النوافير العثمانية.. إرث حضاري يروي سكان إسطنبول وطيورها
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
لا تزال نوافير بُنيت في العهد العثماني، تلبي احتياجات سكان مدينة إسطنبول من المياه، وكذلك الحيوانات والطيور التي تعيش في المدينة، مشكلة رمزًا لثقافة سقيا الماء التي انتشرت في العهد العثماني.
ولطالما لعبت المياه دورًا هامًا في تاريخ الحضارات، ومن هذا المنطلق سعى العثمانيون إلى إيجاد طرق متنوعة لإيصال المياه إلى مختلف التجمعات السكانية.
وكانت تخزن المياه التي يتم استجرارها من خارج المدينة في خزانات أرضية جرى بناؤها خصيصا لهذا الغرض، وحرصت السلطات العثمانية على بناء النوافير لضمان وصول المياه للجميع.
وفي هذا السياق، بنيت العديد من النوافير الكبيرة والصغيرة في أنحاء مدينة إسطنبول، لتلبية احتياجات السكان من المياه.
وبمرور الزمن، اختفى بعض تلك النوافير، فيما لا يزال البعض الآخر يعمل إلى يومنا هذا.
وخلال فترات مختلفة، جرى ترميم بعض النوافير التي ترجع للعهد العثماني وإعادتها إلى الخدمة، فيما بقي البعض الآخر مهملًا.
• بناء النوافير جرى بالطريقة الأمثل لتوفير المياه
وفي حديث للأناضول، قال مؤرخ الفن التركي، سليمان فاروق خان كونجو أوغلو، إن توفر الماء كان العامل الأبرز في تاريخ نهوض الحضارات القديمة.
وأشار إلى أن المياه تشكل جوهر وجود البشرية، ولهذا السبب سعت البشرية عبر التاريخ إلى الوصول إلى مصادر المياه والاستفادة منها بأفضل شكل ممكن.
وأضاف “خلال العهد العثماني جرى بناء النوافير وسبل المياه بالطريقة الأمثل لتوفير المياه بأفضل شكل لسكان المدينة، من أجل تسهيل الحياة اليومية، وكذلك للحيوانات والطيور التي تتخذ من شوارع المدينة مسكنًا لها”.
وأشار كونجو أوغلو إلى أن انتشار بناء النوافير يظهر مدى اهتمام الدولة العثمانية بخدمة المواطنين، حيث أصبحت تلك النوافير وسيلة مهمة توفر المياه لكافة طبقات المجتمع.
وأضاف كونجو أوغلو أن هندسة النوافير في العمارة العثمانية كانت فريدة من نوعها في العالم، ليس فقط من حيث تصاميمها الهندسية المتنوعة، ولكن أيضًا من حيث البنية التحتية الهندسية التي ساهمت في التدفق المستمر للمياه.
ولفت كونجو أوغلو إلى أن العثمانيين كانوا يعينون موظفين مسؤولين عن تلك النوافير، تكون مهمتهم المحافظة عليها وتنظيفها، كما أن بعض هؤلاء المسؤولين كانوا يسكنون في منازل جرى بناؤها فوق النوافير، وهو ما يمكن رؤيته في منطقة أوسكودار.
• نوافير مخصصة للطيور
المصدر: تركيا الآن
إقرأ أيضاً:
بنسعيد: مونديال 2030 مشروع حضاري يجسد الرؤية الملكية ويكرّس مكانة المغرب كجسر بين الحضارات
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، الذي تستضيفه المملكة المغربية بشراكة مع كل من إسبانيا والبرتغال، يمثل أكثر من مجرد تظاهرة رياضية، بل يعد مشروعاً حضارياً يعكس رؤية استشرافية للملك محمد السادس ويكرّس موقع المغرب كجسر استراتيجي للتواصل بين القارات والثقافات.
وفي كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام لقطاع التواصل، عبد العزيز البوجدايني، خلال افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين للجمعية العامة لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط (أمان)، أبرز الوزير أن هذا الحدث العالمي يمثل تحديًا وفرصة لوسائل الإعلام، خاصة في المنطقة المتوسطية، من أجل تقديم تغطية شاملة وموضوعية تتجاوز البعد الرياضي لتسلط الضوء على الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لهذا الموعد الكروي الكبير.
وشدد بنسعيد على أن مونديال 2030 يشكل فرصة فريدة لبناء شبكة من التعاون بين وكالات الأنباء المتوسطية، من خلال إنتاج محتوى إعلامي متنوع يعكس غنى وتعدد ثقافات المنطقة، ويساهم في إنهاء الصور النمطية المغلوطة، مؤكداً على ضرورة أن تكون وكالات الأنباء صوتًا للجنوب وإفريقيا، وصدى لقيم التضامن والتسامح والابتكار.
كما أشار إلى أن ما حققه المنتخب الوطني المغربي خلال مونديال قطر 2022 لم يكن مجرد إنجاز رياضي، بل كان تعبيرًا صادقًا عن القيم الأصيلة للشعب المغربي، من شجاعة وصمود وروح جماعية وانفتاح حضاري، مضيفًا أن الرياضة باتت منارة توجه العالم نحو الجنوب، حيث تتزايد أهمية الثقافة والأنشطة الإنسانية في رسم ملامح المستقبل.
ودعا الوزير في ختام كلمته وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط إلى الاضطلاع بدور محوري في إنجاح مونديال 2030، من خلال تعزيز المهنية والابتكار في التغطية الإعلامية، والمساهمة في نقل الصورة الحقيقية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط كمنطقة سلام وتضامن وإبداع وانفتاح.
وتعرف الدورة الحالية لرابطة “أمان”، المنعقدة بمراكش، مشاركة واسعة لمديري ومسؤولي وكالات أنباء من دول المتوسط، لمناقشة سبل التعاون والتكامل الإعلامي في أفق الاستحقاقات الكبرى المقبلة، وعلى رأسها كأس العالم 2030.