انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب الأوكرانية (1-2)
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
فى تطور مثير للقلق لسوق الغذاء العالمى، انسحبت روسيا مؤخرًا - فى منتصف يوليو 2023 - من اتفاقية تصدير الحبوب. تأتى الخطوة الروسية بعد أن شهدت أسعار المواد الغذائية فى الأسواق العالمية زيادة حادة تجاوزت نسبة 40% فى أعقاب الصراع الدائر فى أوكرانيا. فطرفا النزاع يعدان مساهمين رئيسيين فى إمدادات الغذاء العالمية، فالدولتان تعدان من أهم مُصدّرى الحبوب كالقمح والشعير والذرة وزيت عباد الشمس والأعلاف والأسمدة وغيرها من المنتجات الضرورية.
القرار الروسى فى أبسط أشكاله يشير إلى أزمة حابسة لأنفاس العالم قد تؤدى إلى تعميق نزيف الاقتصاد العالمى المستمر منذ جائحة كورونا وقبلها، وبات يتطلب بالضرورة إعادة تقييم سياسات الأمن الغذائى الدولية.
بعد بدء الحرب الروسية فى فبراير من العام السابق، تم وضع اتفاقية الحبوب الأوكرانية-الروسية عبر البحر الأسود – وهو المنفذ البحرى الوحيد لأوكرانيا لتصدير الحبوب إلى العالم - وسط امتناع دول شرق الاتحاد الأوروبى للتصدير من خلالها. فحجية امتناع دول مثل بولندا مبنية على أن تصدير أوكرانيا للحبوب عبرها يضر بمصالحها ويقوض من إنتاجها المحلى، ويؤثر على سوق محاصيلها جَرّاء الفوائض وتكدّسات الصوامع نتيجة الاختناقات اللوجيستية. يذكر أن الاتفاقية قد سهلت شحن من 40 مليون طن من الحبوب منذ توقيعها فى يوليو 2022.
ويتوقف قرار روسيا بالانسحاب من اتفاقية الحبوب على عدة قضايا رئيسية. تتركز مطالب روسيا وفق صفقة الحبوب على إعادة ربط البنك الزراعى الروسى مع نظام الدفع الدولى «سويفت»، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار اللازمة للزراعة الروسية، ورفع الحظر الغربى عن لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا بين مدينتى تولياتى الروسية وأوديسا الأوكرانية، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية وحسابات الشركات العاملة فى مجال تصدير المواد الغذائية والأسمدة.
ومن بين الأسباب الدافعة لروسيا للانسحاب من اتفاقية الحبوب هو استخدام أوكرانيا الممر البحرى الآمن المخصص لنقل الحبوب لتنفيذ هجمات ضدها بطائرات مسيّرة وهجمات أخرى مختلفة. كما أنه وبحسب الرواية الروسية، هو عدم الالتزام بنصوص الاتفاقية والتى تنص على وصول القمح الأوكرانى للدول الفقيرة والنامية بل وصوله فقط وبشكل حصرى للدول الغنية الغربية فى الاتحاد الأوروبى. وتشير الإحصائيات إلى أن 43% من الحبوب الأوكرانية المشحونة بحرياً نقلت إلى أوروبا، بينما 17% منها فقط وجد طريقه للدول المتوسطة و2.5% منها ذهب للدول الفقيرة فى إفريقيا التى تعتمد على إنتاج البلدين بالأسعار المخفضة.
فإنهاء روسيا لاتفاقية تصدير الحبوب ليست مجرد قضية جيوسياسية، فمن المرجح أن تتردد أصداء تداعياتها عبر سوق الغذاء العالمى، وتؤثر على الدول البعيدة عن بؤرة هذا الصراع. فتعطل الأنشطة التصديرية سيتسبب حتماً فى اضطرابات كبيرة فى الأسواق الدولية. ستحتاج المنطقة العربية، بما فى ذلك منطقة الخليج العربى وشمال إفريقيا، والتى تعد واحدة من أكبر مستوردى الذرة والقمح والأعلاف الروسية-الأوكرانية، إلى البحث عن مصادر بديلة للإمداد. وعلى الرغم من أن الدول العربية قد نوعت مصادر وارداتها لتجنب تطورات الأزمة المحتملة، إلا أنه من المتوقع أن يكون لقرار روسيا بوقف الاتفاقية تأثيرات كبيرة لا يمكن إنكارها على الأمن الغذائى فى كامل المنطقة العربية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انسحاب روسيا اتفاقية الحبوب الأوكرانية الغذاء العالمى الصراع الدائر اوكرانيا اتفاقیة الحبوب من اتفاقیة
إقرأ أيضاً:
الدولي للتوظيف: تصدير العمالة المصرية للشركات الأوربية المعتمدة بالاتحاد
أكد محمد الدروي عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولى للتوظيف أهمية التعاون مع وزارة العمل المصرية وفتح قنوات اتصال لدعم العمال على كافة المستويات مشيرا إلى أن الاتحاد سيعمل على توفير تدريب ووظائف للعمالة المصرية في الدول التي يعمل في نطاقها بالتنسيق مع وزارة العمل.
جاء ذلك خلال حضوره الاجتماع الذي عقد في مقر البعثة المصرية في جنيف على هامش فعاليات الدورة ١١٣ لمؤتمر العمل الدولي مع بيتنا شلير رئيس الاتحاد العالمي للتوظيف والوفد المرافق لها ووزير العمل المصري محمد جبران .
تصدير العمالة المصرية المؤهلةوأشار إلى أن الاتحاد الدولي للتوظيف ووزارة العمل سيعملان على صياغة مذكرة تفاهم قريبا لتحديد أوجه التعاون بين الطرفين خلال الفتره المقبلة خصوصا الاستفادة من مصر في تصدير العمالة المؤهلة المدربة خصوصا إلى دول الاتحاد الأوربي للشركات المعتمدة بالاتحاد الدولي للتوظيف مؤكدا ان سوق العمل المصري واعد ويستطيع تلبية احتياجات الكثير من السوق العمل العالمي .
وأشار الدروي إلى أن هناك اقبالاً كبيرا من الشركات العالمية للاستثمار في مصر وهو سيدفع إلى ارتفاع معدلات النمو وخلق فرص عمل جديية بما يؤدي إلى انخفاض معدلات البطالة وهو الهدف الاستراتيجي الذي يسعي اليه الاتحاد الدولي للتوظيف بالتعاون مع الشركاء الدوليين في كافة أنحاء العالم مشددا على أهمية تكيف أسواق العمل مع أنماط العمل الحديثة.