قال الشيخ عبدالباري الثبيتي ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن القوامة ولاية تمنح الزوج حق القيام على شؤون الأسرة وتدبيرها فهي تشريف وتكليف زيادة أعباء.

خارج إطار الشرع

وأوضح " الثبيتي " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة،  أن من الزلل التمرد على منصب القوامة ومنازعة الرجل ما كلفه الله به كما أن من الخطأ ممارسة لرجل للقوامة خارج إطار الشرع موضحاً أن كلا الأمرين يعرضان الأسرة والمجتمع للتصدع.

وأضاف أن التشريع الإسلامي راعى ما يناسب كل منهما من جهة القدرة الجسدية والطبيعة النفسية وما يلائم مؤهلاته وإمكاناته، مشيرًا إلى أن كل زوج ينشد بناء أسرة مستقرة مطمئنة تملك مقومات الحياة ومستقبل زاهر، فللمرأة دوراً لا يسده غيرها فهي المربية وهي السند لزوجها وركن الأسرة والرحمة الغامرة ففقدها لا يعوض وغيابها يهز أركان المجتمع.

وتابع : كما أن المؤسسة لابد لها من يدير دفتها وهذا للزوج ، فقال الله تعالى في كتابه العزيز: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى  بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )، منوهًا بأن الأسرة هي أساس بناء المجتمع وهي اللبنة الأولى في كيانه ، ولمقام الأسرة ومكانتها العالية نالت نصيباً وافراً من النظم والتشريعات.

القوامة تكليف 

واستطرد:  التي رسمت الحقوق وحددت الواجبات وميزت الاختصاصات بين الزوجين، إلا أن بعض الرجال يخطئ في فهم معنى القوامة التي لا تعني ممارسة القهر والاستبداد وأن استغلال القوامة للتقليل من شأن الزوجة وتكليفها مالا تطيق أو إيذائها، منبهًا إلى أن هذا السلوك يحجم مواهب وقدرات الزوجة ويسلبها الشخصية وقدرتها على المشاركة في تحمل المسؤولية، كما أن قصر فهم بعض الأزواج للقوامة على تأمين الطعام والمأكل والشراب والمسكن فهي لا تكفي لإنشاء أسر مستقرة.

وأكد أن القوامة تكليف وأن التكليف مناط به الثواب والعقاب ويقتضي أن يتمثل الزوج سمات القيادة وحس المسؤولية بحسن الخلق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم )، والقوامة تقتضي الحث على طاعة الله والترغيب في شعائر الإسلام، فقال جل من قائل ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى  )، ومن القوامة المعاشرة بالمعروف مشاركة شريكة الحياة ، فقال تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ).

وأشار إلى أن  من المعاشرة بالمعروف حسن التعامل الكلمة الطيبة أدب الحوار وعدم تحميلها ما لا تطيق وإدخال السرور عليها والتجاوز عما يكدر الصفو والبعد عن الغلظة والفظاظة وعدم إفشاء أسرارها أو إظهار العيوب قال صلى الله عليه وسلم:  (ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي ) .

ونبه إلى أن الشورى مبدأ حث عليه الإسلام وأن إحياءه في الأسرة يعزز قوتها ويحفز أفرادها على المشاركة في تحمل المسؤولية، والزوجة شريكة الحياة فهي قادرة بما حباها الله من عقل وقلب وعاطفة أن تقدم الرأي فالشرع حملها مسؤولية إدارة البيت وهذا يقتضي المشاركة في القرار.

ولفت إلى أنه قد استشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة في مسألة تتعلق بالأمة، فيما أن وصف الرجولة يوحي بأن يكون قائد الأسرة الرجل يتحلى برجاحة العقل والحكمة وسعة الصدر وبعد النظر القدرة على الحوار استيعاب أفراد الأسرة ومهارة في إدارة المشكلات والترفع عن الترهات وتتبع السقطات.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي إلى أن

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد الحرام: مناسك الحج تؤول إلى مقاصد جليلة أعلاها توحيد الله.. فيديو

مكة المكرمة

أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى، اليوم الجمعة، في المسجد الحرام.

وقال خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، خلال الخطبة: إن مناسك الحج تؤول إلى مقاصد جليلة، أعلاها توحيد الله جل وعلا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما استوت ناقته على البيداء، أهل بالتوحيد، وصعد على جبل الصفا، ودعا بالتوحيد فتارة يلبي، وتارة يهلل، وتارة يكبر.

وأضاف: لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توحيد الصف، وجمع الكلمة، ونبذ الخلاف والفرقة، وفي الحج اجتماع ووحدة ومساواة وأخوّة؛ فربنا واحد، ونبينا واحد، وكتابنا واحد، وأصل خلقتنا واحد.

وتابع: إن من أجلّ الأعمال في هذه الأيام التقرب إلى الله بذبح الهدي والأضاحي، ويُجزئ من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن المعز ما تم له سنة، ولا تجزئ العوراءُ البينُ عورها.

واستطرد: لقد مَنَّ الله تعالى على بلاد الحرمين، قيادةً وشعبًا، بشرف خدمة حجاج بيته الحرام، وزوّار مسجد نبيه الكريم، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الحجاج والزائرين، والقيام على أمنهم، وتيسير سُبل الخير لهم، لأداء مناسكهم في يُسر وسهولة واطمئنان، وأمن وأمان.

وأكمل: لقد اجتمع لنا في هذا اليوم عيدان، عيد الأضحى ويوم الجمعة، فمن شهد العيد سقطت عنه الجمعة.. اللهم وفق حجاج بيتك الحرام، وتقبل حجهم وسائر أعمالهم، اللهم أتمم لهم مناسكهم، وأجب دعاءهم، وأخرجهم من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

ودعا خطيب المسجد الحرام: اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وبارك له في عمره وعمله، ومتعه بموفور الصحة والعافية، واجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم وفقه وولي عهده إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/5bUFIGt_lJpfK7fK.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/oDgzTE-DW8KKD6ZI.mp4

 

مقالات مشابهة

  • خطبتنا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • إيذاء وإزعاج للمسلمين.. خطيب المسجد الحرام يحذر الحجاج من هذه الأمور
  • خطيب المسجد النبوي: العمل الصالح لا يفوتُ بموتِ صاحبه ويبقى أثره
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • أعظم الناس في الحج أجرا .. خطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام: أهل هذه العبادة
  • أمير المدينة المنورة يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد النبوي الشريف
  • تقود المرء إلى الخسران والتهلكة.. خطيب عيد الأضحى بالمسجد النبوي يحذر
  • صلاة عيد الأضحى في المسجد النبوي
  • خطيب المسجد الحرام: العيد أنس وبهجة ونفوس متسامحة ورحم موصولة
  • خطيب المسجد الحرام: مناسك الحج تؤول إلى مقاصد جليلة أعلاها توحيد الله.. فيديو