الاستفاقة أو الأزمة.. فرنسا في مفترق طرق أمام بلجيكا
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
من أجل تحاشي خسارة ثالثة تواليا، يحتاج منتخب فرنسا للفوز على ضيفه البلجيكي، غدا الثلاثاء، في الجولة الثانية من منافسات دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، كي يتجنب دخول في أزمة عميقة، لم يشهدها منذ سنوات عدة.
الاستفاقة أو الأزمة.. فرنسا في مفترق طرق أمام بلجيكاوخسر المنتخب الفرنسي نصف نهائي كأس أوروبا أمام إسبانيا (1-2)، قبل أن يسقط الجمعة الماضي أمام إيطاليا (1-3) بشكل مفاجئ على أرضه.
وأقر حارس مرمى منتخب فرنسا، مايك ماينان، بأن الصفعة التي تلقاها فريقه كانت "مؤلمة جدا".
وتخلى المنتخب الفرنسي خلال هذه الخسارة عن ركيزتين أساسيتين، وهما صلابته الدفاعية، وقدرته على الخروج بنتيجة ايجابية، حتى عندما لا يلعب بطريقة جيدة.
فخلال المباراة ضد إيطاليا، تلقت شباكه مجموع ما دخل مرماه في 6 مباريات، على مدار كأس أمم أوروبا الأخيرة، ليستهل النسخة الرابعة من دوري الأمم، الفائز بها عام 2021، بأسوأ طريقة ممكنة.
ولا شك أن الضغوط ستزداد على مدرب المنتخب وقائده السابق، ديدييه ديشامب، في حال تعرض فريقه لخسارة جديدة.
وكان المنتخبان قد التقيا في ثمن نهائي كأس أوروبا الأخيرة، وسجل المنتخب الفرنسي هدفا متأخرا جاء عن طريق الخطأ، بواسطة مدافع بلجيكا المخضرم يان فيرتونخن، قبل نهاية المباراة بدقيقتين.
ولم يكن المنتخب الفرنسي فعّالا من الناحية التهديفية، في النهائيات القارية الأخيرة، حيث سجل هدفا واحدا من اللعب المفتوح، بواسطة راندال كولو مواني في نصف النهائي.
ولم يخسر منتخب "الديوك" 3 مباريات متتالية تحت قيادة ديشامب، الذي استلم تدريبه في صيف عام 2012، منذ سقوطه بين آذار/مارس وحزيران/يونيو عام 2013، أمام إسبانيا وأوروجواي بنتيجة واحدة (0-1)، وضد البرازيل (0-3).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المنتخب الفرنسی
إقرأ أيضاً:
الوصفة الأخيرة
بقلم : نورا المرشدي ..
تغلف المستشفيات العراقية بهدوءٍ خادع، حيث يكسو الهدوء ردهاتها البيضاء التي يفترض أن تكون منارة للشفاء والأمل. لكن وراء هذا الصمت، تختبئ قصص ألم وصراعات لا يراها سوى من يعملون داخل جدرانها.
في 29 أيار 2025، انهار هذا الصمت عندما أُطلقت رصاصة قاتلة في مستشفى الطفل والولادة بمحافظة ميسان. الصيدلانية حوراء عبد المحسن يونس لم تكن سوى صوت الضمير الذي رفض أن ينحني أمام الطلبات غير القانونية لصرف أدوية ممنوعة دون وصفة طبية. رفضها البسيط كلفها حياتها، لترتسم بذلك صورة قاتمة لما آلت إليه الظروف في بيئة يفترض أن تكون ملجأً للشفاء لا للمخاطر.
ليست هذه الحادثة الوحيدة التي تهز ثقة المجتمع بالنظام الصحي. ففي بغداد، تعرض طبيب طوارئ لهجوم عشائري بسبب وفاة مريض كان بحالة حرجة، رغم كل الجهود التي بذلها الفريق الطبي لإنقاذه. وفي البصرة، تحولت غرفة طبيب نسائية إلى هدف للتخريب والتكسير، فقط لأنه رفض إجراء عملية ولادة قبل موعدها، حفاظاً على حياة الأم والجنين.
هذه الاعتداءات المتكررة، التي أضحت نمطاً مقلقاً، لا تمسّ فقط الأفراد، بل تهاجم روح مهنة الطب ومكانتها في المجتمع. بين الواجب المهني والتهديد بالقتل، يعيش الأطباء والصيادلة حالة من القلق والخوف، وأحيانًا يتخلون عن مهامهم أو يختارون الهجرة طلبًا للأمان.
القانون العراقي واضح في حماية الكوادر الطبية، لكنه يبقى حبرًا على ورق أمام قوة العشائر والنفوذ، وغياب تطبيق العدالة الفعّال. ما زالت المستشفيات تواجه هذا الواقع المرير، بينما يزداد الصمت داخل ردهاتها، صمتٌ يحمل أكثر من ألف سؤال: من سيحمينا؟ ومن سينصف الضحايا؟ وهل سنرى يومًا بيئة طبية آمنة تحفظ الأرواح قبل أن تحافظ على الدواء؟
إن دم حوراء عبد المحسن وغيرها من الضحايا ليست مجرد خسارة فردية، بل صرخة تطالب الجميع – من مسؤولين وقضاة ومجتمع – بالتصدي لهذه الظاهرة المستشرية، وبإعادة الحياة إلى صمت الردهة البيضاء، صمت الأمان والاحترام والإنسانية.
نورا المرشدي