لتقليل خطر العدوى.. نصائح للتعامل مع المصاب بجدري القرود
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
عمّان- في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم حول انتشار جدري القرود تبرز تساؤلات بشأن سلوك الفيروس وطرق انتقاله وكيفية التعامل مع المصاب بهذا المرض.
ويقول الأستاذ الدكتور حامد الزعبي استشاري الفيروسات ورئيس ضبط العدوى في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي وكلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن إن فيروس جدري القرود المعروف أيضا باسم "إم بوكس" -كما تسميه منظمة الصحة العالمية- هو جزء من مجموعة فيروسات الأورثو بوكس.
ويضيف الاستشاري "يتميز هذا الفيروس بوجود غشاء دهني حوله، مما يسهل القضاء عليه باستخدام الماء والصابون أو المعقمات الكحولية، تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1958، وسجلت أول إصابة بشرية به عام 1970، ومع ذلك فإن بداية عام 2022 شهدت انتشارا ملحوظا للفيروس خارج نطاق أفريقيا، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا".
كيف ينتقل فيروس جدري القرود؟يوضح الزعبي أن فيروس جدري القرود ينتقل بين البشر بطرق متعددة تنقسم إلى مباشرة وغير مباشرة.
وتشمل الطرق المباشرة المخالطة اللصيقة للمصاب عبر الجلد أو إفرازات الجسم مثل التقبيل.
وقد ينتقل الفيروس عبر الجهاز التنفسي من خلال السعال أو العطس أو الحديث عن قرب، وبالإضافة إلى ذلك يمكن انتقال العدوى من الأم إلى الجنين، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الوفاة الجنينية أو الإجهاض.
أما الطرق غير المباشرة فتشمل ملامسة الأغراض التي استخدمها المصاب مثل الأغطية والملابس.
وقال الزعبي إن الأعراض تبدأ بظهور بثور أو تقرحات على الجلد والأغشية المخاطية، عادة في الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين.
وتشمل الأعراض الأخرى الحمى والصداع وآلام العضلات والوهن العام وتضخم الغدد اللمفاوية، وعادة ما يتعافى المصاب خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و4 أسابيع، ولكن يمكن أن تتطور الحالة إلى مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة في نحو 10% من الحالات، ويتم تأكيد الإصابة من خلال فحص البثور والتقرحات باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل (بي سي آر).
وقال الزعبي إنه يوجد لقاحان متوفران للفيروس، لكن استخدامهما محصور في ظروف معينة ولا يعطيان بشكل عام.
وأوضح الزعبي أن فترة حضانة (الفترة من الإصابة بالفيروس حتى بدء ظهور الأعراض) فيروس جدري القرود تتراوح بين يوم واحد إلى 21 يوما، وعادة ما تكون أسبوعا، ويصبح الشخص معديا من ظهور الأعراض حتى الشفاء التام وظهور طبقة جلدية جديدة، والتي قد تستغرق شهرا أو أكثر، في حين لا يعرف بشكل مؤكد ما إذا كان الشخص معديا خلال فترة الحضانة، لكن الدراسات لا تزال جارية لفهم هذه النقطة بشكل أعمق.
كيفية التعامل مع المصاب بجدري القرود؟وقال الزعبي إنه للتقليل من خطر الإصابة ينصح بالتالي:
عزل المصاب لمدة 21 يوما وتجنب المخالطة المباشرة معه. يجب غسل اليدين بانتظام أو استخدام المعقمات عند التعامل مع الأسطح أو أثناء رعاية المصاب. ينصح بعدم استخدام المراوح أو المكانس الكهربائية في غرفة المصاب لتجنب نشر الفيروس. يجب على مقدمي الرعاية الصحية ارتداء القفازات، الكمامات، والعباءات الطبية. العلاجبدوره، يقول الدكتور ضرار حسن البلعاوي أستاذ ومستشار علاج الأمراض المعدية إنه لا يوجد علاج محدد لفيروس جدري القرود، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض وتقديم الرعاية الداعمة.
وأضاف البلعاوي أن بعض الأدوية المضادة للفيروسات، مثل "تيكوفيريمات" (Tecovirimat) و"برينسيدوفوفير" (Brincidofovir) أظهرت فعالية في معالجة الحالات الشديدة، لكنها غير متاحة على نطاق واسع، لقاح الجدري البشري -الذي تم إيقافه في عام 1980- يمكن أن يوفر حماية تصل إلى 85% ضد فيروس جدري القرود، ويستخدم أحيانا في حالات تفشي المرض.
مصادر العدوى
وأشار البلعاوي الى أن القوارض مثل السناجب والفئران هي المصدر الرئيسي لفيروس جدري القرود في الطبيعة، وعلى الرغم من أن بعض الحيوانات الأخرى مثل القرود يمكن أن تصاب بالفيروس فإنها تعتبر مضيفات عرضية وليست المصدر الرئيس للعدوى، وقد تم تحديث التسمية مؤخرا إلى "إم بوكس" لتصحيح الاعتقاد الخاطئ بأن القردة هي المصدر الأساسي للفيروس.
وبيّن البلعاوي أن معظم المصابين بفيروس جدري القرود يشفون تماما دون آثار جانبية، ولكن العدوى الشديدة قد تؤدي إلى ظهور ندبات على الجلد، خاصة في حالات الطفح الجلدي الشديد، وفي حالات نادرة قد تؤثر العدوى على خصوبة الرجال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فیروس جدری القرود
إقرأ أيضاً:
يومها العالمي | المستشفيات الجامعية تنظم الاحتفالية السنوية لنظافة الأيدي
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا بتطبيق معايير الجودة ومكافحة العدوى داخل المستشفيات الجامعية، مشيرًا إلى أن نظافة الأيدي تمثل خط الدفاع الأول لحماية المرضى والعاملين بالقطاع الصحي، وتُعد ركيزة أساسية في تحسين مستوى الرعاية الصحية، مشيدًا بجهود المستشفيات الجامعية في هذا المجال، وتعاونها المستمر مع الشركاء المحليين والدوليين.
وفي هذا السياق، وتحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، نظمت المستشفيات الجامعية "الاحتفالية السنوية لنظافة الأيدي" احتفالًا باليوم العالمي لنظافة الأيدي، وذلك بإشراف الدكتور عمر شريف عمر، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، والدكتورة غادة إسماعيل، أمين اللجنة العليا لمكافحة العدوى بالمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ومنسق تدريب المركز الشمالي لشبكة مكافحة العدوى في إفريقيا، وبمشاركة عدد من الجامعات والمراكز المتخصصة، وبحضور ممثلين عن منظمة الصحة العالمية، والجهات المعنية بمكافحة العدوى والرعاية الصحية.
ناقشت الاحتفالية عددًا من الموضوعات المهمة، من بينها استعراض أنشطة الجامعات في مجال نظافة الأيدي، وشعار اليوم العالمي لنظافة الأيدي 2025 "قد تكون قفازات. إنها دائمًا نظافة اليدين"، ودور منظمة الصحة العالمية في دعم برامج مكافحة العدوى بالمؤسسات الصحية، فضلًا عن تعزيز ثقافة أمان المريض وجودة الرعاية الصحية من خلال التوعية بنظافة الأيدي، وتكريم أفضل الممارسات وأبطال مكافحة العدوى في المستشفيات الجامعية.
من جانبه، صرّح الدكتور عمر شريف عمر أن الاحتفال باليوم العالمي لنظافة الأيدي يُجسد التزام المستشفيات الجامعية بتعزيز ثقافة أمان المريض، ويعكس الجهود المستمرة في دعم برامج مكافحة العدوى، مشيدًا بالمشاركة الفعالة من الجامعات المصرية، والتعاون المثمر مع منظمة الصحة العالمية وشركاء الرعاية الصحية في مصر.
جاء تنظيم هذه الاحتفالية في إطار التزام المستشفيات الجامعية بتطبيق أعلى معايير مكافحة العدوى، ونشر الوعي بأهمية نظافة الأيدي في تعزيز أمان المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية.