سرقة 18 حاوية من الذخيرة.. وقضية تجسس داخل القيادة الجنوبية
عصيان فى الاحتياط... وإسرائيل تقايض الأفارقة لسد العجز
فى حادثة متكررة لكنها الأضخم تكشف كذب أسطورة « الجيش الذى لا يقهر» وتعكس تصاعد التوترات الأمنية وحالة الارتباك التى تضرب حكومة الاحتلال الصهيونية، وتؤكد نظرية بيت العنكبوت التى تعيش عليها اقتحم مجهولون قاعدة 906 الخاصة بالاحتلال الإسرائيلى جنوب الأراضى الفلسطينية المحتلة نهاية الأسبوع الماضي، وتمكنوا من الاستيلاء على محتويات 18 حاوية مليئة بالذخيرة وأدوات حماية متطورة.
وقالت القناة 14 العبريَّة، إن عددا من الأشخاص اقتحموا قاعدة «بسلاخ»، وهى مدرسة لتأهيل الجنود، وتمكنوا من الوصول إلى 18 حاوية مليئة بالأسلحة، ونقلوها إلى الخارج، حيث نهبوا محتوياتها ثم لاذوا بالفرار.
وتشمل المسروقات، بحسب القناة، معدات للرؤية الليلية ومخازن مليئة بالأسلحة ومعدات للتدريب على إطلاق النار ووسائل قتالية خطيرة.
يأتى هذا الحادث فى أوج الحرب على قطاع غزة، «ما يزيد من خطورته ويثير تساؤلات عن مدى الإهمال فى قواعد الاحتلال الإسرائيلي
وكشفت أن هذا الهجوم جرى بسلاسة ودون أى تدخل من القوات المسئولة، ما يزيد من القلق بشأن الوضع الأمنى فى المنطقة. وعلى ما يبدو أن المخاطر الأمنية التى تهدد العناصر المقاتلة والمرافق العسكرية تتزايد، حيث أظهرت التحقيقات الأولية أن المقتحمين تمكنوا من الهرب بعد تنفيذ عمليتهم بنجاح، ما يشير إلى ضعف الإجراءات الأمنية فى هذه القاعدة الاستراتيجية.
وأشارت المصادر الإعلامية العبرية إلى أن هذه الواقعة قد تفتح أبوابًا لمزيد من الهجمات المحتملة، وتزيد من حالات القلق داخل مؤسسات الاحتلال العسكرية.
وشهدت قواعد الاحتلال فى السنوات الأخيرة، تكرارًا لعمليات سرقة الذخيرة والأسلحة، ويُعتقد أن عصابات تجار الذخيرة والأسلحة تقف وراء تلك العمليات، وتعمل على بيع العتاد العسكرى والوسائل القتالية لعصابات الجريمة المنظمة داخل إسرائيل.
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تلقى العصابات دعمًا ومساعدة من عاملين داخل القواعد العسكرية بينهم جنود وحراس، وتُباع الذخيرة والأسلحة للعصابات. وإضافة إلى ذلك، يتم تهريب كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة وبيعها للفصائل الفلسطينية فى الضفة المحتلة.
وكشفت تقارير عبرية، فى وقت سابق، عن قضية تجسس خطيرة داخل القيادة الجنوبية للاحتلال تتعلق بشخص وُصف بالمريض النفسي، انتحل صفة ضابط استخبارات واستخدم تقنيات متطورة لجمع معلومات سرية عن العمليات العسكرية وتمكن من اختراق اجتماعات سرية وتسجيل محادثات حساسة.
وأوضحت التقارير العبرية، أن المشتبه به قد يكون تعاون مع جهات خارجية، بينها غزة، ما أثار صدمة كبيرة داخل إسرائيل، وأثار تساؤلات حول دوافعه الحقيقية والجهة التى كان يعمل لصالحها.
وبدأت القضية عندما انتحل الجندى الذى أشير إليه برمز (X)، صفة ضابط برتبة مقدم فى القوات الإسرائيلية، وتسلل بطريقة ذكية إلى مركز قيادة الجبهة الجنوبية وهى الوحدة المسئولة عن إدارة العمليات العسكرية فى غزة.
وبحسب ما أوردته هيئة البث الرسمية، فقد استغل المتهم حالة الفوضى والارتباك التى تلت اندلاع الحرب، واستخدم شارات مزورة للدخول إلى مناطق مغلقة عسكريًا، وعلى الرغم من التدابير الأمنية المشددة، تمكن من اختراق نظام الأمن العسكرى والالتحاق بالاجتماعات السريَّة الخاصة بقيادة فرقة غزة.
ونجح فى التحايل على الضباط، بل قدم نفسه على أنه ضابط برتبة مقدم، مسئول عن توجيه العمليات، وقد نال ثقة بعض القيادات العسكرية، حيث طلب من ضابطة مسئولة عن أمن المعلومات فى قيادة الجبهة الجنوبية مساعدتها فى تفعيل إجراءات العمل فى قسمها، ثم أخذ هاتفها الجوال وأرسل معلومات حساسة من إلى هاتفه الخاص عبر تطبيق واتساب. كما تمكن من تسجيل محادثات مهمة مع كبار الضباط، واحتفظ بتلك المعلومات على هاتفه، دون أن يتمكن أحد من اكتشاف حيلته فى البداية.
يأتى ذلك فى ظل حالة العصيان التى تضرب قوات الاحتلال ورفض الإسرائيليين للخدمة العسكرية خاصة فى قطاع غزة من جانب طلاب المدارس الدينية « الحريديم»، وتتواصل المواجهات بين شرطة الاحتلال وعشرات المستوطنين «الحريديم»، على خلفية صدور قرار يلزمهم بالخضوع للخدمة الإجبارية.
وكشف تحقيق لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن استغلال المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لطالبى اللجوء من إفريقيا، عبر دفعهم للمشاركة ضمن عملياتها العسكرية فى حربها على قطاع غزة، فى ظروف خطيرة للغاية، مقابل المال ووعود بتسوية أوضاعهم القانونية مثل الحصول على إقامة دائمة.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على أدلة تؤكد أن إسرائيل، أغرت طالبى اللجوء الأفارقة بمساعدتهم فى الحصول على إقامة دائمة، مقابل المشاركة فى الحرب.
ونقلت الصحيفة عن شاب إفريقي، قوله إن «الشرطة استدعته وهناك اجتمع معه شخص من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية»، مضيفةً: «المسئول فى منظومة الأمنية عرض على الشاب الانضمام للجيش مع مهاجرين أفارقة آخرين».
وكانت المفاجأة وفقًا للصحيفة، عدم حصول أي من الأفارقة الذين شاركوا فى القتال فى قطاع غزة على إقامة، مؤكدةً أنه على الرغم من مشاركة أعداد من طالبى اللجوء من إفريقيا فى القتال البري، فإن الاحتلال الإسرائيلى لم يف بوعده لهم.
وبحسب مصادر أمنية، فقد تم ذلك بطريقة منظمة وتحت إشراف قانوني، مع تأكيدهم أنه على الرغم من الوعود التى قُدمت لطالبى اللجوء، لم يتم حتى الآن تسوية الوضع القانونى لأى منهم.
ودفعت أزمة التجنيد والنقص المستمر فى العديد بسبب الحرب القائمة منذ 11 شهرًا، الاحتلال إلى استجلاب مرتزقة أجانب للمشاركة فى قتل الفلسطينين فى قطاع غزة، فى ظل رفض طيف واسع من الإسرائيليين «الحريديم» محاولات فرض التجنيد الإجبارى عليهم.
ووعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وزير الإسكان الاحتلال، «إسحاق غولدكنوف»، بتمرير قانون إعفاء يهود الحريديم من التجنيد مقابل تصويت حزبه «يهودية التوراة» لموازنة عام 2025.
وتعليقًا على ذلك، قال رائد احتياط فى الاحتلال، «دافيدى بن تسيون»، إن «جيشنا الصغير غير قادر على الجلوس على أكتافنا فقط»، ولهذا السبب فإن اجتماع نتنياهو ـ غولدكنوف بشأن قانون التجنيد، الذى لن يجلب آلاف الجنود الذين نحتاجهم، هو خطأ فادح ويلحق الضرر بأمن إسرائيل».
وفى مقال لبن تسيون فى صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، تحدث عن تأييده للمطالبات الإسرائيلية التى تريد تحقيق النصر المطلق وإلحاق هزيمة بحماس إلا أنه اعتبر أن تحقيق هذا الطلب صعب بوجود مشكلة أن إسرائيل فى حرب وجودية، مع جيش تقلص على مدى سنوات، ومعنى النصر المطلق» هو استمرار الحرب لفترة طويلة وعلى عدة جبهات فى نفس الوقت.
ووصف طلب النصر المطلق دون فهم ما يترتب على ذلك، بسذاجة طفولية فى أحسن الأحوال، أو «غض طرف» فى أسوأ الأحوال، مشيرًا إلى وجود جبهات كثيرة تواجه «إسرائيل»، من حزب الله فى لبنان، وحماس فى قطاع غزة، والجهاد والسلطة الفلسطينية فى الضفة المحتلة وأن إيران تخيم فوق كل هذه الجبهات
كما شدد على أن شعار «معًا سننتصر» لا قيمة له، إذا كان المقصود بـ«معًا» هو أن «تذهب أنت إلى الاحتياط ونحن سننتصر».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوهن من بيت العنكبوت حكومة الاحتلال الصهيونية الأراضي الفلسطينية المحتلة قطاع غزة فى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض والنفايات بقطاع غزة وتحمل التكلفة
طالبت الإدارة الأميركية إسرائيل بإزالة كميات الأنقاض الهائلة في جميع أنحاء قطاع غزة ، التي خلفتها خلال حرب الإبادة في السنتين الماضيتين، وأن يبدأ ذلك في منطقة رفح، وأن تتحمل تكلفة إزالة الأنقاض.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع إن إسرائيل وافقت على هذا المطلب حاليا، لكنها ستبدأ في هذه الأثناء بإزالة الأنقاض في حي واحد في مدينة رفح، وأن تكلفة ذلك تقدر بما بين عشرات إلى مئات ملايين الشواكل، حسبما نقل عنه موقع "واينت" الإلكتروني اليوم، الجمعة.
ويتوقع أن تطالب إسرائيل لاحقا بإخلاء النفايات من قطاع غزة كله، بتكلفة تزيد عن مليار دولار، حسب "واينت"، وأن التقديرات تشير إلى أن هذه العملية ستستغرق سنين.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، هذا الأسبوع، فإن حجم الأنقاض في قطاع غزة 68 مليون طن، وأن الغالبية العظمى من المباني في القطاع هُدمت أو تضررت، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يشرف على إزالة الأنقاض.
وأشار "واينت" إلى أن إزالة الأنقاض هو شرط أساسي لبدء أعمال إعادة إعمار قطاع غزة، بموجب المرحلة الثانية لخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب. وتريد الإدارة الأميركية أن يبدأ مشروع إعادة الإعمار في منطقة رفح، وأن يصبح نموذجا ناجحا، وأن يجذب سكان كثيرين من أنحاء القطاع، وأن تتم إعادة إعمار المناطق الأخرى في مراحل قادمة.
وستنفذ إسرائيل هذه الأعمال في منطقة رفح بواسطة شركات متخصصة بمشاريع كهذه، بتكلفة عدة مليارات الشواكل. ولم يعقب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية على هذا التقرير.
وأشار التقرير إلى أن إدارة ترامب تمارس ضغوطا على إسرائيل من أجل البدء بشكل فوري بتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب، لكن إسرائيل تدعي أن هذا مشروط بإعادة حماس جثة الأسير الإسرائيلي الأخير. وتخشى إسرائيل أن تطالبها الولايات المتحدة ببدء المرحلة الثانية قبل إعادة هذه الجثة، وقبل تنفيذ خطة لنزع سلاح حماس.
وتسعى الإدارة الأميركية إلى نشر القوات الدولية في قطاع غزة، في بداية العام المقبل، وأن يبدأ نشرها في منطقة رفح، بسبب عدم وجود كبير لحماس فيها، حسب "واينت"، لكن الولايات المتحدة تتحدث عن دولتين، هما إندونيسيا وأذربيجان أو إحداهما، اللتان سترسلان جنودا إلى قطاع غزة، بينما لا توافق دول أخرى على إرسال جنود.
وتواصل الولايات المتحدة دفع انتشار قوات تركيا في القطاع، فيما تعارض إسرائيل ذلك بشدة، ويتوقع أن يلتقي المبعوث الأميركي، توم باراك، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، الأسبوع المقبل، في محاولة لإقناعه بالموافقة على دخول قوات تركية إلى القطاع.
وادعى نتنياهو، خلال محادثات مغلقة، أن القوة الدولية لن تنزع سلاح حماس، وأنه لا مفر من ضلوع الجيش الإسرائيلي في ذلك، حسب "واينت"، فيما قال مصدر إسرائيلي رفيع إن "الأميركيين يميلون إلى التحدث حول إعادة الإعمار وبشكل أقل حول نزع السلاح".
وسيبحث ترامب ونتنياهو موضوع الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب خلال لقائهما، نهاية الشهر الجاري، إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بلبنان وسورية، فيما تخشى إسرائيل أن يفرض ترامب عليها الانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، قبل سنة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل توافق على مطلب أميركي بتحمّل تكاليف إزالة الدمار في غزة إسرائيل: وصلنا إلى طرف خيط محتمل بشأن مكان رُفات آخر رهينة في غزة بالصور: الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال مناورات مشتركة مع البحرية الأميركية الأكثر قراءة إسرائيل: اتفاق حول ميزانية الأمن للعام 2026 بمبلغ 112 مليار شيكل الجيش الإسرائيليّ يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة على الحدود الشرقيّة أمن المقاومة بغزة يعلن فتح باب التوبة للعملاء لمدة 10 أيام ترامب كما لو كان رئيس العالم ! عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025