قال معهد استرالي إن هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر منذ فبراير الماضي يكشف عن يد إيران الخفية.

 

وأضاف معهد "لوي" الاسترالي الذي يهتم بالقضايا السياسية والاستراتيجية والاقتصادية الدولية في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن "أحد العناصر الرئيسية لقدرة الحوثيين على الحفاظ على صورة استخباراتية بحرية محدثة كان المدخلات التي قدمتها إيران".

 

وتابع "لقد فشل الوجود المتعدد الجنسيات في البحر الأحمر في قمع الهجمات الحوثية من اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر".

 

وذكر المعهد أن التقييم المفتوح المصدر يوضح ذلك. حيث تلتقط البيانات التي جمعها مشروع IMF-Portwatch الانخفاض الهائل في عدد السفن العابرة لقناة السويس، من حوالي 73 سفينة تجارية كل يوم في منتصف ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي إلى متوسط ​​يومي يبلغ حوالي 33 سفينة في الوقت الحاضر. كما انخفضت عائدات قناة السويس بشكل كبير حيث يفضل الناس الطرق الأطول حول رأس الرجاء الصالح.

 

وأوضح أن جهود التحالف - بقيادة الولايات المتحدة، وأخرى بقيادة عملية "أسبيدس" المنفصلة للاتحاد الأوروبي - في بعض الأحيان إلى خفض وتيرة الهجمات الحوثية. وكان لتدمير مخزونات الصواريخ ومواقع الإطلاق، مع البنية الأساسية المرتبطة بها، تأثير مؤقت. لكن هجمات الحوثيين استمرت على الرغم من ذلك، مما يدل على المرونة التي تم بناؤها تحت هجوم من القوات السعودية والإماراتية منذ عام 2014 عندما اشتدت الحرب الأهلية في اليمن، والمثابرة التي لم يتمكن أي خصم حتى الآن من مواجهتها.

 

وأفاد معهد لوي أن الحوثيين أعلنوا أن السفن البريطانية والأمريكية والإسرائيلية، وتلك التي تزور الموانئ الإسرائيلية، سوف تكون مستهدفة. وفي الممارسة العملية، تعرضت العديد من السفن "البريئة" للهجوم، بما في ذلك السفن الصينية وناقلات "الأسطول المظلم" التي تحمل النفط الروسي.

 

وأردف "لكن في حين قد لا يتمكن الحوثيون من تحديد هوية السفن بشكل صحيح، فإنهم قادرون على اكتشاف وتحديد موقع السفن أثناء تحركها على طول الممرات الملاحية الدولية، ولم يكونوا قلقين بشكل مفرط بشأن التعريفات الخاطئة".

 

وقال إن أحد العناصر الرئيسية لقدرة الحوثيين على الحفاظ على صورة استخباراتية بحرية محدثة كان المدخلات التي قدمتها إيران.

 

واستدرك "قبل العملية الحوثية المناهضة للشحن، اتهمت السلطات السعودية السفينة الإيرانية إم في سافيز بكونها سفينة تجارية لجمع المعلومات الاستخباراتية وإعادة إمداد الحوثيين على الشاطئ بقوارب عمل صغيرة. وتضررت سافيز بسبب هجوم بلغم لاصق غير منسوب في 6 أبريل 2021، ولكن تم استبدالها بسفينة مماثلة، إم في بهشاد، في يوليو 2021. لم يكن لدى أي من السفينتين طرق تجارية واضحة في المنطقة، وقد تم تحديد كليهما سابقًا وهما ترسو في الموانئ العسكرية الإيرانية".

 

وأفادت صحيفة فاينانشال تايمز في مارس/آذار أن "بهشاد، التي تبدو ظاهريًا وكأنها سفينة شحن عادية، انتقلت إلى خليج عدن في يناير/كانون الثاني بعد سنوات في البحر الأحمر، تمامًا كما تصاعدت الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن".

 

يقول المعهد الأسترالي "يبدو أن الدور الاستخباراتي لسفينة بهشاد قد تأكد عندما حذر الممثل الدائم لإيران في الأمم المتحدة في نيويورك الولايات المتحدة من أي شكل من أشكال الهجوم على السفينة، في حين وصف مقطع فيديو وزعه الجيش الإيراني السفينة بأنها "ترسانة عائمة".

 

وأشار إلى ان الدور الدقيق الذي لعبته سفينة إم في بهشاد في حملة الحوثيين ضد الشحن هو مسألة تخمين ولكن من المرجح أن يكون واضحًا لوكالات الاستخبارات. تُظهر الصور أن كل من بيهشاد وسافيز مزودتان برادارين بحريين قياسيين، مثبتين على ارتفاع غير عادي على ساري أمامي وعلى ساري آخر أعلى الهيكل العلوي الخلفي لكل سفينة.

 

ولفت إلى أن هذا الارتفاع من شأنه أن يمنح الرادار مدى رؤية يصل إلى 100 كيلومتر، وهو أكثر من كافٍ لمراقبة ممرات الشحن الدولية المجاورة. وفي تركيب رادار السفن التجارية النموذجي، وهو مناسب بشكل قياسي للملاحة وتجنب الاصطدام، يتم دمج عودة الرادار مع جهاز رسم الخرائط ومع البيانات المجمعة التي توفرها أجهزة إرسال نظام التعريف التلقائي (AIS) على السفن.

 

ونوه المعهد أنه حتى إذا كانت السفينة تسافر مع إيقاف تشغيل نظام التعريف التلقائي (AIS)، فإن عودة الرادار وحدها ستكون قادرة على اكتشاف وتحديد موقع السفينة وتحديد سرعتها ومسارها. وكان بإمكان بهشاد أن تكمل هذه المعلومات بتقارير مرئية من قوارب صغيرة - إما تم إطلاقها باستخدام أبراج بهشاد أو قوارب صيد محلية تم اختيارها في جهود جمع المعلومات الاستخباراتية.

 

وحسب التقرير فإنه في فبراير/شباط، ظهرت تقارير عن هجوم إلكتروني كبير يستهدف بهشاد. تسكعت السفينة في المنطقة لبضعة أسابيع بعد ذلك وبحلول أبريل/نيسان انتقلت إلى مرسى قبالة ميناء بندر عباس، بالقرب من المدينة الجنوبية في إيران، حيث لا تزال.

 

وقال "مع ذلك، استمرت هجمات الحوثيين دون هوادة". ويشير هذا إلى أن تقنيات جمع المعلومات الاستخباراتية المشتبه بها التي استخدمتها بهشاد يتم تنفيذها الآن من قبل سفن أخرى، ربما أصغر حجماً، تعتمد على عدم الكشف عن هويتها لتجنب الحظر.

 

وتوصل المعهد الأسترالي إلى أن إيران تستخدم على نطاق واسع الزوارق الصغيرة الأقرب إلى الوطن، وكثيراً ما ترسل الزوارق السريعة في رحلات بحرية طويلة المدى متنكرة في هيئة صيادين أو مهربين إلى المياه الإقليمية للدول المجاورة.

 

وأكد أن مدى الرادار للسفن الأصغر، إذا ما استخدمت في البحر الأحمر، لن يكون عظيماً مثل مدى رادار بهشاد. ولكن السفن الأصغر يمكنها استخدام عدم الكشف عن هويتها للتسكع بالقرب من ممرات الشحن الدولية، حيث يمكنها أيضاً استخدام الملاحظات البصرية. مشيرا إلى أن التقارير الواردة من قبطان السفن التي تتعرض للهجوم تسجل دائماً تقريباً وجود قوارب صغيرة في المنطقة قبل الهجمات.

 

وقال "لقد استغرق الأمر شهوراً قبل أن يتم إيقاف الدور المشتبه به لبهشاد في الهجمات ضد السفن".

 

وخلص معهد لوي الاسترالي أن التحدي الذي يواجه شركاء التحالف، الذين غالباً ما يكونون مثقلين بعمليات صنع القرار المرهقة، سيكون الرد مرة أخرى - ولكن بإلحاح أكبر. ومع أن إيران وحلفائها أضعف عسكرياً من خصومها، إلا أنهم يتمتعون بميزة القدرة على صنع القرار التكتيكي الأكثر رشاقة.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن إيران أمريكا البحر الأحمر الملاحة الدولية فی البحر الأحمر على السفن إلى أن

إقرأ أيضاً:

أي تأثير لهجمات البحر الأسود على أمن الملاحة ومصالح تركيا الإستراتيجية؟

أنقرة- تعيش أنقرة حالة استنفار متصاعد بعدما امتدت نيران الحرب الروسية الأوكرانية إلى تخوم مياهها في البحر الأسود، إثر سلسلة هجمات طالت ناقلات نفط وسفنا تجارية خلال الأيام الماضية.

واعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان استهداف ناقلة نفط قبالة الساحل الشمالي للبلاد "تصعيدا مقلقا" يهدد سلامة الملاحة في واحد من أكثر الممرات حساسية لتركيا، محذّرا الأطراف المعنية من خطورة الانزلاق إلى مواجهة بحرية مفتوحة.

وشهدت مياه البحر الأسود المحاذية لتركيا خلال الأيام الأخيرة سلسلة تطورات لافتة، عكست للمرة الأولى انتقال الحرب الروسية الأوكرانية إلى تخوم المجال البحري التركي.

واندلع الأسبوع الماضي، حريق في الناقلة "كایروس" التي ترفع علم غامبيا بعد انفجار وقع على بعد 28 ميلا قبالة ساحل كفكن شمالي تركيا. وبعد نحو ساعتين فقط، تلقت السلطات التركية نداء استغاثة من ناقلة النفط "فيرات" على مسافة 35 ميلا من الساحل، حيث أفاد طاقمها بتعرضها لهجوم.

الدبلوماسية والمصالح

وتشير المعطيات وتقارير إعلامية إلى أن الهجومين نُفّذا بواسطة زوارق أو مُسيّرات بحرية أوكرانية، في ظل اعتراف كييف سابقا باستخدام طائرات مسيرة لضرب ناقلات يعتقد أنها جزء من "أسطول الظل" الروسي الذي يعمل خارج نطاق العقوبات.

وعثر قبل أشهر على زورق أوكراني جرفته الأمواج إلى شواطئ طرابزون، في مؤشر مبكر على تمدد أدوات الحرب إلى محيط السواحل التركية. كما أعلنت المديرية العامة للشؤون البحرية عن حادث ثالث استهدف الناقلة "ميدفولغا-2" التي كانت تنقل زيت عباد الشمس من روسيا إلى جورجيا، على مسافة 80 ميلا من الساحل التركي.

ووجدت أنقرة نفسها أمام معادلة دبلوماسية شديدة الحساسية مع اقتراب نيران الحرب من مياهها، مما فرض عليها السير على خيط دقيق بين موسكو وكييف حفاظا على مصالحها الإستراتيجية.

وسريعا استدعت وزارة الخارجية التركية، السفير الأوكراني والقائم بالأعمال الروسي لإبلاغهما قلق أنقرة الكبير من الهجمات التي طالت سفنا مرتبطة بروسيا داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة. وتوازى هذا التحرك مع تحذير علني وجهته أنقرة لجميع الأطراف بوجوب الكف عن استهداف السفن التجارية، في رسالة يفهم منها أنها موجهة بالأساس إلى كييف.

إعلان

وتعكس هذه المقاربة محاولة تركيا التمسك بنوع من الحياد العملي، فهي من جهة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتزوّد أوكرانيا بمُسيّرات قتالية، ومن جهة أخرى ترتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا ولم تنضم إلى منظومة العقوبات الغربية.

وفي خضم هذه التعقيدات، تحاول تركيا توسيع دائرة المشاورات مع حلفائها في الناتو حول أمن البحر الأسود، دون أن تنجر لمواجهة مباشرة. فقد ناقش وزير الخارجية هاكان فيدان هذه المخاطر مع الأمين العام للحلف مارك روته، مؤكدا أن الهجمات على ناقلات مرتبطة بروسيا قرب المياه التركية ترفع احتمالات احتكاك غير محسوب.

وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الأوكراني والقائم بالأعمال الروسي لإبلاغهما قلق أنقرة (الأناضول)معادلة أنقرة

ويرى الخبير الأمني بلال يوزغاتلي، أن مقاربة أنقرة في البحر الأسود ترتكز على إدارة التهديد ميدانيا بأقل احتكاك، وضبط الخطاب الدبلوماسي للحفاظ على هامش المناورة، ومنع تحويل أمن الملاحة التركي إلى ورقة ضغط بيد أي طرف.

ويشرح يوزغاتلي للجزيرة نت، أن تركيا قادرة على تعزيز أمنها البحري دون التورُّط المباشر في الحرب، عبر تكثيف الدوريات الجوية والبحرية والرصد بالمسيرات داخل نطاق مسؤوليتها، وتحديث قواعد الاشتباك بما يسمح بتحييد أي أهداف مجهولة تقترب من سفن مدنية.

ودبلوماسيا، يرى أن التوازن يقتضي التمسك بمبدأ أن أمن الملاحة ملف دولي وليس نزاعا ثنائيا مع روسيا أو أوكرانيا. وبناء عليه تضغط تركيا على كييف لعدم تنفيذ هجمات قرب سواحلها، مقابل تذكير موسكو بأن دعمها لا يمكن أن يكون غير مشروط طالما تستمر في استخدام البحر الأسود كمنطقة تهديد.

أما في علاقتها مع الناتو، فيؤكد يوزغاتلي أن مصلحة أنقرة تكمن في الاستفادة من المظلة الدفاعية للحلف دون التحول إلى أداة مواجهة مع روسيا. فهي تشارك في تبادل المعلومات البحرية وتطوير قدرات المراقبة، لكنها تحافظ على قيود اتفاقية مونترو لمنع عسكرة البحر الأسود، وفي الوقت نفسه، تبقي أنقرة ورقة "الهجوم على عضو في الناتو" كردع صامت لا كتصعيد سياسي علني.

ويختم الخبير الأمني قائلا إن قدرة تركيا على الحفاظ على هذا التوازن مرهونة بفصل أمنها البحري عن حسابات الآخرين، والتعامل مع الهجمات كـانتهاك لقواعد الملاحة لا كفرصة لإعادة التموضع في الحرب، فكلما بقيت أنقرة في موقع حارس الممرات لا طرف المعركة، استطاعت حماية مصالحها دون الانجرار إلى صراع لا تملك تحديد مساره أو نتائجه.

تداعيات وسيناريوهات

ولا تتوقف تداعيات التصعيد البحري عند البعد الأمني، بل تمتد مباشرة إلى المصالح الاقتصادية والإستراتيجية لتركيا في البحر الأسود.

وفي السياق، يرى الباحث الاقتصادي، حقي إيرول جون، أن الخطر الحقيقي يكمن بإعادة تسعير الأخطار وإعادة تشكيل مسارات الملاحة بهدوء إذا استمرت الهجمات في البحر الأسود. فمع تصنيف المنطقة عالية الخطورة، ترتفع أقساط التأمين وكلفة الشحن فورا، وهو ما ينعكس مباشرة على فاتورة الطاقة والحبوب التي تستوردها تركيا من روسيا وأوكرانيا، ويزيد الضغط على التضخم والحساب الجاري.

إعلان

ويضيف جون للجزيرة نت، أن جزءا من خطوط الملاحة قد يبدأ بالفعل بتفضيل ممرات بديلة أو موانئ أقل خطورة، مما يعني خسارة محتملة لبعض حركة الترانزيت التي تعتمد عليها الموانئ التركية في البحر الأسود.

مع تصاعد الهجمات على السفن على بُعد أميال من سواحل #تركيا.. أردوغان: الهجمات على السفن التجارية في البحر الأسود غير مقبولة، وقد بدا جليًّا أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا باتت تهدد بوضوح سلامة الملاحة في البحر الأسود pic.twitter.com/Kq8Vy4Ck9L

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 2, 2025

وعن السيناريوهات المحتملة، يرى الباحث جون أن:

سيناريو التصعيد المحدود هو الأقرب، أي استمرار الهجمات دون استهداف مباشر للسفن التركية، مما يعني بقاء الممرات مفتوحة لكن بتكاليف أعلى وضغوط على أسعار الطاقة والحبوب. أما سيناريو التصعيد المتوسط، المتمثل في اقتراب الهجمات من السواحل التركية، فقد يدفع أنقرة لتنويع الممرات التجارية وتحمل كلفة أعلى مؤقتا، مع انعكاسات سلبية على الليرة والتضخم. في حين يبقى السيناريو الحاد الأقل احتمالا لكنه الأكثر كلفة، حيث يمكن أن يتحول جزء من البحر الأسود إلى منطقة شبه مغلقة، مما يفرض إعادة هيكلة عميقة لمسارات التجارة التركية ويزيد الضغوط على ميزان المدفوعات.

مقالات مشابهة

  • تحذير عاجل للمصريين: هجمات إلكترونية إسرائيلية تهدد خصوصية الملايين
  • تحذيرات عاجلة من آبل وجوجل.. هجمات سيبرانية تستهدف مستخدمي الهواتف في 150 دولة بينها مصر
  • أي تأثير لهجمات البحر الأسود على أمن الملاحة ومصالح تركيا الإستراتيجية؟
  • نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • الجارديان: وقوف السعودية مع السودان وراء تصعيد الإمارات ضد السعودية في اليمن (ترجمة خاصة)
  • شيرين دعيبس: كل فلسطيني له قصصه العائلية التي تتعلق بالنكبة وهذا سبب تقديمي لـ«اللي باقي منك»
  • هجمات تجسس «إسرائيلية» تضرب 150 دولة.. غوغل وآبل تتحركان!
  • "يونيفيل": هجمات "إسرائيل" على لبنان انتهاك لقرار مجلس الأمن
  • تقارير تكشف تحوّل المعركة البحرية الأمريكية مع الحوثيين إلى كارثة.. تفاصيل مثيرة
  • موقع بريطاني: الإمارات تتخذ موقفاً حذراً من واشنطن في فرض جودها في بؤر التوتر في اليمن والسودان (ترجمة خاصة)