بستضيف مركز دبي التجاري العالمي تحت رعاية وزارة التغير المناخي والبيئة في الفترة من 7 إلى 8 أكتوبر المقبل الدورة الأكبر من معرض ومؤتمر “AgraME”، الذي يعد الأبرز في مجال الزراعة وتربية الثروة الحيوانية واستزراع الأحياء المائية في الشرق الأوسط وذلك بهدف تعزيز الاستدامة وبناء نظام بيئي زراعي أكثر مرونة في المنطقة وتسليط الضوء على قضايا الأمن الغذائي وزيادة المرونة الزراعية في ظل ارتفاع الطلب على المنتجات الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

يستقطب الحدث أكثر من 6,000 صانع قرار من أكثر من 180 دولة، ويضم أكثر من 150 عارضًا يعرضون أحدث الابتكارات في مجالات الزراعة والبستنة والزراعة الرأسية واستزراع الأحياء المائية وصحة الثروة الحيوانية فيما يأتي هذا المعرض في إطار رؤية الإمارات 2030 التي تسعى إلى تعزيز الإنتاج الغذائي المستدام من خلال تبني التقنيات الحديثة.

ويتزامن المعرض مع انعقاد “AgroFarm Middle East”، وهو فعالية متخصصة في تربية الثروة الحيوانية، مما يوفر منصة للتعاون وتبادل الخبرات بين المشاركين.

وسيشهد الحدث هذا العام إطلاق مؤتمر “Regenerative Agriculture Middle East” لأول مرة، والذي سيجمع نخبة من الرواد والخبراء في القطاع الزراعي لمناقشة أحدث الابتكارات في الزراعة التجديدية واستراتيجيات مكافحة التصحر. وسيتضمن المؤتمر كلمات رئيسية لعدد من المسؤولين الحكوميين والخبراء الدوليين.

وقال ألان كيلي، المدير التجاري والاستراتيجي في شركة “إنفورما كونكت”، المنظمة للحدث: “نحن فخورون بالعمل جنبًا إلى جنب مع حكومة الإمارات لتحقيق أهداف الأمن الغذائي الطموحة، ونسعى من خلال هذا الحدث إلى تعزيز التعاون والابتكار في القطاع الزراعي لدعم رؤية الإمارات 2051” فيما أعرب روب لوسون، الرئيس التنفيذي للشركة، عن سعادته بالمساهمة في تطوير قطاع الزراعة في الإمارات.

يشارك في الحدث عدد من الشركات الدولية، ومن بينها شركة “بالكو أستراليا” الرائدة في قطاع تصدير القش، التي أكدت مشاركتها كراعية رئيسية للمعرض.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟

في مقالين سابقين يتمحوران حول «فلسطين: الدولة الضرورة»، طرحتُ رؤية ترى أن الدولة الفلسطينية لم تعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية لبناء أمن إقليمي حقيقي. اليوم، أعود، من منظور آخر، لأسأل: هل قُتل شيمون بيريز، رمز التطبيع الاقتصادي والسلام التكنولوجي، تحت ركام الحرب والمجاعة في غزة؟

بصيغة أخرى: هل ماتت الأفكار الفلسفية التي شكّلت الأساس لرؤية بيريز في كتابه الشهير «الشرق الأوسط الجديد» (1993)؟ تلك الرؤية التي تخيّلت الإقليم مساحة تَعبر فيها المصالح فوق الجدران، وتقود فيه التكنولوجيا الإسرائيلية التنمية المشتركة.

فلسطين، في نظر بيريز، لم تكن عبئاً أمنياً، بل عنصراً أساسياً في نجاح التكامل. رؤيته لم تُولَد من فراغ؛ فقد استندت إلى جذور فلسفية واضحة: صهيونية غير قومية، كما في أفكار ناحوم غولدمان، وبراغماتية جون ديوي التي تمزج النظرية بالتطبيق، وفلسفة مارتن بوبر عن الحوار والتعددية.

بيريز أراد محاكاة النموذج الأوروبي: استبدال المصلحة بالقومية، والمشروعات بالحرب، لكنَّه لم يكن نزيهاً بالكامل؛ فرؤيته تجاهلت الاحتلال، وتغاضت عن أنَّ إسرائيل تمارس شكلاً من الفصل العنصري لا يقل فداحة عن نظام جنوب أفريقيا قبل مانديلا. مشروعه كان سلاماً بلا عدالة، لكنه، ورغم كل هذا، مهّد الطريق لاحقاً للاتفاقات.

في قلب تلك الرؤية كان الافتراض بأنَّ إسرائيل قادرة على «إدارة» التهديدات القريبة، لا إنهاء أسبابها. وقد تبنّت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا المنطق في التسعينات، معتبرة أن غزة والضفة يمكن ضبطهما أمنياً دون الحاجة لحل جذري.

بعد ثلاثة عقود، ورث بنيامين نتنياهو الدولة، لكن دون أن يرث رؤية بيريز. على العكس، بنى مشروعاً نقيضاً: مشروع «إسرائيل الكبرى»، مستخدماً السابع من أكتوبر ذريعة لتصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة والتطهير والمجاعة، لا عبر الاندماج.

نتنياهو أخذ عنوان «الشرق الأوسط الجديد» وجرّده من مضمونه. شعاره كان «السلام مقابل السلام»، بلا دولة فلسطينية، بل خريطة لإسرائيل الكبرى. وتزامَن ذلك مع صعود أصوات في واشنطن تعلن صهيونيتها علناً، دون خجل. بعد السابع من أكتوبر، لم تعد غزة مشكلة أمنية، بل «تهديداً يجب اقتلاعه»، وانهارت معها فكرة الاندماج الإقليمي. إسرائيل لم تعد تفكر في الربط عبر سكك الحديد أو مشاريع المياه، بل عبر الجدران الإلكترونية والطائرات المسيّرة وغرف المراقبة. تحوّل «غلاف غزة» إلى مبدأ إقليمي: جنوب لبنان منطقة عازلة، غور الأردن شريط أمني، وإيران خريطة ردع تمتد إلى نطنز وفوردو.
تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية.
في هذا السياق، نعم: شيمون بيريز قُتل رمزياً في غزة. لم يُقصف جسده، لكن جرى اغتيال رؤيته برُمّتها. ورغم افتقاد رؤيته للعدالة لكننا نتحسر عليها في زمن الإبادة والمجاعة. سقطت فكرة بيريز التي كانت ترى إسرائيل جسراً اقتصادياً، عند أول صاروخ ضرب منزلاً في رفح، وعند أول غرفة عمليات حلّت محل غرفة التجارة. تحولت التنمية من شراكة إلى أداة سيطرة. وتحوّل الحلم إلى كابوس الإبادة.

نتنياهو لا يريد شرق أوسط جديداً كما تصوّره بيريز، بل شرق أوسط تحت السيطرة الأمنية الكاملة. تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية. وهذا نموذج لا يمكن أن يستقر.

المفارقة أن إسرائيل التي تطمح إلى الاندماج التجاري، تُواصل بناء الأسوار والحواجز الأمنية. كأنَّها تريد أن تكون جزءاً من المنطقة اقتصادياً، ومعزولة عنها أمنياً. لكن في علم السياسة، هذا التناقض لا يصمد طويلاً، فلا يمكن لدولة أن تهيمن بالسلاح، وتُعامَل كشريك استثماري في الوقت نفسه.

مشروع بيريز كان ناقصاً، لم يعترف بالاحتلال، ولم يضع فلسطين شرطاً بل وسيلة، لكنَّه أدرك أنَّ العزلة خطر استراتيجي. أمَّا مشروع نتنياهو فيجعل من العزلة قيمة، ويَعدّ أن التفوق العسكري هو مفتاح الاستقرار.

ما نشهده، اليوم، ليس غلافاً أمنياً لإسرائيل، بل طوق خانق يلف المنطقة كلها.
«غلاف غزة» تمدَّد ليشمل دول الجوار. وهذه ليست وصفة لأمن مشترك، بل لتفجُّر دائم. ليس سلاماً، بل إملاء أمني.

من هنا، علينا نحن العرب أن نتمسك بالمسلَّمة الأساسية: لا شرق أوسط جديداً دون فلسطين. لا أمن دون عدالة. ولا استقرار دون دولة فلسطينية ذات سيادة. وها هي فرنسا تقترب من هذه الرؤية العربية التي تحتاج إلى مزيد من الزخم.

شيمون بيريز مات رمزياً في غزة، لكن رؤيته قابلة للإنقاذ، إذا أُعيد تعريف الشرق الأوسط الجديد كحاجة عربية، لا كتصوّر إسرائيلي مفروض. وإن حجر الأساس لهذا الشرق الأوسط الجديد هو الدولة الفلسطينية.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • كازاخستان تطلق خطة لتطوير أكثر من 100 صنف زراعي جديد
  • أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات
  • رزان زعيتر تدعو إلى مساءلة دولية حادة في حوار “الحوكمة التشاركية حول الأمن الغذائي” بلجنة الأمن الغذائي العالمي
  • “السعودية للكهرباء” تستضيف ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستكشاف تطبيقات أنظمة الطاقة الكهربائية
  • الأسباب مجهولة .. إلغاء اجتماع “الرباعية الدولية” بشأن السودان
  • “البيئة” تُطلق خدمتَي ترخيص التربية الريفية للدواجن والماشية لدعم صغار المربين وتعزيز استدامة قطاع الثروة الحيوانية
  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط
  • المخابر البيطرية الحكومية.. خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا
  • المخابر البيطرية الحكومية خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟