كوم "الخمسين"  الاثرى أحد مواقع  الأثار التى تتبع مركز اطسا وتبعد حوالى  40 كيلومتر  اقصئ جنوب  مدينة الفيوم , وتقع حاليا ما بين قريتى الخمسين شرقاً والخمسين المستجدة (المصاروى) غرباً, وتبلغ مساحة الكوم حوالى 94 فدان. 

   يقول سيد عوض شعيب كبير مفتشى الاثار بالفيوم ان منطقة الخمسين   كانت تسمي  فى النصوص المصرية القديمة "با جرج ن تا ورت" ( pA grg n tA wrt ), وذكرت باسم كيركيثويريس Κερκεθοηρις  فى النصوص اليونانية القديمة, ويعرف الموقع الأثري حالياً باسم كوم الخمسين نسبة إلى قرية الخمسين إالواقعة الى الشرق من الموقع.

 

وتعتبر واحدة من القرى الكثيرة التى تأسست خلال العصر البطلمي على حافة الصحراء وحول منخفض الفيوم واستمرت حتى القرن الثامن الميلادي. كما تم ذكر هذه المنطقة فى حوالى أربعون وثيقة كتبت بالديموطيقية واليونانية والتى ذكرت اسم المنطقة ضمن المناطق التى تدفع الضرائب, وترجع أقدم الوثائق التي تذكر منطقة الخمسين نهاية القرن الثالث قبل الميلاد, وتؤرخ بعام 218 ق .م وتم العثور عليها بمنطقة النحاس التي تقع الى الغرب منها, وتوجد حالياً بمعهد البرديات جامعة السربون بباريس,  والجدير بالذكر ان هذه المنطقة  ذُكرت فى احدى الوثائق اليونانية من إهناسيا المدينة والتي تؤرخ بالفترة 700 – 799 م, مما يجعلنا نُرجح ان تاريخ هذه المنطقة يمتد من العصر البطلمى حتى العصر الإسلامي. وتذكر إحدى البرديات أنه قد تم زراعة 62 فدان بهذه المنطقة في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد.

تاريخ الحفائر

ويشير "عوض" الى  تاريخ الحفائر بالموقع والتى  كان  الإنجليزيان "جرنفل وهانت"  قد قاموا بعمل حفائر فى جبانة المنطقة موسم  1900 – 1901, ولمدة أسبوع واحد, وخضع الموقع  للمسح الأثري عام 1981م من قبل الإيطالية" إيدا بريتشانى "  وكذلك مسح أثرى عام 1996م من قبل "دومينيك راثبون"  وقام بعمل خريطة طبوغرافية للموقع وحتى ذلك الحين لم يكن الموقع تحت ولاية المجلس الأعلى للأثار, وبعد ذلك تم ضمه لأملاك الأثار, وجرت فيه حفائر مصرية عامى: 1998و1999م, وأسفرت عن كشف حمام من العصر الروماني مبنى بالطوب المحروق وبعض اللقى الأثرية تتمثل فى بعض الأواني الفخارية.

 وفى عام 2018 قام فريق من الباحثين من منطقة آثار الفيوم بعمل حفائر علمية منظمة وتم الكشف عن بقايا مبنى كبير لم يتم التعرف على وظيفته خلال الموسم الأول للحفائر, وما تم الكشف عنه من هذا المبنى ربما يمثل فناء خلفي تبلغ أبعاده (17,10م شمال جنوب×5,65م شرق غرب), وتم الكشف عن جداره الغربي بالكامل, حيث تم الكشف عن الزوايا الخارجية: الشمالية الغربية والجنوبية الغربية حيث يوجد جدار يتجه غرباً وينتمى إلى مبنى أخر مجاور له وعلى نفس أتجاه الجدار الجنوبى للمبنى محل الحفائر, إلا أنه لم يتم الكشف بالكامل عن هذا المبنى. وعثر بهذا المبنى على ثلاثة شقافات مكتوبة باللغة اليونانية تذكر إحداها توريد كمية من التبن لصناعة الطوب اللبن.

التل الاثرى والسباخين

    كما أظهر المسح الأثري والحفائر مدى التدمير الذى تعرض له التل الأثري من قبل السباخين (الفلاحين) المجاورين للموقع خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, والباحثين عن البقايا العضوية لتسميد الأراضي الجديدة وخاصة المباني المبنية بالطوب اللبن وأتضح أنه تم إزالة مساحة كبيرة من التل الأثري وإزالة الجزء الأكبر من عمق التل والذى كان يشغله على أغلب الظن المباني العامة  لمدينة كيركيثويرس مثل المعابد ووما حولها من منشأت عامة والحمامات  وكذلك المنازل ويظهر ذلك جليا من بقايا البلوكات الحجرية الضخمة وقواعد الأعمدة وبقايا الجدران المبنية من الطوب المحروق والذي تتميز به الحمامات ومعاصر النبيذ. وكان فى  العثور على بعض العظام الأدمية المتناثرة وكذلك بعض قطع من لفائف الكتان الذى كان يلف فيه أجساد المتوفين دليلاً على امتداد الجبانة لمسافة تبلغ حوالى 280م من الجنوب للشمال. ويبدو أن هذا الجزء من الكوم الأثري لم يسلم أيضا من عبث السباخين.

   كما تم الكشف ولأول مرة فى كوم الخمسين عن فرن لصناعة "الأمفورات" وهي أواني فخارية كبيرة كانت تستخدم لحفظ وتخزين ونقل السوائل. وعثر  بجوار الفرن على مجموعة من بقايا هذه الأمفورات لم تستخدم ولم توضع بها من الداخل الطبقة الصمغية الراتنجية من وهى ميزة خاصة بالأمفورات المصرية عامة. 

555 6666 سيد عوض شعيب

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخمسين الآثار الفيوم أطسا الضرائب الحفائر

إقرأ أيضاً:

مجاعة القرن تحصد 14 روحا في يوم والشفاء يدق ناقوس الخطر

كشف مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية عن مأساة إنسانية مروعة تتكشف فصولها داخل أروقة المستشفيات الفلسطينية، حيث سجل المجمع 6 وفيات خلال أقل من 24 ساعة -بينها طفل- نتيجة الجوع وسوء التغذية.

ووصف أبو سلمية الوضع بأنه جريمة ضد الإنسانية، مؤكدا أن هذه الأرواح لم تجد كسرة خبز واحدة لتبقى على قيد الحياة.

وتتسع دائرة المأساة لتشمل قطاع غزة بأكمله، حيث بلغ إجمالي الوفيات نتيجة المجاعة في يوم واحد 14 وفاة توزعت بين 6 وفيات في مجمع الشفاء و8 وفيات في باقي مستشفيات القطاع.

ويتراوح هؤلاء الضحايا بين أطفال ونساء ومن هم في مقتبل الثلاثينيات من العمر، وجميعهم وصلوا إلى المستشفيات قبل 5 أيام في وضع مأساوي وكارثي، لكن الطواقم الطبية عجزت عن تقديم أي خدمة لهم.

وتجسدت المأساة الإنسانية -وفقا لأبو سلمية- في قصة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات لم تجد أمه له طعاما ولا حليبا، حتى إن حليب الرضاعة الطبيعي جف من ثدييها.

واضطرت الأم اليائسة إلى إطعام طفلها بعض الأعشاب التي أدت إلى مضاعفات خطيرة وتسمم، مما تسبب في وفاة الطفل.

وتكشف هذه الحادثة عن مستوى اليأس الذي وصلت إليه الأمهات الفلسطينيات في محاولاتهن الحفاظ على حياة أطفالهن.

ووفقا لإحصائيات أبو سلمية، وصل العدد الإجمالي لشهداء التجويع في قطاع غزة إلى 147 شهيدا، لكنه أكد أن هذا الرقم قليل جدا مقارنة بالواقع الحقيقي.

والسبب في ذلك أن المئات يموتون بصمت في خيامهم وبيوتهم دون أن يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات، وبالتالي لا يتم تسجيل وفياتهم رسميا، مما يعني أن الأرقام الحقيقية أكثر إيلاما مما هو معلن.

وانتقد مدير مجمع الشفاء المساعدات التي يتم الترويج لدخولها إلى قطاع غزة، واصفا إياها بأنها ذر رماد في العيون ولا تدخل بالكميات الكافية، موضحا أن ما دخل من مساعدات اقتصر على كميات قليلة من الدقيق، والذي رغم أهميته فإنه لا يعالج المجاعة ولا نقص الفيتامينات ولا الأمراض المترتبة على سوء التغذية.

إعلان

وأوضح أن المشكلة تفاقمت بعدم وصول هذه الكميات القليلة إلى جميع المحتاجين، حيث تم الاستيلاء عليها من قبل بعض الأشخاص بسبب غياب آليات توزيع واضحة.

آثار ممتدة لسوء التغذية

وكشف أبو سلمية عن ظهور شريحة جديدة ومؤلمة من الضحايا، وهم الجرحى الذين خضعوا لعمليات جراحية ناجحة، لكنهم يواجهون الموت بسبب سوء التغذية.

هؤلاء المرضى الذين كان من المفترض أن يمكثوا في المستشفى 5 أيام يضطرون للبقاء شهرا أو أكثر، لأن جروحهم لا تلتئم بسبب نقص التغذية، جروحهم تلتهب وتتعفن، وبعضهم يفقد حياته رغم نجاح العملية الجراحية نفسها.

كما تمثل أزمة حليب الأطفال واحدة من أخطر التحديات التي تواجه قطاع غزة، حيث يواجه آلاف الرضع خطر الموت المحقق، وفقدت النساء المرضعات القدرة على الإرضاع الطبيعي بسبب سوء تغذيتهن، مما يضطر الأمهات إلى إعطاء أطفالهن الرضع المياه والأعشاب، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم.

وحذر أبو سلمية من أن آثار سوء التغذية ستمتد لتشمل الأجيال المقبلة، مؤكدا أن سوء التغذية ليس مرضا عارضا يمكن علاجه خلال أيام، بل يحتاج إلى تأهيل طويل.

وأوضح أن الأطفال في مرحلة النمو من عمر يوم إلى 10 سنوات يمرون بمرحلة النمو الجسماني والإدراكي والعقلي، وإن لم تتوفر تغذية جيدة فسيعانون في المستقبل من أمراض الكلى والكبد والبنكرياس، بالإضافة إلى مشاكل إدراكية وعقلية تشمل أنواعا من التوحد والانطوائية وصعوبات التعلم.

وكانت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حذرت -مؤخرا- مما وصفتها بـ"مجاعة وشيكة"، والآن تؤكد أن المجاعة باتت واقعا حتى إن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وصف في مؤتمر صحفي المشاهد بغزة قائلا "لا أرى وصفا أنسب لما يحدث سوى أنه تجويع جماعي، وهو من صنع الإنسان، وهذا جلي للغاية".

وفي الوقت نفسه، تقف نحو 6 آلاف شاحنة محملة بالغذاء والماء والإمدادات تابعة للأمم المتحدة عند مشارف غزة، وتؤكد المنظمة الدولية أن إسرائيل تمنع دخول هذه القوافل.

مقالات مشابهة

  • قبل 12 أغسطس.. خبر سار من الضرائب للممولين
  • دور استلام وتسليم بمصلحة الضرائب والجمارك
  • مجاعة القرن تحصد 14 روحا في يوم والشفاء يدق ناقوس الخطر
  • الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد للاستفادة من التسهيلات والعفو عن الفترات السابقة
  • مطاعم تصنع شهرتها في 30 ثانية.. كيف يفعلها تيك توك؟
  • آخر موعد للاستفادة من الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية
  • لنشر الوعي الأثري.. ورش نحت للأطفال داخل متحف كفر الشيخ
  • تطوير ميدان الخمسين بالمعادي.. 70 ألف نبتة جديدة لزيادة الرقعة الخضراء
  • محافظ القاهرة يفتتح أعمال تطوير ميدان الخمسين بالمعادي
  • صور.. محافظ القاهرة يفتتح ميدان الخمسين بالمعادي بعد تطويره