بوابة الوفد:
2025-07-28@22:55:33 GMT

انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب الأوكرانية (1-2)

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

فى تطور مثير للقلق لسوق الغذاء العالمى، انسحبت روسيا مؤخرًا - فى منتصف يوليو 2023 - من اتفاقية تصدير الحبوب. تأتى الخطوة الروسية بعد أن شهدت أسعار المواد الغذائية فى الأسواق العالمية زيادة حادة تجاوزت نسبة 40% فى أعقاب الصراع الدائر فى أوكرانيا. فطرفا النزاع يعدان مساهمين رئيسيين فى إمدادات الغذاء العالمية، فالدولتان تعدان من أهم مُصدّرى الحبوب كالقمح والشعير والذرة وزيت عباد الشمس والأعلاف والأسمدة وغيرها من المنتجات الضرورية.

 

القرار الروسى فى أبسط أشكاله يشير إلى أزمة حابسة لأنفاس العالم قد تؤدى إلى تعميق نزيف الاقتصاد العالمى المستمر منذ جائحة كورونا وقبلها، وبات يتطلب بالضرورة إعادة تقييم سياسات الأمن الغذائى الدولية.

بعد بدء الحرب الروسية فى فبراير من العام السابق، تم وضع اتفاقية الحبوب الأوكرانية-الروسية عبر البحر الأسود – وهو المنفذ البحرى الوحيد لأوكرانيا لتصدير الحبوب إلى العالم - وسط امتناع دول شرق الاتحاد الأوروبى للتصدير من خلالها. فحجية امتناع دول مثل بولندا مبنية على أن تصدير أوكرانيا للحبوب عبرها يضر بمصالحها ويقوض من إنتاجها المحلى، ويؤثر على سوق محاصيلها جَرّاء الفوائض وتكدّسات الصوامع نتيجة الاختناقات اللوجيستية. يذكر أن الاتفاقية قد سهلت شحن من 40 مليون طن من الحبوب منذ توقيعها فى يوليو 2022.

ويتوقف قرار روسيا بالانسحاب من اتفاقية الحبوب على عدة قضايا رئيسية. تتركز مطالب روسيا وفق صفقة الحبوب على إعادة ربط البنك الزراعى الروسى مع نظام الدفع الدولى «سويفت»، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار اللازمة للزراعة الروسية، ورفع الحظر الغربى عن لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا بين مدينتى تولياتى الروسية وأوديسا الأوكرانية، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية وحسابات الشركات العاملة فى مجال تصدير المواد الغذائية والأسمدة.

ومن بين الأسباب الدافعة لروسيا للانسحاب من اتفاقية الحبوب هو استخدام أوكرانيا الممر البحرى الآمن المخصص لنقل الحبوب لتنفيذ هجمات ضدها بطائرات مسيّرة وهجمات أخرى مختلفة. كما أنه وبحسب الرواية الروسية، هو عدم الالتزام بنصوص الاتفاقية والتى تنص على وصول القمح الأوكرانى للدول الفقيرة والنامية بل وصوله فقط وبشكل حصرى للدول الغنية الغربية فى الاتحاد الأوروبى. وتشير الإحصائيات إلى أن 43% من الحبوب الأوكرانية المشحونة بحرياً نقلت إلى أوروبا، بينما 17% منها فقط وجد طريقه للدول المتوسطة و2.5% منها ذهب للدول الفقيرة فى إفريقيا التى تعتمد على إنتاج البلدين بالأسعار المخفضة.

فإنهاء روسيا لاتفاقية تصدير الحبوب ليست مجرد قضية جيوسياسية، فمن المرجح أن تتردد أصداء تداعياتها عبر سوق الغذاء العالمى، وتؤثر على الدول البعيدة عن بؤرة هذا الصراع. فتعطل الأنشطة التصديرية سيتسبب حتماً فى اضطرابات كبيرة فى الأسواق الدولية. ستحتاج المنطقة العربية، بما فى ذلك منطقة الخليج العربى وشمال إفريقيا، والتى تعد واحدة من أكبر مستوردى الذرة والقمح والأعلاف الروسية-الأوكرانية، إلى البحث عن مصادر بديلة للإمداد. وعلى الرغم من أن الدول العربية قد نوعت مصادر وارداتها لتجنب تطورات الأزمة المحتملة، إلا أنه من المتوقع أن يكون لقرار روسيا بوقف الاتفاقية تأثيرات كبيرة لا يمكن إنكارها على الأمن الغذائى فى كامل المنطقة العربية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انسحاب روسيا اتفاقية الحبوب الأوكرانية الغذاء العالمى الصراع الدائر اوكرانيا اتفاقیة الحبوب من اتفاقیة

إقرأ أيضاً:

الحر الشديد يؤثر سلبا على إنتاج الحبوب الشتوية في تركيا

أنقرة (زمان التركية) -يؤثر الجفاف وموجات الحر الشديدة التي اجتاحت تركيا سلبًا وبشكل كبير على الإنتاج الزراعي في البلاد.

ووفق النشرة الشهرية لمراقبة الموارد الزراعية (MARS) الصادرة عن مركز البحوث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية (JRC) لشهر يوليو، فإن الخسائر ملحوظة في محاصيل الحبوب، خاصة القمح الشتوي والشعير، حيث تعد تركيا وإيطاليا من بين الدول القليلة المتوقع انخفاض إنتاجها من الحبوب بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار.

ووفقًا للبيانات الجوية وتقرير مركز البحوث المشتركة، ظلت معدلات هطول الأمطار في مناطق غرب ووسط وجنوب شرق الأناضول دون المتوسط الموسمي. كما انخفضت كمية الأمطار في جميع أنحاء تركيا خلال الأشهر الأخيرة بنسبة 25-30% أقل من المعتاد. بينما شهدت مناطق وسط وجنوب شرق الأناضول واحدة من أكثر الفترات جفافًا خلال الـ65 عامًا الماضية، سجلت منطقة إيجه أدنى مستويات هطول الأمطار منذ 18 عامًا.

وأفاد التقرير بأنه من المتوقع حدوث خسائر كبيرة في محصولي القمح والشعير في منطقتي وسط وجنوب شرق الأناضول، كما أثر الجفاف سلبًا على المحاصيل الصيفية مثل القطن والذرة وعباد الشمس.

وتظهر آثار الجفاف على الزراعة أيضًا في صور الأقمار الصناعية. وفقًا لبيانات معدل امتصاص الضوء الفعال لعملية التمثيل الضوئي (FAPAR) المستندة إلى الأقمار الصناعية والواردة في نشرة مركز البحوث المشتركة، فإن صحة ونمو الغطاء النباتي في تركيا كانا دون المستوى الطبيعي.

وأشار تقرير مركز البحوث المشتركة إلى أن توفير إمدادات مائية كافية خلال الموسم في رومانيا وبلغاريا وفرنسا وإسبانيا وإيرلندا ودول إسكندنافيا ودول البلطيق ساهم في توقعات بإنتاج حبوب شتوية أعلى من المتوسط. بينما من المتوقع أن تكون المحاصيل في ألمانيا وبولندا والمجر ضمن المستويات الموسمية المعتادة.

كما ذكر التقرير أن الأمطار الغزيرة في فنلندا وإستونيا أثرت سلبًا على الأنشطة الزراعية، بينما استمر انتشار حشرات السيكادا في جنوب ألمانيا، والتي تسبب مرض الستولبور في حقول بنجر السكر والبطاطس.

Tags: اسطنبولالجفاف في تركياتركياجفافدرجات الحرارة

مقالات مشابهة

  • ترامب يدرس تقليص مهلة التوصل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • محمد أبو العينين: الشعب لديه وعي بكل المخططات التي تدار ضد الدولة
  • شركة هندية تدافع عن تصدير شحنة مركّب متفجّر إلى روسيا بقيمة 1.4 مليون دولار
  • الدفاع الروسية: ضربنا مواقع لإنتاج المسيرات والتحكم بالدرونات بعيدة المدى الأوكرانية
  • الحر الشديد يؤثر سلبا على إنتاج الحبوب الشتوية في تركيا
  • افتتاح استثنائي لمركزي الحبوب في سلحب وشطحة بمحافظة حماة
  • الحرب الروسية الأوكرانية| هجمات متبادلة بالمسيّرات.. وسقوط 5 قتلى
  • الجوع يواصل حصد الأرواح في غزة.. وإسرائيل تسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات جواً في القطاع
  • اتفاق مبدئي على عقد قمة رباعية في تركيا لإيجاد حل للحرب الروسية الأوكرانية
  • تصدير نفط العراق.. تركيا تطالب برفع الرسوم إلى 2.5 دولار للبرميل