يقول مارسيل بروست عن الصدمات:”غالبًا ما نحتاج إلى معاناة كبيرة حتى نتمكن من رؤية الأشياء بوضوح” ففي الظروف العادية، قد نعيش حياتنا دون التأمل العميق في الأمور المحيطة، ولكن عندما نواجه تجربة جديدة أو صعبة، يصبح الألم دافعًا لإعادة تقييم الأمور والتفكير بعمق في معانيها؛ حيث يمكن أن تكشف هذه التجارب الصعبة عن الحقائق التي كانت غير واضحة، أو التي كنا نتجاهلها.
بمعنى آخر، الألم قد يكون وسيلة للتنبيه والإيقاظ الروحي، حيث يفتح أعيننا على زوايا وتجارب لم نكن نلاحظها أو نفهمها من قبل.
سوق الانتقالات نقلنا إلى صدمة مباشرة من كمية الغموض وعدم الوضوح، من خلال الإجراءات والصفقات التي قامت لجنة الاستقطابات وإدارات الأندية بإدارتها، الى صدمة منتخب باهت ومدرب متناقض، واتحاد كرة قدم يسحب الشارع الرياضي- الذي لم يعد يقاوم- إلى حالة عدم ثقة، لنصل للكمة قاضية أشبه بلكمات مايك تايسون في عز شبابه، وهي المتاهة التي أدخلتنا فيها رابطة دوري المحترفين مع الاتحاد الآسيوي في موضوع أين سيلعب الأهلي، وأخيرًا المضحك المبكي ما يحصل من الإعلام الرياضي، ومن يتصدر مشهده وطروحاتهم المخجلة (أنا أخجل أني قد أشاهدها، بينما هم من المؤكد أنهم لا حياء ولا حشيمة) والذي لا نعلم له مرجعية تضبطه، فهل لو قيمنا العمل الحالي بالعشوائية، فهل سنكون قصار النظر؟ وهل لو قلنا إن ما نراه من عمل هو عمل مبني على قاعدة (صلّح اللي ينكسر واحنا ماشيين We fix as we move)؟
الحقيقة أن مسيري كرة القدم السعودية يخسرون يومًا بعد يوم (قولًا وفعلًا) نقاطًا جديدة مع المجتمع الرياضي، فلم يعد هناك ثقة، أو تفاؤل، أو إعلام.. فما العمل؟
بُعد آخر
منطقيًا.. وضع كرتنا الآن لا يساعد أن يدرب منتخبنا مدرب صاحب اسم عالمي كبير بمدرسة من مدارس الكرة المعروفة وأساليب اللعب الناجحة في أماكن أخرى من العالم، بل نحن بحاجة إلى مدرب قادر على خلق مجموعة وشيء من لا شيء.. مدرب يعرف كيف يتعامل مع منتخبات متوسطة؛ لأن هذا هو الواقع.
@MohammedAAmri
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: محمد العمري
إقرأ أيضاً:
بعد صدمة الفيديو.. رواية صحفي تركي تكشف مفاجآت عن شجار مرمراي في إسطنبول
الصحفي فؤاد كوزلوكلو، الذي نشر مشاهد حادثة مرمراي في إسطنبول، يكشف تفاصيل جديدة حول ما جرى قبل بدء التصوير
قال الصحفي التركي فؤاد كوزلوكلو، الذي قام بنشر مقاطع الفيديو المتعلقة بحادثة الاعتداء داخل قطار مرمراي، إنه كان شاهدًا مباشرًا على ما حدث، وكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بما جرى قبل بداية الشجار، مشيرًا إلى أنه شعر بواجب إنساني لنقل ما شاهده.
وأوضح كوزلوكلو في إفادته:
“أود أن أشارك شهادتي الشخصية حول الحادثة التي وقعت أمامي وتحولت إلى شجار بالأيدي، أثناء سفري في مرمراي بعد ظهر يوم أمس، وذلك كدين أخلاقي. لم أكن أعتقد أن الموضوع سيصل إلى هذا الحد من الهجوم والجدل.
المسألة ليست كما ظهرت في المشاهد فقط، لقد بدأت التصوير عندما بدأ الشجار يتصاعد، من منطلق رد فعل صحفي، لكن من الضروري أن أروي ما حدث قبل ذلك.
الرجل الذي استقل عربة مرمراي مع طفليه، على الأرجح من محطة إرينكوي أو بستانجي، توجّه إلى شابة كانت تقف بجانب الباب وتتحدث على الهاتف، وقال لها: “لماذا تقفين هنا؟ أحاول الدخول مع أطفالي، وقد واجهوا صعوبة. ماذا لو تعثروا أو انحشروا وسقطوا؟”
فردّت الفتاة قائلة “عذرًا”، واعتذرت. مع أن الدخول من وسط باب العربة كان ممكنًا بسهولة. وأظن أن كاميرات الأمن داخل العربة قد سجلت ذلك. كوني أستخدم المواصلات العامة بشكل متكرر، أرى كثيرًا من الناس يقفون على جانبي الباب. البعض لا يدخل إلى عمق العربة لأنه سينزل بعد محطتين، والبعض لا يريد الاختلاط بالزحام، أو يقوم بتصوير الخارج والتقاط الصور. لكن في هذه الحادثة، لم يكن هناك ازدحام يمنع الرجل وأطفاله من الدخول.
اقرأ أيضا2 مليار دولار سنويًا من غابار.. تركيا تعزز استقلالها في…
السبت 31 مايو 2025الرجل الذي كُسِر أنفه استمر في التذمر بعد أن دخل العربة وأُغلِقت الأبواب. واستمر ذلك لعدة دقائق، ربما خمس أو ست دقائق… وبدأت الفتاة الواقفة عند الباب بالبكاء. وعندها تدخّل الركاب وقالوا للرجل: “يكفي، اصمت، انتهِ من الموضوع”. ولكن الرجل الذي كان ممسكًا بأيدي أطفاله لم يصمت، واستمر في التذمر. الشخصان اللذان أصبحا في وضعية المشتكين الآن، اقتربا من الرجل المتذمر بسبب بكاء الفتاة، وقالا له: “يكفي يا أخي، لماذا تكبّر الموضوع؟” وعندها بدأت التصوير بهاتفي المحمول.