اختتمت اليوم فعاليات ملتقى التنقل الأخضر الثاني الذي تنظمه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في محافظة ظفار برعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار؛ بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين ناقشوا خلال الملتقى الابتكارات والتوجهات في مجال التنقل الأخضر؛ بهدف تعزيز الوعي بأهمية التنقل الأخضر كوسيلة للحد من التلوث وتعزيز مفاهيم التنقل المستدام، إلى جانب تعزيز الشراكات بين مختلف القطاعات بما يسهم في تطوير إستراتيجيات فعّالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز مفهوم التنقل الأخضر في المجتمع.

خطوات مهمة

وأكد سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل أن التنقل الأخضر أصبح على قمة أجندة التنمية المستدامة في سلطنة عمان، وعلى سلّم التزامات الحكومة التي تتبنى هذا التوجه بخطة واضحة ومدروسة.

وأوضح سعادته أن سلطنة عمان قطعت خطوات مهمة خلال السنوات الماضية نحو تحقيق رؤية مستقبل التنقل الأخضر لعام 2050 للتقليل من الانبعاثات الكربونية، ففي 2023 بلغ عدد إجمالي المركبات الكهربائية 550 مركبة كهربائية وارتفع ذلك الرقم في 2024 بنسبة بلغت حوالي 300% بوصولنا إلى ما يقارب 1500 مركبة كهربائية.

وأضاف: على صعيد تطوير البنى الأساسية قمنا بالتعاون مع القطاع الخاص في 2023 بتركيب نقاط شحن للمركبات الكهربائية بما يزيد عن (120) نقطة شحن، ونتوقع بنهاية هذا العام أن يصل عدد الشواحن إلى ما يزيد على 200 نقطة شحن، وما يزيد على 350 نقطة شحن في عام 2027 في مختلف محافظات سلطنة عمان.

جهود وإشادة

وأشار سعادته إلى أن هناك جهودًا أخرى تستحق الإشارة إليها؛ منها إطلاق أول حافلة كهربائية من شركة «مواصلات» لتعزيز الاستدامة لمنظومة النقل العام في سلطنة عمان، وفيما يخص قطاع الموانئ فهناك مبادرات عديدة أهمها تحويل معدات الموانئ الحالية للعمل بالطاقة الكهربائية وأيضا توصيل السفن بالطاقة النظيفة في حين انتظارها لإنهاء إجراءاتها وأيضا هناك مبادرتان إحداهما تسير وقود القطر والرشاد بوقود الديزل الحيوي، وفي القطاع الجوي تسعى سلطنة عمان إلى تحويل مطاراتها لتكون مطارات صديقة للبيئة من خلال عدة مبادرات قادمة كمحطة إنتاج الوقود المستدام للطائرات وهناك مبادرات حثيثة من القطاع الخاص لهذا الموضوع لتعظيم الفائدة للمطارات وتقليل بصمتها البيئية وتحقيق وفورات كبيرة على المدى الطويل؛ وهذا التقدم يأتي ترجمة لجهود الحكومة في تشجيع استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة.

وأضاف الشماخي: «إلى جانب ذلك تعمل الوزارة على تعظيم دور تقنية المعلومات والاتصالات من خلال خفض الانبعاثات في مراكز البيانات وفي أبراج الاتصالات كطريقة مباشرة لتقليل الانبعاثات».

انبعاثات كربونية

وأكد سعادة المهندس أن قطاع النقل في سلطنة عمان يتسبب بنسبة حوالي 18% من إجمالي نسبة الانبعاثات الكربونية لذا فإن مهمتنا الرئيسية مضاعفة جهودنا لتسريع عملية التحول إلى التنقل الأخضر في أنحاء سلطنة عمان، وفي سبيل تحقيق تلك الغاية قامت الوزارة في الأعوام الماضية بتنفيذ عدة برامج وحوافز متنوعة لمالكي المركبات الكهربائية بما في ذلك إعفاءات ضريبية وتسهيلات للشحن، كما تم إطلاق مبادرات لتطوير البنية الأساسية اللازمة لدعم هذا التحول، مؤكدًا التزام وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالعمل مع شركائنا في القطاعين العام والخاص لتحقيق هذا الهدف، وسنسعى لتنفيذ خطط طموحة لتطوير البنية الأساسية للمركبات الكهربائية وتقنيات النقل المستدام، ودعم ابتكار الحلول الخضراء في مجال النقل واللوجستيات.

المبادرات المحلية

وأطلقت الوزارة عدة مبادرات محلية في مجال التنقل الأخضر وهي مبادرة تنفيذ مشروع طريق (دبا - ليما - خصب) باستخدام معدات كهربائية لتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث يعدّ الأول من نوعه في الشرق الأوسط، كما تم تدشين مبادرة مشروع الممرات الخضراء للشاحنات، حيث يتم استخدام شاحنات تعمل بطاقة الهيدروجين الأخضر، مما يعزز الاستدامة في قطاع النقل، إلى جانب ذلك تم تدشين مبادرة مشروع الوقود المستدام للطائرات بهدف تطوير حلول تكنولوجية لإنتاج واستخلاص وقود طائرات أكثر استدامة (SAF)، مع التركيز على المصادر الطبيعية المتجددة، بالإضافة إلى إطلاق مشروع تجريبي لتفعيل الدراجات الكهربائية في توصيل الطعام حيث يتم استخدام الدراجات الكهربائية في توصيل الطلبات في سلطنة عمان؛ بهدف تقليل انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة.

حلقات عمل

شهدت حلقات العمل والجلسات الحوارية مشاركة ممثلين وخبراء من سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر الخروج بعدة مخرجات منها: تعزيز التنقل الأخضر من خلال الممر الأخضر، حيث يهدف الممر الأخضر إلى تشجيع استخدام المركبات الكهربائية والهجينة في المنطقة من خلال توفير شبكة متكاملة من محطات الشحن السريعة والبطيئة، وزيادة انتشار البنية الأساسية اللازمة، كما يهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات بين الدول الأعضاء في مجال تقنيات المركبات الكهربائية وتشريعاتها.

كما خرجت حلقات العمل والجلسات الحوارية بمقترح منصة مشتركة لتحديد مواقع أجهزة الشحن لتسهيل الوصول إلى المعلومات المتعلقة بمواقع محطات الشحن، وكمية الطاقة المتاحة، وأسعار الشحن، مما يساعد في تحسين تجربة السائقين، وتشجيع استخدام المركبات الكهربائية، وزيادة كفاءة الشبكة، إضافة إلى استخدام أساليب مشتركة خضراء في الموانئ للشحن البحري، حيث ستعمل الدول الأعضاء على تبني أساليب خضراء في عمليات الشحن في الموانئ، لتقليل انبعاثات الكربون، الذي سيسهم في حماية البيئة البحرية، وتقليل التلوث، وتحسين كفاءة عمليات الشحن، كما ستعمل الدول الأعضاء على تطوير نظام شامل لإدارة عمليات تقطيع السفن وإعادة التدوير، مع مراعاة المعايير البيئية الدولية الذي سيساعد على تقليل المخاطر البيئية المرتبطة بهذه العمليات، وتحسين إعادة استخدام المواد، وتشجيع إعادة التدوير.

ويعد تطوير تقنيات مبتكرة لقطع الغيار إحدى نتائج الورش، حيث ستركز الدول الأعضاء على سلاسل الإمداد لقطع الغيار بالمركبات الكهربائية والهجينة، مما يساعد في تقليل تكلفة صيانة المركبات، وتحسين كفاءتها، وتشجيع استخدامها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، حيث ستعمل الدول الأعضاء على تعزيز التعاون والتنسيق بينها في مجال الإستراتيجيات والتشريعات البيئية، وتبادل المعرفة والخبرات بما يحقق أهداف المبادرة بسرعة أكبر، ويساعد في تذليل العقبات وتحقيق التكامل بين الدول الأعضاء من خلال عقد اجتماعات دورية بين اللجنة العليا للتنقل الأخضر للتباحث في التقدم المُحرز وتحديد الخطوات المقبلة، ودراسة منصة للتواصل بين الخبراء والمختصين في مجال التنقل الأخضر لتبادل أفضل الممارسات والمعرفة، والعمل على تنفيذ مشروعات مشتركة في مجال التنقل الأخضر لزيادة كفاءة الاستثمارات وتقليل التكاليف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرکبات الکهربائیة الدول الأعضاء على فی سلطنة عمان من خلال

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات معرض الرعاية الطبية بمشاركة نحو 136 شركة

دمشق-سانا

انطلقت اليوم فعاليات المعرض الطبي الدولي “معرض الرعاية الطبية” بدورته الـ 18 على أرض مدينة المعارض بدمشق، وذلك بمشاركة 85 شركة محلية للتجهيزات الطبية والصناعات الدوائية، و51 شركة ممثلة عن 170 وكالة خارجية، من 29 دولة عربية وأجنبية.

ويهدف المعرض الذي يستمر لغاية ال 21 من حزيران الجاري إلى تحفيز الاستثمارات وتشجيع الصناعات الطبية والدوائية السورية، وتوفير فرص العمل ورفد قطاع الصحة في المجالات الطبية والدوائية والمخبرية بأحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات طبية ودوائية ومخبرية، وضمان مواكبة التطورات المتسارعة في مجال تقديم أفضل الخدمات الصحية لمواطني سوريا.

معاون وزير الصحة للشؤون الصيدلانية الدكتور عبدو محلي أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن المعرض يأتي في إطار رؤية القيادة لانفتاح سوريا على دول الخارج وفتح باب الاستثمارات وزيادة الحركة الاقتصادية أمام التصدير وتحفيز الاستثمار في سوريا.

وأكد الدكتور محلي أن وزارة الصحة تشجع جميع الشركات على العودة والاستثمار في سوريا، وخاصة الشركات التي تضررت خلال ال 14 عاماً الماضية، مؤكداً منحهم التسهيلات الممكنة سواء من قبل وزارة الصحة أو هيئة الاستثمار أو الوزارات الأخرى.

وتعمل الوزارة وفق الدكتور محلي على تأهيل الكوادر الطبية وزيادة عدد الكوادر من أصحاب الكفاءات العلمية والموارد البشرية، لتسريع تسجيل الأدوية واستيراد الأدوية النوعية من خلال التعاون مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية، إضافة لتشجيع المصانع التي تستثمر في سوريا لإنتاج أصناف جديدة ونوعية اكتفاء ذاتي من الأجهزة والتجهيزات المعينة والاتجاه نحو الصناعات النوعية.

المدير العام للشركة المنظمة أيمن الشماع بيّن أن هذا المعرض هو حدث استثنائي يجمع أحدث الابتكارات الطبية والدوائية والخبراء المحليين والدوليين، ليعكس عودة الأمل لمستقبل أفضل لسوريا ما بعد التحرير، لافتاً إلى أن المعرض يشكل فرصة ذهبية لتحديث المعارف والخبرات وفتح آفاق جديدة لتطوير البنى التحتية الصحية في سوريا.

الدكتور الصيدلاني مضر القواريط وكيل شركة أبينا في سوريا، أكد أن المشاركة في المعرض تهدف لطرح منتجات الشركة في السوق السورية وتقديم حلول صحية مميزة للأطفال وكبار السن، موضحاً أن منتجات الشركة مصنوعة في الدنمارك وتحمل شهادات مطابقة للمعايير الأوروبية والسورية.

وأشار القواريط إلى أن الشركة انطلقت في دمشق بعد التحرير مع التطلع للانتشار في باقي المحافظات، مؤكداً أنه لم يتم مواجهة أي عقبات بفضل التسهيلات المقدمة من وزارة الصحة واعتماد المنتجات رسمياً في أوروبا وبريطانيا.

المهندس الطبي همام شربجي من شركة إيميكو لتجهيز المشاريع الطبية أوضح أنه بعد تحرير سوريا تم وضع رؤية تناسب السوق السورية، وخاصة أن واقع البنية التحتية للقطاع الصحي في سوريا يتطلب التعاون لإعادة الإعمار والبناء.

من جانبه أوضح المهندس الطبي خالد شودا من شركة النورس للتجهيزات الطبية أن مشاركتهم شملت مجموعة واسعة من الأجهزة وهي حواضن وكراسي كهربائية وأسرّة عمليات وأجهزة إيكو، بهدف جذب أكبر عدد من الزوار من داخل البلاد وخارجها، والتعريف بجودة تجهيزاتها الطبية التي تغطي مختلف أقسام المشفى.

مديرة الرعاية العلمية لشركة ابن رشد الدكتورة سلافة عمر أوضحت أن الصناعة الدوائية السورية موجودة ومستمرة رُغم كل الظروف، والشركة تعمل بطاقة إنتاجية كاملة، لافتة إلى أنه بعد تحرير سوريا باتت عملية نقل البضائع ميسرة أكثر، ورفع العقوبات أثّر بشكل إيجابي على سوق الأدوية.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • سلا..اختتام برنامج “محاضرات علمية” لمحاربة التطرف داخل السجون المغربية بمشاركة 345 نزيلاً
  • 30.6 مليار ريال الإجمالي التراكمي للاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عمان
  • بمشاركة يمنية فاعلة.. اختتام ورشة تعزيز قدرات الدول في مصادرة الأصول الإجرامية
  • فعاليات جماهيرية بانطلاق ملتقى الوقاية من المخدرات 2025
  • سلطنة عمان تبحث مع روسيا والصين ضرورة وقف حرب إسرائيل وإيران
  • انطلاق فعاليات معرض الرعاية الطبية بمشاركة نحو 136 شركة
  • مفاوضات سرية بين إيران وأمريكا في سلطنة عمان لاحتواء التصعيد
  • عاجل | إيران تنفي إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عمان
  • ‌‏رويترز: وفد تفاوض إيراني وصل إلى عُمان
  • اختتام بطولة طرابلس للشطرنج المؤهلة لبطولة ليبيا بمشاركة 68 شطرنجيا