«استدامة كتاب» تسلط الضوء على تجارب المبدعات
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةنظمت مجالس أحياء دبي بمجلس الخوانيج، أمسية بعنوان «استدامة كتاب»، أدارتها الشاعرة نايلة الأحبابي، وشارك فيها الكاتبات أمينة العمراني، ورشا الأحمدية، وميثاء السبوسي، وذلك بحضور نخبة من سيدات المجتمع وعدد من المهتمات بالجوانب الإبداعية.
واستعرضت الكاتبات المشاركات خلال الأمسية بدايتهن، ومن أين يستلهمن أفكارهن، وكيف صقلن مواهبهن، حيث أوضحن أن الكتابة نوع من أنواع التفريغ الداخلي للمشاعر، والذي يساهم بدوره في التخفيف من الأعباء النفسية للكاتبة، كما أنها تساهم في توصيل الرسائل الهادفة للفئة المستهدفة من القراء.
رسائل هادفة
من جانبها، قالت الكاتبة ميثا السبوسي: البيئة المحيطة بي أثرت في توجهي في الكتابة، حيث استقيت أفكارها من حياتي اليومية، فكانت كتبي الموجهة للأطفال تعبر عن الموروث مثل الرطب والعزب والأفلاج وغيرها، فهي تحتوي على رسائل أوجهها لأبنائي الصغار والأجيال القادمة.
وأضافت أن بوادر الإبداع كانت تظهر وتختفي في مراحل مختلفة من عمري، ولم توجه التوجيه الصحيح منذ البداية، فأردت استثمار ما افتقدته من خلال توفير برامج وورش تدريبية لتعزيز الكتابة الإبداعية لديهم، وإقامة المسابقات لتعزيز الروح التنافسية. أما عن فكرة استدامة كتاب، فالقراءة لم تكن لملء الفراغ، ولكنها بناء للشخصية وتعميق للإدراك واستشفاف للمعرفة.
وقالت الكاتبة رشا الأحمدية: بدأت رحلتي مع الكتابة العلاجية، من ثم تحولت إلى الكتابة الإبداعية، لا أستطيع أن أنكر فضل الكتابة عليّ، فهي أخرجتني من حالة الاكتئاب التي عصفت بي، وغيرت مجرى حياتي، وحولتني إلى إنسانة أكثر سعادة ومرونة، ولأكون وفية للكتابة، فأنا دائماً أحث المقربين مني على التعبير عن أنفسهم من خلال الكتابة أو الفنون الأخرى، لأن ذلك سينعكس إيجاباً على صحتهم النفسية والعقلية.
تنظيم الوقت
قالت الكاتبة أمينة العمراني: كانت البداية عندما كنت أتصفح بعض كتب الأطفال الغربية، واكتشف أفكاراً لا تتلاءم مع بيئتنا العربية، فكانت الانطلاقة في عالم الكتابة للطفل، هذا العالم المليء بالخيال والمتعة حرر الطفلة التي تسكن بداخلي.
وأضافت: يصعب تلخيص أدوات الكتابة في بضعة أسطر، لكن من الممكن القول إنها عبارة عن خيوط تسمح بنسج نص أدبي بديع، يجمع بين جمال اللغة والإبداع في طرح الأفكار.
ودارت مداخلات ثرية بين الحاضرات والمشاركات، حيث قالت الدكتورة منيرة الرحماني: سعدت جداً بحضور هذه الأمسية، حيث تعرفت فيها على نخبة من الكاتبات المبدعات، وأتمنى أن تقام بشكل دوري، لنشر المبادرات البناءة، التي ترسخ مفاهيم القراءة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دبي الإمارات الخوانيج الكتابة الإبداعية الكتابة الأدبية الكتابة
إقرأ أيضاً:
شَبَه الكتابة بالطبخ
تشبه الكتابةُ الطبخَ في أنه كما أننا يمكن أن نعطي المقادير بدقة لشخص ما مع خطوات الطبخ، لكن الطبخة النهائية لا يمكن أن تتشابه مع أي طبخة أخرى في العالم حتى مع الالتزام بجميع الإرشادات. بل قد ينتج عنها طبخة رائعة عند أحدهم، وفاشلة وغير قابلة للأكل عند آخر، وعادية عند ثالث. وكذلك الأمر في الكتابة؛ حيث إنه مهما علّمت شخصًا ما كيف يكتب، ووفرت له مواد الكتابة مع أرشيف كاف، فإنك لن تستطيع أن تضمن منه نصًّا جميلًا. بل إن المنتج النهائي قد يتفاوت ما بين نصَّ عادي إلى رائع جدًّا إلى نصَّ سيئ لا يستطيع أحد إكمال قراءته حتى النهاية.
وكما قال أحدهم: أحب الكزبرة لكن أبي يعتقد أن طعمها كالصابون! فإن نصًّا قد يجعل قارئًا يتوقف أثناء قراءته ويعيد القراءة ثانية وثالثة، ويردد: الله الله! أو يصرخ كما يفعل بعض مشجعي كرة القدم، ولكن نفس النص قد يجعل شخصًا آخر يتثاءب ثم يقفل الكتاب وقد لا يعود إليه ثانية.
ذلك أن هناك عوامل عديدة ومعقدة تتداخل وتتفاعل معًا لكي تسهم في إخراج أي نصّ كما نراه، ليس أقلها الخلفية المعرفية، والقراءات السابقة، وحتى الحالة النفسية للكاتب، وما تعرض له من مواقف طوال حياته، ثم ما يواجهه من مواقف وقت الكتابة، كل هذه تشكل معًا أسلوبًا في الكتابة يظهر لنا من خلال النصَّ المكتوب. كما أن أسلوب الكتابة قد يتغير حينما يرغب الكاتب في إيصال رسائل إلى أشخاص معينين أو أطراف بعينها، أو حتى لشخص واحد (أحيانا نكتب للجميع لكي يقرأ شخص واحد)!
كذلك فإن الخبرة في كل من الطبخ والكتابة مهمة للغاية مهما توفر للطاهي من وصفات للطبخ، ومهما توفر للكاتب من أرشيف كتابي كبير وإرشادات كثيرة لطريقة الكتابة. وكما أن هناك أيضًا ما يسمى في عالم المأكولات (نَفَس الطباخ) الذي يصعب تفسيره، هناك أيضًا (نَفَس الكاتب)، الذي يفوق نَفَس الطباخ في صعوبة تفسيره.
وختامًا، فكما أن الطبخ احتفاء بمنتجات الطبيعة عبر خلطها بطرق معينة وتعريضها للحرارة أو البرودة، فإن الكتابة هي احتفال في الذهن حين نتمكن من عصر أفكارنا ثم تسجيلها ومشاركتها مع الآخرين.
*الكتابة مهنة انتحارية إذ لا مهنة غيرها تتطلب قدراً كبيراً من الوقت، وقدراً كبيراً من العمل، وقدراً كبيراً من التفاني مقارنة بفوائدها الآنية. – الروائي ماركيز-