبعاد: "صلوات من ربهم، ورحمة، وهدى".
وتابع: "كل من مر بابتلاء سيكتشف لاحقًا أن في قلب كل محنة منحة عظيمة، وأن بعد الصبر فرجًا كبيرًا، لأن الله لا يبتلي إلا من أحب، ولا يترك قلبًا لجأ إليه دون أن يهديه ويواسيه".