سجل عام 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق، فمع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا بشكل غير مسبوق وإصابة ووفاة الآلاف، ومع انتشار الفيروسات التي ينقلها البعوض حول العالم، ارتفع متوسط درجة الحرارة خلال فصل الصيف إلى أعلى مستوى له في التاريخ، وفقًا لبيانات جديدة نشرتها وكالة المناخ الأوروبية العليا، لكن لا زالت التحذيرات مستمرة بشأن ما سيحدث خلال الصيف المقبل.

كارلو بونتيمبو، مدير برنامج تحليل درجات الحرارة التابع لـ«كوبرنيكوس»، وهو هو برنامج مراقبة الأرض الأوروبي، قال إن الأرقام القياسية لدرجات الحرارة التي سُجلت هذا العام كانت صادمة لكنها ليست مفاجئة، إذ تواصل البشرية حرق الوقود الأحفوري بوتيرة متزايدة، ومع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل أعلى منذ 3 ملايين عام، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

استمرار السياسات البشرية يفاقم الأزمة

وأكد أيضًا أنه مع استمرارنا في السياسات ذاتها، فمن المتوقع عدم الحصول على نتيجة مختلفة: «ما لم نحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، فلن نرى سوى تفاقم هذه درجات الحرارة، من المتوقع أن يكون الصيف القادم أعلى من حيث الحرارة».

لا نستطيع التجاوز

وتوقع العلماء، أن زيادة ارتفاع درجات الحرارة بوتيرة غير مسبوقة لا نستطيع تجاوزها، فتغير المناخ الناتج عن الإنسان والظواهر المناخية التي ضربت العالم، تنذر باستمرار التغيرات المناخية.

خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ قالت اليوم الجمعة، إن درجات الحرارة العالمية بين يونيو وأغسطس كانت أعلى من المتوسط بمقدار 1.5 درجة مئوية، وبذلك تكون قد تجاوزت ​الرقم القياسي المسجل في الصيف الماضي.

موسم الحر وصل إلى ذروته يوليو الماضي

ووصل موسم الحر الشديد إلى ذروته في أواخر يوليو الماضي، عندما اكتشف برنامج تحليل درجات الحرارة الأيام الأربعة الأكثر سخونة على الإطلاق.

وحطمت ما يقرب من 7000 محطة أرصاد جوية في الولايات المتحدة الأرقام القياسية لدرجات الحرارة اليومية بين 1 يونيو و31 أغسطس الماضي، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وتوفي العشرات في الولايات المتحدة نتيجة الحرارة الشديدة، وفي مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا كانت واحدة من الولايات الأمريكية التي سقط فيها ما لا يقل عن 177 حالة وفاة هذا العام بسبب الحرارة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة تغير المناخ التغيرات المناخية الصيف الحرارة درجات الحرارة الحرارة ا

إقرأ أيضاً:

القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع

29 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: وسط موجات الحر الشديدة التي تضرب العراق هذا الصيف، تعود إلى الواجهة فرضية العلاقة العضوية بين ارتفاع درجات الحرارة وتصاعد معدلات الجريمة، في مقاربة تبدو للوهلة الأولى علمية الطابع، لكنها تخفي وراءها أسئلة أعمق عن طبيعة المجتمع، ومتانة النظام القيمي، وسرّ تماسك السلوك الجمعي تحت أقسى الضغوط المناخية.

وارتكز الخبير القانوني علي التميمي في تحذيره الأخير إلى دراسات دولية أجريت في بيئات مختلفة مثل الولايات المتحدة واليابان، خلصت إلى نتائج متشابهة: الطقس الحار يرفع منسوب العدوانية. وليس الأمر مجرد سرد بياني، بل يرتكز على تجارب مخبرية خضعت فيها عيّنات بشرية لاختبارات في غرف متفاوتة الحرارة، لتظهر النزعة العدوانية أكثر وضوحاً لدى من وُضعوا في الأجواء الحارة.

وحذر الخبير القانوني علي التميمي، من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تصاعد معدلات الجريمة، مشيراً إلى أن دراسات عالمية أثبتت وجود علاقة مباشرة بين الطقس الحار والسلوك العدواني.

وقال التميمي في تصريح للمسلة، إن “دراسات أُجريت في الولايات المتحدة شملت سبع ولايات، وأخرى مماثلة في اليابان، أكدت أن درجات الحرارة المرتفعة ترتبط بازدياد جرائم العنف والاعتداءات”، مشيراً إلى أن “تجارب مخبرية وضعت أشخاصاً في غرف بدرجات حرارة مختلفة، أظهرت أن من وُضعوا في الغرف الحارة كانوا الأكثر ميلاً للسلوك العدواني”.

وأضاف، أن “الحرارة الشديدة تؤثر سلباً على الجهاز العصبي، ما يسبب الانزعاج والإحباط ويزيد من الاندفاع نحو العنف والنزاعات، لكنها ليست العامل الوحيد وراء الجريمة، إذ تتداخل معها أسباب أخرى مثل الفقر والبطالة وتعاطي المخدرات”.

وبيّن، أن “أخطر الجرائم التي ترتكب تحت هذه التأثيرات هي القتل والتعذيب والسب، خاصة مع تراجع التركيز نتيجة قلة النوم والإرهاق، لاسيما مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي”.

وأوضح أن “اختلال توازن مادتي السيروتونين والتستوستيرون في الدماغ نتيجة الحرارة يسهم في اضطراب المزاج والسلوك، ما ينعكس بزيادة معدلات الجريمة”، لافتاً إلى أن “دراسة فرنسية أثبتت أن نسب الجرائم في المناطق الحارة أعلى مقارنة بالأقاليم الباردة”.

وترتبط هذه النتائج، بحسب التميمي، بتأثير الحرارة المباشر على الجهاز العصبي واضطراب المزاج، نتيجة اختلال مستويات السيروتونين والتستوستيرون، وهما مادتان عصبيتان أساسيتان في تنظيم الانفعالات وضبط السلوك. ويكتمل المشهد بظروف اقتصادية واجتماعية مرافقة، مثل الفقر، والبطالة، وسوء الخدمات، وانقطاع الكهرباء، وكلها تزيد من تأزم السلوك الفردي وتفتح الباب أمام اندفاعات غير عقلانية.

ويتضح أن المشكلة لا تكمن فقط في الحرارة كعامل منفرد، بل في ما تسميه الأدبيات الجنائية “البيئة المؤجِّجة للجريمة”، أي تضافر جملة من الظروف الضاغطة التي تفقد الإنسان توازنه. لكن، وبحسب التميمي، فإن ما يميز المجتمع العراقي تحديداً هو بقاء منظومته القيمية، الدينية والاجتماعية، حاضرة بقوة كمكبح أخلاقي وسلوكي، خاصة خلال المناسبات الدينية كرمضان، حيث تزداد درجات الحرارة وتقل الموارد، لكن العنف لا يتصاعد بنفس النسبة.

ويفتح هذا التحليل نافذة على أهمية سياسات الأمن الوقائي لا الأمني، أي بناء استراتيجيات مجتمعية للتخفيف من آثار التغيرات المناخية على الصحة النفسية والسلوك العام، في ظل التحولات المناخية التي باتت مرشحة لأن تصبح العامل الخفي في إنتاج الجريمة وتهديد التماسك الاجتماعي.

 

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • «الأرصاد»: الجمعة بداية آخر أشهر الصيف.. وتوقعات بارتفاع الحرارة على هذه المناطق
  • القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع
  • تحذير من الأرصاد الجوية التركية: إسطنبول على موعد مع أمطار غزيرة
  • موجة الحر في أوروبا تودي بحياة 2300 شخصا
  • تحذير.. ارتفاع درجات الحراة يهدد بزيادة أسعار المنتجات الزراعية بالأسواق
  • الصيف هيطول؟.. خبير مناخ يحذر: ممكن يوصل 140 يوما بدلًا من 90 لهذا السبب
  • خبير يكشف أسباب التطرف المناخي وارتفاع درجات الحرارة
  • القبة الحرارية السبب.. مركز تغيير المناخ يكشف سرّ ارتفاع درجات الحرارة
  • الحرارة أعلى من معدلاتها والأرصاد الجوية تحذر من التعرض لأشعة الشمس
  • موجة شديدة الحرارة خلال 72 ساعة وتحذير هام| ماذا سيحدث؟