يدعم اكتشاف النوخذة خطط قطاع النفط في الكويت لزيادة الإنتاج إلى 4 ملايين برميل نفط يوميًا بحلول 2040، وتجديد احتياطيات البلاد من الهيدروكربونات.

وتهدف شركة “نفط الكويت“، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لإنتاج 150 ألف برميل من النفط يوميًا و150 مليون قدم مكعبة غاز من المنطقة البحرية بحلول 2040.

ودفع اكتشاف النوخذة، الذي توصلت إليه الكويت مؤخرًا باحتياطيات تتجاوز 3 مليارات برميل، إلى التحضير لمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة للمنطقة البحرية، ودراسة أفضل الخيارات للإنتاج المبكر من الآبار المكتشفة.

ومن المقرر إكمال المرحلة الأولى من أعمال الحفر البحري التي تُجريها الكويت في نهاية 2026، والتحضير للمرحلة الثانية من المشروع، قبل إكمال الأولى.

مشروع الحفر البحري

نظّمت وزارة النفط في الكويت اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2024 حلقة نقاشية بعنوان (مشروع الحفر البحري)، والتي حاضر فيها من شركة نفط الكويت كلٌّ من كبير الجيوفيزيائيين ميثم إبراهيم، وكبيرة الجيولوجيين إيمان الشهري.

تطرقت الحلقة إلى اكتشاف حقل النوخذة، الذي يعدّ بداية عهد جديد لاستكشاف الموارد البحرية، إذ يمثّل علامة فارقة تمهّد الطريق لجعل الكويت رائدة في إنتاج النفط والغاز من المياه الإقليمية، مما يعزز دور البلاد بصفتها مصدرًا رئيسًا للطاقة على المستوى الإقليمي والعالمي.

ويضع مشروع الحفر البحري الكويت على خريطة المنتجين الإقليميين الرائدين بصفتها مشغّلًا بحريًا بارزًا وفق المعايير الدولية، إذ يوفر فرصًا لتطوير كوادر وطنية مؤهلة، من خلال الشراكات الدولية وبرامج التدريب، مما يعزز من قدرة البلاد على المنافسة في هذا المجال المتقدم.

من فعاليات الحلقة النقاشية حول مشروع الحفر البحري في الكويت – الصورة من وزارة النفط

واستعرض كلّ من كبير الجيوفيزيائيين ميثم إبراهيم وكبيرة الجيولوجيين إيمان الشهري تاريخ الاستكشاف البحري في الكويت، إذ قالا، إنه في عام 1961 نُفِّذ أول مسح زلزالي استكشافي بحري عن طريق شركة شل، وفي عام 1962 حُفِرت أولى بئرين استكشافيتين بحريتين عن طريق شركة شل.

وفي عام 1963، حفرت شركة نفط الكويت أول بئر بحرية بالقرب من جزيرة فيلكا، وكذلك حفرت آبارًا استكشافية أخرى وآبار حقل المدينة في جون الكويت، وفي عام 1981 قامت شركة نفط الكويت بمسح استكشافي بحري ثنائي الابعاد لمساحة 6 آلاف كيلو متر مربع، وفي عام 1983، وبناءً على نتائج المسح الزلزالي حفرت 3 آبار استكشافية.

وفي عام 2014، اكتمل مسح زلزالي ثنائي الابعاد، أمّا في عام 2018 فقد اكتملت الدراسة الجيولوجية للمكامن وتحديد أفضل المواقع للحفر الاستكشافي، وخلال 2022 بدأ مشروع الحفر الاستكشافي البحري في المنطقة البحرية الكويتية بحفر بئر (نوخذة-1) بوساطة منصة الحفر البحري أوريانتيل فينيكس بتاريخ 8 أغسطس/آب 2022.

وخلال 2023 بدأ حفر البئر الاستكشافية الثانية (جليعة-2) بوساطة منصة الحفر البحري أوريانتل دراغون بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2023.

وكشف الخبيران أن مساحة المنطقة البحرية الكويتية تُقدَّر بنحو 6000 كيلومتر مربع، وحُفِرت 7 آبار استكشافية بها بهدف استكشاف طبقات العصر الطباشيري و4 آبار أعطت نتائج جيدة في طبقتين مناقيش ورطاوي، في حين أعطى (بئرHA-0001 ) توقعات بوجود مواد هيدروكربونية في طبقة غاز.

حقل النوخذة

تناول كبير الجيوفيزيائيين ميثم إبراهيم وكبيرة الجيولوجيين إيمان الشهري مشروع الاستكشاف البحري الذي تنفّذه شركة نفط الكويت، إذ قالا، إنه أُجرِيِ تقييم استكشافي شامل للمناطق البحرية الكويتية، وبناءً على الدراسة اختيرت مواقع الآبار الـ6 التي بُدِئ بها، وهذه المواقع اختيرَت بناءً على عناصر متعددة، إذ إنها الأعلى تقييمًا، لاحتوائها على الموارد الهيدروكربونية، وتشكّل ما نسبته 30% من إجمالي الإمكانات الهيدروكربونية البحرية لكل من العصرين الطباشيري والجوراسي.

وكشف الخبيران أن مجموعة الاستكشاف في شركة نفط الكويت تواصل جهودها من خلال استكشاف الموارد البحرية، مع التزامها بتحقيق إنتاج محتمل يبلغ 150 ألف برميل من النفط يوميًا، و150 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، لدعم شركة نفط الكويت في تحقيق أهداف إستراتيجيتها لعام 2040، موضحَين أن مبادرات الاستكشاف البحري تشكّل نسبة 25% من هدف الإمكانات النفطية المتبقية لعام 2040.

وتتكون الطبقات الجيولوجية المستهدفة من مشروع الحفر البحري من 6 آبار، كالتالي:

3 آبار تهدف لاستكشاف طبقات العصر الطباشيري، تتمثل في كلّ من نوخذة 1 وجليعة 2 وجزة 1. 3 آبار تهدف لاستكشاف طبقات العصر الجوراسي، تتمثل في نوخذة 2 وجليعة 3 ورخوة 3.

وأوضح الخبيران تفاصيل باكورة الآبار الاستكشافية البحرية (بئر نوخذة-1)، إذ بدأ حفر البئر (NO-0001) على بعد 74 كيلومترًا من مدينة الكويت داخل المياه الدولية في 8 أغسطس/آب 2022، وكان الهدف إثبات وجود الهيدروكربونات وإنتاجها من التكوينات الجيولوجية المختلفة.

حقل النوخذة البحري في الكويت

وأُعلِن اكتشاف كميات تجارية من النفط الخفيف والغاز المصاحب في حقل النوخذة البحري الذي يقع شرق جزيرة فيلكا في المياه الاقتصادية الكويتية، والإنتاج اليومي من البئر (نوخذة – 1) من طبقة المناقيش الجيولوجية، يصل إلى نحو 2800 برميل من النفط الخفيف و7 ملايين متر مكعب من الغاز المصاحب.

وخلال الاختبار تبيَّن أن البئر كانت ناجحة من ناحية الاستكشاف، إذ أظهرت النتائج الأولية نتائج واعدة ومهمة للنفط الخفيف والغاز المصاحب من تكوين المناقيش الجيولوجي في قطاع النوخذة البحري.

وأعلنت شركة نفط الكويت في يوليو/تموز الماضي اكتشاف نفط وغاز ضخمًا، يضم كميات تجارية عملاقة من النفط الخفيف والغاز المصاحب، في حقل النوخذة البحري.

وتشير التقديرات الأولية لمخزونات اكتشاف حقل النوخذة إلى وجود نحو 2.1 مليار برميل من النفط الخفيف، ونحو 5.1 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، ما يعادل 3.2 مليار برميل من النفط المكافئ.

وذكر الخبيران أن شركة نفط الكويت تحضّر حاليًا لمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة يغطي كامل المنطقة البحرية الكويتية، كما تدرس أفضل الخيارات للإنتاج المبكر من الآبار البحرية المكتشفة، ومن ثم تنفيذ البنية التحتية الملائمة، وإقامة مرافق الإنتاج، ودراسة أفضل الخيارات لإنشاء ميناء خاص بالعمليات البحرية، بطاقة استيعابية تخدم 4 منصات حفر بحرية في آن واحد، ومراجعة مواصفات منصات الحفر البحرية وطبيعة العمليات اللوجستية بناءً على التجارب الحالية للوصول إلى المواصفات المثلى، مما يقلل التكاليف التشغيلية ومدة العمليات، مع المحافظة على الجودة في مراحل المشروع القادمة.

وأشارا إلى أنه في المرحلة الثانية للاستكشاف البحري سيجري تحديد وحفر من 6 إلى 9 آبار استكشافية أخرى، وسيكون المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد ذا فائدة كبيرة في هذه المرحلة، وستضيف البئر الجوراسية نوخذة-2 (NO-0002) القادمة فهمًا أكبر للخزانات الطباشيرية في حقل النوحذة البحري، بالإضافة إلى إمكان إجراء اختبار الإنتاجية خلال الحفر.

تضم المرحلة الأولى لمشروع الحفر البحري حفر 6 آبار بحرية، وتمّت عمليات حفر واختبار بئر (النوخذة-1)، وتُحفَر حاليًا بئران بحريتان هما (جليعة-2) و(جزة-1)، وبعد إكمالهما، ستُحفَر 3 آبار تستهدف الطبقات الجوراسية في الأعماق السحيقة، ومن المتوقع إكمال المرحلة الأولى في نهاية عام 2026، والتحضير للمرحلة الثانية من المشروع قبيل إكمال المرحلة الأولى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: البحریة الکویتیة المنطقة البحریة شرکة نفط الکویت المرحلة الأولى النوخذة البحری برمیل من النفط فی الکویت البحری فی وفی عام نوخذة 1 یومی ا فی عام آبار ا

إقرأ أيضاً:

الكويت تجدد التزامها بـ«أوبك+» وتراهن على استقرار أسعار النفط العالمية

أكد وزير النفط الكويتي طارق الرومي التزام بلاده الكامل بقرارات مجموعة “أوبك+” الرامية إلى تحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية للنفط، مشيراً إلى أن القرارات تُتخذ بناءً على تحليل دقيق لمعطيات السوق وتطورات الطلب العالمي.

وجاءت تصريحات الوزير في بيان رسمي صادر عن وزارة النفط الكويتية، عقب مشاركته في الاجتماع الوزاري رقم 61 للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، ضمن آلية الخفض الطوعي للإنتاج التي تنفذها “أوبك+”، والذي عُقد أمس بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء والمنتجين المتحالفين.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” عن الرومي تأكيده أن الكويت تدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق توازن العرض والطلب في السوق العالمية، مشدداً على أهمية الحفاظ على أمن الطاقة كأولوية استراتيجية لمصدري ومستهلكي النفط على حد سواء.

وأضاف الوزير أن التحالف النفطي بقيادة السعودية وروسيا يتعامل بمرونة مع تقلبات السوق، وأن **”أوبك+” تواصل اتخاذ قرارات مدروسة مبنية على تقييم شامل لمستويات الإنتاج والمخزون العالمي، وكذلك الأوضاع الجيوسياسية والتجارية المؤثرة في السوق.

وجاء الاجتماع الوزاري للجنة المراقبة في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الترقب بشأن التمديد المحتمل لاتفاقيات الخفض الطوعي للإنتاج حتى نهاية العام الجاري، وسط تذبذب في أسعار الخام بسبب المخاوف المتعلقة بالطلب الصيني وبيئة أسعار الفائدة العالمية.

وكانت اللجنة قد شددت خلال الاجتماع على ضرورة الالتزام الكامل بالحصص المقررة ضمن الاتفاق، ودعت الدول الأعضاء إلى تعزيز مستويات الشفافية والإفصاح عن البيانات الإنتاجية لضمان تنفيذ القرارات بدقة.

وتُعد الكويت من أبرز الأعضاء الفاعلين في منظمة “أوبك” ومن الدول الملتزمة تقليديًا بتطبيق سياسات خفض الإنتاج، دعماً لاستقرار الأسعار وحماية مصالح المنتجين على المدى الطويل.

ويأتي موقف الكويت الداعم في سياق تحولات متسارعة في سوق الطاقة العالمية، بما في ذلك التوسع في الطاقة البديلة، والسياسات البيئية الغربية، ما يدفع الدول المنتجة لتبني استراتيجيات توازن حذرة تجمع بين حماية العائدات وضمان أمن الطاقة العالمي.

ويرى محللون في أسواق النفط أن تأكيد الكويت على دعم “أوبك+” يعزز الانطباع بأن التحالف لا يزال متماسكاً ومصراً على ضبط السوق، رغم التحديات الاقتصادية المتعددة، مؤكدين أن استمرار التنسيق بين المنتجين الرئيسيين عامل رئيسي في استقرار أسعار النفط خلال النصف الثاني من 2025.

مقالات مشابهة

  • تنمية نفط عمان تسجل إنتاجا يوميا بـ679 ألف برميل في 2024
  • مؤسسة النفط: الإنتاج الخام يتجاوز 1.39 مليون برميل خلال 24 ساعة
  • الأكاديمية البحرية تسهم في تطوير معايير القباطنة وتؤكد: مصر تدير ملف النقل البحري باحترافية
  • العراق يستعين بـبواخر توليدية لزيادة إنتاج الكهرباء
  • الكويت تجدد التزامها بـ«أوبك+» وتراهن على استقرار أسعار النفط العالمية
  • مؤسسة النفط تعلن إنتاج 1.38 مليون برميل نفط و2.56 مليار قدم مكعب غاز
  • شركة السرير تعلن أن معدل إنتاجها للنفط الخام وصل إلى 54 ألف برميل يومياً
  • ارتفاع إنتاج النفط في ليبيا.. شركة السرير تصل إلى 54 ألف برميل يومياً
  • «مشدّ دبي» يدعم ازدهار الحياة البحرية والمنظومة البيئية في مياه الإمارة
  • قفزة إنتاجية في نفوسة.. من 12 إلى 25 ألف برميل يومياً