الولايات المتحدة – صرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن استخدام الأسلحة الأميركية لشن هجمات طويلة المدى في العمق الروسي لن يغير مسار الحرب لمصلحة كييف، وذلك ردا على مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الغرب السماح لقوات بلاده باستخدام أسلحته بعيدة المدى لضرب روسيا.

وقال أوستن، في ختام اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا، إن “واشنطن وحلفاءها سيواصلون تقديم الدعم القوي لأوكرانيا في التصدي للغزو الروسي”، وأعلن عن تقديم مساعدات أمنية أميركية إضافية بقيمة 250 مليون دولار.

لكن حين سأله الصحفيون، نفى وزير الدفاع الأميركي احتمال أن يؤدي السماح بشن ضربات في عمق روسيا باستخدام أسلحة غربية إلى تغيير قواعد اللعبة، وشدد على أنه لا يوجد سلاح محدد قادر على تغيير مسار الحرب لمصلحة كييف.

وتفادى أوستن الإجابة عن سؤال لصحفي بخصوص تصريحات زيلينسكي بأن هناك أهدافا إستراتيجية في روسيا يمكن ضربها بأسلحة بعيدة المدى، وقال إن روسيا نقلت بالفعل طائرات بوسعها إسقاط قنابل على أوكرانيا إلى ما يتجاوز مدى أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى (أتاكمز) التي تقدمها الولايات المتحدة.

وأضاف أن أوكرانيا لديها قدراتها الخاصة، مثل الطائرات المسيرة، التي يمكنها ضرب أهداف داخل روسيا لا تطولها صواريخ أتاكمز وصواريخ ستورم شادو التي تقدمها بريطانيا.

وتابع أن “هناك أهدافا كثيرة في روسيا، فهي دولة كبيرة بالطبع، أوكرانيا تتمتع بقدرات كثيرة في ما يتعلق بالطائرات المسيرة وغيرها من الوسائل للتعامل مع هذه الأهداف”.

لكنه شدد على أهمية تقديم المساعدات لأوكرانيا، وقال “أعتقد أنه في المستقبل المنظور سنضمن مواصلة التركيز على مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها بشكل فعال”.

ولطالما ضغط زيلينسكي على الحلفاء الذين زودوا أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، لكنهم طلبوا من كييف ألا تستخدمها في عمق روسيا مخافة نشوب صراع مباشر بين الغرب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي اجتماع أمس الجمعة، كرر زيلينسكي مناشدته الدول الغربية لتزويد أوكرانيا بمزيد من الصواريخ بعيدة المدى ورفع القيود المفروضة على استخدامها لضرب أهداف مثل المطارات داخل روسيا، وقال إن “محاولات روسيا لرسم خطوط حمراء لا تنجح ببساطة”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال -الأربعاء الماضي- في مقابلة مع قناة روسيا الرسمية إن “الولايات المتحدة تعرف جيدا أين خطوط روسيا الحمراء، ويجب عليها ألا تستهزئ بهذا الأمر”.

المصدر : وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: بعیدة المدى

إقرأ أيضاً:

رأي.. عمر حرقوص يكتب عن الضربات الإسرائيلية ضد إيران: الحرب طويلة والمحور ليس بخير

هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

لم تكن الضربات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية مفاجئة، اتفق الجميع على أنها قادمة وبأسرع ما يمكن، إلا أنهم اختلفوا على توقيتها، بين أن تقع اليوم أو بعد انتهاء اللقاء بين الوفدين المفاوضين الأمريكي والإيراني في سلطنة عُمان يوم الأحد.

رغم التحذيرات والتوقعات، إلا أن المفاجئ فعلاً هو تصرف المسؤولين الإيرانيين، فهؤلاء ورغم الخبرات الواسعة التي يمتلكونها في "العمل السري" وإدارة الحروب في عدد من الدول العربية، إلا أنهم عاشوا وكأن "الدنيا بخير" على ما يقول أخوتنا المصريين، فلا تجهزوا للضربات، ولا اختفوا بعيداً عن أعين المترصدين الخارجيين والداخليين، ولا تحضروا ليتمكنوا من التصدي للهجمات، فيما أوضحت تسريبات إسرائيلية أن أجهزة المخابرات نجحت بالقيام بعمليات اغتيال خاصة مستخدمة طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة أطلقتها فرق من داخل إيران خلال وقوع الغارات.

قبل أعوام تابعتُ على منصة "Apple" مسلسلاً "خيالياً" اسمه "طهران"، يحكي قصة تمدد جهاز المخابرات الإسرائيلي في إيران وقدراته على العمل والقتل والتفجير وملاحقة المسؤولين في الحرس الثوري وتشغيلهم لصالحه، كنت أعتقد أن خيال المخرج كبير جداً، ويصلح أن يعمل في صناعة أفلام الأكشن والخيال العلمي في هوليوود، لكن كما رأينا خلال الساعات الأخيرة وما سبقها منذ انطلاق حرب السابع من أكتوبر قبل أكثر من عامين فإن منظومة بحالها مرتبطة بطهران تعيش اختراقاً غير متوقع حتى لدى مخرج المسلسل، وإذا وضعنا أفكاره على "رشّة" من نظرية المؤامرة والقليل من الواقع، فإننا نرى ما حصل في لبنان، من اغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله، ومعه الصفوف الأولى والثانية والثالثة من حزبه، يدفع إلى القول إن من تبقى من هذه القيادات حياً فهو مشكوك بأمره، كذلك الأمر في سوريا التي ذاب فيها فجأة نظام كامل مدعوم من إيران، وفي العراق، جمع قادة الميليشيات شملهم واتفقوا على إبعاد الكأس المرّة عن بلادهم.

الدنيا ليست بخير، صحيح هذا الأمر، فالحروب تولد الحروب، والصراعات لا تنتهي، ولكن ما رأيناه منذ الحرب التي أطلقها القيادي في حماس يحيى السنوار، فإن محور الممانعة بقيادة طهران فقد سيطرته على الأمور، من قطاع غزة الذي دفع سكانه الثمن الأكبر والأفظع في تاريخ الحروب، إلى لبنان الذي تعيش دولته من الرئاسة إلى الأحزاب تحت صدمة اسمها عدم تصديق انتهاء زمن وصاية "حزب الله"، إلى إيران التي تعرض فيها القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية للاغتيال داخل أحد الشقق السرية، فاتحاً الباب لأسئلة كثيرة عن دور المسؤولين في "الحرس الثوري" بالسقوط المنظم لهذا المحور.

الحرب بدأت اليوم، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو توقع أن تستمر أسبوعين، إيران بدأت الرد فانطلقت صفارات الإنذار في الأردن واختبأ السكان في سوريا ولبنان خوفاً من سقوط هذه المسيرات على رؤوسهم كما يحصل عادة.

خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 طالب الحلفاء في "المحور" بالدعم الإيراني لإخراجهم من ورطة الخسائر المتواصلة، فيما اليوم تنتظر طهران إعلان الانتصار عبر دعم يرسله الحوثيون في اليمن، علهم يطلقون صاروخاً بالستياً يصيب شارعاً قرب مطار بن غوريون في تل أبيب، فتعلن الانتصار بعدما اختفت بقية الأذرع أو تكاد.

*عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.

إسرائيلإيرانالبرنامج النووي الإيرانيالحرس الثوري الإيرانيرأينشر الجمعة، 13 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • ضمن اتفاق سابق بين البلدين.. أوكرانيا تتسلم 1200 جثة من روسيا
  • إيران تطلق موجة جديدة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى تستهدف عمق اسرائيل
  • زيلينسكي: أوكرانيا أوقفت تقدم القوات الروسية في منطقة سومي
  • روسيا تشن هجمات على شرق أوكرانيا .. وتعلن الإستيلاء على قرية أخرى بمنطقة سومي
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب عن الضربات الإسرائيلية ضد إيران: الحرب طويلة والمحور ليس بخير
  • زيلينسكي يسعى لإقناع ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا
  • أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب في 2025 وتواصل تبادل الأسرى مع روسيا
  • ملامح تطور عقيدة التصنيع العسكري الروسي خلال الحرب مع أوكرانيا
  • هدوء نسبي في الداخل الروسي وتقدم ميداني للقوات شرق أوكرانيا.. تفاصيل
  • هل يتراجع مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا تحت ضربات التصعيد؟