الجزيرة:
2025-08-01@10:56:27 GMT

قصة إبادتين.. الطنطورة تنكأ جرح النكبة في سراييفو

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

قصة إبادتين.. الطنطورة تنكأ جرح النكبة في سراييفو

سراييفو- وسط جمع من صناع الأفلام العالميين والجمهور البوسني، عرض فيلم "الطنطورة" الوثائقي للمخرج الإسرائيلي ألون شفارتس، الذي يوثق -بأدوات سينمائية- إفادات جنود من لواء "ألكسندروني" يعترفون بارتكاب مجزرة قرية الطنطورة الفلسطينية ودفن شهدائها في قبر جماعي.

ويتتبع الوثائقي قصة طالب الدراسات العليا الإسرائيلي تيدي كاتز الذي وثق مقتل المدنيين الفلسطينيين عبر شهادات شفهية للجنود المشاركين في المجزرة خلال حقبة ما يعرف إسرائيليا بحرب "الاستقلال الإسرائيلي" وفلسطينيا باسم "النكبة"، وحظي الباحث الإسرائيلي في البداية بالاحتفاء لعمله العلمي الدقيق، ولكن سرعان ما جُرِّد من درجته العلمية وتم استهدافه علنا باعتباره خائنا محتالا.

الصحفية الفلسطينية أشيرة درويش متحدثة للجمهور في جلسة افتتاح مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية في سراييفو (الجزيرة)

وبعد عقود من الزمان، ظهرت أدلة جديدة لتؤكد النتائج التي توصل إليها تيدي كاتز، ليس فقط لتبرئته، بل لإثارة تساؤلات عميقة عن كيفية تعامل الإسرائيليين مع أحد أكثر الفصول قتامة في التاريخ المعاصر، وتروي القصة غير المروية لتأسيس إسرائيل حيث يحظر الحديث عن "النكبة".

وعبّر حضور من البوسنيين في سراييفو عن ألمهم من قصة الفيلم التي رأوا فيها انعكاسا لقصة الإبادة في البوسنة في حقبة التسعينيات، وقالت الصحفية الفلسطينية أشيرة درويش التي حضرت عرض الفيلم أنها تأثرت كثيرا بالوثائقي الذي يتناول الطنطورة، وأضافت -في حديث للجزيرة نت- أنها تألمت بشدة لأنها عرفت أن المكان الذي كانت تُصف فيه السيارات -عندما تزور المنطقة- يقع تماما فوق المقبرة الجماعية التي دفن فيها الفلسطينيون.

قرية الطنطورة

وارتكبت المجزرة في قرية الطنطورة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، التي هُجّر أغلب أهلها المقدّر عددهم بأكثر من 1200 في النكبة إلى قرية الفريديس القريبة، ومنهم من استقر فيها، بينما الجزء الأكبر من سكان الطنطورة أجبرهم المستوطنون على الرحيل، فتفرقوا حتى استقر بعضهم في مخيم اليرموك بسوريا أو في منطقة إربد بالأردن وبعض القرى العربية في الداخل الفلسطيني.

العصابات الصهيونية منعت سكان الطنطورة العودة لقريتهم بعد ارتكاب المجزرة ودفعتهم للهروب من المنطقة (الجزيرة)

ويعتمد الفيلم على روايات وإفادات امتدت 140 ساعة، لناجين من المجزرة ولمشاركين في ارتكابها، كما استندت إلى الكشف عن وثائق بالأرشيف الإسرائيلي تتضمن اعترافات لبعض الضباط خلال المراسلات بينهم بارتكاب المجزرة -في 23 مايو/أيار 1948- وقتل السكان من دون الإشارة إلى عدد الضحايا ووضع الجثث في قبر جماعي.

ولم يتوقف ما كشف عنه فيلم الطنطورة عند اعترافات 4 جنود من لواء "ألكسندروني" الذين شاركوا في المجزرة، بل أظهر تصوير جوي ثلاثي الأبعاد للمنطقة أن حفرة حُفرت في عام 1948، بعد ارتكاب المجزرة، بطول 35 مترا وبعرض 4 أمتار وبعمق متر واحد.

مكان القبر الجماعي بالطنطورة الذي دفن به ضحايا المجزرة وأصبح مرآب سيارات حاليا (الجزيرة)

وبالاعتماد على الشهادات المسجلة والتاريخ الشفوي، أجرى الباحث كاتز مقابلات مع عشرات الجنود الذين شاركوا في العملية، فضلا عن الناجين الفلسطينيين الذين تجاوزوا الآن التسعين من عمرهم. واستنادا إلى النتائج التي توصل إليها، خلص كاتز إلى أن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب في الاستيلاء على الطنطورة، مثل قتل أفراد عُزّل واغتصاب ونهب ممتلكات، ونشرت الأطروحة التي لم يلتفت إليها كثيرون حينها، ولكن بعد عامين، التقطت صحيفة إسرائيلية الأطروحة ونشرت عنها.

وبعد نشرها، رفع قدامى المحاربين في لواء ألكسندروني دعوى قضائية ضد كاتز بتهمة التشهير، وشكلت جامعة حيفا لجنة خاصة لإعادة النظر في الأطروحة الأكاديمية لتجد "أخطاء منهجية أثارت تساؤلات عن الأطروحة"، واضطر كاتز للاعتذار والتراجع عن أطروحته، مقابل إسقاط التهم القضائية، وتم استبعاد عمله من أرفف المكتبة الإسرائيلية.

لقطات مفبركة (تمثيلية) بعد ارتكاب مجزرة الطنطورة تظهر وكأن طواقم الإسعاف اليهودية تقدم العلاجات للفلسطينيين (الجزيرة) أين المقبرة الجماعية؟

وقبل عام أعدت لجنة من أهالي قرية الطنطورة الفلسطينية المهجرة تقريرا يحدد مواقع المقابر الجماعية للمجزرة التي وقعت في القرية قبل 76 عاما، وبعضها لم يكن معروفا من قبل.

وجاءت هذه النتائج بعد تحقيق أجرته اللجنة بالتعاون مع مركز "عدالة" الحقوقي ومؤسسة "فورنسيك أركيتكتشر" (Forensic Architecture) على مدى عام ونصف العام، وشمل تحليلا للخرائط ودراسة للصور الجوية قبل وبعد احتلال القرية، وكذلك الاستماع إلى العديد من الشهادات.

وحددت اللجنة 4 مواقع للمقابر الجماعية، وقالت إن النتائج التي توصلت إليها من شأنها أن تؤسس لمسار قانوني بهدف الحصول على اعتراف إسرائيل بالمجزرة وفرض حرمة تلك المقابر الجماعية، مما يسمح لذوي الضحايا بدفنهم بالشكل اللائق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

نائبة أوروبية: الاتحاد الأوروبي متواطئ في الإبادة الجماعية بغزة

الثورة نت /..

أكدت النائبة في البرلمان الأوروبي، لين بويلان، اليوم الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي متواطئ في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة.

وطالبت بويلان، وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، بضرورة وقف الدعم العسكري للكيان الإسرائيلي وتمكين الأمم المتحدة من أداء مهامها الإنسانية في القطاع.

وقالت إن “الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الادعاء بالحياد، في الوقت الذي يواصل فيه دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، بينما تُرتكب جرائم جسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين”.

واعتبرت أن هذا الدعم يضع أوروبا في موقع “المتواطئ في الجرائم الجارية”.

وأضافت بويلان أن التجويع يُستخدم كأداة حرب ضد السكان في غزة، مشيرة إلى أن “منع دخول الغذاء والدواء والماء للقطاع المحاصر يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي”.

وأكدت النائبة الأوروبية أهمية وقف توريد الأسلحة للعدو الإسرائيلي، مؤكدة أن “إسرائيل تختبر أسلحتها على الفلسطينيين، وتستخدم نتائج تلك التجارب في الترويج لها عالميًا، في انتهاك صارخ للأخلاق والقانون”.

ودعت إلى وقف “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي آلية أنشأتها بعض الدول الغربية لتنسيق المساعدات خارج إطار الأمم المتحدة، مؤكدة أنها “تعوق العمل الإنساني الحقيقي، وتخدم أجندات سياسية تهدف لتبييض جرائم الحرب”.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الانتقادات داخل أروقة الاتحاد الأوروبي حيال الموقف من جريمة الإبادة التي يرتكبها جيش العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 60,034 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 145,870 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • فلسطين: يجب وقف إسرائيل عن جرائم الإبادة الجماعية في غزة
  • مقررة أممية تندد بتهديدات إسرائيل لمراسل الجزيرة أنس الشريف
  • “الديمقراطية” تدين المجزرة الصهيونية البشعة في منطقة السودانية
  • مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني
  • نشطاء ألمان يتظاهرون للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • حماس": غزة تواجه مجاعة كارثية والإبادة الجماعية بلغت أخطر مراحلها
  • الجزيرة يتفق مع سبورتينغ براغا لضم سيمون بانزا
  • واشنطن تعرض 10 مليون دولار مقابل معلومات عن "العولقي" زعيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية
  • نائبة أوروبية: الاتحاد الأوروبي متواطئ في الإبادة الجماعية بغزة
  • عاجل | مراسلة الجزيرة: إغلاق 3 محطات مترو وإجلاء مواطنين في بروكسل بعد إنذار الشرطة بوجود قنبلة